الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8-
ابتدأت معركة (بدر) صباح يوم الجمعة 17 رمضان من السنة الثانية الهجرية، وانتهت مساءه، وبقي المسلمون ثلاثة أيام في (بدر) بعد المعركة
…
ثم غادروها عائدين الى المدينة المنورة.
خسائر الطرفين
1-
المسلمون:
استشهد أربعة عشر مسلما: ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.
(انظر الملحق ج) .
2-
المشركون:
قتل سبعون رجلا «1» وأسر سبعون أيضا «2» .
أسباب انتصار المسلمين
1- قيادة موحدة:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو القائد العام للمسلمين في معركة (بدر) ، وكان
(1) - فيهم: شيبة وعتبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة والعاص بن سعيد بن العاص وأبو جهل ابن هشام، وأبو البختري وحنظلة بن أبي سفيان بن حرب، والحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وطعيمة بن عدي وزمعة بن الأسود بن المطلب، ونوفل بن خويلد والنضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط والعاص بن هشام بن المغيرة خال عمر بن الخطاب، وأمية بن خلف وعلي بن أمية بن خلف ومنبه بن الحجاج، ومعبد بن وهب.
(2)
- كان في الأسارى: نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبو العاص ابن الربيع وعدي بن الخيار وأبو عزيز بن عمير والوليد بن الوليد بن المغيرة وعبد الله بن أبي ابن خلف وأبو عزّة عمرو بن عبد الله الجمحي الشاعر، ووهب بن عمير بن وهب الجمحي وأبو وداعة بن خبيرة السهمي وسهيل بن عمرو العامري.
المسلمون يعملون يدا واحدة تحت قيادته: يوجّههم في الوقت الحاسم للمحل الحاسم للقيام بعمل حاسم، وهذا هو واجب القائد الكفء.
وكان ضبط المسلمين في تنفيذ أوامر قائدهم مثالا رائعا للضبط الحقيقي المتين، وإذا كان الضبط أساس الجندية، وإذا كان الجيش المتميّز هو الذي يتحلى بضبط متميّز، فقد كان جيش المسلمين جيشا متميّزا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان.
إنّ معنى الضبط، هو إطاعة الأوامر وتنفيذها بحرص وأمانة وإخلاص وعن طيبة خاطر.
وقد كان المسلمون ينفذون أوامر قائدهم بحرص شديد وأمانة نادرة وإخلاص عجيب وبشوق وطيبة خاطر عظيمين، ومن حقهم أن يفعلوا ذلك، لأن قائدهم يتحلى بصفات القائد المثالي.
صبر في الشدائد، وشجاعة نادرة في المواقف الحرجة، ومساواة لنفسه بأصحابه، واستشارتهم في كل عمل حاسم وأخذه بالمشورة وتطبيقها.
رأى الخطر محدقا بأصحابه قبل المعركة، لأنهم قليلون وقريش تفوقهم عددا وعددا
…
فقابل ذلك بالصبر والتوكل على الله وشجّع أصحابه على الصبر في القتال.
وعندما اشتدت المعركة نزل يخوضها بنفسه، وحسبك شهادة علي بن أبي طالب سيد الشجعان حيث يقول:(إنا كنا إذا اشتد الخطب واحمرّت الحدق، اتّقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون أحد أقرب الى العدو منه، ولقد رأيتني يوم (بدر) ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا الى العدو) .
ولم يؤثر نفسه بمال أو راحة على أصحابه، وقد رأيت كيف ساوى نفسه مع أصحابه حتى في اعتقاب الإبل والمشي على الأقدام.
وشاور أصحابه حين بلغه خبر خروج قريش، وسمع رأي المهاجرين والأنصار في لقاء المشركين وقبل مشورة أحد أصحابه في تبديل معسكره في (بدر) حين نزل بأدنى ماء منها، فانتقل بالمسلمين الى حيث أشار الحباب، وغوّر القلب وبنى حوضا على القليب الذي أتاه؛ واستشار المسلمين في أمر الأسرى بعد المعركة، وعمل بالرأي الذي أبداه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ومشايعوه.
تلك مزايا القائد المثالي في كل زمان ومكان.
ولا بدّ للقائد من مقرّ يسيطر منه على المعركة، فبنى العريش فوق رابية مشرفة على ساحة المعركة، وكان لمقره حرس بإمرة آمر مسئول.
كل ذلك جعل المسلمين يقاتلون كرجل واحد، لغاية واحدة، بقيادة قائد واحد
…
وهذا عامل مهم من عوامل النصر في كل حرب: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ)«1» .
أما المشركون فلم يكن لهم قائد عام: كان أكثر سراة قريش مع قوات المشركين، ولكنّ البارزين من هؤلاء على ما يظهر هما رجلان: عتبة بن ربيعة وأبو جهل، وقد رأيت كيف أنهما لم يكونا على رأي واحد ولم يكن لهما هدف واحد، بل إنهما كانا أقرب الى العداوة منهما الى الإخاء.
لذلك فقد طغت الأثرة الفردية على المصلحة العامة أثناء القتال، وحاول كل رجل من رجالات قريش أن يظهر نفسه بطلا لتتحدث العرب عنه، دون أن يكترث بأثر ذلك على نتائج المعركة.
(1) - الآية الكريمة من سورة محمد 47: 7.