الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - باب ثواب التَسبيح والتَحميد والتَهليل
(باب التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)
مِنَ الصِّحَاحِ:
1639 -
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أفْضَلُ الكلامِ أربعٌ: سُبحانَ الله، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا الله، والله أكبرُ".
وفي روايةٍ: "أَحَبُّ الكلامِ إلى الله أربعٌ: سُبْحانَ الله، والحَمْدُ للهِ، ولا إلهَ إلا الله، والله أكبرُ، لا يَضُرُّكَ بأيهِنَّ بَدَأْتَ".
"لا يضرك بأيهن بدأت"؛ يعني: إن بدأت بـ (سبحان الله) جاز، وإن بدأت بـ (الحمد لله) جاز، وكذلك إن بدأت بـ (لا إله إلا الله) أو بـ (الله أكبر) جاز.
روى هذا الحديث سَمُرة بن جُنْدُب.
* * *
1640 -
وقال: "لأَنْ أقولَ: سُبحانَ الله، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَاّ الله، والله أكبرُ أَحَبُّ إليَّ مما طَلَعَتْ عليهِ الشمسُ".
قوله: "مما طلعت عليه الشمس"؛ أي: من الدنيا وما فيها من الأموال.
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
1641 -
وقال: "مَنْ قالَ: سُبحانَ الله وبحمدِهِ في يومٍ مائةَ مرةٍ حُطَّتْ
خطاياهُ وإنْ كانتْ مثلَ زَبَدِ البحرِ".
قوله: "حطَّت خطاياه": أي: أُسقطت وأُزيلت عنه خطاياه.
روى هذا الحديثَ والذي بعده أبو هريرة.
* * *
1644 -
وقال: "أيعْجِزُ أحدُكُم أنْ يَكسِبَ كلَّ يوْمٍ ألفَ حسنةٍ، يُسَبحُ مائةَ تسبيحةٍ، فيُكتَبَ لهُ ألفُ حسَنةٍ، أو يُحَطُّ عنهُ ألفُ خَطيئةٍ".
قوله: "يسبح مئة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة"؛ يعني: الحسنة بعشر أمثالها، فإذا سَبَّح مئة مرة يكتب ألف حسنة.
"أو يحط عنه ألف خطيئة"؛ يعني: إن شاء الله يَكتب ألفَ حسنة، وإن شاء يَحُطُّ عنه ألفَ خَطيئة، وذلك بمشيئة الله تعالى.
روى هذا الحديثَ سعدُ بن أبي وقَّاص.
* * *
1645 -
وسُئلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الكلامِ أفضلُ؟ قال: "ما اصطَفَى الله لملائكَتِهِ: سبحانَ الله وبحمدِهِ".
قوله: "ما اصطفى الله الملائكة"؛ أي: اختار؛ يعني: ما اختار الله من الذِّكر لملائكته وأمرَهم بقوله، والدوامِ عليه، من غاية فضيلته.
روى هذا الحديثَ أبو ذر.
* * *
1646 -
وعن جُوَيرية: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ مِن عندِها بُكْرةً حينَ صلَّى
الصُّبحَ وهي في مَسجِدِها، ثم رجعَ بعدَ أنْ أَضْحَى وهي جالسةٌ، فقال:"مازلتِ على الحالِ التي فارقتُكِ عليها؟ "، قالت: نعَمْ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لقَدْ قُلتُ بعدَكِ أربعُ كلماتٍ ثلاثَ مرَّاتٍ، لو وُزنَتْ بما قلتِ منذُ اليومِ لَوَزنَتْهُنَّ: سُبحانَ الله وبحمدِهِ عددَ خلقِهِ، ورِضَا نفْسِهِ، وَزنَةَ عرشِهِ، ومِدَادَ كلماتِهِ".
قوله: "وعن جُويرية: أن النبي عليه السلام خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها"؛ يعني: خرج رسول الله عليه السلام من عندها إلى المسجد حين أراد أن يصلِّي الصبح.
"وهي في مسجدها"؛ أي: في موضع صلاتها، أي: في موضعٍ هَيَّأتْهُ للصلاة.
"بعد أن أضحى"؛ أي: بعد أن صلى صلاةَ الضحى.
قوله: "بعدك"؛ أي بعد أن خَرَجَتْ مِنْ عندكَ.
قوله: "بما قلت هذا اليوم"؛ أي: بجميع ما قلت من الذَّكر في هذا اليوم.
قوله: "لوزنتهن"؛ أي: لغلَبت عليهنَّ، ولزادت عليهن.
"سبحان الله وبحمده عدد خلقه": (سبحان الله وبحمده)؛ أي: بحمده أحمَدُه وأسبحه.
(عدد خلقه): منصوب على المصدر؛ أي: أعُدُّ تسبيحه وتحميده عدد خلقه؛ أي: بعدد كلِّ واحد من مخلوقاته.
"ورضا نفسه"؛ أي: أقول التسبيح والتحميد له بقدر ما يرضى، وكما يرضاه، خالصًا مُخْلِصًا له.
"وزنة عرشه"؛ أي: أسبحه وأحمده بثقل عرشه وبمقدار عرشه.
"ومداد كلماته": المداد: مثل المَدَد، وهو الزيادة والكثرة.
قال الفَرَّاء: المداد جمع مد - بضم الميم - وهو مكيال يسع رطلًا وثلث رطل.
والمراد بكلا الوجهين: المقدار؛ يعني: أسبحه وأحمده بمقدار كلماته، والمراد بكلماته: كتبه وصُحُفه المنزلة على أنبيائه، وكلماته أيضًا: جميع أمره بأن يقول لشيء كُن فيكون، وأمرُه بإيجاد الأشياء لا نهايةَ له.
روى هذا الحديثَ ابن عباس عن جُويريةَ زوجةِ النبيَّ عليه السلام، واسم أبيها: الحارث بن أبي ضرار.
* * *
1647 -
وقال: "مَن قال: لا إلهَ إلَاّ الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولهُ الحَمْدُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، في يومِ مائةَ مَرَّةٍ؛ كانَتْ لهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ لهُ مائةُ حَسَنةٍ، ومُحِيَتْ عنهُ مائةُ سَيِّئةٍ، وكانَ لهُ حِرزًا مِنَ الشيْطانِ يومَهُ ذلكَ حتى يُمسيَ، ولَمْ يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاء به إلا رجلٌ عملَ أكثرَ منه".
قوله: "عدل عشر رقاب"، (العَدْل): المِثْل؛ أي: له من الثواب مِثْلُ عِتقِ عشر رقاب.
قوله: "ومُحيت"؛ أي: أُزيلت.
"كانت له حِرزًا من الشيطان"؛ أي: كانت هذه الكلمة أو هذه التهليلة حِرزًا؛ أي: حفظًا أو مَنَعًا من الشيطان.
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
1648 -
وقال: "لا حول ولا قوةَ إلَاّ بالله العَليِّ العظيم كَنْزٌ من كُنوزِ الجنَّةِ".
قوله: "لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة".
(الحول) قيل: الحِيلة، وقيل: الحركة؛ يعني: لا حركةَ ولا استطاعة إلا بتوفيق الله، وقيل: لا دفعَ للمكروهات ولا إعطاءَ للعطيَّات إلا بتوفيق الله ودفعِه وإعطائه.
وإنما قال: (كنز من كنوز الجنة)؛ لأن الكنز المال الذي يحفظه الرجلُ لوقتٍ يَحتاج إليه، وقولُه هذه الكلمات خير الكنوز؛ لأنها تحصل الجنةُ لقائلها، ولا شك أن الجنة خيرُ الكنوز.
روى هذا الحديثَ أبو ذر.
* * *
مِنَ الحِسَان:
1649 -
قال: "مَن قالَ: سُبحانَ الله العَظيم وبحمدِهِ؛ غُرِسَت لهُ نخلةٌ في الجنَّةِ".
قوله: "من قال: سبحان الله العظيم وبحمده"؛ يعني "غرست له نخلة في الجنة" بكل مرَّة قالها، وإنما خَصَّ النخل من الأشجار؛ لأنها أنفعُ الأشجار وأطيبُها.
روى هذا الحديثَ جابر.
* * *
1650 -
وقال: "ما مِن صباحٍ يُصْبحُ العِبادُ إلَاّ منادٍ يُنادي: سَبحُوا
الملِكَ القُدُّوس".
قوله: "سبحوا الملك القدوس"؛ أي قولوا: سبحانَ الملك القدُّوس، أو قولوا: سبُّوح قدُّوس ربُّ الملائكة والرُّوح.
(القدوس): الطَّاهر عن أوصاف المخلوقات.
روى هذا الحديثَ الزبيرُ بن العوَّام.
* * *
1651 -
وقال: "أفضلُ الذِّكر: لا إلهَ إلَّا الله، وأفْضَل الدُّعاءِ: الحَمْدُ لله".
قوله: "أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله"، وإنما كان (لا إله إلا الله) أفضل الذكر؛ لأن في هذه الكلمة إثباتُ الأُلوهية لله ونفيُها عن غيره، وليس هذا المعنى في ذِكرٍ سوى (لا إله إلا الله)، ولا يصح الإيمان إلا بهذا اللفظ أو ما يؤدِّي معناه.
وإنما سمى قول (الحمد لله) أفضل الدعاء؛ لأن الدعاء عبارة عن أن يذكر العبدُ ربَّه ويطلبَ منه شيئًا، وكلا المعنيين موجودٌ في قول الرجل:(الحمد لله)، فإنَّ من قال:(الحمد لله) فقد دعا الله وطلب منه الزيادة؛ لقوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].
روى هذا الحديثَ جابر.
* * *
1652 -
وقال: "الحَمْدُ للهِ رأْسُ الشُّكرِ، ما شَكَرَ الله عبدٌ لا يَحْمَدُهُ".
قوله: "الحمد لله رأس الشكر، ما شكر الله عبدٌ لا يحمَدُه".
(الحمد): الثناء على الله بصفاته وبإنعامه على العباد؛ كقول الرجل: الحمد لله على علمه وقدرته وفضله وإنعامه عليَّ، والشكر لا يكون إلَاّ في الإنعام، فلا يقال: شكرتُ الله على علمه وقدرته، بل يقال: شكرت الله على فضله وإنعامه عليَّ.
وإذا كان الحمدُ أعمَّ، فلا بد أن يكون أفضلَ من الشكر.
وقيل: (الحمد): الرضا بقضاء الله وقدره.
و (الشكر) ثلاثة:
الشكر بالقلب: وهو أن يعتقد الرجل أن النعمة من الله.
وشكر باللسان: وهو أن يتحدث بما أنعم الله عليه لا على سبيل التفاخر؛ مثل أن يقول: قد أعطاني الله كذا من المال والولد والعلم والشُّهرة، وله الحمد على ما أنعم عليَّ.
وشكر بالعمل: وهو أن يؤدَّي الزكاة، ويُحسن إلى الناس، ويعلِّم الناس العلم إن كان عالمًا، أو يُعين الناس إن كان صاحبَ قدرة ومنصب، ويستعمل أعضاءه على وجه يرضاه الله.
روى هذا الحديثَ عبدُ الله بن عَمرو.
* * *
1653 -
وقال: "أوَّلُ مَن يُدعَى إلى الجنَّةِ يومَ القيامةِ: الذينَ يحمَدُونَ الله في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ".
قوله: "أول من يدعى إلى الجنة الذين يحمدون الله في السراء والضراء".
(السراء): الغنى، و (الضراء): الفقر، وقيل: السراء: الراحة والفرح، والضراء: المشقة والغَم.
يعني: أول من يدعى إلى الجنة الذين يرضون عن الله بما أجرى عليهم من الحُكْم غنى كان أو فقرًا، مشقة كانت أو راحة، هذا هو الكمال في العبودية.
روى هذا الحديثَ ابن عباس.
* * *
1654 -
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وقال مُوسَى: يا ربِّ، علِّمني شيئًا أَذْكُرُكَ بهِ، قال قُل: لا إلهَ إلَاّ الله، لو أنَّ السَّماواتِ السَّبع وعامِرَهُنَّ غيرِي، والأَرَضيْنَ السَّبعَ وُضعْنَ في كِفَّةٍ، ولا إلهَ إلَاّ الله في كِفةٍ لَمَالَتْ بهنَّ لا إلهَ إلَاّ الله".
قوله: "وعامرهن غيري"، أراد بالعامر: الساكن.
وعامر المكان: مَنْ عمل عمارة وصلاح ذلك المكان؛ إما بالسكون فيه، أو بإصلاحه؛ يعني: لو أن جميع السماوات ومَنْ فيهن مما سوى ذكر الله، وكذلك الأراضي ومن فيهن مما سوى ذكر الله وُضعْن في إحدى رأس الميزان، ووضعت كلمة لا إله إلا الله في الرأس الآخر "لمالت"؛ أي؛ لرَجَحت (لا إله إلا الله).
قوله: "غيري": هذا مشكل على تأويل العامر بالساكن؛ فإن الله ليس بساكن السماوات والأرض، بل لا مكان له أصلاً، وطريق دفع هذا الإشكال بأن يقول: معنى العامر: المصلح، فإن الله تعالى مصلح السماوات والأرض ومَنْ فيهن، والملائكة في السماوات هم مصلحو السماوات بسكونهم فيهنَّ، وأهل الأرض مصلحو الأرض، فإذا كان أهل السماوات والأرض مصلحي السماوات والأرض بهذا التأويل، صحَّ قولُه:(وعامرهنَّ غيري).
ويحتمل أن يكون تأويله: وما فيهن غير كلامي وذكري، فحذف المضاف وهو الكلام والذكر.
روى هذا الحديثَ أبو سعيد.
* * *
1655 -
وعن أبي سَعيد الخُدْري، وأبي هُريرة رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ قَالَ: لا إلهَ إلَاّ الله والله أكبرُ؛ صَدَّقَهُ ربُّه، قالَ: لا إلهَ إلَاّ أنا، وأنا أكَبَرُ، وإذا قالَ: لا إلهَ إلَاّ الله وحدَهُ لا شريكَ له، يقولُ الله: لا إلهَ إلَاّ أَنا وحدِي لا شَريكَ لي، وإذا قالَ: لا إلهَ إلا الله لهُ الملكُ وله الحمدُ، قال: لا إلهَ إلَاّ أنا، ليَ الملكُ، وليَ الحمدُ، وإذا قالَ: لا إلهَ إلَاّ الله، لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا بالله، قالَ: لا إلهَ إلا أنا، لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَاّ بيَ"، وكانَ يقولُ:"مَن قالَها في مرَضهِ، ثم ماتَ لم تَطْعَمْهُ النارُ".
قوله: "وكان يقول"؛ أي: وكان رسول الله عليه السلام يقول: "من قالها"؛ أي: من قال هذه الكلمة.
* * *
1656 -
وعن سَعْد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه: أنه دخلَ معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على امرأةٍ وبينَ يَدَيْهَا نَوًى، أو حَصًى تُسَبحُ به، فقالَ:"ألا أخبرُكِ بما هوَ أَيْسَرُ عليكِ مِن هذا وأفْضَل؟، سُبحانَ الله عدَدَ ما خلقَ في السَّماءِ وسبحانَ الله عددَ ما خلقَ في الأَرضِ، وسبحانَ الله عددَ ما بينَ ذلكَ، وسبحانَ الله عددَ ما هوَ خالِقٌ، والله أكبرُ مثْلَ ذلكَ، والحَمْدُ للهِ مثلَ ذلكَ، ولا إله إلَاّ الله مثلَ ذلكَ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله مثلَ ذلكَ"، غريب.
قوله: "وبين يديها نوى أو حصا تسبح به".
(النوى): جمع نواة، وهي: عظمة التمر.
و (الحصا): جمع حَصَاة، وهي: الحجرة الصغيرة.
(تسبح به)؛ أي: تقول: سبحان الله، أو ذكرًا آخر بعدد كلِّ نَواة أو حَصَاة مرةً.
قوله: "أو أفضل" شك الراوي أن رسول الله عليه السلام قال: "أيسر عليك، أو قال: أفضل".
قوله: "سبحان الله عدد ما خلق في السماء"؛ يعني: إذا قال هذه الألفاظ فكأنه قال: سبحان الله بعدد كل نفس، أو كل شيء في السماوات والأرض من المخلوقات مرة، فإذا كان كذلك فلا حاجة إلى عَدِّ التسبيح بالنَّوى والحصا.
* * *
1657 -
وقال: "مَن سَبَّحَ الله مائةً بالغَداةِ، ومائةً بالعَشِي كانَ كَمَنْ حَجَّ مائةَ حَجَّةٍ، ومَنْ حَمِدَ الله مائةً بالغَداةِ، ومائة بالعَشِيِّ كانَ كَمَنْ حمَلَ على مائةِ فرَسٍ في سَبيلِ الله، ومَنْ هَلَّلَ الله مائةً بالغَداةِ، ومائةً بالعَشِي كانَ كَمَنْ أعتقَ مائةَ رقبةٍ مِن وَلَدِ إسماعيلَ، ومَن كبَّرَ الله مائةً بالغَداةِ، ومائةً بالعَشِي لم يأْتِ في ذلكَ اليومِ أحدٌ بأكْثرَ ممَّا أتَى به إلَاّ مَن قالَ مثلَ ذلكَ، أو زادَ على ما قالَ"، غريب.
قوله: "ومن هلل الله"؛ أي: من قال لا إله إلا الله.
روى هذا الحديثَ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
* * *
1658 -
وقال: "التَّسبيحُ نِصْفُ الميزانِ، والحَمْدُ للهِ يَمْلَؤُهُ، ولا إلهَ إلَاّ الله ليسَ لها حجابٌ دونَ الله حتَّى تَخْلُصَ إليهِ"، غريب.
قوله: "سبحان الله نصف الميزان"؛ يعني: ثواب قول الرجل: (سبحان الله) يملأ إحدى كِفَّتي الميزان، و (الحمد لله) يملأ الكِفة الأخرى.
قوله: "حتى تخلص"؛ أي: حتى تصل.
روى هذا الحديثَ عبد الله بن عمرو.
* * *
1659 -
وقال: "ما قال عَبْدٌ: لا إلهَ إلَاّ الله مُخلِصًا قطُّ إلَاّ فُتِحَتْ له أبوابُ السَّماءَ حتَّى تُفضيَ إلى العَرشِ ما اجتَنَب الكَبَائرِ"، غريب.
قوله: "حتى يفضي إلى العرش"؛ أي: حتى يصل إلى العرش، والحديث المتقدم يدل على أنه يجاوز من العرش حتى يصل إلى الله تعالى، والمراد بهذا وأمثاله: سرعة القبول وكثرة الثواب.
قوله: "ما اجتنب الكبائر": قيَّدَ سرعة القَبول وكمال الثواب باجتناب الكبائر لأجل الثواب، فإن الثواب يحصل للقائل سواء اجتنب الكبائر أو لم يجتنب، ولكن ثواب من يجتنب الكبائر أكمل ممن لم يجتنب، فإن السيئة لا تُحْبط الحسنة، بل تحبط الحسنةُ السيئةَ؛ كقوله تعالى:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
1660 -
وقال: "لَقِيْتُ إبراهيمَ صلوات الله عليهما ليلةَ أُسريَ بي، فقال: يا محمدُ، أَقرِئْ أُمَّتَكَ مني السَّلامَ، وأَخبرْهم: أنَّ الجنَّةَ طَيبةُ التُّربةِ، عَذْبةُ الماءِ، وأنَّها قِيْعانٌ، وأنَّ غِراسَها: سُبحانَ الله، والحَمْدُ للهِ، ولا إلهَ إلَاّ الله، والله أكبرُ"، غريب.
قوله: "ليلة أسري بي"؛ أي: ليلة المعراج.
"أقرأ أمتك مني السلام"؛ أي: أوصل.
"طيبة التربة": التراب؛ أي: ترابها طيب.
"عذبة الماء"؛ أي: ماؤها حُلْو طيب.
"وأنها قيعان"، (القيعان): جمع القاع، وهي الأرض المستوية الخالية من الشجر؛ يعني: الجنة طيبة ينبغي لكل أحد أن يرغَب فيها، وأشجارها وقصورها وجميع نعيمها يحصل بالعمل الصالح، فمن كان عمله الصالح أكثر يكون ملكه أكثر، ونعيمه في الجنة أكثر.
روى هذا الحديثَ ابن مسعود.
* * *
1661 -
عن يُسَيْرةَ - كَانت مِنَ المُهاجِرَاتِ - قالت: قالَ لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "عليكنَّ بالتسبيح، والتَّهليل، والتقديسِ، واعْقِدْنَ بالأَنامِلِ، فإنَّهُنَّ مَسْؤُولاتٍ مُستَنْطَقَاتٌ، ولا تَغْفُلْنَ، فتُنْسَينَ الرَّحمَة".
قوله: "عليكن" هذه كلمة التحريض والإغراء؛ يعني: الْزَمْنَ.
"التسبيح والتهليل والتقديس". (التقديس): قول الرجل: سبُّوح قدوس رب الملائكة والروح.
وليس المراد تحريضهن على هذه الألفاظ الثلاثة فقط، بل المراد منه جنس الذَّكر أيَّ لفظٍ كانَ.
قوله: "واعقدن بالأنامل"؛ يعني: اعدُدن عددَ مرات التسبيح بأصابعكنَّ.
"فإنهن مسؤولات"؛ أي: فإن الأصابع بل جميع الأعضاء المكتسبة يُسأل عنها يوم القيامة بأي شيء استُعملت، وهذا تحريض على استعمال الرجل