الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانيا: في مجال الأفعال لقى انفرد بها الدامغاني ومقاتل
وردت هذه المادّة تحمل عشرة أوجه عند الدامغاني:
فوجه منها: ألقى: وسوس.
قوله تعالى في سورة الحج: أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ (1) يعني وسوس في قراءته. (2)
الثاني: ألقى: أي خلق. قوله تعالى في سورة النّحل: وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ (3) أي خلق. ومثلها في سورة ق:
وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ (4) ونظائرها كثير.
الثالث: ألقى: وضع: في سورة يوسف: فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً (5) أي ضعوه. وقوله تعالى: «فيها» فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً (6) أي وضعه.
ونحوه كثير.
(1) الحج: 52.
(2)
ليست الوسوسة في قراءة النبي صلى عليه وسلم وإنما هي في قراءة من لا يؤمن.
(3)
النحل: 16.
(4)
ق: 7، وفي الأصل:(وألقينا في الأرض) تحريف.
(5)
يوسف: 93.
(6)
يوسف: 96.
الرابع: ألقى: بمعنى أنزل.
قوله تعالى في سورة حم المؤمن: يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (1) يعني ينزل.
كقوله تعالى في سورة المرسلات: فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (2) يعني المنزلات الوحي. كقوله تعالى في سورة المزمل: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا. (3)
الخامس: ألقى: بمعنى «اقترع» .
قوله تعالى في سورة آل عمران: إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ (4)«أي يقترعون» .
السادس: ألقى: بمعنى كسا.
كقوله تعالى في سورة طه: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي (5) أي كسوتك جمالا، وخلعته على أخيك.
السابع: ألقي بمعنى أدخل.
قوله تعالى في سورة فصلت: أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ (6) يعني يدخل في النار. كقوله تعالى:
(1) المؤمن أو غافر: 15.
(2)
المرسلات: 5.
(3)
المزمل: 5.
(4)
آل عمران: 44.
(5)
طه: 39.
(6)
فصلت: 40.
في سورة الصافات: فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (1) أي أدخلوه النار.
الثامن: ألقى بمعنى رمى.
قوله تعالى في سورة الشعراء: فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ (2) يعني رماها من يده. مثلها في سورة الأعراف. (3) ونظائره كثيرة.
التاسع: ألقى أي كلم.
قوله تعالى في سورة النساء: وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ (4) العاشر: ألقى يعني أجلس.
قوله تعالى في سورة ص: وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً (5) يعني أجلسنا الشيطان على كرسيّ سليمان.
هذا، وقد انفرد الدامغاني في ذكر هذه الوجوه العشرة لمادة:
«لقى» فلم ترد هذه المادّة في كتاب: «نزهة الأعين» لابن الجوزي على الرغم من الاتفاق الواضح بينهما في كل مواد الوجوه.
والكتاب الوحيد الذي تناولها هو كتاب: «الأشباه والنظائر» لمقاتل بن سليمان، فهو أول من ذكر هذه المادة وذكر لها وجهين فقط،
وليست عشرة وجوه.
قال مقاتل بن سليمان «تفسير التّلقيّ على وجهين:
فوجه منهما: «وما يلقاها» يعني: وما يؤتاها، فذلك في حم السّجدة (1)، وقال في النّمل: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (2) والوجه الثاني: التّلقي يعني النزول، فذلك قوله في اقتربت السّاعة.
أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا (3) وقال في حم المؤمن: يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ (4) يعني ينزل الروح بأمره. (5)
وفي ضوء هذا النص تبين أن «مقاتل» اقتصر على وجهين فقط حين ذكر لها الدامغاني عشرة أوجه، ولم تتناول هذه المادّة كتب الأشباه والنظائر على تعدّدها غير هذين الكتابين.
(1) الآية: 35 من سورة فصلّت، وهي قوله تعالى: وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا.
(2)
النمل: 6.
(3)
القمر: 25.
(4)
غافر: 15.
(5)
انظر الأشباه والنظائر لمقاتل: 321.