الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3740 - الجُعَيدِيّ *
المقرئ: يحيى بن زكريا بن علي، أبو زكريا البلنسي، يعرف بالجُعيدي.
ولد: سنة (570 هـ) سبعين وخمسمائة.
من مشايخه: أبو عبد الله بن حميد، وأبو عبد الله بن نوح الغافقي وغيرهما.
من تلامذته: الأبار وغيره.
كلام العلماء فيه:
* تكملة الصلة: "كان من أهل الضبط والتجويد أحد العلماء بحقيقة الأداء مع الصلاح التام والورع المحض والخشوع الصادق وطيب الصوت بالتلاوة، وكان صدرًا في قراءة الأشفاع بالمسجد الجامع من بلنسية" أ. هـ.
* غاية النهاية: "مقرئ مجود محقق" أ. هـ.
وفاته: سنة (619 هـ) تسع عشرة وستمائة، وله ثمان وأربعون سنة.
3741 - الفرّاء *
النحوي، اللغوي، المفسر: يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسدي، مولاهم الكوفي، أبو زكريا الفراء (1)، ذو التصانيف، صاحب الكسائي.
من مشايخه: أبو بكر بن عياش، وأبو الأحوص، وعلي بن حمزة الكسائي وغيرهم.
من تلامذته: سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السِمّري وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
* تاريخ بغداد "قال ابن الأنباري: لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من النحاة إلا الكسائي والفرّاء لكفى، وقال بعضهم: الفرّاء أمير المؤمنين في النحو.
* غاية النهاية (2/ 370)، تاريخ الإسلام (وفيات 619) ط. تدمري، تكملة الصلة (4/ 189)، صلة الصلة (192).
* تقريب التهذيب (1055)، الفهرست لابن النديم (73)، تاريخ بغداد (14/ 149)، فهرست ابن الخير (311)، الأنساب (4/ 352)، المنتظم (10/ 177)، معجم الأدباء (6/ 2812)، الكامل (6/ 385)، إنباه الرواة (4/ 12)، وفيات الأعيان (6/ 176)، مجموع الفتاوى لابن تيمية (16/ 155)، إشارة التعيين (379)، تاريخ الإسلام (وفيات 207) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (1/ 372)، العبر (1/ 354)، السير (10/ 118)، البداية والنهاية (10/ 272)، غاية النهاية (2/ 371) البلغة (238)، النجوم (2/ 185)، تهذيب التهذيب (11/ 186)، مفتاح السعادة (1/ 178)، بغية الوعاة (2/ 333)، الشذرات (3/ 39)، كشف الظنون (1/ 601)، إيضاح المكنون (1/ 5)، هدية العارفين (2/ 514)، روضات الجنات (8/ 209)، الأعلام (8/ 145)، معجم المؤلفين (4/ 95)، "معاني القرآن" إعداد ودراسة الدكتور إبراهيم الدسوقي.
(1)
الفراء: هذه النسبة إلى خياط الفراء وبيعة.
قال ثعلب: لولا الفراء لما كانت عربية ولسقطت لأنه خلَّصها، ولأنها كانت تتنازع ويدعيها كل أحد. كان ثقة إمامًا" أ. هـ.
* الفهرست لابن النديم: "كان الفراء يتفلسف في تأليفاته وتصنيفاته حتى يسلك في ألفاظه كلام الفلاسفة" أ. هـ.
* إنباه الرواة: "قال أبو عبد الله محمّد بن عمران في كتابه (المقتبس): كان الفراء يميل إلى الاعتزال" أ. هـ.
* مجموع الفتاوى لابن تيمية: "كان أحمد بن حنبل ينكر على الفراء وأمثاله ما ينكره، ويقول: كنت أحسب الفراء رجلًا صالحًا حتى رأيت كتابه في معاني القرآن" أ. هـ.
* السير: "قال سلمة: إني لأعجب من الفرّاء كيف يعظم الكسائي وهو أعلم بالنحو منه. ولقب بالفراء لأنه كان يفري الكلام" أ. هـ.
* البداية: "شيخ النحاة واللغويين والقراء، كان يميل له أمير المؤمنين في النحو.
ذكر أن المأمون أمره بوضع كتاب في النحو فأملاه وكتبه الناس عنه، وأمر المأمون بكتبه في الخزائن" أ. هـ.
* تهذيب التهذيب: "ذكره ابن حبان في الثقات .. علق عنه البخاري في موضعين في تفسير الحديد والعصر ولم يذكره المزي" أ. هـ.
* تقريب التهذيب: "صدوق" أ. هـ.
* بغية الوعاة: "كان يحب الكلام ويميل إلى الاعتزال، وكان فيه عُجْب، وكان زائد العصبية على سيبويه، وكان يتفلسف في تصانيفه ويسلك ألفاظ الفلاسفة" أ. هـ.
* قلت: في كتاب (معاني القرآن) للفرّاء إعداد ودراسة الدكتور إبراهيم الدسوقي إشراف ومراجعة الدكتور عبد الصبور شاهين.
حيث قال تحت عنوان: الفراء ومذاهب عصره:
"وكان عصر الفراء ثريًا هائجًا بالتيارات المذهبية والعقائدية المختلفة. فكان هناك الاعتزال، والتشيع، والسلفية، والأشاعرة، والفراء بين كل هذه المذاهب، يقف مميزًا بموافقة المعتدلة، التي تأخذ من كل مذهب أحسنه، وتترك أو تحاول أن تنقذ زلاته، وينطلق هذا من عقلية متفتحة واعية، تستند إلى ثقافة واسعة، وتَشَبُّعٍ كامل من مناهل الثقافة في ذلك العصر.
فظهور المعتزلة كفرقة منظمة كان في حدود المائة الأولى من الهجرة على يد أبي حذيفة واصل بن عطاء، الذي انتحل مذهب معبد الجهني، وغيلان الدمشقي، وأبي علي الهواري، والذين انقسموا بدورهم إلى عدة فرق اختلفت في كثير من المسائل الثانوية، كالهذيلية التي تزعمها أبو هذيل العلاف المتوفى سنة (235 هـ)، والبشْرِيَّة التي تزعمها بشر بن المعتمر المتوفى (201 هـ)، والجاحظية التي تُنْسَب إلى الجاحظ المتوفى سنة (255 هـ) والنِّظَّامِيَّة التي تنسب إلى النَّظَّام.
وكما نعلم أن المعتزلة كانوا في بادئ الأمر يوجهون نشاطهم الجدلي إلى مخالفي الإسلام الذين كانوا يحاولون النيل منه، ولكن هذا النشاط اتجه بعد ذلك إلى السنة، وأصحاب الأثر.
وقد أثار المعتزلة كثيرًا من القضايا مثل: القول بالعدل، فالله تعالى عادل لا يظلم الناس شيئًا، ومن ثم فلهم حرية الإرادة والاختيار، فلم
يقيدهم بقضاءٍ وقَدَرٍ سابق، بل جعلهم أحرارًا يختارون ما يشاءون، ليكونوا محلًا للثواب والعقاب. وإلا فكيف يتأتّى من الله العادل أن يعاقب شخصًا على ذنب قد فُرِضَ عليه من قبل، وقيده به في كتاب.
والقضية الثانية التي أثارها المعتزلة هي: قضية التشبيه، ويرى المعتزلة ضرورة نفي التشبيه عن الله سبحانه وتعالى، وتأويل كل ما ورد من الآيات التي تشير إلى التشبيه من قريب أو بعيد، في مثل قوله تعالى {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيهِ} فالله لا يشبه المخلوقين في الشعور بالهين والأهون، وقوله:{مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} وقوله: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} وغير ذلك مما يُشَبِّهُ الله بالمخلوقين في الهيئة والتصرفات.
وكان الفراء على صلة وثيقة بأنصار هذا المذهب كثمامة بن الأشرس والجاحظ، والأخفش المعتزلي، والخليفة المأمون، ذلك الذي كان أكبر نصير للمعتزلة، وعلى يده ذاق العذاب كثير من العلماء الذين أنكروا القول بخلق القرآن بإيعاز من القاضي أحمد بن دؤاد، وإن كان ثمامة بن الأشرس هو الذي أغواه أولًا، ودعاه إلى الاعتزال.
ومن ثم تأثر بفكرهم، ولكنه تأثر الواعي الذي لا يأخذ الأمور على علاتها، بل يمحص، ويبحث ويأخذ منها ما يوافق العقل، ولا يتنافى مع الشرع، فكان يدافع عن الاختيار عند الإنسان، ويرى أنه حر في اختيار أفعاله، وبذلك يكون الحساب يوم القيامة، فليس الله بظلام للعبيد. وكان حينما يتعرض لآية من الآيات المخالفة لحرية الإرادة يتأولها كما يتأولها المعتزلة، حين يتشددون في وجوب تأويل معنى الهداية والإضلال، حيث قالوا في الهداية: إنها على معنى الإرشاد وإبانة الحق، وليس له تعالى من هداية القلوب شيء، وقالوا في الإضلال: إنه بمعنى الإخبار بأنه ضال، أو على معنى جازاه على ضلالته، إلى غير ذلك من التأويلات التي يقتضيها المقام.
وكذلك في مسألة التشبيه، فتراه يذهب أيضًا إلى التأويل، تنزيهًا لله سبحانه وتعالى عن التشبيه بالخلق في الطعام والرزق وأعضاء الجسم وغيرها.
وكان الفراء أيضًا على صلة وثيقة بأهل السنة في ذلك العصر، فهو ينزع منازعهم، وينكر تفسير القرآن بالرأى كما فعل أبو عبيدة في كتابه (مجاز القرآن). ويولي الإجماع -أي إجماع الصحابة- كثيرًا من الإهتمام كمصدر من مصادر التشريع، على حين أنكره كثير من المعتزلة، وعلى رأسهم النظام، ويهتم بالرواية في تفسير المعاني ويحتج بالحديث الشريف، ويعتنق مبدأ الإعجاز اللغوي في القرآن، ويدافع عنه دفاعًا حارًا ضد نزعة فكرية من المعتزلة الذين يرون أن إعجاز القرآن في معانيه وإخباره بالمغيبات.
وكانت للفراء أيضًا صلات وثيقة بالشيعة أسهمت في خلقها ظروف نشأته بالكوفة، وهي بالعراق أهم موطن للشيعة من قديم، وفيها جامع معروف "بمشهد عليّ" وولده الحسين عليهما السلام، وإليه يحج الشيعة. فليس غريبًا
أن يتأثر الفراء بما في بيئته من التشيع.
هذا إلى جانب أنه كان فارسي الأصل، وبلاد فارس كانت مَرْتعًا للشيعة بوجه عام، وقد كانت مدينة "قم" مركزًا للعصبية الشيعية منذ زمن بعيد. وكذلك نسبه إلى بلاد الديلم التي اعتنق أهلها الإسلام على يد الحسن بن زيد، ثم الحسن الأطروش، وكلاهما زيدي من الشيعة.
وكان الفرّاء كذلك على صلة وثيقة بالمُتَشَيِّعين أمثال أبي الأحوص سلام بن سلم، الذي روى الأحاديث عن إمام من أئمة الشيعة، وهو "جعفر بن محمّد الصادق" وتتلمذ على الكسائي المتشيع.
وكان صديقًا للمأمون الذي كان يفضِّل علي بن أبي طالب على سائر الخلفاء الراشدين.
ولكنه لم يكن مغاليًا في تشيعه، وإنما كان يتسم بالاعتدال أيضًا. فهو يخالف الإمامية التي تعتمد القرآن الكريم على مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه دون المصحف الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم.
وخالفهم أيضًا في قضية عدم الاعتقاد في الزيادة في القرآن، وخالفهم في تعمدهم إغفال ذكر الصحابة- رضوان الله عليهم، وكان هذا شعارهم حين يتعرضون لصيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فيقفون عند ذكر الآل، ولا يذكرون الصحابة، فكان يتعمد ذكر الصحابة اتباعًا للدين الحنيف من جهة، واستجابة لنزعته المعتدلة من جهة أخرى.
والفراء يسوي أيضًا بين الإمام علي وبين غيره من الصحابة، ويعيب قتلة عثمان، ويشبههم باللصوص.
ومن ثم نفهم أن التشيع عند الفراء لم يكن مذهبًا من الغلو والانحراف، وإنما كان موقفًا عاطفيًا، حيث لم يؤثر على البنية الفكرية لمنهجه، فهو معتدل في معظم أحواله، لا يعرف التطرف، وإنما يختار لنفسه موقفًا وسطًا، بل موقفًا حرًّا يختار فيه ما يوافق عقله.
أما عن الفراء والأشاعرة، فيمكن القول بأن الفراء هو رائد مذهب الأشاعرة .. إن لم يكن المؤسس الأول لهذا المذهب، لأنه يتمشى مع طبيعته المعتدلة التي تأخذ بالصواب في قول هذا -وقول ذاك. وذلك أنه كان يتشابه مع أبي الحسن الأشعري في كثير من الصفات مثل التدين والورع، والمعرفة بمذهب أهل السنة والمعتزلة، والرؤية الخاصة في قضيتي (القضاء والقدر، والتشبيه)، والاعتماد على المعقول والمنقول في الشرع. والموقف الوسط، ومن ثم فقد كان مؤسسًا، جنبًا إلى جنب، مع أبي الحسن الأشعري لهذا المذهب المعتدل بين المذاهب المختلفة، حتى ذلك العصر.
هذا هو الفراء بين علماء عصره، ومذاهب عصره. يتفاعل بها تأثرًا وتأثيرًا ويختط لنفسه مذهبًا فريدًا، يميل إلى الاعتدال، والبعد عن المبالغة والتطرُّف، لقد كان نسيج وحده، رحمه الله".
قلت: وهذه بعض المواضع من كتابه (معاني القرآن): وقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} : كل شيء قهر شيئًا فهو مستعل عليه.
وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} لقبض أرواحهم: {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} : القيامة {أَوْ