المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌المقدّمة

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌مقدمة الطبعة الثالثة

- ‌مقدمة الطبعة الرابعة إرادة القتال في الجهاد الإسلامي

- ‌الحرب العادلة

- ‌القتال في الاسلام

- ‌معنى القتال في الإسلام

- ‌متى شرع القتال في الإسلام

- ‌أهداف القتال في الإسلام

- ‌1- حماية حرية نشر الدعوة:

- ‌2- توطيد أركان السلام:

- ‌أنواع القتال في الإسلام

- ‌1- قتال المسلمين للمسلمين:

- ‌2- قتال المسلمين لغير المسلمين:

- ‌تنظيم القتال في الإسلام

- ‌1- تقوية المعنويات:

- ‌2- إعداد القوة المادية:

- ‌3- التنظيم العملي للقتال:

- ‌شروط القبول للجندية

- ‌النفير

- ‌1- النفير العام:

- ‌2- النفير الخاص:

- ‌ الخلاصة

- ‌الموقف العسكري العام

- ‌المسلمون

- ‌1- في مكة المكرمة (الوحدة والتوحيد من أجل الجهاد) :

- ‌أ- الدعوة سرا:

- ‌ب- الدعوة علنا:

- ‌ج- بيعة العقبة الأولى:

- ‌د- بيعة العقبة الثانية:

- ‌هـ- الحشد في المدينة المنورة:

- ‌2- في المدينة المنورة: (الجهاد من أجل الوحدة والتوحيد)

- ‌أ- بناء المسجد:

- ‌ب- الاخوّة:

- ‌ج- المعاهدات

- ‌3- النتائج:

- ‌العرب والروم والفرس

- ‌1- العرب:

- ‌2- الروم:

- ‌3- الفرس

- ‌4- النتائج:

- ‌مناقشة الموقف العسكري للطرفين

- ‌دوريات القتال والاستطلاع الاولى

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون ويهود:

- ‌أ- المشركون:

- ‌ب- يهود:

- ‌الهدف الحيوي للدوريات

- ‌سير الحوادث (راجع الملحق أ)

- ‌سرية حمزة

- ‌سرية عبيدة بن الحارث

- ‌سرية سعد بن أبي وقاص

- ‌غزوة بواط

- ‌غزوة ذي العشيرة

- ‌غزوة بدر الأولى

- ‌سرية عبد الله بن جحش الأسدي

- ‌دروس من الدوريات

- ‌1- الاستطلاع:

- ‌2- القتال:

- ‌3- الكتمان:

- ‌4- الحصار الاقتصادي:

- ‌غزوة بدر الكبرى المعركة الحاسمة الأولى للإسلام

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون ويهود:

- ‌قوات الطرفين

- ‌‌‌1- المسلمون:

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌أهداف الطرفين

- ‌2- المشركون:

- ‌قبل المعركة

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌سير القتال

- ‌خسائر الطرفين

- ‌أسباب انتصار المسلمين

- ‌1- قيادة موحدة:

- ‌2- تعبئة جديدة:

- ‌3- عقيدة راسخة:

- ‌4- معنويات عالية:

- ‌دروس من بدر

- ‌1- الاستطلاع:

- ‌2- القيادة:

- ‌3- الضبط والمعنويات والعقيدة:

- ‌4- القضايا التعبوية:

- ‌5- القضايا الادارية:

- ‌الملحق (ب) : شهداء المسلمين في بدر رضي الله عنهم

- ‌الملحق (ج) : البدريون رضي الله عنهم

- ‌المدينة قاعدة الإسلام الأمينة تطهير المدينة المنورة وفرض الحصار الاقتصادي على قريش

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون ويهود:

- ‌الهدف الحيوي

- ‌حصار بني قينقاع

- ‌1- أسباب الحصار:

- ‌2- قوات الطرفين:

- ‌3- الهدف:

- ‌4- الحوادث:

- ‌فرض الحصار الاقتصادي على قريش

- ‌1- غزوة بني سليم:

- ‌2- غزوة السّويق:

- ‌3- غزوة ذي أمرّ:

- ‌4- غزوة بحران

- ‌5- سرية زيد بن حارثة:

- ‌دروس من حركات التطهير

- ‌1- القاعدة الامينة:

- ‌2- الحصار الاقتصادي:

- ‌غزوة أحد

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون ويهود

- ‌قوات الطرفين

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌أهداف الطرفين

- ‌‌‌1- المشركون:

- ‌1- المشركون:

- ‌2- المسلمون:

- ‌قبل المعركة

- ‌2- المسلمون:

- ‌سير القتال

- ‌1- بدء المناوشات:

- ‌2- إشتداد القتال (الصفحة الاولى) :

- ‌3- هجوم المشركين المقابل (الصفحة الثانية) :

- ‌عودة المتحاربين

- ‌1- المشركون:

- ‌2- المسلمون:

- ‌خسائر الطرفين

- ‌أسباب النكبة

- ‌1- أنصر أم اندحار:

- ‌2- أسباب خسائر المسلمين:

- ‌دروس من أحد

- ‌1- الحصول على المعلومات:

- ‌2- القيادة:

- ‌3- القضايا التعبوية:

- ‌4- القضايا الادارية:

- ‌أحد في التاريخ

- ‌الملحق (هـ) : شهداء المسلمين في أحد رضي الله عنهم

- ‌التطهير بعد أحد

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌3- يهود:

- ‌أهداف الطرفين

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون ويهود:

- ‌سير الحوادث

- ‌1- سرية أبي سلمة:

- ‌2- دورية عبد الله بن أنيس:

- ‌3- غزوة بني النضير

- ‌4- غزوات ذات الرقاع

- ‌5- غزوة بدر الآخرة:

- ‌6- غزوة دومة الجندل

- ‌7- غزوة بني المصطلق:

- ‌دروس من غزوات التطهير

- ‌1- المسير الليلي:

- ‌2- الهجوم فجرا:

- ‌3- قتال المدن والشوارع:

- ‌4- الابداع

- ‌5- المعنويات:

- ‌غزوة الخندق

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون ويهود:

- ‌قوات الطرفين

- ‌‌‌1- المسلمون:

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌أهداف الطرفين

- ‌2- المشركون واليهود:

- ‌التوقيت

- ‌قبل المعركة

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون ويهود:

- ‌سير القتال

- ‌خسائر الطرفين

- ‌أسباب فشل الأحزاب

- ‌1- قيادة غير موحدة:

- ‌2- المباغتة بالخندق:

- ‌3- الطقس:

- ‌4- انعدام الثقة:

- ‌5- الصبر على الحصار:

- ‌دروس من غزوة الخندق

- ‌1- القيادة:

- ‌2- تعبئة جديدة:

- ‌3- الحرب خدعة:

- ‌4- المبادأة

- ‌محاسبة الغادرين

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌3- يهود:

- ‌الهدف الحيوي

- ‌غزوة بني قريظة

- ‌1- أسباب الغزوة:

- ‌2- قوات الطرفين:

- ‌3- الهدف:

- ‌4- الحوادث:

- ‌سرية عبد الله بن عتيك

- ‌1- الهدف:

- ‌2- الحوادث:

- ‌غزوة بني لحيان

- ‌1- الهدف:

- ‌2- الحوادث:

- ‌غزوة ذي قرد

- ‌1- الهدف:

- ‌2- الحوادث:

- ‌سرايا توطيد الأمن وتشديد الحصار الاقتصادي

- ‌1- الهدف:

- ‌2- الحوادث:

- ‌دروس من غزوات محاسبة الغادرين والسرايا

- ‌1- الوقت:

- ‌2- المباغتة:

- ‌3- القصاص:

- ‌4- العقيدة:

- ‌5- القضايا الادارية:

- ‌غزوة الحديبية

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون ويهود:

- ‌قوات الطرفين

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌أهداف الطرفين

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- قريش:

- ‌الأعمال التمهيدية

- ‌1- الحصول على المعلومات:

- ‌2- المناوشات:

- ‌3- المفاوضات الابتدائية:

- ‌4- المفاوضات النهائية:

- ‌الهدنة

- ‌1- نص وثيقة الهدنة:

- ‌2- أهم بنود الهدنة:

- ‌دروس من الحديبية

- ‌1- توخّي الهدف:

- ‌2- الضبط

- ‌3- الحياد المسلح

- ‌4- حرب الدعاية:

- ‌نتائج الحديبية

- ‌ثمرات الحديبية

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌3- يهود:

- ‌الهدف الحيوي للمسلمين

- ‌غزوة خيبر

- ‌1- أسباب الغزوة:

- ‌2- قوات الطرفين:

- ‌3- الهدف:

- ‌4- سير الحوادث:

- ‌5- خسائر الطرفين:

- ‌نهاية يهود في شبه الجزيرة العربية

- ‌1- يهود فدك

- ‌2- يهود وادي القرى

- ‌3- يهود تيماء

- ‌4- النتائج:

- ‌سرايا تأديب الأعراب

- ‌1- الهدف:

- ‌2- الحوادث:

- ‌أ- سرية عمر بن الخطاب الى تربة

- ‌ب- سرية أبي بكر الصديق الى بني كلاب بنجد:

- ‌ج- سرية بشير بن سعد الأنصاري الى فدك:

- ‌د- سرية غالب بن عبد الله الليثي الى الميفعة

- ‌ز- سرية غالب بن عبد الله الليثي الى بني الملوّح بالكديد

- ‌ح- سرية غالب بن عبد الله الليثي الى فدك:

- ‌ط- سرية شجاع بن وهب الأسدي الى بني عامر بالسّيّ

- ‌ي- سرية كعب بن عمير الغفاري الى ذات أطلاح

- ‌3- النتائج:

- ‌غزوة مؤتة

- ‌1- أسباب الغزوة:

- ‌2- قوات الطرفين:

- ‌3- الهدف:

- ‌4- سير الحوادث:

- ‌5- خسائر الطرفين:

- ‌6- النتيجة:

- ‌غزوة ذات السلاسل

- ‌1- أسباب الغزوة:

- ‌2- سير الحوادث:

- ‌سرية الخبط

- ‌سرية أبي قتادة الأنصاري إلى خضرة

- ‌سرية أبي قتادة الأنصاري إلى بطن إضم

- ‌دروس من ثمرات الهدنة

- ‌1- القضايا التعبوية:

- ‌2- المعنويات:

- ‌3- الامانة:

- ‌4- إكمال الحشد:

- ‌5- نشر الاسلام:

- ‌6- القضايا الادارية:

- ‌7- النتائج:

- ‌الملحق (ح) : شهداء المسلمين في غزوة خيبر

- ‌الملحق (ي) : شهداء المسلمين في غزوة مؤتة

- ‌فتح مكة

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌إعلان الحرب

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- قريش:

- ‌الاستعدادات

- ‌قوات الطرفين

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌في الطريق الى مكة

- ‌قبل دخول مكة

- ‌خطة‌‌ الفتح

- ‌ الفتح

- ‌في مكة المكرمة

- ‌خسائر الطرفين

- ‌سرايا الدعوة الى التوحيد

- ‌سرية خالد بن الوليد الى العزّى

- ‌سرية عمرو بن العاص الى سواع

- ‌سرية سعد بن زيد الأشهلي الى مناة

- ‌سرية خالد بن الوليد الى جذيمة من كنانة

- ‌دروس من الفتح

- ‌1- المباغتة:

- ‌2- المعلومات:

- ‌3- بعد النظر:

- ‌4- التنظيم:

- ‌5- المعنويات:

- ‌6- السلم:

- ‌7- الوفاء:

- ‌8- التواضع:

- ‌9- العقيدة:

- ‌10- تحطيم الاصنام:

- ‌11- القضايا الادارية:

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌قوات الطرفين

- ‌‌‌‌‌1- المسلمون:

- ‌‌‌1- المسلمون:

- ‌1- المسلمون:

- ‌‌‌2- المشركون:

- ‌2- المشركون:

- ‌أهداف الطرفين

- ‌قبل المعركة

- ‌2- المشركون:

- ‌القتال

- ‌1- هجوم المشركين:

- ‌2- هجوم المسلمين المضاد:

- ‌3- المطاردة:

- ‌حصار الطائف

- ‌خسائر الطرفين

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المشركون:

- ‌أسباب التخلي عن محاصرة الطائف

- ‌الغنائم

- ‌1- التكديس:

- ‌2- التوزيع:

- ‌3- إعادة السبي:

- ‌سرايا الدعوة

- ‌سرية الطفيل بن عمرو الدّوسي الى ذي الكفّين

- ‌سرية عيينة بن حصن الفزاري الى بني تميم

- ‌سرية خالد الى بني المصطلق

- ‌سرية قطبة بن عامر بن حديدة الى خثعم

- ‌سرية الضّحّاك بن سفيان الكلابي الى بني كلاب

- ‌سرية علقمة بن محرّز المدلجي الى الحبشة

- ‌دروس من حنين والطائف وسرايا الدعوة

- ‌1- المباغتة:

- ‌2- القيادة:

- ‌3- المطاردة:

- ‌4- المعلومات:

- ‌5- المعنويات:

- ‌6- العقيدة:

- ‌7- حرب الفروسية:

- ‌8- القضايا الادارية:

- ‌أ- توزيع الغنائم:

- ‌ب- الخسائر:

- ‌ج- الإعاشة:

- ‌د- النقلية:

- ‌هـ- التسليح:

- ‌الملحق (م)‌‌ شهداء حنينوالطائف

- ‌ شهداء حنين

- ‌شهداء غزوة الطائف

- ‌غزوة تبوك

- ‌الموقف العام

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- المنافقون:

- ‌3- المشركون:

- ‌4- الروم:

- ‌اسباب غزوة تبوك

- ‌1- اسباب مباشرة:

- ‌2- اسباب غير مباشرة:

- ‌أهداف الطرفين

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- الروم:

- ‌قوات الطرفين

- ‌‌‌1- المسلمون:

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- الروم:

- ‌الاستعدادات

- ‌2- الروم:

- ‌الحركة

- ‌1- المسلمون:

- ‌2- الروم:

- ‌السيطرة على المنطقة

- ‌1- مصالحة صاحب أيلة

- ‌3- مصالحة أهل دومة الجندل:

- ‌عودة المسلمين

- ‌سرايا الدعوة وبعث أسامة

- ‌سرية خالد بن الوليد الى نجران

- ‌سرية خالد بن الوليد الى اليمن

- ‌سرية علي بن أبي طالب الى اليمن

- ‌سرية أسامة بن زيد بن حارثة

- ‌دروس من تبوك وسرايا الدعوة

- ‌1- الحرب الاجماعية:

- ‌2- عقاب المتخلفين:

- ‌3- التدريب العنيف:

- ‌4- المسير الليلي (السرى) :

- ‌5- المعنويات:

- ‌6- المعلومات:

- ‌7- الضبط:

- ‌النتائج

- ‌الخاتمة

- ‌بحث مقارن

- ‌مجمل أسباب النصر

- ‌السبب الأول قيادة عبقرية هي قيادة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌1- مجمل صفات القائد:

- ‌2- تفصيل الصفات:

- ‌3- مزايا اخرى اضافية:

- ‌4- قيادة مثالية:

- ‌السبب الثاني جنود متميزون

- ‌1- مزايا الجند المتميّز:

- ‌2- تفصيل المزايا:

- ‌السبب الثالث حرب عادلة

- ‌1- معنى الحرب العادلة:

- ‌2- تفصيل معنى الحرب العادلة:

- ‌3- حرب عقيدة:

- ‌4- حرب مثالية:

- ‌السبب الرابع ضعف الاعداء

- ‌الأرض للصالحين

- ‌فهرس الاعلام

- ‌فهرس الاماكن

الفصل: ‌3- حرب عقيدة:

ذلك ما طبّقه المسلمون بحق الأسرى، وهو ما ينطبق على أحدث قوانين معاملة الأسرى في العصر الحاضر.

أما الرهائن، فلم يرو التاريخ أن المسلمين اعتدوا عليهم لأن الرهائن أمانة والقرآن الكريم يقول:(لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)«1» .

ثالثا- الجرحى والقتلى:

كان قسم من أسرى المشركين في غزوة (بدر) الكبرى جرحى، وقد اعتنى المسلمون بتمريضهم وعنايتهم بجرحاهم سواء بسواء.

ولم يهمل المسلمون أمر الاعتناء بجرحى أعدائهم في كل غزواتهم، لأن هذا الاعتناء قضية إنسانية، والإسلام دين الإنسانية جمعاء.

وقد دفن المسلمون قتلى المشركين في (بدر) كما دفنوا شهداءهم ولم يتركوهم في العراء.

أما المشركون فقد مثّلوا بشهداء المسلمين في (أحد) أفظع تمثيل.

‌3- حرب عقيدة:

أ- لا أغراض شخصية:

لم تعلن الحرب في الإسلام لأغراض شخصية، لأن الإسلام في حقيقته دعوة للمصلحة العامة وتقديم للصالح العام، ولو أدّى ذلك الى تناسي مصالح الأشخاص.

ولم تعلن هذه الحرب لأطماع شخصية وحب السيطرة والأمجاد، فقد بعثت قريش عتبة بن ربيعة وهو رجل رزين هادىء، فذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: (يا ابن أخي! إنك منّا حيث علمت من المكان والنسب، وقد أتيت

(1) - الآية الكريمة من سورة الأنفال 8: 27.

ص: 478

قومك بأمر عظيم فرّقت به جماعتهم؛ فاسمع مني أعرض عليك أمورا لعلك تقبل بعضها. إن كنت إنما تريد بهذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد شرفا سوّدناك علينا فلا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد ملكا ملّكناك علينا) . ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكترث بكل هذا الاغراء.

واشتدت عدواة قريش، وعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم له فقال للنبي صلى الله عليه وسلم:(ابق على نفسك وعليّ، ولا تحمّلني من الأمر ما لا أطيق) .

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا عماه! والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه، ما تركته) .

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يردد دائما قوله تعالى: (قُلْ: إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ)«1» . ولم يترفع أبدا عن الفقراء والضعفاء والمساكين والخدم، وسيرته في كل ذلك مضرب الأمثال.

إن حماية حرية نشر العقيدة هي التي أثارت الحرب في الإسلام، ولم يكن من أسباب إثارتها الأغراض الشخصية من بعيد أو قريب.

ب- حرب لا عنصرية:

ليس الإسلام دينا لقبيلة دون قبيلة، ولا لأمة دون أمة، ولا للعرب دون العجم. ولكنه للناس جميعا، للعالمين!

(قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)«2» ، فالإسلام يعمل لفكرة جليلة، فكرة وحدة الإنسانية تحت لواء الإسلام.

إنه دين يقاوم العصبية والتعصب، ويكافح العناصر والأجناس، لأنه يريد أن يجمع العالم كله على صعيد واحد: لتوحيد كلمتهم وتوحيد الله.

(1) - الآية الكريمة من سورة الكهف 18: 110، وسورة فصلت 41:6.

(2)

- الآية الكريمة من سورة الأعراف 7: 158.

ص: 479

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)«1» ، و (ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى) ، و (سلمان منا آل البيت)، كلها معناها: إن الإسلام قومية ودين تنصهر فيه كل قومية وكل دين، هو دنيا ودين

سيف وكتاب

مذهب في الحياة «2» .

لقد رأينا أن الحرب الإجماعية التي دعا إليها الألمان ترتكز على العنصرية الجرمانية، ورأينا سيطرة التفريق العنصري البغيض بين البيض والسود في الولايات المتحدة الامريكية وفي جنوب إفريقية وغيرها من البلاد، كل هذا يجري في القرن العشرين عصر النور والمدنية والذرّة والصواريخ عابرة القارة.

أما الاسلام قبل أربعة عشر قرنا، فقد قاوم العنصريات والاجناس، ودعا الى توحيد الأهداف، فمن آمن بالإسلام كان دمه وعرضه وماله حراما على المسلمين:(المسلم أخو المسلم) .

كان الرسول صلى الله عليه وسلم من قريش، ولكنه قاتل قريشا حين اعتدت على المسلمين؛ وكان عربيا، ولكنه قاتل قومه العرب دفاعا عن الإسلام.

ولما تصدى الروم لعرقلة دعوته، قاتلهم. وعندما التحق بالرفيق الأعلى، قاتل خلفاؤه الفرس والروم وغيرهم من الأقوام والأجناس.

والذين كانوا أعداء المسلمين على اختلاف قومياتهم وأجناسهم قبل إسلامهم، انصهروا بعد إسلامهم بالمسلمين، فأصبح عليهم ما على المسلمين ولهم ما للمسلمين.

إن الاسلام ساوى بين الناس في الدنيا وفي الآخرة

أمام الناس وأمام الله: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ)«3» .

(1) - الآية الكريمة من سورة الحجرات 49: 10.

.Islam is a (way of life) and not a (religion) only - (2) فهو: مذهب في الحياة يشمل القضايا الروحية والمادية وليس دينا يشمل القضايا الروحية فقط، فلينتبه الى ذلك الذين يترجمون كتب الغرب الى العربية عند ترجمتهم كلمة) religion (التي قد تنطبق على المسيحية كدين ولكنها لا تنطبق على الاسلام كدين ودولة وروح ومادة وسيف وكتاب.

(3)

- الآية الكريمة من سورة الحجرات 49: 13.

ص: 480

ج- حرب لا مادية:

لم يكن من أغراض القتال في الاسلام الاستحواذ على المادة والبحث عن الاسواق والخامات واسترقاق المرافق وفرض الاستعمار.

خرج المسلمون للتصدّي لقافلة أبي سفيان بن حرب العائدة من الشام في غزوة (بدر) الكبرى، لأنهم أرادوا أن يحرموا قريشا من طريق مكة- الشام التجارية فيؤثّرون بذلك على حالتها الاقتصادية حتى يخففوا من غلواء عدوانهم على المسلمين.

ولكنّ تلك القافلة أفلتت من أيديهم، ومع ذلك اصطدمت قواتهم بالمشركين، وكان بإمكانهم العودة الى المدينة بأمن وسلام بكل يسر وسهولة.

ولو كانت القضايا المادية هي التي دعتهم للخروج الى (بدر) ، لعادوا أدراجهم عندما علموا بوصول قافلة قريش سالمة الى مكة.

وبعد غزوة (حنين) ، انتظر الرسول صلى الله عليه وسلم حوالي شهر قدوم وفد هوازن إليه، ليعيد إليهم ما غنمه المسلمون من أموالهم، ولكنهم لم يحضروا، فاضطر الى تقسيم الغنائم، وأعاد السبي الى وفد هوازن الذي وصل بعد تقسيم الغنائم على الناس.

ولكن ما هو نصيب الرسول صلى الله عليه وسلم من الغنائم؟ إنه الخمس، وهذا الخمس مردود عليهم، لأنه يصرف في مصالحهم العسكرية وغير العسكرية، فهل أبقى الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه شيئا من المال؟

قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: (لم يمتلىء جوف النبي صلى الله عليه وسلم شبعا قط، وإنه كان في أهله لا يسألهم طعاما ولا يتشهّاه، إن أطعموه أكل، وما أطعموه قبل، وما سقوه شرب) .

وقالت: (ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ص: 481