الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكن سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي بصر بالقوم وقد اقتادوا الإبل، فأنذر المسلمين فنادى: الفزع الفزع. فنودي: يا خيل الله اركبي! وكان أول ما نودي بها! وقام سلمة بمطاردة غيينة وأصحابه وحده، حتى لحق به المسلمون الذين استطاعوا تخليص الإبل والمرأة المسلمة بعد أن وصلوا بمطاردتهم ماء (بذي قرد) .
وجاء من يخبر المسلمين أن عيينة وأصحابه وصلوا موضعا بعيدا عن (ذي قرد) فنحروا لهم جزورا، فلما كشطوا عنها جلدها رأوا غبارا، فتركوا جزورهم في محلها وهربوا بسرعة، لأنهم ظنوا أن المسلمين اقتربوا من مواضعهم.
ولم يكد هؤلاء الأعراب يصدقون أنهم يستطيعون النجاة بأنفسهم!!!
سرايا توطيد الأمن وتشديد الحصار الاقتصادي
راجع الملحق (ز)
1- الهدف:
تأمين المدينة المنورة التي هي القاعدة الأمينة للإسلام، وفرض سيطرة المسلمين على القبائل التي حولها، وتشديد وطأة الحصار الاقتصادي على قريش وحلفائها.
2- الحوادث:
أ- سرية عكاشة بن محصن الأسدي الى الغمر «1» :
وجّه رسول الله صلى الله عليه وسلم عكاشة بن محصن الأسدي في شهر ربيع الأول سنة
(1) - الغمر: غمر مرزوق، وهو ماء لبني أسد على ليلتين من قيد طريق الأول الى المدينة. أنظر طبقات ابن سعد 2/ 84.
ست الهجرية الى (الغمر) في أربعين رجلا، فخرج سريعا يغذّ السير، ولكن الأعراب علموا بمسيره إليهم فهربوا وتركوا ديارهم خالية، فاستاق المسلمون مائتي بعير وعادوا الى المدينة دون أن يلقوا كيدا.
ب- سرية محمد بن مسلمة الى (ذي القصّة)«1» :
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة في ربيع الآخر سنة ست الهجرية الى بني ثعلبة وبني عوال من ثعلبة وهم (بذي القصة) في عشرة نفر، فوردوا عليهم ليلا؛ ولكنّ الأعراب وهم مائة رجل استطاعوا قتل أصحاب محمد بن مسلمة وجرحه فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في أربعين رجلا الى مصارع المسلمين فلم يجدوا أحدا ووجدوا نعما وشاء فساقه أبو عبيدة ورجع الى المدينة المنورة.
ج- سرية أبي عبيدة بن الجراح الى ذي القصّة:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في أربعين رجلا في شهر ربيع الآخر سنة ست الهجرية الى (ذي القصّة) الى بني محارب الذين أجمعوا أن يغيروا على سرح المدينة وهو يرعى ب (هيفا)«2» ، فمشوا إليهم بعد صلاة المغرب حتى وافوا (ذا القصة) في عماية الصبح، فأغاروا عليهم، فهرب الأعراب، وأصاب أبو عبيدة رجلا واحدا فأسلم وتركه وأخذ نعما من نعمهم فاستاقه كما أخذ متاعهم وقدم بذلك المدينة المنورة.
(1) - ذو القصة: موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا وهو طريق الربذة. وهي على بريد من المدينة تلقاء نجد. أنظر معجم البلدان 7/ 114.
(2)
- هيفا: موضع على سبعة أميال من المدينة. أنظر طبقات ابن سعد 2/ 86.
د- سرية زيد بن حارثة الى سليم بالجموم «1» :
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة الكلبي في شهر ربيع الآخر سنة ست الهجرية الى بني سليم، فسار حتى ورد (الجموم) ، فأصاب نعما وشاء وأسرى، ثم عاد بأصحابه الى المدينة المنورة.
هـ- سرية زيد بن حارثة الى العيص «2» :
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة الكلبي في جمادى الأولى سنة ست الهجرية يتعرض لعير قريش في طريق عودتها من الشام الى مكة، فأخذ المسلمون العير وما فيها وأسروا ناسا ممن كان في العير وعادوا الى المدينة المنورة.
وسرية زيد بن حارثة الى الطرف «3» :
بعث رسول الله س زيد بن حارثة الكلبي في جمادى الآخرة سنة ست الهجرية الى الطرف، فخرج الى بني ثعلبة في خمسة عشر رجلا، فأصاب نعما وشاء وهربت الأعراب، وصبّح زيد بالنعم المدينة المنورة بعد أن غاب أربع ليال دون أن يلقى كيدا.
(1) - الجموم: أرض لبني سليم. أنظر معجم البلدان 3/ 140، تقع ناحية بطن نخل عن يسارها، وبطن نخل من المدينة على أربعة برد. أنظر طبقات ابن سعد 2/ 86.
(2)
- العيص: موضع في بلاد بني سليم به ماء يقال له: ذنبان العيص. أنظر معجم البلدان 6/ 248، بينها وبين المدينة أربع ليال وبينها وبين ذي المروة ليلة. أنظر طبقات ابن سعد 2/ 87.
(3)
- الطرف: ماء قريب من المراض دون النخيل على ستة وثلاثين ميلا من المدينة طريق البصرة على المحجة. أنظر طبقات ابن سعد 2/ 87.
ز- سرية زيد بن حارثة الى حسمي «1» :
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة الكلبي في جمادى الآخرة سنة ست الهجرية الى (حسمي) في خمسمائة رجل، فكان زيد يسير الليل ويكمن النهار ومعه دليل من بني عذرة، فلما وصل (حسمي) هجم على القوم مع الصبح فقتلوا فيهم فأوجعوا وأغاروا على ما شيتهم فأخذوا من النعم ألف بعير ومن الشاة خمسة آلاف شاة ومن السبي مائة من النساء والصبيان.
ولكنّ زيد بن رفاعة الجذامي رحل في نفر من قومه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفع إليه كتابه الذي كان كتب له ولقومه ليالي قدم عليه فأسلم، فبعث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الى زيد بن حارثة يأمره أن يخلي بينهم وبين أموالهم وحرمهم.
وكان سبب هذه الغزوة، أن دحية بن خليفة الكلبي أقبل مرة عند قيصر في طريق عودته الى المدينة، فلقيه الهنيد بن عارض وابنه عارض بن الهنيد في ناس من جذام بحسمي، فقطعوا عليه الطريق فلم يتركوا عليه إلا سمل ثوب، فقدم دحية على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فبعث زيدا لإعطاء درس قاس لجذام حتى لا يعودوا لمثلها أبدا.
ح- سرية عبد الرحمن بن عوف الى دومة الجندل:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف في شعبان سنة ست الهجرية الى بني كلب في (دومة الجندل)، وقبل أن يبعثه دعاه فأقعده بين يديه وعمّمه بيده وقال:(أغز باسم الله وفي سبيل الله فقاتل من كفر بالله! لا تغلّ ولا تغدر ولا تقتل وليدا) !
(1) - حسمي: أرض ببادية الشام بينها وبين وادي القرى ليلتان وبين وادي القرى والمدينة ست ليال. أنظر التفاصيل في معجم البلدان 3/ 276. وهي الأراضي المتحدة على طوار سفوح جبال البتراء جنوبا، فشرقا حتى الحدود الأردنية السعودية، وتشمل منطقة رم (إرم) ، وتبلغ مساحتها (5000) كيلومتر مربع في المنطقة الأردنية.
سار عبد الرحمن حتى قدم (دومة الجندل) فمكث فيها ثلاثة أيام يدعوهم الى الإسلام، فأسلم الأصبع بن عمرو الكلبي وكان نصرانيا وكان رأسهم، وأسلم معه ناس كثير من قومه، وأقام من أقام على إعطاء الجزية.
ط- سرية علي بن أبي طالب الى بني سعد بن بكر ب (فدك)«1» :
بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعا من بني سعد بن بكر يريدون أن يمدّوا يهود خيبر، فبعث إليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مائة رجل، فسار الليل وكمن النهار حتى انتهى الى (الهجح)«2» ، فوجدوا به رجلا فسألوه عن القوم فقال: أخبركم على أنكم تؤمنوني. فأمنوه، فدلهم، فأغاروا عليهم، فأخذوا خمسمائة بعير وألفي شاة، وهربت بنو سعد.
وقدم على المدينة ولم يلق كيدا.
ي- سرية زيد بن حارثة الى أم قرفة بوادي القرى «3» :
خرج زيد بن حارثة في تجارة الى الشام ومعه بضائع لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان دون (وادي القرى) لقيه ناس من فزارة من بني بدر فضربوه وضربوا أصحابه وأخذوا ما كان معهم.
وعاد زيد الى المدينة المنورة فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة ست
(1) - فدك: قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان. أنظر معجم البلدان 6/ 42، وفي طبقات ابن سعد 2/ 92 انه بينها وبين المدينة ست ليال. وتقع شمال المدينة المنورة في طريقها الى تبوك.
(2)
- هجح: ماء وعيون عليه نخل من جهة وادي القرى. أنظر معجم البلدان 8/ 471، وفي طبقات ابن سعد 2/ 90، أنه ماء بين خيبر وفدك.
(3)
- وادي القرى: واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى. أنظر معجم البلدان 8/ 375.
الهجرية إليهم، فكمنوا النهار وساروا الليل. وعلم بنو بدر بحركة المسلمين إليهم ولكن زيدا وأصحابه صبّحوهم وأخذوا منهم أسرى.
وعاد زيد الى المدينة وبشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصر الله.
ك- سرية عبد الله بن رواحة الى أسير بن زارم.
لما قتل أبو رافع سلام بن أبي الحقيق أمّرت يهود عليهم أسير بن زارم، فسار في غطفان وغيرهم يجمعهم لحرب المسلمين.
وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجّه عبد الله بن رواحة على رأس ثلاثة نفر من المسلمين في شهر رمضان سنة ست الهجرية سرا فسأل عن خبر أسير فأخبر بأنه يحرّض غطفان وغيرها من القبائل على حرب المسلمين.
وقدم ابن رواحة على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره خبر أسير، فندب الناس فانتدب له ثلاثون رجلا، فبعث عليهم عبد الله بن رواحة، فقدموا على أسير وقالوا:
(إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا إليك لتخرج إليه فيستعملك على خيبر ويحسن إليك) ، فطمع في ذلك، فخرج وخرج معه ثلاثون رجلا من يهود مع كل رجل رديف من المسلمين حتى إذا كانوا ب (قرقرة ثبار)«1» ، ندم أسير وأراد الغدر بالمسلمين، ولكنّ المسلمين حملوا عليهم فقتلوا أصحابه جزاء غدرهم.
وعادوا الى المدينة فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدر يهود، فقال:(نجاكم الله من القوم الظالمين) .
ل- سرية كرز بن جابر الفهري الى العرانيين:
قدم نفر من (عرينة)«2» ثمانية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا، فأمر بهم الى
(1) - قرقرة ثبار: موضع بين خيبر والمدينة.
(2)
- عرينة: قبيلة من العرب، واسم موضع ببلاد فزارة. أنظر معجم البلدان 6/ 165.
لقاحه وكانت ترعى في منطقة (قباء) على ستة أميال من المدينة، فكانوا فيها حتى صحّوا وسمنوا فغدوا على اللقاح فاستاقوها، فأدركهم يسار مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر فقاتلهم فقطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات.
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فبعث في أثرهم عشرين فارسا واستعمل عليهم كرز بن جابر الفهري فأدركوهم وأحاطوا بهم وأسروهم وربطوهم ثم أردفوهم على الخيل حتى قدموا بهم المدينة، فقتلوا.
م- سرية عمرو بن أمية الضّمري:
قال أبو سفيان بن حرب لنفر من قريش: (ألا أحد يغتال محمدا، فإنه يمشي في الأسواق) ؟ فأتاه رجل من الأعراب متطوعا لقتل النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، فأعطاه أبو سفيان بعيرا ونفقة وقال:(إطو أمرك) ؛ فخرج ليلا حتى قدم المدينة بعد خمسة أيام.
ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأعرابي رابه أمره فقال: (إن هذا ليريد غدرا)
…
وحاول الأعرابي اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجذبه أسيد بن الحضير فأسره من إزاره فوجد خنجرا لديه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اصدقني ما أنت) ؟
قال: (وأنا آمن) ؟ قال: (نعم) . فأخبره بأمره وما جعل له أبو سفيان، فخلّى عنه.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية وسلمة بن أسلم إلى أبي سفيان بن حرب وقال: (إن أصبتما منه غرّة فاقتلوه) ! فدخلا مكة ومضى عمرو بن أمية يطوف بالبيت ليلا فرآه معاوية بن أبي سفيان فعرفه، فأخبر قريشا بمكانه، فخافوه وطلبوه.