الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهج الأشباه والنظائر المنسوب إلى الثعالبيّ
الواقع بعد قراءتي الكتابين: كتاب الثعالبي، وكتاب ابن الجوزي رأيت المنهج واحدا، والكلمات القرآنية في الكتابين هي هي من حيث الترتيب والتتابع، فمثلا نجد ابن الجوزي بدأ كتابة بكلمة «الاتّباع» وفعل كذلك ثعلب فبدأ كتابه بالاتّباع وتتالت الكلمات بعد ذلك وفق الحروف الأبجدية ابتداء من الألف وانتهاء إلى الياء.
لكن الذي نلحظه في كتاب الثعالبي أنه أسقط كثيرا من الكلمات التي أتى بها ابن الجوزي، ولم يأت ببديل لها مما يدلّ على أن الكتاب ملخص من كتاب ابن الجوزي، فابن الجوزي بدأ بكلمة:«الاتباع» فباب: «أخلد» فباب «الأذان» فباب «الاستطاعة» فباب الاستغفار الخ.
والثعالبي بدأ ب «الاتباع» بدون ذكر باب، لأنه أسقط هذه الكلمة في جميع الكلمات التي ضمها كتابه، «ف» أخلد «ف» الاستطاعة «ف» الاستغفار» الخ.
وبالمقارنة بين هذه الكلمات في الكتابين نجد أن الكتاب المنسوب إلى الثعالبي أسقط كلمة «الإذن» وعلى هذا النحو أسقط الثعالبي الكثير من الكلمات التي احتواها كتاب ابن الجوزي، وقد بلغت الكلمات التي ضمّها كتاب الثعالبي 83 كلمة على حين بلغت الكلمات في كتاب ابن الجوزي 324 كلمة مما يدلّ دلالة واضحة على أن الكتاب المنسوب إلى الثعالبي ملخص موجز لكتاب ابن الجوزي من حيث الاقتصار على بعض الكلمات، وحذف الكلمات الأخرى.
ومن حيث النصوص نجد أن النصوص طبق الأصل في الكتابين من حيث الألفاظ، والجمل، والاستشهاد، وطريقة التناول غير أن كتاب الثعالبي يقتصر على بعض الأوجه، حيث يحذف بعض العبارات التي ضمّها كتاب ابن الجوزي، والأمثلة على ذلك ما يلي:
1 -
قال ابن الجوزيّ: الأصل في الاتباع: أن يقفوا المتبع أثر المتبع بالسعي في طريقه، وهو يستعار في الدين والعقل والفعل.
وذكر أهل التفسير أنه في القرآن في هذين الوجهين: فمن الأول قوله تعالى في طه: فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ (1) وفي الشعراء: فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (2).
ومن الثاني: قوله في البقرة: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً (3).
وفي الأعراف: لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً (4)، وفي إبراهيم: إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً (5) وفي الشعراء: وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (6). ولا يصح هذا التفسير إلا أن نقول: إن الإتباع والأتباع بالتخفيف والتشديد بمعنى واحد (7).
والنص نفسه في «الأشباه والنظائر» (8) للثعالبي ولكن سقطت منه كلمة «العقل» في بدء النّص، وسقطت منه في النص ولا يصح
…
الخ.
(1) طه: 78.
(2)
الشعراء: 60.
(3)
البقرة: 166، 167.
(4)
الأعراف: 90.
(5)
إبراهيم: 21.
(6)
الشعراء: 111.
(7)
نزهة الأعين النواظر: 85 - 86.
(8)
الأشباه والنظائر للثعالبي: 39.