الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة الموسوعة في صحيح السيرة النبوية
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران: 102]{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدى هدى محمَّد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إن لكل مؤرخ منهج يسير عليه لكتابة السيرة النبوية، ومنهجي هو ترتيب أحداث السيرة النبوية حسب التسلسل الزمني مع التركيز على ذكر المكان والزمان باليوم والشهر والعام إن أمكن.
وهو منهج قديم سار عليه مؤرخو السيرة قديمًا إلا أنني في دراستي هذه ركزت على تطابق الأعوام الهجرية مع الميلادية تطابقًا فصليًا مبينًا فيه شهور الشتاء والربيع والصيف والخريف.
حيث أنني وجدت اختلافا كبيرًا بين أحداث السيرة النبوية بالأشهر الميلادية مما جعلني أقوم بدراستها دراسة شاملة استغرقت سنين، حتى عرفت سبب الخلاف ونشرت ذلك في مقالات عديدة في جريدة المدينة المنورة. وخير مثال على ذلك هو غزوة تبوك فإنها كانت في حر شديد نص على ذلك القرآن الكريم بينما هي في كتاب التوفيقات الإلهامية في مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الإفرنكية والقبطية تأليف اللواء محمَّد مختار باشا تقع في شهر نوفمبر وهو شهر خريفي بارد.
من أجل ذلك قمت بدراسة السيرة النبوية من كتب المسانيد والجوامع والصحاح والسنن والأجزاء والفوائد المطبوعة منها. واستخرجت الأحاديث المتعلقة بالسيرة النبوية وكثير منها فات على المؤرخين والإخباريين تقييدها فقيدت ذلك في الموسوعة ثم قارنتها مع بعضها لإظهار الحديث التام المعنى الذي ينص على الحدث التاريخي إن أمكن وإلا كتبت الأحاديث كلها التي تدور حول الحدث التاريخي وذلك لإعطاء القارئ صورة متكاملة عن الحدث وخير مثال على ذلك أحاديث الإسراء والمعراج.
ثم درست الروايات التاريخية في مصادرها الأولى حتى القرن الخامس الهجري ووثقتها بالأحاديث النبوية.
وكذلك قمت بمقارنة الروايات التاريخية المتعددة مع بعضها لإظهار الرواية التامة المعنى والصحيحة المعنى القائمة على المنهج العلمي في النقد والتحقيق للحديث التاريخي وإن لم أجد ذكرت الروايات كلها التي تدور حوله إن كان في ذكرها علم وفائدة.
ذكرت بعض الأحاديث النبوية الضعيفة السند والصحيحة المعنى التي تتمم الحدث ولا تخل بالعقيدة والشرع وثوابت الدين كعادات العرب وتقاليدهم وحضارتهم في الجاهلية.
أما عن تصحيح الأحاديث النبوية وبيان درجتها فإني اعتمدت على تصحيح العلماء الحفّاظ في القديم.
أما في العصر الحديث اعتمدت على تصحيح الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني رحمه الله والشيخ شعيب الأرناؤوط والشيخ حسين سليم أسد وغيرهم.
كما أنني اعتمدت على كتاب [عظيم قدره صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانته عند ربه عز وجل]. وكتاب [محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته بين الإنسان والجماد] للدكتور خليل إبراهيم ملا خاطر [والخصائص النبوية الكبرى للسيوطي] تهذيب وتخريج وتعليق الشيخ عبد الله التليدي حفظه الله وذلك في كتابة فضائل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وفضائل أمته رحمهم الله تعالى.
واعتمدت كذلك على كتاب [سير أعلام النبلاء للذهبي] في تراجم الصحابة المولودين في زمن النبوة رضوان الله تعالى عليهم.
وفي الختام أقدم جزيل شكري وامتناني لكل من ساعدني في دراسة السيرة النبوية جزاهم الله عني خير الجزاء وأثابهم بمنه وكرمه إنه جواد كريم.
كتبه
أبو إبراهيم محمَّد بن إلياس الفالوذه