الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نماذج من: تحصيل النظائر
أولا: في مجال الأسماء
1 - قانتون
وأما قوله: «قانتون» (1) على كذا وجه، فالقنوت: المقابلة، وهو أن تقابل بوجهك وبدنك عظمته، فتقف بقلبك بين يدي عظمته، وتقابل ببدنك الوجهة التي وجّهت لها، وهي معلّمة، وهي: الكعبة، فذاك منه إعطام له، ولذلك قيل: القنوت «الطاعة» لأن الطاعة من الإعطاء.
ويقال: أطاع وأعطى، فأطاع بقلبه وبدنه، فما كان بقلبه وبدنه يقال: أطاع، وما كان من ماله يقال: أعطى، ألا ترى أنه قال: أعطى من نفسه ما أردنا، وأعطى من قلبه ما أردنا، فتلك الطاعة، وأما المعصية التي هي ضد الطاعة، فامتناع النفس عندما دعيت ومدك الحق إليه.
فإذا اشتد وامتنع: قيل عصى واعتصى، وتعيّص، أي: اشتد ولم ينقد ولم يلن، وإذا دعوته فأجاب، ومدّ الحق العنق إلى الدعوة فانقاد، قيل أطاع أي أعطى من نفسه ما أريد منه (2).
(1) تحصيل النظائر: 50.
(2)
الروم: 26.