الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معرفة براءتِهم الجميع مِنْ ذلك، فليطالِعْ كتاب " الأسماء والصفات " للبيهقي رحمه الله، فإنه نقل عنهم منَ التأويل لِما يوهِمُ البعضُ منه التشبيه، ما يشهد لهم بذلك (1)، ولولا خشية الإطالة، لنقلتُ منه هنا (2) شيئاً كثيراً، وينبغي أن نذكرَ منه كلامَهم في تأويل الصُّورةِ ونَحْوها ممَّا استدل به المعترضُ على كذب الرُّواة، وبطلان الصَّحاح، ولكن نؤخِّرُ ذلك إلى وقت ذكرِ كلام المعترض في ذلك، ونُضَمِّن الجوابَ عليه إن شاء الله تعالى،
ولنختم هذا الفصل بتنبيهين
.
أحدهما: أنَّ الحامل لِمَنْ روى التشبيه (3) عن أحمد وغيْره مِنْ أئمة (4) السنة (5) هو ما يوجد في عباراتِهِمْ مِنْ تقريرِ الآيات والآثار (6) وإمرارها (7) مِنْ غيرِ تأويلٍ، وقد مرَّ أنَّ ذلك لا يستلزم اعتقادهم (8) التَّشبيه، ولذلك يُوجَدُ ذلك في عبارات بعض (9) أئمَّة الزيدية، والمعتزلة، ولا (10) يُكفِّرُونَّهم بذلك، ولا ينسِبُونَهم إلى صريح التَّشبيه، ولا يُعارِضُون مَنْ رَوى ذلك عنهم بنقل صحيح، و (11) في " علوم آل محمد " المعروف عند الزَّيديّة بأمالي أحمد بن عيسى، وهو تأليفُ محمد
(1) في (ب): لذلك.
(2)
في (ب) هنا منه، و" هنا " ساقطة من (ش).
(3)
ساقطة من (ش).
(4)
في (ب): أهل.
(5)
في (ش): السنة التشبيه.
(6)
" والآثار " سقطت من (ب).
(7)
في (ش): " وإبرازها "، وهو خطأ.
(8)
في (ش): اعتقاداتهم.
(9)
ساقطة من (ش).
(10)
في (ش): فلا.
(11)
الواو ساقطة من (ش).
ابن منصور: أنَّ الله سبحانه وتعالى لا ينتقل عَنْ مكانِه في تأويل نزول الرَّبِّ سبحانه إلى سماءِ الدُّنيا يومَ عرفة في كتاب " الحج ".
وقال أبو الفرج علي بن الحسين الأصبَهاني الشِّيعي (1) في الجزء الثاني (2) من " مقاتل الطالبيين "(3) في أخبار أبي السرايا في ذكر من خرج مع أبي السرايا: حدثني أحمد بن سعيد، حدثني محمد بن (4) منصور، قال: سمعتُ القاسم بن إبراهيم، ونحن في منزل الحسنيين (5)، يقال له: الودينة يقول: انتهى إليّ نَعْيُ أخي محمد وأنا بالمغرب، فتنحَّيْت (6)، فأرقتُ من عينَّى سجلاً أو سَجلين، ثم رثيتُه بقصيدَةٍ، على أنَّه كان يقول بشيءٍ مِنَ (7) التشبيه، ثمَّ قرأها عليّ مِنْ رقعته، فكتبتُها، وهي:
يا دارُ دَارَ غُرُورٍ (8) لا وَفاء لها
…
حَيْثُ الحَوادِثُ بالمكرُوهِ تَسْتَبِقُ
أَتْرَحْتِ أَهْلَكِ منْ كدٍّ وَمنْ أَسفٍ
…
بِمَشْرَع شُرْبُهُ التَّصْرِيفُ والرَّنَقُ
(1) في (أ): " السبيعي "، وهو تحريف.
وأبو الفرج: هو علي بن الحسين الأموي الأصبهاني الكاتب الأخباري، روى عن مطيَّن فمن بعده. كان أديباً، نسابة، علامة، شاعراً، كثيرَ التصانيف. قال الذهبي: من العجائب أنه مرواني يتشيع، توفي في ذي الحجة، سنة ست وخمسين وثلاث مئة، وله اثنتان وسبعون سنة. مترجم في " سير أعلام النبلاء " 16/ 201 - 203.
(2)
" الجزء الثاني " سقطت من (ب).
(3)
وقد طبع هذا الكتاب في طهران سنة 1307 هـ، ثم طبع في مصر سنة 1368 هـ.
(4)
" محمد بن " ساقطة من (ب).
(5)
في (ب) و (ج): الحسنين.
(6)
في (ب): " فنحيتُ ".
(7)
" بشيء من " ساقطة من (ش).
(8)
" غرور " ساقطة من (ش).