الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دينك، فإني قد أسلمت وصدقت، فأتينا أمنا، فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت، فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا، فأسلم نصفهم، وكان يؤمهم أيماء بن رحضة الغفاري، وكان سيدهم، وقال نصفهم: إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلمنا، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم[المدينة]، فأسلم نصفهم الباقي، وجاءت أسلم، فقالوا: يا رسول الله، إخواننا نسلم على الذي أسلموا عليه، فأسلموا، فقال رسول الله عليه وسلم: غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله" (1).
إذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة
قال ابن إسحاق: فلما أذن الله تعالى له صلى الله عليه وسلم في الحرب، وتابعه هذا الحي من الأنصار على الإِسلام والنصرة له ولمن اتبعه، وأوى إليهم من المسلمين؛ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه من المهاجرين من قومه ومن معه بمكة من المسلمين بالخروج إلى المدينة، والهجرة إليها، واللحوق بإخوانهم من الأنصار، وقال:"إن الله، عز وجل، قد جعل لكم إخوانًا ودارًا تأمنون بها". فخرجوا أرسالًا، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ينتظر أن يأذن له ربه في الخروج من مكة والهجرة إلى المدينة (2).
روى بسنده عن أبي موسى أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلي أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب (3).
وروى بسنده عن عائشة، رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فذكرت الحديث وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين: "إني أريت دار
(1) رواه البخاري ومسلمٌ.
(2)
ابن هشام: ج 2/ 76.
(3)
البخاري: ج 9/ 52.
هجرتكم ذات نخل بين لابتين"، وهما الحرتان، فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة (1).
وروى بسنده عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد"(2).
روى بسنده عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة، فإما أن تكون هجرًا، أو تكون يثرب"(3).
روى بسنده عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أوحى إلي: أي هؤلاء الثلاثة نزلت فهي دار هجرتك: المدينة، أو البحرين أو قنسرين"(4).
ورى بسنديه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وعن عائشة قالا: لما صدر السبعون من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طابت نفسه وقد جعل الله له منعه وقومًا أهل حرب وعدة ونجدة، وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج، فضيقوا على أصحابه وتعبثوا بهم، ونالوا منهم ما لم يكونوا ينالون من الشتم والأذى، فشكا ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذنوه في الهجرة، فقال:"قد أريت دار هجرتكم، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين، وهما الحرتان، ولو كانت السراة أرض نخل وسباخ لقلت هي هي"، ثم مكث أيامًا ثم خرج إلى أصحابه مسرورًا فقال:"قد أخبرت بدار هجرتكم وهي يثرب، فمن أراد الخروج فليخرج إليها"؛ فجعل القوم يتجهزون ويتوافقون ويتواسون ويخرجون ويخفون ذلك (5).
روى بسنده عن عروة أنه قال لما رجع من أرض الحبشة من رجع ممّن كان هاجر
(1) البخاري: ج 5/ 75.
(2)
البخاري: ج 3/ 26.
(3)
المستدرك: ج 3/ 400.
(4)
الترمذي: ج 5/ 721 كتاب المناقب باب في فضل المدينة ج 3923.
(5)
ابن سعد: ج 1/ 225.