الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسلام عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال عمرو بن عبسة السلمي: كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارًا، فقعدت على راحلتي، فقدمت عليه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا، جراء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنت؟ فقال: أنا نبي، فقلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله، فقلت: فبأي شيء (أرسلك)؟ قال: (أرسلني) بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله ولا يشرك به شيء، قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: حر وعبد، قال: ومعه يومئذ ممّن آمن به: أبو بكر وبلال، قلت: إني متبعك، قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت فائتني، قال: فذهبت إلى أهلي، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكنت في أهلي، فجعلت أتخبر الأخبار، وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم علي نفر من أهل يثرب (من أهل المدينة) فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله، فلم يستطيعوا ذلك، فقدمت المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: نعم، أنت الذي لقيتني بمكة؟ (قال: فقلت: بلى) فقلت: يا رسول الله، أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة؟ قال: صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس، حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ تسجر جهنم، فإذا فاء الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، قال: ثم صل ما بدا لك، فقلت: يا نبي الله فالوضوء حدثني عنه، قال: ما منكم من رجل يقرب وضوءه فيمضمض ويستنشق ويستنثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه مع الماء، ثم إذا غسل وجهه، كما أمره الله تعالى، إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، أو مع آخر قطرة من الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره ومن أذنيه مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى
الكعبين إلا خرت خطايا رجليه مع أنامل رجليه مع الماء، فإن هو قام فصلى، فحمد الله وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله في صلاته، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه.
فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أبو أمامة: يا عمرو، انظر ما تقول؟ (في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟) فقال (عمرو: يا أبا أمامة)، لقد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على الله، و (لا) على رسوله، ولو لم أسمعه منه إلا مرتين أو ثلاثا- حتى عد سبعًا ما حدثت به أبدا، ولكني سمعته منه أكثر من ذلك. (1)
وروى ابن سعد بسنده عن أبي أمامة الباهلي يحدث عن حديث عمرو ابن عبسة السلمي قال: "رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية، ورأيت أنها آلهة باطلة، يعبدون الحجارة والحجارة لا تضر ولا تنفع قال: فلقيت رجلًا من أهل الكتاب، فسألته عن أفضل الدين؟ فقال: يخرج رجل من مكة، ويرغب عن آلهة قومه، ويدعو إلى غيرها، وهو يأتي بأفضل الدين فإذا سمعت به فاتبعه، فلم تكن لي همة إلا مكة، آتيها أسأل: هل حدث بها أمر؟ فيقولون: لا، وأنصرف إلى أهلي وأهلي من الطريق غير بعيد فأعترض الركبان خارجين من مكة، فأسألهم: هل حدث فيها خبر أو أمر؟ فيقولون: لا، فإني لقاعد على الطريق، وإذا مر بي راكب فقلت: من أين جئت؟ قال: من مكة، قلت: هل حدث فيها خبر؟ قال: نعم، رجل رغب عن آلهة قومه، ودعا إلى غيرها، قلت: صاحبي الذي أريد، فشددت راحلتي، فجئت منزلي الذي كنت أنزل فيه، فسألت عنه؟ فوجدته مستخفيا شأنه، ووجدت قريشا عليه جراء، فتلطفت له حتى دخلت عليه، فسلمت عليه، ثم قلت له: ما أنت؟ قال: نبي، قلت: بماذا أرسلك؟ قال: أن تصل الأرحام، وتحقن الدماء، وتؤمن السبل، وتكسر الأوثان، وتعبد الله وحده ولا تشرك به شيئا، قال: قلت: نعم ما أرسلك به، أشهدك أني قد آمنت بك وصدقت، فأمكث معك؟ أوما ترى؟ قال: قد ترى كراهية الناس لما جئت به، فامكث في أهلك فإذا سمعت بي قد خرجت مخرجا فاتبعني. (2)
حدثنا محمد بن مصفى نا الوليد بن مسلم نا عبد الله بن العلاء حدثني أبو سلام الحبشي أنه سمع عمرو بن عبسة رضي الله عنه يقول: ألقي في روعي أن عبادة الأوثان باطل قال: فسمعني
(1) أخرجه مسلمٌ ج 1/ 569.
(2)
أخرجه ابن سعد 4/ 217.
رجل وأنا أتكلم بذاك فقال: يا عمرو بمكة رجل يقول: كما تقول قال: فأقبلت إلى مكة أسأل عنه فأخبرت أنه مختفي لا يقدر عليه إلا بالليل يطوف بالبيت، فقمت بين الكعبة وأستارها فما علمت إلا بصوته يهلل الله تبارك وتعالى فخرجت إليه فقلت: ما أنت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: وبما أرسلك ربك؟ قال: "أن يعبد الله تعالى ولا يشرك به شيئًا وتحقن الدماء وتوصل الأرحام" قلت: ومن معك على هذا؟ قال: "حر وعبد" فقلت: أبسط يدك أبايعك، فبسط يده فبايعته على الإسلام، فلقد رأيتني ربع الإسلام.
وعن عمرو بن عبسة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله من تبعك على هذا الأمر؟ قال: "حر وعبد" قلت: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: "طيب الكلام، وإطعام الطعام"، قلت: يا رسول الله فما الإيمان؟ قال: "الصبر والسماحة"، قلت: فأي الإسلام أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" قلت: فأي الإيمان أفضل؟ قال: "خلق حسن"، قلت: أي الصلاة أفضل؟ قال "طول القنوت" قلت: فأي الهجرة أفضل؟ قال: "أن تهجر السوء" قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: "من عقر جواده، وأهريق دمه". (1)
حدثنا يحيى بن نصر الخولاني، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، ثني أبو يحيى وضمرة بن حبيب وأبو طلحة، عن أبي أمامة الباهلي قال: حدثني عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة فقال لي: إن أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممّن يذكر الله في تلك الساعة فافعل.
روى أحمد بسنده عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله من أسلم؟ يعني معك، فقال:"حر وعبد" يعني أبا بكر وبلالا، فقلت: يا رسول الله علمني مما تعلم وأجهل، هل من الساعات ساعة أفضل من الأخرى؟ قال: "جوف الليل الآخر أفضل، فإنها مشهودة متقبلة حتى تصلي الفجر، ثم أنهه حتى تطلع الشمس ما دامت كالحجفة حتى تنتشر، فإنها تطلع بين قرني شيطان ويسجد لها الكفار، ثم تصلي فإنها مشهودة متقبلة حتى يستوي العمود على ظله، ثم أنهه فإنها ساعة تسجر فيها الجحيم، فإذا
(1) رواه أحمد في المسند ج 4/ 385.
زالت فصل فإنها مشهودة متقبلة حتى تصلي العصر، ثم أنهه حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان ويسجد لها الكفار" وكان عمرو بن عبسة يقول: أنا ربع الإسلام. (1)
روى أحمد بسنده عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعكاظ فقلت: من تبعك على هذا الأمر؟ فقال "حر وعبد" ومعه أبو بكر وبلال، رضي الله تعالى عنهما، فقال لي:"ارجع حتى يمكن الله، عز وجل، لرسوله" فأتيته بعد فقلت: يا رسول الله جعلني الله فداءك، شيئًا تعلمه وأجهله، لا يضرك وينفعني الله، عز وجل به، هل من ساعة أفضل من ساعة؟ وهل من ساعة يتقى فيها؟ فقال:"لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، إن الله، عز وجل، يتدلى في جوف الليل فيغفر إلا ما كان من الشرك والبغي، فالصلاة مشهودة محضورة فصل حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فاقصر عن الصلاة فإنها تطلع بين قرني شيطان وهي صلاة الكفار حتى ترتفع، فإذا استقلت الشمس فصل فإن الصلاة محضورة مشهودة حتى يعتدل النهار، فإذا اعتدل النهار فاقصر عن الصلاة فإنها ساعة تسجر فيها جهنم حتى يفيء الفيء، فإذا فاء الفيء فصل فإن الصلاة محضورة مشهودة حتى تدلي الشمس للغروب، فإذا تدلت فاقصر عن الصلاة حتى تغيب الشمس فإنها تغيب على قرني شيطان، وهي صلاة الكفار". (2)
وروى ابن سعد بسنده عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بعكاظ، قال قلت: يا رسول الله من معك في هذا الأمر؟ قال: "معي رجلان أبو بكر وبلال" قال: فأسلمت عند ذلك قال: فلقد رأيتني ربع الإسلام قال: فقلت: يا رسول الله أمكث معك أم ألحق بقومي؟ قال: "الحق بقومك" قال: "فيوشك الله تعالى أن يفي بمن ترى ويحيى الإسلام" قال: ثم أتيته قبل فتح مكة فسلمت عليه، قال وقلت: يا رسول الله أنا عمرو بن عبسة السلمي أحب أن أسألك عما تعلم وأجهل وينفعني ولا يضرك. (3)
(1) مسند أحمد ج 4/ 111.
(2)
مسند الإمام أحمد ج 4/ 385.
(3)
ابن سعد 1/ 403.