الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على المبتدعة، الذين يستحسنون كثيراً من البدع، باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السنة، إنكار ذلك عليهم، ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذّكر والصّلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنّة في الذّكر والصّلاة ونحو ذلك (1) .
[31] * أكل الثوم والبصل وما يؤذي المصلّين قبل الحضور للجماعة:
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في غزوة خيبر: مَنْ أكل مِنْ هذه الشجرة - يعني الثّوم - فلا يقربنْ مسجدنا (2) .
وعن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أكل ثوماً أو بصلاً، فَلْيعْتزلنا - أو قال: فَلْيَعْتَزِلْ مسجدَنا - ولْيَقْعُدْ في بيته (3) .
وفي رواية: مَنْ أكل مِنْ هذه الشجرة المُنتنة، فلا يقربنّ مسجدنا، فإن الملائكة تأذّى، مما يتأذّى منه الإنس (4) .
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه الشجرة، فلا يقربَنّ مسجدنا، ولا يؤذينا بريح الثُّوم (5) .
في هذه الأحاديث:
[1/31] كراهية أكل الثوم والبصل، عند حضور المسجد، ذلك لأن الإسلام دين يراعي شعور الآخرين، ويحث على الذّوق السليم، والخلق الحسن.
ويلحق بالثّوم والبصل والكرّاث، كل ما له رائحة كريهة من المأكولات وغيرها.
قال القاضي: ويلحق به مَنْ أكل فجلاً، وكان يتجشى (6) .
وقال أيضاً: وقاس العلماء على هذا، مجامع الصّلاة غير المسجد، كمصلّى العيد، والجنائز، ونحوها، من مجامع العبادات، وكذا مجامع العلم والذّكر والولائم ونحوها، ولا يلتحق بها الأسواق ونحوها (4) .
قلت: وحكم رحبة المسجد، وما قرب منها حكمه، ولذلك قال عمر في خطبة يوم الجمعة: ((ثم إنكم، أيها النّاس! تأكلون شجرتين، لا أراهما إلا خبيثين: هذا البصل والثّوم، لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا وجد ريحهما من الرّجل في المسجد، أمر به، فأُخرج إلى البقيع، فمن أكلهما،
فَليُمِتْهما طبخاً)) (5) .
ولذلك قال بعض الفقهاء: كلّ مَنْ وجد فيه رائحة كريهة، يتأذّى بها الإنسان، يلزم إخراجه من المسجد، ولو يجره من يده ورجله، دون لحيته وشعر رأسه، كذا في ((مجالس الأبرار)) (1) .
[2/31] وما دامت علّة المنع من صلاة الجماعة: الرائحة الكريهة، كما جاء في بعض الأحاديث، وتأذي الملائكة، ويؤذيها ما يؤذي بني آدم، كما في الأحاديث الأخرى، فإن الدّخان يلحق بالبصل والثوم، بل هو أشدّ منه.
قال الشيخ ابن باز معلقاً على الأحاديث السّابقة: ((هذا الحديث، وما في معناه من الأحاديث الصحيحة، يدل على أن كراهة حضور المسلم لصلاة الجماعة، ما دامت الرائحة توجد منه ظاهرة، تؤذي من حوله، سواء كان ذلك من أكل الثوم أو البصل أو الكراث أو غيرهما من الأشياء المكروهة الرائحة، كالدخان، حتى تذهب الرائحة
…
مع العلم بأن الدخان مع قبح رائحته هو محرم، لأضراره الكثيرة، وخبثه المعروف، وهو داخل في قوله سبحانه عن نبيّه صلى الله عليه وسلم في سورة الأعراف: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} (4)
ويدل على ذلك أيضاً قوله سبحانه في سورة المائدة: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَات} (1) .
ومعلوم أن الدخان ليس من الطيّبات، فعلم بذلك أنه من المحرمات على الأمة)) (2) .
وقال الشيخ عبد الله الجبرين في ((تنبيهات على بعض الأخطاء التي يفعلها بعض المصلين في صلاتهم)) (3) .
((استعمال ما يسبب الروائح المنتنة المستكرهة في مشام النّاس، كالدّخان والنارجيلة (الشيشة) ، مما هو أقبح من الكراث والثّوم والبصل، الذي تتأذى منه الملائكة والمصلّون، فعلى المصلّي أن يأتي وهو طيب الرائحة، بعيداً من تلك الخبائث)) انتهى.
قلت: والأقبح من جميع ما ذكر رائحة الجوارب التي تنبعث من بعض المصلين، فهي أسوأ رائحة من رائحة الثوم والبصل.
وإن من قلّة الذوقّ، ومن مخالفة قوله صلى الله عليه وسلم:((فإن الله أحقّ أن يتزين له)) ، أن يأتي المصلّي، وثيابه متّسخة، فلا ينظفها، قبل أن يدخل المسجد، ثم يزاحم الآخرين بهذه الثياب القذرة، التي ربما تنبعث منها الرائحة الكريهة. وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما سيأتي ـ على التطيّب، لا سيما يوم الجمعة، وعلى الاغتسال، وذلك ليكون المسلم نظيف الجسم، نظيف الثّوب والظّاهر، كما هو نظيف القلب والباطن.
ومما يلحق بهذا:
[3/31] أن يحدث المصلّي في المسجد. أي: أن يخرج الريح الكريهة، وفي ذلك إيذاء
للآخرين، وإفساد لجو المسجد، وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم أنّ الملائكة تصلّي على الشخص الذي يأتي
المسجد للصلاة، فتقول: اللهم صلّ عليه، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه.
قيل: وما يحدث؟ قال: يفسو أو يضرط (1) .
قال النووي: ((لا يحرم إخراج الربح من الدّبر في المسجد، لكن الأولى اجتنابه، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فإن الملائكة تتأذّى مما يتأذّى منه بنو آدم)) (2) .
[4/31] ومن أوهام العوام وخرافاتهم: اعتقادهم إذا خرج من الإنسان ريح في المسجد، أن الملك يتلقاه بفمه، ويخرج به إلى خارج المسجد، فإذا تفوّه به مات الملك، وخطؤه واضح، فإن مثل ذلك لا يعلم إلا من قبل صاحب الوحي صلى الله عليه وسلم.
ولم يرد عنه في ذلك أصل يعتمد عليه، ولأنه خلاف المشاهد، فإنا نجد الريح ينتشر في داخل المسجد، ويستمر في الهواء، كانتشاره واستمراره خارج المسجد (3) ، والفقه في ذلك ما قدمنا من كراهته لتأذي الملائكة به.
أخطاؤهم من إقامة الصّلاة حتى تكبيرة الإِحرام
* أخطاء مقيمي الصّلاة ومستمعيها.
* عدم إتمام الصُّفوف وترك التّراص وسد الفُرج فيها.
* ترك الصّلاة في الصف الأول، ووقوف غير أولي النّهي خلف الإمام فيه.
* الصَّلاة في الصفوف المقطّعة.
* الوقوف الطّويل والدّعاء قبل تكبيرة الإحرام، والمهمهمة بكلماتٍ لا أصل لها.