الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما قيل من الشعر في هجرة الحبشة
شعر عبد الله بن الحارث في هجرة الحبشة: وكان مما قيل من الشعر في الحبشة أنّ عبد الله بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، حين أمنوا بأرض الحبشة، وحمدوا جوار النجاشي، وعبدوا الله لا يخافون على ذلك أحدًا، وقد أحسن النجاشي جوارهم حين نزلوا به، قال:
يا راكبًا بلّغنْ عنّي مغلغلةً (1)
…
من كان يرجو بلاغ الله والدّين
كلّ امرئٍ من عباد الله مضطّهدٍ
…
ببطن مكة مقهورٍ ومفتون
أنّا وجدنا بلاد الله واسعة
…
تُنجي من الذُّلّ والمخزاة والهُون
فلا تقيموا على ذُل الحياة وخزْ
…
يٍ في الممات وعيبٍ غير مأمون
إنّا تبعنا رسول (2) الله واطرحوا
…
قول النبي وعالوا (3) في الموازين
فاجعل عذابك في القوم الذين بغوا
…
وعائذ (4) بك أن يغلوا (5) فيطغوني (6)
وقال عبد الله بن الحارث أيضًا يذكر نفي قريش إياهم من بلادهم، ويعاتب بعض قومه في ذلك:
أبت كبدي، لا أكذبنك، قتالهم
…
على وتأباه عليّ أناملي
وكيف قتالي معشرًا أدّبوكم (7)
…
على الحق أن لا تأشبوه (8) بباطل
نفتهم عباد الجن (9) من حر أرضهم
…
فأضحوا على أمرٍ شديد (10) البلابل (11)
(1) المغلغلة: الرسالة، السيرة لابن إسحاق تحقيق التدمري ج 1/ 357.
(2)
وفي رواية "نبي".
(3)
عالوا: خانوا.
(4)
وفي رواية "وعائذًا".
(5)
وفي رواية "يعلوا" بالمهملة.
(6)
الأبيات في تاريخ الإسلام (السيرة) 185، والسيرة والمغازي 221.
(7)
في السير والمغازي "معشر يأدبونهم".
(8)
تأشبوه.: تخلطوه. وفي السير "يأشبوه".
(9)
في السير: "نفيتم عباد الله".
(10)
في السير "كثير".
(11)
البلابل: وساوس الأحزان.
فإن تك كانت في عدي أمانة
…
عدي بن سعد عن تقي أو تواصل (1)
فقد كنت أرجو (2) أنّ ذلك فيكم
…
بحمد الذي لا يطبّي (3) بالجعائل
وبدّلت شبلًا شبل كلّ خبيثة (4)
…
بذي فجر (5) مأوى الضّعاف الأرامل (6)
وقال عبد الله بن الحارث أيضًا:
وتلك قريشٌ تجحدُ الله حقّه
…
كما جحدت عادٌ ومدين والحجرُ
فإن أنا لم أبرق فلا يسعنني
…
من الأرض برٌّ ذو فضاء ولا بحر
بأرض بها عبد الإلهَ محمدُ
…
أبيّن ما في النفس إذا بلغ النَّقر
فسمّي عبد الله بن الحارث -يرحمه الله- لبيته الذي قال "المبرق".
وقال عثمان بن مظعون يعاتب أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، وهو ابن عمّه وكان يؤذيه في إسلامه، وكان أُمية شريفًا في قومه في زمانه ذلك:
أتيم بن عمرو للذي جاء بغضه
…
ومن دونه الشرمان والبرك أكتع
أأخرجتني من بطن مكة آمنا
…
وأسكنتني في صرح بيضاء تقذع
تريش نبالًا لا يُواتيك ريشُها
…
وتبرى نبالًا ريشها لك أجمع
وحاربت أقوامًا كرامًا أعزةً
…
وأهلكت أقوامًا بهم كنت تفزع
ستعلم إنْ نابتْك ملمَّة
…
وأسلمك الأوباش ما كنت تصنع
وتيم بن عمرو، الذي يدعو عثمان، جُمحُ، كان اسمه تَيْمًا.
(1) في السير "من يفي ويواصل".
(2)
في السير "أحسب".
(3)
لا يطبّي بالجعائل: لا يستمال بالرشوة.
(4)
في السير والمغازي "كتيبة".
(5)
الفجر: الغطاء، وفي السير "فخرها".
(6)
الأبيات في السير والمغازي 221.