الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعركة الثانية:
كتب "محمود مسعود" عن العالم الطرطوشي فقال 1:
"لأشاغيل طرآنية صرفتني في الأسبوعين الغابرين عن مطالعة الصحف
في مواعيدها فإنني أن أمتع النفس بتلاوة المقال القيم الذي دبجه البلاغ ببراعة أستاذي العلامة المحقق شيخ العروبة تحت عنوان "الصواب أنها مدينة لا ريدة" جريا مع منطوقها الفرنجي.
وقد استطرد البحث بشيخ العروبة في ذلك التصويب المكتنز بالفوائد التاريخية والجغرافية إلى ذكر مدينة طرطوشة الأندلسية.
رد أحمد زكي باشا:
أتقدم إلى الأستاذ مسعود برجاء مربع وقد أطمع في كرمه أن ينعم علي وعلى نفسه بحاجة خامسة، ولعله يتفضل ببناء هذه الأركان الخمسة لمصلحة الأدب ولفائدة العلم، فيحقق أملي القديم فيه بأن يعود "كما كان" مثالا للشبيبة الجامحة وللكاتبين المستهترين في المحافظة على الكرامة وفي تأدية واجب الأمانة.
أولا: أن يرجع -كما فعل أمس وأمس فقط- إلى عفاف القول واجتناب النكتة الباردة، أو غير الصادقة فأسدل حجاب النسيان على ما طغى به قلمه قبل اليوم بسبعة أشهر.
ثانيًا: أن لا يكتفي في المستقبل بالرجوع إلى مصدر واحد أو إلى قول واحد في كتاب واحد، بل يقارن ما ينقله هو عن الإفرنج بما نقلوه هم عن العرب فيما يتعلق بعلوم العرب وبلاد العرب أو البقاع التي كانت للعرب، إذن يكون في أمان من الغلط ومن السقط في الشطط.
ثالثا: أن يشاركني في فضيلة الرجوع إلى الحق "بلا مواربة ولا مداورة" ليكون قدوة صالحة للناشئة الطيبة.
1 البلاغ فبراير 1933.
رابعًا: أن لا يحول الكلام الذي يريد نقده أو نقله عن مجراه ولا يرمي به إلى غير معناه.
هل يسمح لي الأستاذ مسعود بخامسة الأماني!
إني أتوسل إلى الأستاذ مسعود باسم الرشاقة واللباقة واللياقة بحق اللطانة والطرافة والظرافة أن يرحمنا من الألفاظ العويصة المقفرة الجوفاء فيميل بنفسه إلى السلاسة في التعبير وهو عليها قدير، وإلى الكياسة في نظم الكلام.
وهو فيها أستاذ بل "إمام" فيعود بنا إلى ما تعودناه عنه مما تقبله الأسماع وترضاه الأذواق، ففي اللغة سعة وفي مخزون صدره كفاية وكفاءة.
فليس كل القراء مثل الشنقيطي والزمخشري وابن الزبعرى، يا أستاذ ولا سيما قراءة الجريدة اليومية.
فارحمنا يرحمك الله من براعة الافتتاح التي صدرت بها كلمتك أمس عن الطرطوشي وهو قولك:
"لأشاغيل طرآنية".
يا ستار! يا ستار! لعن الله هذه "الأشاغيل" التي شغلتك مشاغلها فأوقعتنا في صحراء الحيرة وأرجعتنا رغم أنوفنا إلى قعر القاموس.
أنا لا أقول فقط إنها خطأ، بل هي عين الصواب وكل الصواب ولكن الذوق شيء غير الذي في الكتب.
يا ستار! يا ستار! من تلك الطرآنية التي طرأت عليك فطرقت أسماعنا بالمرزبة المفردة ولك مقامع الحديد.
يا ستار! يا ستار! من هذا التركيب الذي لا يفهمه أحد من ألف أو مائة ألف، والحقير كاتب هذه السطور داخل في غمار هذا "المليون".
أشاغيل طرآنية
…
اعمل معروف يا مسعود واتركها للقصيدة الطنطرانية.