الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
تمهيد:
1 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا هل عسى أحدكم أن يتّخذ الصُّبَّة من الغنم على رأس ميل أو ميلين، فيتعذَّر عليه الكلأُ، فيرتفعَ، ثم تجيء الجمعةُ، فلا يجيء ولا يشهدها، وتجيء الجمعة، فلا يشهدها، وتجيء الجمعة فلا يشهدها، حتى يطبع على قلبه)) (1) .
فهذا وعيد شديد في حقّ تارك صلاة الجمعة، بسبب الصُّبَّة من الغنم أو الإِبل، يخرج يرعى بها، فيبتعد عن المسجد، فتفوته الصلاة.
والصُّبَّة: السِّرْبَة، إما من الخيل أو الإِبل أو الغنم، ما بين العشرين إلى
الثلاثين، تضاف إلى ما كانت منه. وقيل: هي ما بين العشرة إلى الأربعين (2) .
2 ـ عن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: ((لينتهنّ أقوامٌ عن وَدْعهم الجمعات، أو ليختمنّ الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين)) (3) .
3 ـ وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لقومٍ يتخلفون عن الجمعة: ((لقد هممتُ أن آمر رجُلاً، يصلّي بالنّاس، ثم أُحرِّق على رجالٍ يتخلّفون عن الجمعة بيوتهم)) (4) .
4 ـ وعن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة قال: سمعتُ عمي ـ ولم أرَ رجلاً منّا به شبيهاً ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمع النّداء يوم الجمعة، فلم يأتها، ثم سمعه، فلم يأتها، ثم سمعه، فلم يأتها، طبع الله على قلبه، وجعل قلبه قلب منافق)) (1) .
5 ـ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره)) (2) .
6 ـ وعن أبي الجَعد الضَّمْري ـ وكانت له صحبَة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ترك ثلاث جُمَعٍ تهاوناً بها، طبع الله على قلبه)) (3) .
ومعنى: ((تهاوناً بها)) أي: لقلة الاهتمام بأمرها، لأن الاستخفاف بفرائض الله تعالى كفر، ونصب على أنه مفعول لأجله، أو حال، أي: متهاوناً.
فلعلّ تاركي صلاة الجمعة ـ وما أكثرهم هذه الأيام ـ ينتبهون، ويفيقون مِنْ غيّهم الذي هم فيه سادرون، وأخصّ منهم الأصناف التّالية: مشاهدي كرة القدم، والحرس على الملوك والسلاطين، والعروس، ومن تخلّف عنها للنّزهة.