الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السابع: بين العقاد وخصومه 1:
ليست معارك العقاد الفكرية مما يمكن إحصاؤها، فهي متداخلة مع معاركه السياسية وخلافاته في الرأي. ولكنها كلها على وجه العموم لا تحمل صورة الدعوة إلى التغريب ولا العمالة الفكرية لحساب الاستعمار، وإذا جاز أن نذكر المقالات التي كتبها خلال الحرب العالمية الثانية في الهلال والصحف، فإن كل الكتاب قد اشتركوا في كتابة مثلها، وكان ظاهرها الدفاع عن الديمقراطية ومقاومة الدكتاتورية النازية، غير أننا إذا قارنا بين العقاد وبين طه حسين وسلامة موسى ومحمود عزمي وجدنا فارقا واضحا فقد هاجم العقاد الدكتاتورية والشيوعية والصهيونية ولم يدافع عن الاستعمار وإن دافع عن الديمقراطية الغربية.
يقول: "نحن نعلم أن ما من أحد من الغلاة في التشيع للقديم يقول بأن كل قديم على علاته مفضل على كل جديد، ولو كملت له محاسن القديم وأربى عليها بفضل محاسن الجديد، كذلك نعلم أن المتشيعين للجديد لا يقولون إن ما يكتب اليوم أجمل وأبلغ مما كتب في العهد الذي نسميه قديما، ولو كان هذا لشيخ من شيوخ الكتاب المعدودين، وكان ذلك لناشئ من الشداة المترسمين أن شرط الأديب عندي أن يكون مطبوعا على القول، أي غير مقلد في معناه ولفظه وأن يكون صاحب هبة في نفسه وعقله لا في لسانه فحسب".
وهذا نموذج من معارك العقاد مع خصومه إبان الخلاف السياسي مع حكومة صدقي والقصر.
مساعي الإبراشي في عالم الأدب العربي 2:
مصطفى أفندي الرافعي ألف كتابا في التشهير بالدكتور طه وألف كتابا سماه السفود أفعمه بالطعن الفاحش في كاتب هذه السطور. ووقف نفسه
1 الجهاد 12 نوفمبر؛ 1943.
2 البلاغ 15 أبريل 1942.
من سنوات على السرقة من كتبي والإنكار علي وعلى ما أكتب وأنظم، ولم يتورع في سبيل ذلك عن كذب ولا بذاء ولا تشويه ولا تحريف، فهل يعلم القراء في أي شيء كان هذا الجهاد النبيل؟ سلوه عمن تعلم من أبنائه على نفقة الخاصة الملكية التي يديرها الإبراشي باشا وعما طبع من كتبه على نفقة الحكومة الملكية.
وإسماعيل أفندي مظهر صاحب مجلة العصور لم يدخر من وسعه شيئا في التشهير بي والافتراء علي وانتحال المزاعم الخاوية التي يسندها إلي، فهل يدري القارئ ماذا كان جزاؤه على هذه الحماسة الخالصة لوجه الله؟
لم ينقض علي آخر مقالة كتبها في ذمي شهرًا أو نحو ذلك حتى أصاب وظيفة كتابية في المجمع اللغوي ينقدونه مرتبا لها مائتين وأربعين جنيها في العام.
وهناك رجل جاهل اسمه "غلاب" ولا أدري ماذا قبل غلاب أو بعده من الأسماء والألقاب، فهذا الرجل الجاهل قد استحق مقام التدريس في الجامعة الأزهرية لأنه كان يطبع في القاهرة وريقة يسميها "النهضة الفكرية" ويملأها بالغباء والبذاء على انتقاص طه حسين وعباس العقاد.
والشيخ زكي مبارك رجع إلى الجامعة المصرية بعد فصله منها زهاء خمس سنوات لأنهم استخدموه في احتفال يقابلون به احتفال الأمة المصرية بالنشيد القومي الذي نظمته في مطلع هذا العام ولأنهم رضوا عما كتب في غمز طه حسين وغمز العقاد من كلام معيب في بعض الكتب والمقالات.
وهناك طبيب متشاعر "يقصد الدكتور أبا شادي" سمحوا له بإصدار خمس مجلات في وقت واحد وهو موظف بإحدى المصالح الحكومية فجعل القسم الأدبي من مجلاته كلها وقفا على التشهير بالعقاد وأدب العقاد وأخلاق
من سنوات على السرقة من كتبي والإنكار علي وعلى ما أكتب وأنظم، ولم يتورع في سبيل ذلك عن كذب ولا بذاء ولا تشويه ولا تحريف، فهل يعلم القراء في أي شيء كان هذا الجهاد النبيل؟ سلوه عمن تعلم من أبنائه على نفقة الخاصة الملكية التي يديرها الإبراشي باشا وعما طبع من كتبه على نفقة الحكومة الملكية.
وإسماعيل أفندي مظهر صاحب مجلة العصور لم يدخر من وسعه شيئا في التشهير بي والافتراء علي وانتحال المزاعم الخاوية التي يسندها إلي، فهل يدري القارئ ماذا كان جزاؤه على هذه الحماسة الخالصة لوجه الله؟
لم ينقض علي آخر مقالة كتبها في ذمي شهرًا أو نحو ذلك حتى أصاب وظيفة كتابية في المجمع اللغوي ينقدونه مرتبا لها مائتين وأربعين جنيها في العام.
وهناك رجل جاهل اسمه "غلاب" ولا أدري ماذا قبل غلاب أو بعده من الأسماء والألقاب، فهذا الرجل الجاهل قد استحق مقام التدريس في الجامعة الأزهرية لأنه كان يطبع في القاهرة وريقة يسميها "النهضة الفكرية" ويملأها بالغباء والبذاء على انتقاص طه حسين وعباس العقاد.
والشيخ زكي مبارك رجع إلى الجامعة المصرية بعد فصله منها زهاء خمس سنوات لأنهم استخدموه في احتفال يقابلون به احتفال الأمة المصرية بالنشيد القومي الذي نظمته في مطلع هذا العام ولأنهم رضوا عما كتب في غمز طه حسين وغمز العقاد من كلام معيب في بعض الكتب والمقالات.
وهناك طبيب متشاعر "يقصد الدكتور أبا شادي" سمحوا له بإصدار خمس مجلات في وقت واحد وهو موظف بإحدى المصالح الحكومية فجعل القسم الأدبي من مجلاته كلها وقفا على التشهير بالعقاد وأدب العقاد وأخلاق
العقاد وإلى القراء مثل من الإسفاف الذي ينحدر إليه الطبيب المؤتمن على الأعراض والأرواح ومثل من أدب الصحفيين الذين تغمرهم الوزارة بالرخص الكثيرة حين تضن على غير الموظفين رخصة واحدة لمجلة واحدة لأنها حريصة على الآداب والأعراض.
جاء في إحدى مجلاته "ومن الناس من يهيم بالإباحية ويؤمن بالشيوعية في اللذات ومن ذلك قصيدة العقاد ليلة الأربعاء يصف فيها لية في دار".
والقصيدة مع هذا منشورة في الصفحة الثمانين من مجموعة شعري الكبيرة وليس سرًا ولا أثرا خطيا مهجورًا فيجوز عليه هذا الاختلاف والافتراء وإنما قيلت في وصف الإسكندرية.
وليس هذا التلفيق الدنس بالذي يقع فيه الإنسان وهو جاهل بالحقيقة، غافل عن معنى القصيدة، وإنما يتعمده ويتعمد تشويه المعنى والتقديم والتأخير في ترتيب الأبيات لينتزع أسباب التشهير انتزاعا من حيث لا موجب للتشهير وهو أول من يعلم إنه كاذب ملفق مخادع لقرائه، وذلك حضيض من التبذل لا ينحدر إليه إلا المدخولون الموصومون.
الفصل السابع: بين العقاد وخصومه
1:
ليست معارك العقاد الفكرية مما يمكن إحصاؤها، فهي متداخلة مع معاركه السياسية وخلافاته في الرأي. ولكنها كلها على وجه العموم لا تحمل صورة الدعوة إلى التغريب ولا العمالة الفكرية لحساب الاستعمار، وإذا جاز أن نذكر المقالات التي كتبها خلال الحرب العالمية الثانية في الهلال والصحف، فإن كل الكتاب قد اشتركوا في كتابة مثلها، وكان ظاهرها الدفاع عن الديمقراطية ومقاومة الدكتاتورية النازية، غير أننا إذا قارنا بين العقاد وبين طه حسين وسلامة موسى ومحمود عزمي وجدنا فارقا واضحا فقد هاجم العقاد الدكتاتورية والشيوعية والصهيونية ولم يدافع عن الاستعمار وإن دافع عن الديمقراطية الغربية.
يقول: "نحن نعلم أن ما من أحد من الغلاة في التشيع للقديم يقول بأن كل قديم على علاته مفضل على كل جديد، ولو كملت له محاسن القديم وأربى عليها بفضل محاسن الجديد، كذلك نعلم أن المتشيعين للجديد لا يقولون إن ما يكتب اليوم أجمل وأبلغ مما كتب في العهد الذي نسميه قديما، ولو كان هذا لشيخ من شيوخ الكتاب المعدودين، وكان ذلك لناشئ من الشداة المترسمين أن شرط الأديب عندي أن يكون مطبوعا على القول، أي غير مقلد في معناه ولفظه وأن يكون صاحب هبة في نفسه وعقله لا في لسانه فحسب".
وهذا نموذج من معارك العقاد مع خصومه إبان الخلاف السياسي مع حكومة صدقي والقصر.
مساعي الإبراشي في عالم الأدب العربي 2:
مصطفى أفندي الرافعي ألف كتابا في التشهير بالدكتور طه وألف كتابا سماه السفود أفعمه بالطعن الفاحش في كاتب هذه السطور. ووقف نفسه
1 الجهاد 12 نوفمبر؛ 1943.
2 البلاغ 15 أبريل 1942.