الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهجه:
لم يقدّم لنا محقّق الكتاب شيئا من منهج الدامغاني وكل ما أشار إليه في مقدمة التحقيق عمله الإصلاحي في التحقيق من دون أن يتعرّض إلى منهجه.
وفي هذا البحث استطعت أن أضع يدي على الخطوط العريضة لمنهج الدامغاني في كتابه
…
فمن منهجه:
1 -
التفسير للكلمات الغريبة:
ف «أحد» في قوله في سورة الحشر: وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً (1) يعني النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فال المنافقون لا نطيع فيكم محمدا» كقوله تعالى في سورة آل عمران: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ (2) يعني النبي صلى الله عليه وسلم (3)
2 -
الاهتمام بذكر أسباب النزول:
ففي قوله تعالى: وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (4) يعني ل «بلال» عنده أي عند أبي بكر حين أعتقه.
3 -
من منهجه تحديد السّور التي تضم الكلمات الغريبة التي يتحدّث عنها: ف «الأذى» : العصيان لقوله تعالى في سورة الأحزاب: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ (5)
(1) الحشر: 11.
(2)
آل عمران: 153.
(3)
الوجوه والنظائر: 19
(4)
الليل: 19.
(5)
الأحزاب: 57.
وهم اليهود يعصون الله تعالى.
والأذى التخلّف لقوله تعالى في سورة التوبة: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ أي (1) الذين تخلفوا عن غزوة تبوك: وهكذا. (2)
وقد لفت نظري في هذه الآية من سورة التوبة أن المؤلف ذكر أن الأذى المراد به: هم الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وفي حقيقة الأمر، فإن هذا التفسير خاطى، لأن الذين يؤذون رسول الله في هذه الآية هم الذين يقولون فيه: إنه أنن ....
وبيان ذلك ما ذكره محمد بن إسحاق بن يسار وغيره أن الآية الكريمة «نزلت في رجل من المنافقين، يقال له: نبنل ابن الحارث، وكان رجلا أدلم (3) أحمر العينيين أسفع الخدّين، مشوّه الخلقة، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث.
وكان ينمّ بحديث النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المنافقين، فقيل له: لا تفعل، فقال: إنما محمد أذن، من حدّثه شيئا صدّقه، فنقول ما شئنا، ثم نأتيه، فنحلف له فيصدّقنا، فأنزل الله تعالى هذه الآية (4) والآية هي: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (5) ولا أدري هل هذا الخطأ هو سهو من الدامغاني أو هو بسبب
(1) التوبة: 61.
(2)
إصلاح الوجوه والنظائر/ 28
(3)
الأدلم: الشديد السواد
(4)
أسباب نزول القرآن الواحدي/ 248، 249
(5)
التوبة/ 61
التغيير الذي أحدثه المحقق في نصوص هذا الكتاب.
وأما قوله تعالى: وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى فقد ذكر الواحدي أنّ عطاء: «قال عن ابن عباس: إن بلالا لما أسلم ذهب إلى الأصنام فسلح عليها، وكان عبدا لعبد الله بن جدعان، فشكا إليه المشركون ما فعل، فوهبه لهم، ومائة من الإبل ينحرونها لآلهتهم، فأخذوه، وجعلوا يعذّبونه في الرمضاء، وهو يقول: أحد أحد، فرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ينجيك أحد أحد ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر: أن بلالا يعذب في الله، فحمل أبو بكر رطلا من ذهب فابتاعه به، فقال المشركون: ما فعل أبو بكر ذلك إلّا ليد كانت عنده، فأنزل الله تعالى وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى. إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى وَلَسَوْفَ يَرْضى (1)
…
4 -
لا يشير إلى أرقام الآيات من السّور التي يذكرها مع أنه في خطبة الكتاب ذكر أنه ألف هذا الكتاب للتيسير والتسهيل. ومن التيسير أن يذكر أرقام الآيات ومما يدعو إلى العجب أن المحقق نفسه أغفل هذا الترقيم فلم يشر في الهامش إلى أرقام الآيات من السور التي يذكرها المؤلف.
5 -
ليس في الكتاب استدلال بالحديث الشريف أو بالشعر العربي.
(1) أسباب نزول القرآن للواحدي: 248، 249.