الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعا: في مجال الحروف في
تفسير «في» على سبعة وجوه:
الوجه الأول: في يعني مع، وذلك قوله تعالى في الأعراف: قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ يعني مع أمم قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ (1). وكقوله في سورة الأحقاف: أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ (2) مع أمم. وكقول سليمان في النمل:
وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (3) مع عبادك الصّالحين، وهم أهل الجنّة. وقال في سورة العنكبوت: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (4) يعني مع الصالحين، يعني أهل الجنّة. وكقوله في الفجر فَادْخُلِي فِي عِبادِي يعني مع عبادي وَادْخُلِي جَنَّتِي. (5) وقال في النمل:
فِي تِسْعِ آياتٍ (6) مع تسع آيات. وقال في سورة نوح:
وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً (7) يعني معهن نورا.
والوجه الثاني: «في» يعني «على» ، وذلك قوله في طه:
وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ (8) يعني على جذوع النّخل.
وكقوله في الكهف:
(1) الأعراف: 38.
(2)
الأحقاف: 18.
(3)
النمل: 19.
(4)
العنكبوت: 9.
(5)
الفجر: 29، 30.
(6)
النمل: 12.
(7)
نوح: 16.
(8)
طه: 71.
فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها (1) يعني على ما أنفق عليها.
وقال في طه: يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ (2) يعني يمرّون على مساكنهم، يعني قراهم.
والوجه الثالث: «في» يعني «إلى» ، وذلك قوله في النّساء: أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها (3) يعني إليها، يعني إلى المدينة.
والوجه الرابع: «في» يعني «عن» ، وذلك قوله في بني إسرائيل:
وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى (4) يعني عن هذه أعمى، يعني هذه النعماء الّتي ذكر الله في هذه الآية: وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ (5) إلى آخر الآية «أعمى» ، قال: فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ يعني فهو عمّا ذكر الله من أمر الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا. (6)
والوجه الخامس: في يعني من، وذلك قوله في النّحل: وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ (7) يعني من كلّ أمّة «شهيدا» وهم الأنبياء.
(1) الكهف: 42.
(2)
طه: 128.
(3)
النساء: 97.
(4)
الإسراء: 72.
(5)
الإسراء: 70
(6)
الإسراء: 72
(7)
النحل: 89 ..
والوجه السادس: «في» يعني «عند» ، وذلك قوله في الشعراء:
وَلَبِثْتَ فِينا يعني عندنا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ. (1) وقولهم لشعيب: إِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً، (2) يعني عندنا ضعيفا، وقولهم: يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا يعني عندنا، مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا (3) والوجه السابع:«في» يعني: «لنا» ، وذلك قوله في آخر الحجّ:
وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ، يعني: لله، يعني اعملوا لله.
وقوله: حَقَّ جِهادِهِ (4) يعني: حقّ عمله.
وقال في العنكبوت: وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا (5) يعني عملوا لنا. (6)
(1) الشعراء: 18.
(2)
هود: 91.
(3)
هود: 62.
(4)
الحج: 78.
(5)
العنكبوت: 69.
(6)
التصاريف: 228.