الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحسن إلينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله- لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا- إلى الصلاة عليه. وذكر نحوه عن الشيخ أبى محمد المرجانى. وقال ابن العربى: فائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذى يصلى عليه، لدلالة ذلك على نصوح العقيدة وخلوص النية، وإظهار المحبة، والمداومة على الطاعة والاحترام للواسطة الكريمة- صلى الله عليه وسلم.
[حكم الصلاة على النبي ص]
واختلف فى حكم الصلاة عليه- صلوات الله وسلامه عليه- على أقوال:
أحدها: أنها تجب فى الجملة
بغير حصر، لكن أقل ما يحصل به الإجزاء مرة.
الثانى: يجب الإكثار منها، من غير تقييد بعدد
،
قاله القاضى أبو بكر ابن بكير من المالكية، وعبارته- كما قاله القاضى عياض-: افترض الله تعالى على خلقه أن يصلوا على نبيه- صلى الله عليه وسلم ويسلموا تسليما، ولم يجعل ذلك لوقت معلوم، فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغافل عنها.
الثالث: تجب كل ما ذكر
،
قاله الطحاوى وجماعة من الحنفية، والحليمى، وجماعة من الشافعية، وقال ابن العربى: إنه الأحوط، وكذا قاله الزمخشرى. واستدلوا لذلك بحديث:(من ذكرت عنده فلم يصل على فمات فدخل النار فأبعده الله)«1» أخرجه ابن حبان من حديث أبى هريرة.
وحديث: (رغم أنف من ذكرت عنده فلم يصل على)«2» رواه الترمذى من حديث أبى هريرة، وصححه الحاكم. وحديث:(شقى عبد ذكرت عنده فلم يصل على)«3» أخرجه الطبرانى من حديث جابر: لأن الدعاء: ب «الرغم
(1) صحيح: أخرجه ابن حبان فى «صحيحه» (409) من حديث مالك بن الحويرث- رضى الله عنه-، و (907) من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح لغيره.
(2)
صحيح: أخرجه الترمذى (3545) فى الدعوات، باب: قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف رجل» ، وأحمد فى «المسند» (2/ 254) ، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .
(3)
أخرجه الطبرانى فى «الكبير» (2/ 246) .