الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(بُعِثَ مُوسى صلى الله عليه وسلم وهو يرعى غنمًا على أهلِهِ، وبُعِثْتُ أنا وأنا أرعى غنما لأهلي بِجِيَادٍ). (1)
عن أبي إسحاق، عن عبدة بن حزن النصري قال:(تفاخَر عِند رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب الإبل وأصحاب الغنم، فقال أصحاب الإبل: وما أنتم يا رُعاة الشَّاءِ، هل تُحِبُّون شيئًا أو تصِيدُونَهُ؟ ما هيَ إلا شُوَيْهَاتٌ، أحَدُكُمْ يَرْعَاهَا ثُمَّ يَرْفَعُهَا، حتى أصْمَتُوهُمْ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: بُعِثَ داوُدُ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وبُعِثَ مُوسى وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وبُعِثْتُ أَنَا وَأَرْعى غَنَمَ أَهْلي بأجيادَ، فَغَلَبَهُمْ أصْحَابُ الغَنَمِ).
عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا بَعَثَ الله نَبيًا إلَّا رَاعيَ غَنَمٍ) قال له أصحابه: وأنت يا رسول الله! قال: (وَأَنَا). (2)
في سفره صلى الله عليه وسلم مرة ثانية إلى الشام
وروي ابن سعد وابن السَّكن وأبو نُعَيم عن نفيسة بنت مُنْيَة قالت: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة وليس له. بمكة اسم إلا الأمين لما تكامل فيه من خصال الخير، قال له أبو طالب: يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وألحَّتْ علينا سنُون مُنْكرة وليست لنا مادة ولا تجارة، وهذه عيرُ قومك قد حضر خروجها إلى الشام وخديجة بنت خويلد تبعث رجالًا من قومك في عيراتها فيتْجرون لها في مالها ويصيبون منافع، فلو جئتها وعرضتَ نفسك عليها لأسرعتْ إليك وفضَّلتك على غيرك، لِمَا يبلغها عنك من طهارتك وإن كنت أكره أن تأتي الشامَ، وأخاف عليك من يهود، ولكن لا نجد من ذلك بُدَّا.
(1) أخرجه أحمد 3/ 96، 42
(2)
انظر صحيح ابن ماجه للألباني ج 2149
وكانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال كثير وتجارة تبعث بها إلى الشام فيكون عيرها كعامة عير قريش، وكانت تستأجر الرجال وتدفع إِليهم الأموال مضارِبةً، وكانت قريش قومًا تجارًا ومن لم يكن تاجرًا من قريش فليس عندهم بشيء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلعلها ترسل إليّ في ذلك. فقال أبو طالب: إني أخاف أن تولِّي غيرك فتطلب أمرًا مُدْبرًا. فافنزقا.
وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له وقبْل ذلك ما كان من صدق حديثه وعِظَم أمانته وكرم أخلاقه؛ فقالت: ما علمتُ أنه يريد هذا.
ثم أرسلت إليه فقالت: إِنه دعاني إلى البعث إليك ما بلغني من صِدق حديثك وعِظَم أمانتك وكرم أخلاقك، وأنا أعطيك ضِعف ما أعطي رجلًا من قومك.
ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم لقي عمه أبا طالب فذكر له ذلك فقال: إن هذا لَرزقْ ساقه الله إليك.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غلامها مَيْسرة، وقالت خديجة لميسرة: لا تَعْص له أَمرًا ولا تخالف له رأيًا.
فخرج هو وميسرة وعليه غَمامة تظله وجعل عمومته يُوصون به أهل العِير.
فخرج حتى قدم الشام فنزلا في سوق بُصْرَي في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب يقال له نَسطورا. فاطَّلع الراهب إلى ميسرة -وكان يعرفه- فقال: يا ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال ميسرة: رجل من قريش. فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قطّ إلا نبي، أفي عينيه حُمْرة؟ قال ميسرة: نعم لا تفارقه. فقال الراهب: هو هو وهو آخر الأنبياء، ويا ليت أني أدركه حيث يُؤْمر بالخروج. (1)
(1) هذه الرواية وإن كان مدارها على الواقدي إلا أن رواية ابن إسحاق تسندها وهي رواية تاريخية تبين حال قريش في تجارتها إلى الشام وليست تشريعية، طبقات ابن سعد [1/ 129] سبل الهدي والرشاد [2/ 158].