الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مستحضرًا لفُرُوعه، ولكن كانت في ذهنه وقفة وفي عقله خفّة وطيش، وكان ملازمًا للشغل والفتوى.
وكان عسيرًا في التحديث جدًّا لم يُحدث إلا يسيرًا يُظهر الامتناع من ذلك خشية عدم القيام بشروطه.
وكان له برٌّ كثير وإحسان، وصدقات جمّة، وفيه عصبية، وقيام مع من يقصده وإن لم يعرفه وردع لأهل الفساد. وكان عالي الهمّة، ملازمًا للاشتغال والشغل إلى آخر عمره.
خدم ديوانًا عند الأمير بدر الدين جنكلي بن البابا ولم يزل ينتقل ويرتقي إلى أن ولي نظر الجيش بالديار المصرية. وكانت الملوك تعظّمه وتستشيره وترجع لكلامه وتعتمد عليه، وعظّمته الدُّول واحدة بعد أخرى. وبالجملة فقد كان رئيس عصره، وفقده الناس" أ. هـ.
* الدرر: "اشتغل وحصل فنونًا من العلم وقرأ بالسبع على التقي الصائغ وأخذ العربية والتلخيص.
وكان مع تفرط إحسانه ومكارمه بخيلًا على الطعام جدًّا. حتى حكى لي حموي كريم الدين بن عبد العزيز وكان ممن يلازمه أنه كان يسمعه يقول إذا رأيت شخصًا أمعن في طعامي أظن أنه يضرب بطني بسكين" أ. هـ.
* إنباء الغمر: "كان عالي الهمة نافذ الكلمة كثير البذل والجود والرفد للطلبة، وكان من عجائبه أنه مع فرط كرمه في غاية البخل على الطعام، وكان عالمًا بالتفسير، ودرس فيه بالمنصورية" أ. هـ.
* الوجيز: "كان عالي الهمة مع نفاذ الكلمة، وكثرة التبذل والجود والرفد للطلبة، والظرف، واللطف، والديانة والصيانة بل كان من محاسن الدنيا .. " أ. هـ.
* طبقات المفسرين للداودي: "قال ابن العميد: كان إمامًا في العربية والتفسير، وله مباحث جيدة دقيقة واعتراضات وأجوبة، وكان نسيج وحده، ووحيد عصره، وفريد دهره، وكان فيه رياسة وحشمة، ومروءة وتعصب مع من يعرف ومن لا يعرف، وفيه ديانة وصيانة وكان من محاسن الدنيا لكمال أدواته وعلومه مع الكرم المفرط والمروء التام" أ. هـ.
* الشذرات: "كانت له في الحساب يد طولى، وولي نظر الجش ونظر البيوت والديوان .. وكان من العجائب" أ. هـ.
قلت: قال صاحب إعلام النبلاء بعد أن ذكره: "لم أقف له على ترجمة" وهذا وهم واضح.
وفاته: سنة (778 هـ) ثمان وسبعين وسبعمائة.
من مصنفاته: "شرح التسهيل" و"تلخيص المفتاح".
3441 - الكرماني *
اللغوي: محمد بن يوسف بن علي الكرماني ثم البغدادي.
* إنباء الغمر (2/ 182)، الدرر الكامنة (5/ 72)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 245)، النجوم (11/ 303)، مفتاح السعادة (1/ 212)، بغية الوعاة (1/ 279)، الشذرات (8/ 505)، كشف الظنون (1/ 37)، هدية العارفين (2/ 172)، البدر الطالع (2/ 292)، الأعلام (7/ 153)، معجم المؤلفين (3/ 784)، "الفرق الإسلامية"- ذيل كتاب شرح المواقف للكرماني، تحقيق سليمة عبد الرسول- مطبعة الإرشاد- بغداد (1973 م)، "شرح الكرماني لصحيح البخاري"- المطبعة البهية المصرية، لسنة (1356 هـ- 1938 م)، فتح الباري لابن حجر (11/ 418).
ولد: سنة (717 هـ) سبع عشرة وسبعمائة.
من مشايخه: والده بهاء الدين، والقاضي عضد الدين وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
* إنباء الغمر: "كان مقبلًا على شأنه معرضًا عن أبناء الدنيا، وقال ولده: كان متواضعًا بارًا لأهل العلم.
ذكر لي الشيخ زين الدين العراقي أنه اجتمع به في الحجاز، وكان شريف النفس قانعًا باليسير لا يتردد إلى أبناء الدنيا، مقبلًا على شأنه، بارًا لأهل العلم" أ. هـ.
قلت: وقال ابن حجر في "فتح الباري"(11/ 418) عند شرحه لحديث من باب "يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب" لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (
…
كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون .. ) الحديث: (وسلك الكرماني في الصفات المذكورة مسلك التأويل فقال: قوله "لا يكتوون" معناه إلا عند الضرورة مع اعتقاد أن الشفاء من الله لا من مجرد الكي، وقوله "ويسترقون" معناه بالرقى التي ليست في القرآن والحديث الصحيح كرقى الجاهلية وما لا يؤمن أن يكون فيه شرك، وقوله "ولا يتطيرون" أي لا يتشاءمون بشيء فكأن المراد أنهم الذين يتركون أعمال الجاهلية في عقائدهم" أ. هـ.
* طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "صنف كتبًا في علوم شتى، في العربية والكلام والمنطق، وشرح البخاري شرحًا جيدًا في أربع مجلدات، وفيه أوهام فاحشة، وتكرار كثير لا سيما في ضبط أسماء الرواة ..
قال الحافظ شهاب الدين بن حجي: كان مشارًا إليه بالعراق وتلك البلاد في العلم" أ. هـ.
* بغية الوعاة: "كان تام الخلق، فيه بشاشة وتواضع للفقراء، وأهل العلم، غير مكترث بأهل الدنيا ولا يلتفت، يأتي إليه السلاطين في بيته ويسألونه الدعاء والنصيحة" أ. هـ.
* قال الكرماني في كتابه الفرق الإسلامية (96)، وعند كلامه عن الفرقة الناجية:"الفرقة الثامنة من كبار الفرق الإسلامية: الناجية، التي استثناها الرسول عليه الصلاة والسلام من الفرق الهالكة، وقال: (كلهم في النار إلا الناجية) قيل ومن هم يا رسول الله؟ قال: (ما أنا عليه وأصحابي) وهم الأشاعرة والسلف وأهل السنة والجماعة وذلك لأنهم لم يخلطوا أصولهم بشيء من بدع الهالكين".
قلت: وبدأ يعد بعض هذه التي سماها البدع وذكر منها رؤية الله في الآخرة: "وكذا لا يصح عليه شيء من صفات النقص ككونه جسمًا ولحمًا ودمًا على ما يقوله المشبهة (وأنه مرئي للمؤمنين في الآخرة بالأبصار) ".
ومن كتابه "البخاري بشرح الكرماني" نذكر بعض المواضع لبيان معتقده، ففي (25/ 108) من كتاب التوحيد حيث قال في معنى القريب عن المحسوس فأثبت القرب ليتبين وجود المقتضى وعدم المانع ولم يرد بالقرب قرب المسافة لأنه تعالى منزه عن الحلول في المكان بل القريب بالعلم أو هو مذكور بالعلم أو هو على سبيل الاستعارة".