الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - أمة
تفسير «أمة» على ثمانية وجوه:
فوجه منها: يعني عصبة، فذلك قوله عز وجل في البقرة:
وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ (1) يعني عصبة مسلمة لك. وقوله عز وجل: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ. (2)
وقوله في آل عمران: أُمَّةٌ قائِمَةٌ (3) يقول: عصبة. وقوله في المائدة: مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ (4) يعني عصبة، وفي الأعراف:
وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ (5) يعني عصبة.
الوجه الثاني: أمة يعني ملّة، فذلك قوله في البقرة: كانَ النَّاسُ على عهد آدم وأهل سفينة نوح، عليه السلام، أُمَّةً واحِدَةً (6) يعني ملّة واحدة، يعني ملّة الإسلام وحدها.
وقال في: «قد أفلح» : إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً (7) يعني ملتكم ملة الإسلام ملة واحدة.
نظيرها في الأنبياء (8) وقال في النّحل: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً (9) يعني ملة الإسلام وحدها.
(1) البقرة: 128.
(2)
البقرة: 141.
(3)
آل عمران: 113.
(4)
المائدة: 66.
(5)
الأعراف: 159.
(6)
البقرة: 213.
(7)
المؤمنون: 52.
(8)
الأنبياء: 92.
(9)
النحل: 92.
الوجه الثالث: أمة يعني سنين، فذلك قوله في «هود»: وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ (1).
نظيرها في «يوسف» حيث يقول: وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ (2) يعني بعد سنين. ليس في غيرها.
الوجه الرابع: أمة. قوم، فذلك قوله عز وجل في النّحل: أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ (3) يقول: أن يكون قوم أكرم من قوم.
قال في الحج: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً (4) يقول لكل قوم.
الوجه الخامس: أمة يعني الإمام فذلك قوله في النحل:
إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً (5) يعني إماما يقتدى به في الخير.
الوجه السادس: أمة يعني الأمم الخالية وغيرهم من الكفار فذلك قوله في «يونس» : وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ (6) يعني الأمم الخالية، وكذلك هذه الأمة، وقال في الحجر: ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها (7) يعني الأمم الخالية وكذلك في هذه الأمة.
(1) هود: 8.
(2)
يوسف 45.
(3)
النحل: 92.
(4)
الحج: 34.
(5)
النحل: 120.
(6)
يونس: 47.
(7)
الحجر: 5.
وقال في الملائكة: وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ (1) يعني الأمم الخالية.
الوجه السابع: يعني أمّة محمد، صلى الله عليه وسلم، المسلمين خاصة فذلك قوله عز وجل في «آل عمران»: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ (2) يعني المسلمين خاصة.
الوجه الثامن: أمة يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم يعني الكفار منهم خاصة، فذلك قوله في الرعد: كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ (3) يعني الكفار خاصة (4).
(1) فاطر:: 24.
(2)
آل عمران: 110.
(3)
الرعد: 30.
(4)
الوجوه والنظائر: 64، 65.