الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من مرجئة أهل السنة لا من مرجئة البدعة.
فلقد قسم العلماء المرجئة إلى هذين القسمين الكبيرين. ومنهم من أدخل في القسم الأول أبا حنيفة، وسعيد بن جبير، ومقاتل بن سليمان. فإن هؤلاء جميعًا لا يكفرون بالذنب، ويرجئون الحكم لله في الجزاء، ويتوقفون عن الكلام في الصحابة، رضي الله عنهم. وهذا هو ما ذهب إليه ابن سلّام.
فإن صحَّت نسبة الإرجاء إلى ابن سلّام فلا يمكن اعتباره من مرجئة البدعة الذين لا يحفلون بالأعمال، ما دام قد أكد عليها كما رأينا ذلك. أما ما ورد عنده من أحاديث تؤكد على أهمية الإيمان، وذم الشرك، فإنه لم يخالف بإيراده لذلك، أهل السنة والجماعة" أ. هـ.
وفاته: سنة (200 هـ) مائتين.
من مصنفاته: "تفسير القرآن" و"الجامع".
3746 - الحَصْكَفي *
النحوي: يحيى بن سلامة بن الحسين، أبو الفضل، معين الدين، الخطيب، الحصكفي، الطنزي (1).
ولد: سنة (459 هـ) تسع وخمسين وأربعمائة.
من مشايخه: الخطيب أبو زكريا التبريزي وغيره.
من تلامذته: السمعاني.
كلام العلماء فيه:
• الأنساب: "كان إمامًا فاضلًا حسن الشعر رقيق الطبع، صار شعره في الأقطار، وشاع ذكره في الأمصار" أ. هـ.
• معجم الأدباء: "كان فقيهًا نحويًّا كاتبًا شاعرًا نشأ بحصن كيفا" أ. هـ.
• وفيات الأعيان: "وكان إليه أمر الفتوى بها، واشتغل عليه الناس وانتفعوا به" وذكر له ابن خلكان من شعره مقاطع قد ذكرها صاحب الخريدة ثم قال: "وأكثر شعره على هذا الأسلوب في اللطافة وجودة المقاصد، وكان يتشيع، وهو في شعره ظاهر" أ. هـ.
• المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "كان فقيهًا فاضلًا أديبًا بليغًا، مليح الشعر لطيف المعاني، رقيق الغزل، وكان يتشيع" أ. هـ.
في البداية: "كان إمامًا في علوم كثيرة من الفقه والآداب، ناظمًا ناثرًا، غير أنه كان ينسب إلى الغلو في التشيع" أ. هـ.
• الأعلام: "تفقه على مذهب الشافعي" أ. هـ.
* المنتظم (18/ 128)، الأنساب (4/ 76)، الكامل (11/ 239)، اللباب (2/ 90)، معجم البلدان (4/ 43)، معجم الأدباء (6/ 2818)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 255)، وفيات الأعيان (6/ 205)، تاريخ إربل (1/ 251)، السير (20/ 320)، تاريخ الإسلام (وفيات 551) ط. تدمري ثم ذكر مرة أخرى في وفيات (553)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 330)، البداية والنهاية (12/ 256)، إشارة التعيين (381)، البلغة (238)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 348)، النجوم (5/ 328)، المختصر في أخبار البشر (3/ 34)، عيون التواريخ (12/ 511)، الشذرات (6/ 279)، كشف الظنون (2/ 1166)، هدية العارفين (2/ 520)، الأعلام (8/ 148)، معجم المؤلفين (4/ 97).
(1)
طَنْزة: "بفتح أوله، وسكون ثانيه، بلفظ واحد الطنز، وهو السخرية: بلد بجزيرة ابن عمر من ديار بكر".
من أقواله: في الأعلام:
أشكو إلى الله من نارين: واحدة
…
في وجنتيه، وأخرى منه في كبدي
وفي معجم الأدباء:
خليع بت أعذله
…
يرى عذلي من العبثِ
قلت إن الخمر مخبثة
…
قال حاشاها من الخبثِ
قلت فالإرفاث يتبعها
…
قال طيبُ العيش في الرفثِ
قلت ثم القئُ قال أجل
…
شرفتْ عن مخرج الحدثِ
وسأجفوها فقلت متى
…
قال عند الكون في الجدثِ
وقد أورد له ابن الجوزي قطعة من نظمه، فمن ذلك قوله في جملة قصيدة له:
تقاسموا يوم الوَداعِ كبدي
…
فليسَ لي منذ تولّوا كبدُ
على الجفونِ رحلوا وفي الحشاءِ
…
نزلوا وماءَ عيني وردوا
وأدمعي مسفوحة وكبدي
…
مقروحة وعلّتي ما قدْ بدوا
وصَبْوتي دائمة ومقلتي
…
دامية ونومها مشرّدُ
تيمَّني منهم غزال أغْيَدُ
…
يا حبذا ذاك الغزال الأغيد
حسامه مجرَّدٌ وصرحه
…
ممرّد وخده مورد
وصدْغه فوق احمرار خدهِ
…
مبلبلٌ معقربٌ مجعّدُ
كأنما نكهته وريقه
…
مسك وخمرٌ والثنايا بَرَدُ
يعقده عند القيام ردفهُ
…
وفي الحشا منه المقيمُ المقعدُ
له قوام كقضيب بانةٍ
…
يهتز قصدًا ليس فيه أوَدُ
وهي طويلة جدًّا، ثم خرج من هذا التغزل إلى مدح أهل البيت والأئمة الاثني عشر رحمهم الله.
وسائلي عن حبِّ أهل البيتِ
…
هل أقر إعلانًا به أم أجحد؟
هيهات ممزوجٍ بلحمي ودمي
…
حبُّهم وهو الهدى والرُّشدُ
حيدرةٌ والحسنان بعده
…
ثم عليٍّ وابنه محمدُ
وجعفر الصادق وابن جعفر
…
موسى ويتلوه علي السيّدُ
أعني الرضى ثم ابنه محمَّد
…
ثم علي وابنه المسدد
والحسن الثاني ويتلو تلوه
…
محمّدُ بن الحسن المفتقدُ
فإنهم أئمتي وسادتي
…
وإن لحاني معشرٌ وفندوا
أئمةٌ أكرمْ بهمْ أئمةً
…
أسماؤهم مسرودةٌ تُطَرَّدُ
هم حجج الله على عباده
…
وهم إليه منهج ومقصدُ
قومٌ لهم فضلٌ ومجدٌ باذجٌ
…
يعرفه المشركُ والموحدُ
قوم لهم في كل أرض مشهدٌ
…
لا بل لهم في كل قلب مشهد
قوم منى والمشعرانِ لهم
…
والمروتان لهم والمسجدُ
قومٌ لهم مكة والأبطح والخـ
…
يف وجمعٌ والبقيعُ الغرقدُ
ثم ذكر بلطف مقتل الحسين بألطف عبارة إلى أن قال:
يا أهل بيت المصطفى باعدتي
…
ومن على حبَّهم أعتمدُ
أنتم إلى الله غدًا وسيلتي
…
وكيف أخشى وبكم أعتضد
إليكم في الخلد حيُّ خالدٌ
…
والضدُ في نار لظى مخلد
ولستُ أهواكم ببغضي غيركم
…
إنّي إذًا أشقى بكم لا أسعدُ
فلا يظن رافضي أنني
…
وافقته أو خارجيٌ مفسدُ
محمدٌ والخلفاء بعده
…
أفضل خلق الله فيما أجدُ
هم أسسوا قواعدَ الدين لنا
…
وهم بنوا أركانه وشيّدوا
ومن يخن أحمدَ في أصحابه
…
فخصمه يومَ المعاد أحمدُ
هذا اعتقادي فالزموه تفلحوا
…
هذا طريقي فاسلكوه تهتدوا
والشافعي مذهبي مذهبه
…
لأنه في قوله مؤيّد
اتبعته في الأصل والفرع معًا
…
فليتبعني الطالب المرشد
إنّي بإذن الله ناج سابقٌ
…
إذا ونى الظالم ثم المفسدُ
وفاته: سنة (551 هـ)، وقيل:(553 هـ) إحدى وخمسين وقيل: ثلاث وخمسين وخمسمائة.
من مصنفاته: "عمدة الاقتصاد" في النحو، و"قصيدة" تشتمل على الكلمات التي تقرأ بالضاد وما عداها يقرأ بالظاء، وغيرهما.