الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2985 - العلاء العالم *
المفسر: محمّد بن عبد الحميد بن الحسين بن الحسن بن حمزة، أبو الفتح الأسْمندْي السمرقندي، الحنفي المعروف بالعلاء العالم.
ولد: سنة (488 هـ) ثمان وثمانين وأربعمائة.
من مشايخه: عليّ بن عمر الخراط وغيره.
كلام العلماء فيه:
* الأنساب: "كان فقيهًا فاضلًا ومناظرًا فحلًا
…
وكانت له عبارة حسنة، وصنف تصنيفًا في الخلاف لقيته بسمرقند غير مرة وقال لي: وردت مرو قاصدًا إلى القاضي الأرسابندي، ولم يكن حاضرًا فحضرت درس والدك رحمه الله وعلقت عنه مسألة بيع اللحم بالشاة، وانصرفت من مرو ولم أسمع منه شيئًا من الحديث لأنه كان متظاهرًا بشرب الخمر
…
" أ. هـ.
* المنتظم: "من أهل سمرقند كان فقيهًا فاضلًا مناظرًا من الفحول وصنف التعليقة المعروفة بالعالمي، ودخل بغداد وحضر مجلسي للوعظ، قال أبو سعد السمعاني (1): كان مدمنًا للخمر على ما سمعت فكان يقول ليس في الدنيا راحة إلا في شيئين كتاب أطالعه أو باطية من الخمر أشرب منها.
قال المصنف ثم سمعت عنه أنه تنسك وترك المناظرة واشتغل بالخير إلى أن توفي "أ. هـ.
* البداية والنهاية: "كان من الفحول في المناظرة، وله طريقة في الخلاف والجدل، ويقال له تعليقة العالمية
…
" أ. هـ.
* لسان الميزان: "كان من فحول الفقهاء على مذهب أبي حنيفة رحمه الله، ولعله تاب -أي عن شرب الخمر-" أ. هـ.
* الشذرات: "كان من فرسان الكلام، شحيحًا بكلامه، كانوا يوردون عليه الأسئلة وهو عالم بجوابها، فلا يذكره شحًا لئلا يستفاد منه، وينقطع ولا يذكرها، ترك المناظرة إلى أن مات" أ. هـ.
* قلت: ذكره صاحب كتاب "الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات" ضمن أشهر أعلام الماتريدية وذكر له كتاب "الهداية في الكلام" أ. هـ.
وفاته: سنة (552 هـ) اثنتين وخمسين، وقيل:(563 هـ) ثلاث وستين وخمسمائة.
من مصنفاته: "التعليقة"، و "المعترض والمختلف" وغير ذلك.
2986 - محيي الدين *
اللغوي: محمّد محيي الدين عبد الحميد.
ولد: سنة (1318 هـ) ثمان عشرة وثلاثمائة وألف.
* طبقات المفسرين للداودي (2/ 180)، تاج التراجم (193)، الجواهر المضية (3/ 208)، طبقات المفسرين للسيوطي (92)، لسان الميزان (5/ 245)، المنتظم (18/ 180)، النجوم (5/ 379)، الوافي (3/ 218)، تاريخ الإسلام (وفيات 552) ط. تدمري، الأنساب (1/ 156)، الشذرات (6/ 248)، البداية والنهاية (12/ 273)، معجم البلدان (1/ 265)، كشف الظنون (1/ 569) و (2/ 1636)، إيضاح المكنون (1/ 175)، هدية العارفين (2/ 92)، الماتريدية للشمس الأفغاني (1/ 286).
(1)
لم نجد هذا الكلام في كتب السمعاني، وقد ذكرنا ما قاله السمعاني في الأنساب آنفًا.
* الأعلام (7/ 92)، أوضح المسالك (2/ 168)، كتاب (شرح جوهرة التوحيد)، وكتاب (مقالات الإسلاميين وإختلاف المصلين).
كلام العلماء فيه:
* الأعلام: "مدرس مصري، من أعضاء المجمع اللغوي بالقاهرة، ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر" أ. هـ.
* قلت: قال في تعليقه على ابن هشام في "أوضح المسالك"(3/ 168): بعد أن قال ابن هشام في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} أي أمر ربك- وهذا مذهب الأشاعرة. علق محمد محيي الدين على ابن هشام قائلا: وخير من تقدير المؤلف المحذوف بأمر تقديره برسول لأن الأمر من المعاني، والمجيء لا يتعلق إلا بالأجسام ومن أجل أن الله تعالى منزه عن الجسمية وجب تقدير مضاف مناسب أ. هـ.
وعند مراجعتنا للكتب التي ألفها المترجم له والتي حققها وعلق على بعضها وجدنا أن اعتقاده أشعري، وكان ذلك واضحا جليا في شرحه لكتاب (جوهرة التوحيد) والمسمى (إتحاف المريد بجوهرة التوحيد) للشيخ عبد السلام بن إبراهيم اللقاني المالكي، قد ذهب في أقواله وإرشاداته وإشاداته بالمذهب الأشعري. وأورد الأقوال التي اعتمدها شيخ المذهب أبو الحسن الأشعري وأقوال الطوائف الأخرى خلال شرحه هذا، كما في شرحه لمعنى الإيمان بعد أن أورد خمسة أقوال اختلف فيها العلماء لتحديد معنى الإيمان، فقال محمد محيي الدين: "والذي تطمئن إليه النفس من هذه المذاهب: أن الإيمان هو التصديق وهو كما ذهب إليه محققو الأشاعرة والماتريدية
…
" أ. هـ.
ثم ذكر ما يؤيد كلامه هذا على وجوه، فضلا على تأويله للصفات وغيرها من أمور الاعتقاد في شرحه على المذاهب والمعتقد الأشعري، ولولا الإطالة لذكرنا بعض تلك المواضع فمن أراد المزيد فليراجع هذا الكتاب (1).
وفي مقدمته لكتاب "مقالات الإسلاميين .. " للشيخ أبي الحسن الأشعري بتحقيق المترجم له، وجدناه مكثرا من الثناء عليه وجعل روافد كلام العلماء كابن تيمية وغيره مصبا في إرفاع قدر مذهب الأشعري حتى إنه قد جعله مذهب أهل السنة والجماعة فيما أكثر من موضع. كما قال في مقدمته (2) (1/ 24): "
…
يوم ظهر بمذهبه -أي أبو الحسن الأشعري- هذا الذي حاول به أن يوفق بين مذهب أهل السنة والعقل .. ".
ثم ذكر ما ذهبت إليه الأشاعرة من مقالات وآراء في العقائد خاصة وفي أمور العبادات والمعاملات عامة، والخلاف الذي حصل في وقتها بين الأشاعرة والحنابلة وأهل الحديث فقال: "هذا ما نراه نحن ومن سبقنا في هذه المسألة -أي مسألة الخلاف- وأمثالها بعد مضي الحقب المتطاولة وفي هدوء يمكن لنا من البحث ومعرفة الآراء المختلفة لمن ثار بينهم النزاع، ولكنا -مع الأسف- لا نجد هذا الهدوء وهذا التروي فيما تقصه علينا الأحداث عند ظهور مذهب الأشعري وبعده؛ فإنه ما كاد مذهب الأشعري يعلن عن نفسه
(1) كتاب (شرح جوهرة التوحيد) لمحمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثانية (1375 هـ / 1955 م)، مطبعة السعادة بمصر.
(2)
كتاب (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين) للشيخ أبي الحسن الأشعري، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد- الطبعة الثانية (1389 هـ / 1969 م) - مكتبة النهضة المصرية.
حتى بدأت تظهر آثار الاضطهاد له، "وقد حاول الحنابلة أن يمنعوا الخطيب البغدادي (المتوفى في عام 463 من الهجرة) من دخول المسجد الجامع ببغداد، لأنه كان يذهب مذهب الأشعري (1)، وكان أكابر الأشاعرة في ذلك العهد يضطهدون ويساء إليهم، وقد تحاملت الحنابلة على رجل من كبار الأشاعرة ذوي النفوذ وهو القشيري (المتوفى في عام 514 من الهجرة) ووقع بسبب ذلك قتال في الشوارع واضطر القشيري إلى ترك بغداد، ومن هذه الحادثة أرخ ابن عساكر مبدأ وقوع الانحراف بين الحنابلة والأشاعرة"، وكان شيخ الحنابلة في أخريات القرن الرابع الهجري "يلعن أبا الحسن الأشعري وينال من الأشاعرة" ومن ناحية أخرى "كان الكرامية قد تحزبوا على الأشاعرة وهاجموهم مهاجمة عنيفة، ورفعوا أمرهم إلى السلطان محمود بن سبكتكين مدعين أن الأشاعرة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس نبيًّا اليوم، وأن رسالته قد انقطعت بموته، ولم يكن هذا معتقدًا للأشاعرة يومًا ما".
ومهما يكن من شيء فقد أذن الله تعالى لمذهب الأشعري أن ينتشر ويذيع في الناس، انتشارًا وذيوعًا بطيئين، كما ذاع في أقصى المشرق مذهب أبي منصور الماتريدي الذي كان بينه وبين مذهب أبي الحسن الأشعري تشابه كثير في الأصول "وتدخلت الحكومة في أوائل القرن الخامس الهجري نوعًا من التدخل الرسمي لفض المنازعات المذهبية، ففي عام (408) من الهجرة (1017 - من الميلاد) أصدر الخليفة القادر كتابًا ضد المعتزلة، يأمرهم فيه بترك الكلام والتدريس والمناظرة في الاعتزال والمقالات المخالفة للإسلام، وأنذرهم- إن هم خالفوا أمره- بحلول النكال والعقوبة، وانتهج السلطان محمود في غزنة نهج أمير المؤمنين القادر، واستن بسنته في قتل المخالفين ونفيهم وحبسهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وصدر في بغداد كتاب سمي "الاعتقاد القادري" في سنة 433 من الهجرة (1041 من الميلاد) وقرئ في الدواوين، وكتب الفقهاء خطوطهم فيه، وذكروا أن هذا اعتقاد المسلمين وأن من خالفه فقد فسق وكفر، فكان هذا إيذانًا بنهاية هذه الثائرة التي ضلت في غيابتها الأفهام، وكان عمل القادر بالله خاتمة لعمل المأمون من قبل، وقد جاء في هذا المنشور الرسمي "والله هو القادر بقدرة، والعالم بعلم أزلي غير مستفاد، وهو السميع يسمع، والمبصر يبصر، يعرف صفتهما من نفسه، لايبلغ كنههما أحد من خلقه، متكلم بكلام لا بآلة مخلوقة كآلة المخلوقين، لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه الصلاة والسلام، وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله فهي صفة حقيقية لا مجازية، وإن كلام الله تعالى غير مخلوق، تكلم به تكلمًا، وأنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم على لسان جبريل بعد ما سمعه جبريل منه، وتلاه محمّد على أصحابه، وتلاه أصحابه على الأمة، ولم يصر بتلاوة المخلوقين مخلوقًا، لأنه ذلك الكلام بعينه الذي تكلم الله به، فهو غير مخلوق في كل حال متلوًا ومحفوظًا ومكتوبًا ومسموعًا، ومن قال إنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد
(1) راجع ترجمة علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي وما كتبناه حول اعتقاده.