المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حديث أم سلمة في الهجرة إلى الحبشة - الموسوعة في صحيح السيرة النبوية - العهد المكي

[محمد إلياس الفالوذة]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الموسوعة في صحيح السيرة النبوية

- ‌فضائل رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) وفضائل أمته رحمهم الله

- ‌فضل الله عليه وعلى أمته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌فضائل أسمائه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌كنيته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌اسمه ونسبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌فضل قبيلته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على سائر القبائل

- ‌فضل قريش وذكر اسمها في القرآن دون غيرها من القبائل

- ‌كتبه الله في النبيين منذ خلق آدم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌طيب مخرج أجداده وجداته آلائي ولدنه من لدن آدم حتى مولده صلى الله عليه وسلم

- ‌فضل يوم مولده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌فضل بلده وبلد هجرته ومسجده صلى الله عليه وسلم

- ‌صفة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وجمال خلقته

- ‌طيب رائحة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌كرم أخلاقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌تواضعه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌تواضعه في بيته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌فضل جوده وشجاعته وحياءه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أخذ له الميثاق قبل أن يخلقه في الدنيا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌فضله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وفضل أمته قبل أن يخلقهم

- ‌بشرت به الأنبياء قبل أن يبعث صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌هو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم رحمة للعالمين وهدية الله إلى خلقه

- ‌رفع ذكره في الدنيا والآخرة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌فضل محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأن الإيمان بالله مرتبطًا بمحبته صلى الله عليه وسلم فكلما ازداد الإنسان محبة له ازداد إيمانًا بالله والعكس صحيح

- ‌فضل حياته ومماته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌هو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أمنة لأمته من العذاب

- ‌أسري به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى السماء وهو يقظان بجسده وروحه

- ‌المتبع لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يكون محبوبًا لله سبحانه وتعالى

- ‌يكون المطيع لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم معه في الجنة

- ‌هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌هو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأمته أولى الناس بالأنبياء من أممهم

- ‌هو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أول المسلمين

- ‌هو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نبي الإِسلام

- ‌كونه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم منة يمتن به الله على عباده

- ‌أقسم الله بحياته لفضله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أقسم الله ببلده ما دام هو فيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أقسم الله له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أرسله الله للناس كافة عربًا وعجمًا وللأسود والأبيض منهم

- ‌لم يناده باسمه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إجلالًا له

- ‌فضْلُ الكتاب الذي أنزل عليه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وإعجازه

- ‌حفظه من التبديل والتحريف

- ‌فضل تلاوته وتدبره

- ‌قدم ذكره على الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام

- ‌جعله الله نورًا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌تولى الإجابة عنه ردًا على المشركين ودفاعًا عنه صلى الله عليه وسلم بينما الأنبياء والرسل كانوا هم الذين يدافعون عن أنفسهم عليهم أفضل الصلاة والتسليم

- ‌فضل الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌فضل رؤيته في المنام وأنَّها حق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌فُضِّل على الأنبياء بست صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌ختمه الله بخاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم

- ‌صفة هذا الخاتم الرباني

- ‌فضل زمنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على سائر الأزمان

- ‌من فضل الله على أمته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنَّها لا تعذب بعذاب الأمم السابقة ويبلغ ملكها مشارق الأرض ومغربها

- ‌إسلام قرينه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فلا يأمره إلا بخير

- ‌شهادة الله وملائكته له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أعطاه علم الأولين والآخرين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌رأى ربه في المنام في أحسن صورة وتجلى له كل شيء صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أتاه الله مفاتيح كل شيء إلا الخمس صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌إخباره صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة

- ‌طاعة الجمادات له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌معرفة الحيوانات بأنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌طاعة الحيوان له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌ليس من شيء في الأرض ولا في السماء إلا ويعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌معرفة الشجر بأنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌وعد الله له بالنصر والعز والتمكين في الأرض

- ‌صفة أمة محمَّد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أكمل الله لها الدين وأتم عليها النعمة

- ‌رفع عنها الإصر والأغلال التي كانت على من سبقهم

- ‌تؤمن بجميع الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم

- ‌فضل صحابته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على من بعدهم من الناس

- ‌فضل القرن الذي هو فيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على غيره من القرون

- ‌خصهم الله بليلة القدر

- ‌فضل شهادتهم عند الله عز وجل

- ‌فضلوا برحمة الله وبركاته وسلام منه يوم يلقونه عز وجل

- ‌كون أمته أمة جاهلية لا حلم لها ولا علم يعطيهم الله من حلمه وعلمه

- ‌فضائل أمة محمَّد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على الأمم السابقة

- ‌أحلت لها الغنائم

- ‌جعلت أفضل الأمم

- ‌خصهم بساعة الإجابة يوم الجمعة

- ‌فضائل أمة محمَّد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى آخر الزمن

- ‌الله يبعث لها في كل مائة سنة من يجدد لها الدين

- ‌من فضل الله على أمة محمَّد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنهم لا يجتمعون على ضلاله وظاهرين على الحق وقائمين بأمر الله منصورين مستقيمين إلى أن تقوم الساعة

- ‌زيادة ثوابهم مع قلة أعمالهم

- ‌فضائل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌وصفه الله بالشهادة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فهو شهيدًا على الأنبياء السابقين وعلى أممهم وعلى أمته

- ‌أخر دعوته المستجابة من أجل شفاعته لأمته يوم القيامة

- ‌شفاعته للناس في المحشر يوم القيامة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌فُضِّل بالمقام المحمود صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌فُضِّل بالوسيلة والفضيلة دون الخلق أجمعين

- ‌جعل ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أكرم الخلق على الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوضع له كرسي على يمين العرش

- ‌أعطاه الله الكوثر في المحشر

- ‌مقدار سعة حوضه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌الأوائل التي فُضِّل بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على الخلق

- ‌شفاعته لأمته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوم القيامة

- ‌شفاعته لأهل الكبائر من أمته صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم

- ‌شفاعته لأمته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة

- ‌أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسد ما بين الأفق يوم القيامة

- ‌أمته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أول من يحاسب من الأمم

- ‌يفديها ربها من عذاب الجحيم باليهود والنصارى فله الحمد في الأولى وفي الآخرة

- ‌فضّلهم ربهم بأن جعلهم أكثر أهل الجنة

- ‌أوائل أمته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوم القيامة

- ‌من فضائل أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن الله يقبل شفاعة بعضهم لبعض

- ‌حثيات رب العزة والجلال لأمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌سيرضيه ربه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في أمته وأطفال البشر بأن لا يعذبهم

- ‌فضل أهل بيته في الدنيا والآخرة

- ‌فُضِّل وأمته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالشهادة على الأنبياء وأممهم

- ‌فُضِّل باستشارة ربه له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌فضل صحابته في الجنة رضوان الله عليهم

- ‌لها علامة تعرف بها ربها عز وجل يوم القيامة

- ‌معرفة أهل الكتاب به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌خبر اليهودي التاجر بمكة عن مولد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌حديث وهب بن منبه

- ‌حديث كعب الأحبار

- ‌صفته صلى الله عليه وسلم في صحف إبراهيم عليه السلام

- ‌حديث أبي سعيد مالك بن سنان الخدري

- ‌سبب إسلام أبي بكر الصديق

- ‌تحير أهل الكتاب مع معرفتهم به

- ‌خطبة اليهودي في بني عبد الأشهل قبل بعثه بيسير

- ‌معرفة أهل الكتاب به

- ‌صفة رسول الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الإنجيل

- ‌بشارة الإنجيل به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌ما سمع من الكهان والأصوات بظهور النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عند بعثته

- ‌حراسة السماء من استراق السمع بالمبعث الشريف

- ‌الكتابة على حجارة الكعبة

- ‌الرؤى التي رؤيت في المنام قبل مبعثه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌(رؤيا عبد المطلب بن هاشم)

- ‌(رؤيا خالد بن سعيد بن العاص)

- ‌في ذكر منام رآه عمرو بن مرة يدل على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مولد رسول الله الرحمة المهداة صلى الله عليه وعلى آله وسلم

- ‌زواج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌مسمى اليوم والشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌العام الذي ولد فيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌البلد الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌سمته أمه أحمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌آمنه تبشر جده بمولده

- ‌إعلام جدّه بولادته وما فعله به

- ‌أول امرأة أرضعته هي جارية عمه أبي لهب ثويبة الحبشية

- ‌تسمية إخوانه من الرضاعة

- ‌حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأخوه من الرضاعة

- ‌حديث حليمة السعدية

- ‌حديث الملكين اللذين شقا بطنه صلى الله عليه وسلم:

- ‌رجوع حليمة به صلى الله عليه وسلم إلى أمه:

- ‌جبريل عليه السلام يشق صدره ويستخرج منه علقتين سوداوين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌الرسول يُسأل عن نفسه وإجابته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر وفاة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌وفاة أم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالأبواء

- ‌كفالة جده له وصفة عبد المطلب ومنزلته من قومه ونجابته صلى الله عليه وسلم في صغره

- ‌اعتماد جده عليه في حوائجه لبركته ونجاح فعاله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌كفالة عمه أبي طالب بن عبد المطلب

- ‌قصة بحيرى

- ‌محمَّد صلى الله عليه وسلم يخرج مع عمه إلى الشام:

- ‌بحيرى يحتفي بتجار قريش

- ‌بحيرى يتثبت من محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌بحيرى يوصي أبا طالب بمحمد صلى الله عليه وسلم

- ‌بعض من أهل الكتاب يريدون بمحمد صلى الله عليه وسلم الشر

- ‌محمَّد صلى الله عليه وسلم يشب على مكارم الأخلاق

- ‌خروج النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى الشام بصحبة عمه أبي طالب ومقابلته للراهب بحيرى

- ‌الكاهنة

- ‌ذكر حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم حِلْف الفضول

- ‌سبب حلف الفضول

- ‌حلف الفضول (المطيبين) وشهوده صلى الله عليه وسلم له

- ‌رعى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الغنم لأهله ولأهل مكة إلى أن بُعث

- ‌في سفره صلى الله عليه وسلم مرة ثانية إلى الشام

- ‌خروجه صلى الله عليه وسلم إلى التجارة بمال خديجة

- ‌حديثه (صلى الله وسلم) مع الراهب:

- ‌خروجه إلى سوقِ حُباشةَ

- ‌شريك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في التجارة قبل الإِسلام

- ‌هدم الكعبة

- ‌ذكر حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم قريش الكعبة وبناءها

- ‌بناء الكعبة برواية الأزرقي

- ‌بناء الكعبة

- ‌بناء قريش للكعبة

- ‌الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ينقل الحجارة

- ‌الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يضع الحجر الأسود

- ‌بناء الكعبة

- ‌حديث بنيان الكعبة وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش في وضع الحجر

- ‌أبو وهب -خال أبي رسول الله- وما حدث له عند بناء الكعبة

- ‌الكتابة التي وجدت مكتوبة في جوانب مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام

- ‌عصمة الله له من دنس الجاهلية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌زواجه من خديجة رضي الله عنها

- ‌أولاد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها

- ‌أحداث في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌في العام الثاني لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد الطيب المطيب عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة العنسي المكي

- ‌في العام الثالث لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد الصديق الخليفة الأول للمسلمين أبو بكر عتيق بن عثمان التيمي رضي الله عنه

- ‌في العام الرابع لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد أول من ظاهر من زوجته في الإِسلام أوس بن الصامت بن قيس الخزرجي الأنصاري

- ‌في العام الخامس لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد شهيد الطاعون شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه

- ‌في العام السادس لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد سابق الحبشة إلى الإِسلام بلال بن رباح الحبشي

- ‌في العام السابع لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن من صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌في العام الثامن لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد سيد المسلمين الذي صلى خلفه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌في العام التاسع لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد من شهد له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالإيمان

- ‌في العام العاشر لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد من صوته في الجيش خير من فئة

- ‌في العام الحادي عشر لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد ابن عم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌في العام الثاني عشر لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد من فقئت عينه في سبيل الله قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر الظفري الأوسي الأنصاري

- ‌في العام الثالث عشر لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد سابع سبعة في الإِسلام عتبة بن غزوان المازني رضي الله عنه

- ‌في العام الرابع عشر لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد عز الإِسلام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب العدوي القرشي رضي الله عنه

- ‌في العام الخامس عشر لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد أمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح (رضي الله عن

- ‌في العام السادس عشر لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد نقيب الأنصار القائم بالحق عبادة بن الصامت رضي الله عنه

- ‌في العام السابع عشر لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد أحد الأربعة الذين يحبهم الله وأمر رسوله بحبهم المقداد بن عمرو الكندي

- ‌في العام الثامن عشر لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد من عذب بالنار من أجل إسلامه خباب بن الأرت التميمي رضي الله عنه

- ‌في العام التاسع عشر لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد أحد الذين يغضب الله لغضبهم صهيب بن سنان النمري رضي الله عنه

- ‌في العام العشرين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد ذي النورين الرجل الذي تستحي منه الملائكة عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌في العام الواحد والعشرين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد ذي الجناحين وشبيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌في العام الثاني والعشرين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد الذي لا تضره الفتنة محمَّد بن مسلمة الأوسي الأنصاري

- ‌في العام الثالث والعشرين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد من ساقيه في الميزان أثقل من جبل أحد عبد الله بن مسعود الهذلي

- ‌في العام الرابع والعشرين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد من كانت داره مقرًا لنشر الإِسلام الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي رضي الله عنه

- ‌في العام الخامس والعشرين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌زواجه من سيدة نساء العالمين

- ‌في العام السادس والعشرين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد حواري رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وابن عمته الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌في العام السابع والعشرين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد الشهيد الذي قضى نحبه طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه

- ‌في العام الثامن والعشرين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد خال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌في العام التاسع والعشرين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد الذي كان أبوه في الجاهلية من أهل الجنة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي رضي الله عنه

- ‌في العام الثلاثين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد من نزلت فيه آية الفدية في غزوة الحديبية كعب بن عجرة الأنصاري

- ‌في العام الواحد والثلاثين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد من منزلته عند الله كمنزلة هارون من موسى الإِمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌في العام الثاني والثلاثين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد أحد أصحاب الصفة المعمرين من فقراء المهاجرين أول الناس ورودًا على الحوض يوم القيامة

- ‌في العام الثالث والثلاثين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد حافظ الإِسلام الإِمام الفقيه المجتهد أبو هريرة الدوسي سيد الحفاظ الأثبات رضي الله عنه

- ‌في العام الرابع والثلاثين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد من أتاه الله مزمارًا من مزامير آل داود أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

- ‌في العام الخامس والثلاثين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌وفاة الذي يبعث أمة وحده زيد بن عمرو بن نفيل

- ‌في العام السادس والثلاثين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد حبيب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم معاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه

- ‌في العام السابع والثلاثين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد أول ملوك الإِسلام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

- ‌في العام الثامن والثلاثين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد من استغفر له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم خمس وعشرين مرة جابر بن عبد الله الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه

- ‌في العام التاسع والثلاثين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد من كان منزلته الفردوس الأعلى حارثة بن سراقه بن الحارث النجاري الخزرجي الأنصاري

- ‌في العام الأربعين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌وفاة الذي له جنتين في الآخرة ورقة بن نوفل الأسدي

- ‌في العام الواحد والأربعين لمولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان

- ‌مولد أول من كتب الأحاديث النبوية بيده في صحيفته الصادقة

- ‌نزول القرآن الكريم على رسول رب العالمين محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌مقدمات النبوة ونزول الوحي

- ‌تسليم الحجر والشجر على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:

- ‌مثال على رؤى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الصادقة في منامه

- ‌جاءه جبريل عليه السلام بنمط من ديباج وهو نائم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌بدء الوحي

- ‌نزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌قرن بنبوته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إسرافيل ثلاث سنين وهي مدة فترة الوحي

- ‌فترة الوحي

- ‌أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن بعد فترة الوحي

- ‌تحقق خديجة رضي الله عنها من الوحي

- ‌خيره الله سبحانه وتعالى بين أن يكون ملكًا نبيًا أو عبدًا نبيًا فأختار العبودية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌جبريل عليه السلام يعلم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الوضوء والصلاة

- ‌فرض الصلاة

- ‌دعوة النبي صلى الله عليه وسلم قومه إلى الإِسلام سرًا

- ‌المسلمون الأوائل

- ‌إسلام خديجة رضي الله عنها وبعض فضائلها:

- ‌أول الناس إسلامًا عندما نزلت سورة المدثر

- ‌أول من أسلم آل بيت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أول الناس إسلامًا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌نشأة علي بن أبي طالب في كنف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌إسلام على بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌أول صلاة صلاها علي بن أبي طالب عند إسلامه مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم العصر

- ‌إسلام الصديق رضي الله عنه

- ‌إسلام أمهات كبار الصحابة

- ‌الخالدون الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌إسلام طلحة رضي الله عنه

- ‌إسلام الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌إسلام عتبة بن غزوان رضي الله عنه

- ‌إسلام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌إسلام خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه

- ‌أول من أسلم من الضعفاء الأرقاء رضوان الله عليهم

- ‌ذكر شيء من أخبار أمية بن أبي الصلت الثقفي، كان من شعراء الجاهلية وقد أدرك زمن الإسلام

- ‌خبر العباس وأبو سفيان

- ‌الأمر بإظهار الإسلام

- ‌رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ينذر بني عبد المطلب خاصة

- ‌نادى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قريشًا وأخبرهم بأن يشتروا أنفسهم وأنه لا يغني عنهم من الله شيئًا

- ‌طريقة نداء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قريشًا

- ‌هتف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بقريش وأخبرهم بأنه لا يملك لهم من الله ضرًا ولا نفعًا

- ‌أذى أم جميل امرأة أبي لهب

- ‌سعي قريش في تطليق بنات الرسول من أزواجهن

- ‌طلاق ابنتي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم رقية وأم كلثوم من عتبة وعتيبة ابني أبي لهب

- ‌الجهر بالإسلام

- ‌مبادأة رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، وما كان منهم

- ‌عداوة قومه ومساندة أبي طالب له

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يستمر في دعوته

- ‌رجوع الوفد إلى أبي طالب مرة ثانية

- ‌ما دار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي طالب

- ‌قريش تعرض عمارة بن الوليد على أبي طالب

- ‌إسلام عثمان بن مظعون رضي الله عنه

- ‌إسلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

- ‌ظهور النجم ذي الذنب عام الجهر بالإِسلام على سماء الطائف

- ‌رؤساء قريش يأمرون أتبعاهم بالكفر بعد أن أسلموا

- ‌تعذيب المسلمين رضوان الله عليهم

- ‌وثوب كل قبيلة على مسلميها بالأذى

- ‌صور من تعذيب المسلمين وإيذائهم

- ‌تعذيب عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌تعذيب الزبير رضي الله عنه

- ‌تعذيب مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌تعذيب أبي فكيهة رضي الله عنه

- ‌تعذيب خالد بن سعيد رضي الله عنه

- ‌ما لقيه سعد رضي الله عنه من أمه

- ‌ما لقيه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه من أمه

- ‌تعذيب سعيد بن زيد رضي الله عنه

- ‌تعذيب آل ياسر (رضوان الله عليهم)

- ‌أذى قريش [للعبيد]

- ‌تعذيب بلال بن رباح في بطن مكة

- ‌عتقاء أبي بكر رضي الله عنه

- ‌تعذيب خباب بن الأرت رضي الله عنه

- ‌أول سيف سل في الإسلام

- ‌دفع الله الأذى عن جماعة من المسلمين

- ‌أذى قريش لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وتعنتهم له

- ‌أذى قريش [يسبون القرآن]

- ‌أذى قريش [قولهم إنما يعلمه عبد ابن الحضرمي]

- ‌مفاوضات قريش لأبي طالب وتعاهدها على قتل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تهديد قريش لأبي طالب:

- ‌نصرة أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌[أنسب لنا ربك]

- ‌[القدر]

- ‌[سبب نزول والضحى]

- ‌[التكذيب]

- ‌[دعاء الشجرة]

- ‌[الصفا والمروة]

- ‌المستهزئون برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أمر ركانه المطلبي ومصارعته للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌نزول سورة {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} غيرت موقف المشركين من رسول الله صلى الله عليه وسلم من السِّلم إلى العداوة

- ‌الأسد يفضخ رأس عتيبة بن أبي لهب

- ‌قريش تستنكف مجالسة الضعفاء

- ‌استهزاؤهم عند سماعهم القرآن

- ‌سبب نزول: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ

- ‌امتناعهم من الإيمان حسدًا، وسبب نزول: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ

- ‌قريش تهم باغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌النضر بن الحارث يحاول اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة

- ‌أصحاب الهجرة الأولى إلى الحبشة

- ‌الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يشير على أصحابه بالخروج إلى أرض الحبشة

- ‌هجرة عثمان بن عفان وزوجه رقيه بنت رسول الله رضي الله عنهما إلى الحبشة

- ‌أول من هاجر بظعينته إلى الحبشة أبو سلمة بن عبد الأسد وزوجه أم سلمة

- ‌هجرة عامر بن ربيعة العنزي وزوجه ليلى بنت أبي حثمة إلى الحبشة رضي الله عنهما

- ‌خروج الصحابة رضوان الله عليهم إلى الحبشة

- ‌عودة مهاجري الحبشة

- ‌موقف المشركين من جوار أبي طالب لابن أخته (1)

- ‌عثمان بن مظعون يرد جوار الوليد

- ‌أصحاب الهجرة الثانية إلى الحبشة

- ‌من بني هاشم بن عبد مناف:

- ‌من بني أمية بن عبد شمس:

- ‌‌‌‌‌من حلفائهم:

- ‌‌‌من حلفائهم:

- ‌من حلفائهم:

- ‌من بني عبد شمس:

- ‌من بني نوفل بن عبد مناف:

- ‌من بني أسد بن عبد العزى:

- ‌من بني عبد بن قصي:

- ‌من بني عبد الدار بن قصي:

- ‌من بني زهرة بن كلاب:

- ‌من حلفائهم:

- ‌من بني تيم بن مرة:

- ‌من بني مخزوم بن يقظة:

- ‌‌‌من حلفائهم:

- ‌من حلفائهم:

- ‌من بني جمح بن عمرو:

- ‌من بني سهم بن عمرو:

- ‌‌‌من حلفائهم:

- ‌من حلفائهم:

- ‌من بني عدي بن كعب:

- ‌من بني عامر بن لؤي:

- ‌من حلفائهم:

- ‌ما قيل من الشعر في هجرة الحبشة

- ‌هجرة عمرو بن سعيد بن العاص وزوجه فاطمة بنت صفوان بن أمية رضي الله عنهما

- ‌هجرة خالد بن سعيد بن العاص إلى الحبشة رضي الله عنه

- ‌احتمال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه للأذى في غربته

- ‌أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ينطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة

- ‌ذكر الهجرة الثانية للحبشة في شهر ذي القعدة

- ‌حديث جعفر بن أبي طالب في الهجرة إلى الحبشة

- ‌حديث أم سلمة في الهجرة إلى الحبشة

- ‌أهل الحبشة يحاولون خلع النجاشي

- ‌قدوم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من الحبشة

- ‌دخول بني هاشم وبني المطلب في شعب أبي طالب

- ‌مدة الحصار وشدته

- ‌ولادة ابن عباس رضي الله عنهما في زمن المقاطعة

- ‌حديث نقض الصحيفة برواية أبي نعيم

- ‌خروج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من الشعب

- ‌الوليد بن المغيرة: كيده للرسول وموقفه من القرآن

- ‌قدوم سويد بن صامت للحج

- ‌نزول العذاب على قريش

- ‌سورة الدخان

- ‌وفاة أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌رجاء الرسول إسلام أبى طالب:

- ‌ما نزل فيمن طلبوا العهد على الرسول عند أبى طالب:

- ‌أهون الناس عذابًا في النار

- ‌مرض أبي طالب ونزول سورة ص والقرآن ذي الذكر

- ‌الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يطلب من عمه أبي طالب الإقرار بشهادة التوحيد

- ‌وفاة أبي طالب

- ‌وفاة خديجة رضي الله عنها

- ‌دخول أبي بكر رضي الله عنه في جوار ابن الدغنة بعد عزمه على الهجرة

- ‌أبو لهب يناصر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أبو سفيان ابن حرب يستنجدُ برسول الله صلى الله عليه وسلم لكشف العذاب عن قريش

- ‌خروج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف

- ‌سعي الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى الطائف وموقف ثقيف منه

- ‌خروجه إلى الطائف

- ‌دخول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مكة في جوار المطعم بن عدي

- ‌دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي

- ‌أذى قريش للرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌[الخصام]

- ‌[منى]

- ‌[عمه يرميه بالحجارة]

- ‌[سلا الجذور]

- ‌[سلا الجزور]

- ‌[أبو جهل يتوعد]

- ‌[أبو جهل يهدد]

- ‌[أبو جهل يؤذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في ذي المجاز]

- ‌[يشتمون مذممًا]

- ‌[الموسم]

- ‌[عكاظ]

- ‌[المؤامرة على قتله]

- ‌ذكر بعض أذى المشركين لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عند دعوته إياهم إلى الإِسلام

- ‌أذى قريش لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بعد وفاة عمه

- ‌استهزاء المشركون بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والسخرية منه

- ‌استهزاء أمية بن خلف:

- ‌استهزاء أبو جهل:

- ‌أبو جهل يغضب لسب الأصنام

- ‌استهزاء الحكم بن أبي العاص

- ‌هم وآلهتهم في سواء الجحيم

- ‌أبو جهل ينفث حسده لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌استهزاء الوليد بن المغيرة

- ‌قريش تلعب بدينها وتسفه عقولها

- ‌استهزاء العاص ابن أبي وائل السهمي

- ‌عتاب الله لرسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌عقبة بن أبي معيط يبزق على رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنه الله

- ‌قريش تشتكي أمرها إلى أبي النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة الحارث بن عبد العزى

- ‌قريش تطلب نزول ملك من السماء

- ‌الله سبحان وتعالى يُسرِّى عن رسوله ما يلاقيه من غيظ قريش

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب

- ‌تبنِّي النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة رضي الله عنه

- ‌قدوم أبو الحيسر أنس بن رافع الأشهلي

- ‌قصة استماع قريش إلى قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الأخنس يستفهم عما سمعه:

- ‌أول من جهر بالقرآن

- ‌أذى قريش للنبي صلى الله عليه وسلم وما لقي منهم

- ‌عتبة بن ربيعة يفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌رأي عتبة:

- ‌قريش تفتن المسلمين:

- ‌زعماء قريش تفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌أبو جهل يتوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌النضر بن الحارث ينصح قريشًا:

- ‌أذى النضر للرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌قريش تسأل أحبار اليهود في شأنه عليه الصلاة والسلام:

- ‌قريش تسأل والرسول يجيب:

- ‌الرد على قريش فيما سألوه:

- ‌انشقاق القمر

- ‌انشقاق القمر لسؤال أهل مكة

- ‌إسلام حمزة وعمر في السنة التاسعة من البعثة

- ‌إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌سبب إسلام عمر بن الخطاب

- ‌إسلام حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأخوه من الرضاعة

- ‌غلبت الروم

- ‌خروج الرسول صلى الله عليه وسلم بأصحابه للصلاة في الشعب

- ‌هجرة طليب بن عمير إلى الحبشة رضي الله عنه

- ‌ابتداء أمر الأنصار رضوان الله تعالى عليهم

- ‌قدوم الطفيل بن عمرو الدوسي على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بمكة شرفها الله

- ‌إسلام والد الطفيل وزوجه:

- ‌إسلام عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه

- ‌قدوم ضماد بن ثعلبه الأزدي على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو بمكة شرفها الله

- ‌زواجه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من سودة بنت زمعة

- ‌الإسراء والمعراج

- ‌رؤية النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم جبريل عليه السلام في صورته

- ‌هل رأى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ربه ليلة أسرى به

- ‌أعطاه الله الكوثر

- ‌قريش تسأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن مسراه

- ‌إمامة جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عند فرض الصلوات الخمس

- ‌صعود النبي صلى الله عليه وسلم في المعراج إلى السماء

- ‌فائدة عظيمة

- ‌ الجن

- ‌جنود إبليس يبعثون في الأرض

- ‌أول وفود الجن والرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عامدًا إلى عكاظ

- ‌سورة الجن

- ‌ليلة الجن واستماعهم للقرآن وإيذان الشجرة لهم

- ‌استماع الجن للقرآن في نخلة

- ‌ليلة الجن في المرة الأولى

- ‌ليلة الجن في المرة الثانية

- ‌بيعة العقبة الأولى

- ‌أسماء الاثنى عشر رجلًا الذين أسلموا في العقبة الأولى

- ‌إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير على يد مصعب بن عمير رضي الله عنهم

- ‌كتاب الأنصار إلى رسول الله طالبين معلمًا

- ‌بعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم إلى المدينة يعلمان الأنصار القرآن

- ‌إقامة أول جمعة في الإِسلام

- ‌أبو أمامه أسعد بن زراره يصلي أول جمعة في الإِسلام

- ‌إسلام حواء بنت يزيد رضي الله عنها

- ‌ذكر العقبة الآخرة وهم السبعون الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌شروط البيعة في العقبة الأخيرة

- ‌الدعوة إلى الله بين الأنصار وتهيئتهم لملاقاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌حديث أبو مسعود عقبة بن عمرو عن العقبة الآخرة

- ‌بيعة العقبة الآخرة

- ‌خطيب الأنصار أبو أمامة أسعد بن زرارة رضي الله عنه يوم العقبة

- ‌حديث العقبة كما رواه كعب بن مالك رضي الله عنه

- ‌العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري يستوثق لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌أسماء النقباء الإثنى عشر في بيعة العقبة الآخرة

- ‌حديث جابر بن عبد الله عن العقبة الآخرة

- ‌أبو الهيثم بن التيهان يستوثق لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

- ‌عدد أصحاب بيعة العقبة الآخرة

- ‌تسمية من شهد العقبة من الأنصار

- ‌من بني عبد الأشهل

- ‌من بني حارثة بن الحارث

- ‌من بني عمرو بن عوف

- ‌من بني الخزرج بن حارثة

- ‌من بني عمرو بن مبذول

- ‌من بني عمرو بن مالك

- ‌من بني مازن بن النجار

- ‌من بني الحارث بن الخزرج

- ‌من بني بياضة بن عامر

- ‌من بني رزيق

- ‌ومن بني سلمة بن سعد

- ‌من بني سواد بن غنم

- ‌من بني غنم بن سواد

- ‌من بني نابي بن عمرو

- ‌من بني حرام بن كعب

- ‌من بني عوف بن الخزرج وهم القواقل

- ‌من بني سالم بن غنم وهم بنو الحبلى

- ‌من بني ساعده بن كعب

- ‌من بني مازن بن النجار

- ‌من بني سلمة

- ‌قريش تستعلم الخبر من عبد الله بن أبي سلول

- ‌انتشار الإِسلام قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم المدينة

- ‌خروج الأنصار مع مصعب بن عمير للحج وملاقاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عند العقبة

- ‌رجال من الأنصار يشدون العقد للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌مقالة أسعد بن زرارة رضي الله عنه:

- ‌مقالة البراء بن معرور رضي الله عنه:

- ‌مبايعة النساء:

- ‌مقالة النبي صلى الله عليه وسلم إثر البيعة:

- ‌إسلام أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌إذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة

- ‌أول ظعينة قدمت المدينة المنورة

- ‌أول من هاجر إلى المدينة

- ‌قصة هجرة أم سلمة رضي الله عنها

- ‌هجرة الصحابة رضوان الله عليهم إلى المدينة

- ‌نزول المهاجرين العصبة بجانب قباء رضوان الله عليهم

- ‌هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌اشتغاله بالتجارة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أيام الموسم قبل هجرته إلى المدينة

- ‌أحداث في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌حديث أم سلمة في الهجرة إلى الحبشة

فقال: ما تقولون في عيسى ابن مريم؟ قالوا: فأنت أعلمنا، فما تقول؟ قال: فأخذ النجاشي شيئًا من الأرض، ثم قال: هكذا عيسى ابن مريم، ما زاد على ما قال هؤلاء مثل هذا، ثم قال لهم: أيؤذيكم أحدٌ؟ قالوا: نعم، فأمر مناديًا فنادى: من آذى أحدًا من هؤلاء فأغرموه أربعة دراهم [ثم] قال: يكفيكم؟ فقلنا: لا، فأضعفها، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى المدينة، وظهر بها، قلنا له: إن صاحبنا قد خرج إلى المدينة وظهر بها، وهاجر قبل الذين كنا حدثناك عنهم، وقد أردنا الرحيل إليه فزوّدنا، قال: نعم، فحملنا وزودنا وأعطانا، ثم قال: أخبر صاحبك ما صنعت إليكم، وهذا رسولي معك وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنه رسول الله، فقل له يستغفر لي، قال جعفر: فخرجنا حتى أتينا المدينة، فتلقانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم واعتنقني، فقال:"ما أدري أنا بفتح خيبر أفرح أم بقدوم جعفر؟ ".

ثم جلس، فقال رسول النجاشي فقال: هو ذا جعفر، فسله ما صنع به صاحبنا؟ فقلت: نعم، قد فعل بنا، قد فعل كذا وكذا، وحملنا وزودنا ونصرنا، وشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وقال: قل له: يستغفر لي، فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فتوضأ، ثم دعا ثلاث مرات:"اللَّهم اغفر للنجاشي" فقال المسلمون: آمين، فقال: فقلت للرسول: انطلق، فأخبر صاحبك ما رأيت من النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (1).

‌حديث أم سلمة في الهجرة إلى الحبشة

وعن أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قالت: لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جارٍ، النجاشي أمنَّا على ديننا، وعبدنا الله وحده لا نؤذى ولا نسمع شيئًا نكرهه، فلما بلغ ذلك قريشًا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين وأن يهدوا للنجاشي هدايا، مما يستطرف من متاع مكة،

(1) جامع الأصول في حديث الرسول لابن الأثير حديث رقم 9845.

ص: 340

وكان أعجب ما يأتيه منها الأدم، فجمعوا له أدمًا كثيرًا، لم يتركوا من بطارقته بطريقًا إلا أهدوا له هديةً، وبعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، وعمرو بن العاص بن وائل السهمي، وأمروهما أمرهم، وقالوا لهما: ادفعوا إلى كل بطريق هديته، قبل أن تكلِّموا النجاشي فيهم، ثم قدَّموا للنجاشي هداياه، ثم اسألوه أن يسلِّمهم إليكم قبل أن يكلمهم، قالت: فخرجا، فقدما على النجاشي، [ونحن عنده بخير دارٍ، وعند خير جارٍ، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي] ثم قالا لكل بطريق منهم: إنه قد ضوى إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم، ليردهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم، فأشيروا عليه أن يسلمهم إلينا، ولا يكلمهم، فإنّ قومهم أعلى بهم عينًا، وأعلم بما عابوا عليهم، فقالوا لهما: نعم، ثم قربوا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهم، ثم كلماه، فقالا له: أيها الملك إنه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأبنائهم وعشائرهم، لنردهم إليهم، فلهم أعلى بهم عينًا، وأعلم بما عابوا عليهم، وعاتبوهم فيه، ولم يكن [شيء] أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم، فقالت بطارقته حوله: صدقوا أيها الملك، قومهم أعلى بهم عينًا، وأعلم بما عابوا عليهم، فأسلمهم إليهما، فليرداهم إلى بلادهم وقومهم، فغضب النجاشي وقال: لا ها الله، أيْمُ الله، إذا لا أسلمهم إليهما ولا أُكاد، قومًا جاوروني ونزلوا بلادي، واختاروني على من سواي حتى أدعوهم، فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما، ورددتهم إلى قومهم، وإن كانوا على غير ذلك، منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني.

قالت: ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فدعاهم، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا، فقال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا: نقول والله ما علمنا، وما أمرنا به نبينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، كائن في ذلك ما هو كائن، فلما جاؤوه، وقد دعا النجاشي أساقفته، فنشروا مصاحفهم حوله، سألهم فقال: ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم، ولم

ص: 341

تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم؟ قالت: وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب عليه السلام فقال: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصِدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله عز وجل لنوحِّده ونعبده، ونخلع ما كنَّا نعبد نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرَّحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وشهادة الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئًا، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة -قالت: فعدّد عليه أمور الإسلام- فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرّمنا ما حرّم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فَعَدَا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله عز وجل، وأن نستحلّ ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا، حالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك، قالت: فقال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قالت: فقال له جعفر: نعم، قالت: فقال له النجاشي: فاقرأه، فقرأ عليه صدرًا من {كهيعص} قالت: فبكى [والله] النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا [والله] والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا، فوالله لا أُسلمهم إليكم أبدًا ولا أُكاد.

قالت أم سلمة: فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص: والله لآتينه غدًا أعيبهم عنده بما استأصل به خضراءهم، فقال له عبد الله بن أبي ربيعة وكان أتقى الرجلين فينا: لا تفعل، فإن لهم أرحامًا، وإن كانوا خالفونا، قال: والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عليه السلام عبدٌ، قالت: ثم غدا عليه [الغد] فقال: أيها الملك إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولًا عظيمًا، فأرسل إليهم، فسلهم عما يقولون فيه؟! قالت: فأرسل إليهم يسألهم عنه، قالت: ولم ينزل بنا مثلها، واجتمع القوم، فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في عيسى إذا سألكم عنه قالوا: نقول والله ما قال الله عز وجل-

ص: 342

وما جاء به نبينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كائن في ذلك ما هو كائن، فلما دخلوا عليه قال [لهم]: ما تقول في عيسى ابن مريم؟ فقال له جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاء به نبينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول" قال: فضرب النجاشي يده إلى الأرض، فأخذ منها عودًا، ثم قال: ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود، فتناخرت بطارقة حوله حين قال ما قال، [فقال]: وإن نخرتم والله، اذهبوا، فأنتم سُيُوم بأرضي -السُيُوم: الآمنون- من سبَّكم غُرِّم، ثم من سبَّكم غُرِّم، ثم من سبَّكم غُرِّم، ما أحب أن لي دبرًا ذهبًا، وأني آذيت رجلًا منكم. -الدبر بلسان الحبشة: الجبل- ردوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لي فيهما، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين ردّ علي ملكي، فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه، فخرجا من عنده مقبوحين مردودًا عليهما ما جاءوا به وأقمنا عنده، في خير دارٍ مع خير جارٍ، فوالله إنا لعلى ذلك، إذا نزل به -يعني: من ينازعه في ملكه- قالت: والله ما علمنا حزنًا قطُّ كان أشد من حزن حزناه عند ذلك، تخوفًا أن يظهر ذلك على النجاشي، فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف [منه].

قالت: وسار النجاشي وبينهما عُرضُ النيل، قالت: فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: من رجل يخرج حتى يحضر وقيعة القوم ثم يأتينا؟ قالت: فقال الزبير بن العوام: أنا، قالت: وكان من أحدث القوم سنًا. قالت: فنفخوا له قربةً فجعلوها في صدره، فسبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم، ثم انطلق حتى حضرهم، قالت: ودعونا الله عز وجل للنجاشي بالظهور على عدوه، والتمكين له في بلاده، واستوثق عليه أمر الحبشة، فكنا عنده في خير منزلٍ حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو بمكة.

روى أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع (1).

(1) سيرة ابن إسحاق التدمري ج1 ص (360).

ص: 343

روى أبو نعيم بسنده عن عروة بن الزبير في خروج جعفر بن أبي طالب وأصحابه إلى الحبشة قال: فبعثت قريش في آثارهم عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي وعمرو بن العاص السهمي وأمروهما أن يسرعا السير حتى يسبقاهم إلى النجاشي، ففعلا، فقدما على النجاشي فدخلا عليه: فقالا له: إن هذا الرجل الذي بين أظهرنا، وأفسدنا فينا، تناولك ليفسد عليك دينك، وملكك وأهل سلطانك، ونحن لك ناصحون، وأنت لنا عيبة صدقٍ، تأتي إلى عشيرتنا بالمعروف ويأمن تاجرنا عندك، فبعثنا قومنا إليك لننذرك فساد ملكك، وهؤلاء نفرٌ من أصحاب الرجل الذي خرج فينا، ونخبرك بما نعرف من خلافهم الحق، أنهم لا يشهدون أن عيسى بن مريم، أحسبه قال (إلهًا) ولا يسجدون لك إذا دخلوا عليك، فادفعهم إلينا فلنكفيكهم فلما قدم جعفر وأصحابه وهم على ذلك من الحديث وعمرو وعمارة عند النجاشي، وجعفر وأصحابه على ذلك الحال، قال: فلما رأوا أن الرجلين قد سبقا ودخلا، صاح جعفر على الباب: يستأذن حزب الله، فسمعها النجاشي، فأذن لهم، فدخلوا وعمرو وعمارة عند النجاشي، قال: أيُّكم صاح عند الباب؟ فقال جعفر: أنا هو، فأمره فعاد لها، فلما دخلوا وسلموا تسليم أهل الإيمان، ولم يسجدوا له، فقال عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد ألم نبين لك خبر القوم؟ فلما سمع النجاشي ذلك أقبل عليهم، فقال: أخبروني أيها الرهط ما جاء بكم؟ وما شأنكم؟ ولِمَ أتيتموني ولستم بتجار، ولا سؤال؟ وما نبيكم هذا الذي خرج؟ وأخبروني مالكم، لِمَ لا تحيّوني كما يحييني من أتاني من أهل بلدكم؟ وأخبروني ما تقولون في عيسى بن مريم؟.

فقام جعفر بن أبي طالب، وكان خطيب القوم فقال: إنما كلامي ثلاث كلمات، وإن صدقت فصدقني وإن كذبت فكذبني، فأمرْ أحدًا من هذين الرجلين فليتكلَّمْ ولينصت الآخر، قال: عمرو: أنا أتكلم، قال النجاشي: أنت يا جعفر فتكلم قبله. فقال جعفر: إنما كلامي ثلاث كلمات، سلْ هذا الرجل أعبيدٌ نحن أبقْنا من أربابنا؟ فارددنا إلى أربابنا. فقال النجاشي: أعبيدٌ هم يا عمرو قال عمرو: بل أحرارٌ كرامٌ، قال جعفر: سلْ هذا الرجل هل أهرقْنا دمًا بغير حقه؟ فادفعنا إلى أهل الدم. فقال: هل أهرقوا دمًا بغير حقه؟ فقال: ولا قطرة واحدة من دمٍ، ثم قال جعفر: سلْ هذا الرجل أخذنا أموال الناس بالباطل؟ فعندنا قضاءٌ. فقال النجاشي: يا عمرو أنْ كان على هؤلاء قنطار من ذهب فهو عليّ. فقال عمرو: ولا قيراطٌ. فقال النجاشي: ما تطالبونهم به؟ قال عمرو:

ص: 344

فكنا نحن وهم على دينٍ واحدٍ وأمرٍ واحدٍ فتركوه، ولزمناه. فقال النجاشي: ما هذا الذي كنتم عليه فتركتموه وتبعتم غيره؟ فقال جعفر: أمّا الذي كنَّا عليه فدين الشيطان وأمر الشيطان، نكفر بالله ونعبد الحجارة، وأمَّا الذي نحن عليه فدين الله عز وجل، نخبرك: إن الله بعث إلينا رسولًا كما بعث إلى الذين من قبلنا فأتانا بالصدق والبر، ونهانا عن عبادة الأوثان فصدقناه وآمنا به، واتبعناه، فلما فعلنا ذلك عادانا قومنا، وأرادوا قتل النبي الصادق، وردّنا في عبادة الأوثان، ففررنا إليك بديننا ودمائنا، ولو أقّرنا قومنا لاستقررنا، فذلك خبرنا. وأمَّا شأن التحية: فقد حيَّيناك بتحية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والذي يحيِّي به بعضنا بعضًا؛ أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن تحية أهل الجنة السلام فحيَّيناك بالسلام، وأمَّا السجود، فمعاذ الله أن نسجد إلا لله وأن نعدلك بالله. وأمَّا في شأن عيسى بن مريم: فإن الله عز وجل أنزل في كتابه على نبينا أنَّه رسول قد خلت من قبله الرسل، ولدته الصديقة العذراء البتول الحصان وهو روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وهذا شأن عيسى بن مريم.

فلما سمع النجاشي قول جعفر أخذ بيده عودًا ثم قال لمن حوله: صدق هؤلاء النفر، وصدق نبيُّهم، والله ما يزيد عيسى بن مريم على ما يقول هذا الرجل ولا وزن هذا العود، فقال لهم النجاشي: امكثوا فإنَّكم سيومٌ -والسيوم آمنون- قد منعكم الله، وأمر لهم بما يصلحهم، فقال النجاشي: أيُّكم أدرس للكتاب الذي أنزل على نبيكم؟ قالوا: جعفرٌ، فقرأ عليهم جعفر سورة مريم، فلما سمعها عرف أنَّه الحق، وقال النجاشي: زدنا من الكلام الطيَّب، ثمّ قرأ عليه سورة أخرى، فلما سمعها عرف الحق، وقال: صدقتم وصدق نبيكم صلى الله عليه وسلم أنتم والله صديقون، امكثوا على اسم الله وبركته آمنين ممنوعين، وألقى عليهم المحبة من النجاشي (1).

(1) دلائل أبي نعيم ج/1 ص 317.

ص: 345

روى بسنده عن عمرو قال: لما قدم عمرو بن العاص من أرض الحبشة جلس في بيته فلم يخرج إليهم، فقالوا: ما شأنه؟ ما له لا يخرج؟ فقال عمرو: إن أصْحمة يزعم أن صاحبكم نبي (1).

وروى بسنده عن ابن شهاب قال: بلغني أن مخرج عمرو بن العاص. وابن أبي ربيعة إلى أرض الحبشة فيمن كان بأرضهم من المسلمين كان بعد وقعة بدر. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مخرجهما بعث عمرو بن أمية الضمري من المدينة. إلى النجاشي بكتاب (2).

وروى بسنده عن عروة بن الزبير فذكر هجرة المسلمين إلى أرض الحبشة ثم قال: فلما كانت وقعة بدر، وقتل الله فيها صناديد الكفار، قال كفار قريش: إنّ ثأركم بأرض الحبشة، فأهدوا إلى النجاشي وابعثوا إليه رجلين من ذوي رأيكم، لعله يعطيكم من عنده من قريش، فتقتلونهم بمن قتل ببدر، فبعث كفار قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبى ربيعة، وأهدوا للنجاشي ولعظماء الحبشة هدايا.

فلما قدما على النجاشي قبل هداياهم، وأجلس معه عمرو بن العاص على سريره. فقال لهم النجاشي: ما دينكم؟ أنَصَارى أنتم؟ قالوا: لا. قال: فما دينكم؟ ديننا الإسلام، قال: وما الإسلام؟ قالوا: نعبد الله ولا نشرك به شيئًا، قال: ومن جاءكم بهذا؟ قالوا: جاءنا به رجل من أنفسنا قد عرفنا وجهه ونسبه، أنزل الله عليه كتابه، فعرفنا كلام الله وقد صدقناه. قال لهم النجاشي: فبم يأمركم؟ قالوا: يأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئًا، ويأمرنا أن نترك ما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة وبالوفاء وبأداء الأمانة وبالعفاف.

قال النجاشي: فوالله إن خرج هذا إلَّا من المشكاة التي خرج منها أمر موسى عليه السلام، فقال عمرو بن العاص حين سمع ذلك من النجاشي: إنّ هؤلاء يزعمون أن ابن مريم إلهك الذي تعبد عبدٌ: فقال النجاشي لجعفر ومن معه من المهاجرين:. ماذا تقولون في عيسى بن مريم؟ قالوا: نقول هو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه،

(1) دلائل النبوة للبيهقي ج 2/ 307.

(2)

الدرر لابن عبد البر. ص 134.

ص: 346

وابن العذراء البتول. فخفض النجاشي يده إلى الأرض، فأخذ عودًا وقال: والله ما زاد على ذلك قدر هذا العود. فقال عظماء الحبشة: والله لئن سمعت الحبشة بهذا لتخلعنَّك. فقال النجاشي: والله لا أقول في ابن مريم غير هذا القول أبدًا، وإن الله لم يطع في الناس حين ردّ إلي ملكي، فأنا أطيع الناس في الله؟ معاذ الله من ذلك، ارجعوا إلى هذا هديته، فوالله لو رشوني دبرًا من ذهبٍ ما قبلته. والدبر: الجبل، قال الهروي: لا أدرى عربيٌّ أم لا. ثم قال: من نظر إلى هؤلاء الرهط نظرة يؤذيهم بها فقد غرم. ومعنى غرم هلك، وفي قوله تعالى:{إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} . فخرج عمرو بن العاص وابن أبي ربيعة.

وسمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ببعث قريش عمرو بن العاص إلى النجاشي، فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عمرو بن أمية الضَّمري وكتب معه إلى النجاشي، فقدم على النجاشي، فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين، وأرسل إلى الرهبان والقسيسين فجمعهم ثم أمر جعفر يقرأ عليهم القرآن فقرأ سورة مريم (كهيعص)، وقاموا تفيض أعينهم من الدمع، فهم الذين أنزل الله فيهم:{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} وقرأ عليهم إلى: {الشَّاهِدِينَ} (1).

قال ابن إسحاق: قال الزهري: فحدثت عروة بن الزبير حديث أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقال: هل تدرى ما قوله: ما أخذ الله مني الرشوة حين ردّ عليَّ ملكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس في فأطيع الناس فيه؟ قال: قلت: لا، قال: فإنّ عائشة أم المؤمنين حدَّثتني أنَّ أباه كان ملك قومه، ولم يكن له ولدٌ إلَّا النجاشي، وكان للنجاشي عمَّ له من صلبه اثنا عشر رجلًا، وكانوا أهل بيت مملكة الحبشة، فقالت الحبشة بينها: لو أنَّا قتلنا أبا النجاشي وملّكنا أخاه، فإنه لا ولد له غير هذا الغلام، وإن لأخيه من صلبه اثنتي عشر رجلًا فتوارثوا ملكه من بعده؛ بقيت الحبشة بعده دهرًا، فعدوا على أبي النجاشي فقتلوه، وملكوا أخاه؛

(1) الدرر لابن عبد البر 135.

ص: 347

فمكثوا على ذلك حينًا، ونشأ النجاشي مع عمه، وكان لبيبًا حازمًا من الرجال، فغلب على أمر عمه، ونزل منه بكلّ منزلةٍ؛ فلما رأت الحبشة مكانه منه قالتْ بينها: والله لقد غلب هذا الفتى على أمر عمِّه، وإنَّا لنتخوَّفُ أن يملكه علينا، وإن ملكه علينا ليقتُلنَّنا أجمعين، لقد عرف أنَّا نحن قتلنا أباه، فمشوا إلى عمِّه، فقالوا: إما أن تقتل هذا الفتى، وإما أن تخرجه من بين أظهرنا، فإنَّا قد خفناه على أنفسنا، قال: ويلكم!! قتلت أباه بالأمس وأقتله اليوم؟ بل أخرجه من بلادكم، قالت: فخرجوا به إلى السوق، فباعوه من رجل من التُجَّار بستَّمائة درهم، فقذفه في سفينة، فانطلق به حتى إذا كان العشي من ذلك اليوم هاجت سحابة من سحائب الخريف، فخرج عمُّه يستمطر تحتها، فأصابته صاعقة فقتلته، قالت: ففزعت الحبشة إلى ولده، فإذا هو محمقٌ ليس في ولده خيرٌ، فمرج على الحبشة أمرهم فلما ضاق عليهم ما هم فيه من ذلك قال بعضهم لبعض: تعلموا والله إن ملككم الذي لا يقيم أمركم غيره للذي بعتم غُدوةً، فإن كان لكم بأمر الحبشة حاجة فأدركوه، قالت: فخرجوا في طلبه وطلب الرجل الذي باعوه منه، حتى أدركوه فأخذوه منه، ثم جاؤوا به فعقدوا عليه التاج، وأقعدوه على سرير الملك فملكوه، فجاءهم التاجر الذي كانوا باعوه منه، فقال: إمّا أن تعطوني مالي، وإمَّا أنْ أكلِّمه في ذلك، قالوا: لا نعطيك شيئًا، قال: إذًا والله أكلّمه، قالوا: فدونك وإياه، قالت: فجاءه، فجلس بين يديه، فقال: أيها الملك، ابتعت غلامًا من قومٍ بالسوق بستِّمائة درهم، فأسلموا إليّ غلامي وأخذوا دراهمي، حتى إذا سرْتُ بغلامي أدركوني فأخذوا غلامي ومنعوني دراهمي، قالت: فقال لهم النجاشي: لتعطُنَّه دراهمه أو ليضعنَّ غلامه يده في يده فليذهبنَّ به حيث شاء، قالوا: بل نعطيه دراهمه، قالت: فلذلك يقول: ما أخذ الله مني رشوة حين ردّ عليَّ مُلكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس في فأطيع الناس فيه. قالت: وكان ذلك أولَ ما خبر من صلابته في دينه وعدله في حكمه (1).

(1) دلائل النبوة لأبي نعيم ج 1/ 328، دلائل النبوة للبيهقي ج 2/ 295، 304.

ص: 348