الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - الأشباه والنظائر- في الألفاظ القرآنية التي ترادفت مبانيها وتنوعت معانيها للثعالبي
.
1 - المؤلف:
هو أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي، وقد حقق هذا الكتاب الأستاذ محمد المصري نشر مكتبة سعد الدين بدمشق سنة 1984 هـ.
والثعالبي قال عنه ابن الأنباري: كان أديبا فاضلا، فصيحا بليغا (1) واختلف المؤرخون في سنة وفاته، وقد أشار إلى هذا الاختلاف المحقق في مقدمته حيث ذكر أنه توفي سنة 429 هـ على رأى ابن خلكان وابن كثير وأبي الفداء، وعلى رأى ابن شاكر الكتبي، وابن قاضي شهبة وابن العماد الحنبلي ذكروا أنه توفي في حوادث سنة 430 هـ (2) وما يجدر ذكره أن محقق:«التمثيل والمحاضرة للثعالبي» ذكر في مقدمة تحقيقه أن ولد سنة 350 وقد أجمع على ذلك كل من أرّخ له أو ذكره .... لأنه «كان من بيت يشتغل أهله بحرفة خياطة جلود الثعالب، فنسب إلى صناعته» (3)
2 - الشك في نسبة كتاب «الأشباه والنظائر للثعالبيّ
لم يرد ذكر هذا الكتاب ضمن مؤلفات الثعالبيّ.
وقد قام الأستاذ عبد الفتاح الحلو في مقدمة كتاب التمثيل والمحاضرة بإحصاء دقيق لمؤلفات الثعالبيّ في ضوء كتب الطبقات
(1) نزهة الألباء: 365.
(2)
انظر مقدمة التحقيق: 17 ومقدمة تحقيق:
«التمثيل والمحاضرة للثعالبيّ» كتبها المحقق عبد الفتاح الحلو: 23.
(3)
انظر مقدمة التمثيل والمحاضرة: 4
والتاريخ، وقد استوعبت هذه المؤلفات التي أحصاها المحقق والتي بلغت 84 مؤلفا، فلم أعثر على هذا الكتاب من بين هذه المؤلفات مما يدعو إلى الشك في نسبة هذا الكتاب إلى الثعالبي. (1)
ولم يجزم محقق الأشباه والنظائر للثعالبي بأن الكتاب له، وإنما نسبه إليه ميلا إلى جانب الترجيح لا التحقيق.
وبيان ذلك ما ذكره المحقق من أنه «جاء في مستهل مخطوطة هذا الكتاب ما يلي:
قال وحيد دهره وفريد عصره رأس النبلاء، وتابع الفضلاء الثعالبيّ قدّس سرّه، وعلىّ ذكره
…
ثم قال المحقق:
«لم يذكر اسم مصنفه، ولا كنيته، ولا أي أمر آخر نهتدي به إلى معرفه أيّ ثعالبي هو، والثعالبة كثر» (2) وحاول المحقق أن يثبت هذا الكتاب للثعالبي لأنه ليس هناك دليل فاصل في نسبة الكتاب إليه على وجه التحقيق والتأكيد ومن محاولته أنه ترجم للثعالبة من رجال القرن الثالث الهجري إلى القرن الحادي عشر.
وقد أثبت في ضوء هذه التراجم أنه لا يوجد ثعلبي من هؤلاء الثعالب يستحق أن ينسب إليه هذا الكتاب.
ومحاولة ثانية قام بها المحقق وهي أنه «اعتمد أقوال وآراء أعلم علماء اللغة في القرنين الثالث والرابع الهجريين .... وليس فيه نقول وآراء لعلماء متأخّرين البتّة»
(1) انظر مقدمة تحقيق التمثيل والمحاضرة من ص 10 إلى 17.
(2)
انظر مقدمة تحقيق الأشباه والنظائر.
ومحلولة ثالثة هي: اعتماده شواهد الشعر الذي يحتج به قدامى المصنفين كشعر ذي الرمة وجرير ورؤبة وغيرهم» (1).
وفي رأيي أن هذه أدلة ليست قاطعة في أن الكتاب للثعالبي كيف يؤلف الثعالبي في موضوع خطير مثل: «الأشباه والنظائر في القرآن» ثم يجهل هذا المؤلف علماء الطبقات، ورجال التاريخ مع أنهم ذكروا له مؤلفات ليس لها قيمة علميّة بالنسبة للقيمة العلمية لكتاب «الأشباه والنظائر» .
ويبدو أن محقق الأشباه والنظائر للثعالبي لم يطلع على نسخة: «نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر لابن الجوزي المتوفى 597 هـ مخطوطا كما لم يطلع عليه محققا مطبوعا لأن كتاب الأشباه والنظائر طبع 1984، وكتاب ابن الجوزي طبع 985 وله العذر في ذلك.
ولقد أثبت محقق كتاب ابن الجوزي الأستاذ محمد عبد الكريم كاظم أن الكتاب ليس للثعالبي بأدلة لا تقبل النقاش، لأنها أدلة قاطعة فاصلة في هذا الموضوع، فما أدلة المحقق في نفيه هذا الكتاب عن الثعالبي؟ الأدلة هي ما يلي:
يقول المحقق ما نصه: «الثعالبي (429 هـ) نسب إليه كتاب:
«الأشباه والنظائر» ونسخته المخطوطة موجودة في معهد المخطوطات العربية تحت رقم (10 تفسير) وبعد حصولي على مصورتها ودراستها بصورة جيدة تبين لي أن
الكتاب المذكور ما هو إلّا نسخة مختصرة من كتاب: «نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر» .
(1) انظر مقدمة التحقيق: 7 وما بعدها.
لابن الجوزي، وجاء الاختصار بصورة توحى كأنه كتاب آخر، ولم أتوصل إلى هذه النتيجة إلّا بعد عثوري على دليلين يؤيدان ما أقول، وهما:
أ- هناك نقولات قليلة جدا في الكتاب عن الخطيب التبريزيّ المتوفي 502 هـ، إذ من غير الممكن أن الثعالبي ينقل عن أحد عاش بعده.
ب- في الكتاب إشارة واحدة في باب «النور» تقول:
قال شيخنا علي بن عبد الله، ومن المعلوم أن الشيخ علي بن عبد الله الزاغوني هو شيخ من شيوخ ابن الجوزي الذي أخذ عنه ابن الجوزي العلم فترة طويلة من عمره.
«وبهذين الدليلين يزول الشك في تكيد صحّة عدم نسبة الكتاب إلى الثعالبي» (1).
ونضيف إلى هذين الدليلين دليلا ثالثا ذكره الأستاذ محمد عبد الله الجادر في كتابه: «الثعالبي ناقدا وأديبا» قال: «توجد في معهد إحياء المخطوطات بجامعة الدول العربية مخطوطة بهذا العنوان [الأشباه والنظائر] برقم (52) منسوبة إلى الثعالبي وهي في الكلمات المتشابهة في اللفظ، المختلفة في المعنى في القرآن الكريم.
ومنهج الكتاب ومادته يخالفن ما هو مألوف في كتب الثعالبي ولعله لثعالي آخر» (2).
(1) مقدمة تحقيق كتاب ابن الجوزي: 50.
(2)
انظر الثعالبي ناقدا: 160.