الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب، فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد ودعائه، إلا من لا يذكر، فكانت أول دور من دور الأنصار أسلمت بأسرها.
ثم إن بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة، فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد بن معاذ، فلم يزل يدعو ويهدي [الله] على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة، وأسلم أشرافهم، وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم فكان المسلمون أعز أهلها، وصلح أمرهم، ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكان يدعى المقرئ. (1)
إقامة أول جمعة في الإِسلام
أذن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالجمعة قبل أن يهاجر، ولم يستطع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن يجمع بمكة، ولا يبدي لهم فكتب إلى مصعب بن عمير:(أما بعد: فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور لسبتهم، فاجمعوا نساءكم وأبناءكم. فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة، فتقربوا إلى الله بركعتين).
أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: ابعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مصعب بن عمير بن هاشم إلى أهل المدينة ليقرئهم القرآن، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن يجمع بهم فأذن له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وليس يومئذٍ بأمير، ولكنه انطلق يعلم أهل المدينة، قال معمر: فكان الزهري يقول: حيث ما كان أمير فإنه يعظ أصحابه يوم الجمعة، ويصلي بهم ركعتين.
أبو أمامه أسعد بن زراره يصلي أول جمعة في الإِسلام
(1) رواه الطبراني مرسلًا، وفيه: ابن لهيعة، وفيه ضعف، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وحدثني عبد الملك بن محمَّد، عن زياد بن عبد الله، قال: قال ابن إسحاق: حدثني محمَّد بن أبي أمامة بن [سهل] ابن حنيف، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كنت مع أبي كعب بن مالك حين ذهب بصره، وكنت إذا خرجت معه إلى الجمعة [فسمع] الأذان صلى [على] أبي أمامة أسعد بن زرارة، قال: فمكث على ذلك حينًا لا يسمع الأذان للجمعة إلا صلى عليه واستغفر له. قال: فقلت في نفسي: إن هذا يعجزني أن لا أسأله؟ ما له إذا سمع الأذان بالجمعة صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة؟ قال: فخرجت به يوم الجمعة كما كنا نخرج، فلما سمع الأذان بالجمعة صلى عليه، واستغفر له. قال: فقلت: يا أبه ما لك إذ سمعت الأذان بالجمعة صليت على أبي أمامة أسعد بن زرارة؟ فقال: أي بني، أول من جمع بنا بالمدينة في هزم من حرة بني بياضة، مكان يقال له: نقيع الخضمات. قال: قلت له: وكم كنتم يومئذ؟ قال: أربعون رجلًا. (1)
(1) رواه ابن هشام في السيرة 2/ 77 والحاكم 3/ 187 عن طريق ابن إسحاق وإسناده حسن.
نقيع الخضمات غرب مسجد الجمعة الذي في طريق قباء.