الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقول، وأقررت عينك بها، لما أرى من شكرك ووجدك بي ونصيحتك لي. ثم إن أبا طالب دعا بني عبد المطلب فقال: لن تزالوا في ما سمعتم من محمَّد وما اتبعتم أمره، فاتبعوه وأعينوه ترشدوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أتأمرهم بها وتدعها لنفسك؟!) فقال أبو طالب: أما لو أنك سألتني الكلمة وأنا صحيح لتابعتك على الذي تقول، ولكني أكره أن أجزع عند الموت فترى قريش أني أخذتها جزعًا، ورددتها في صحتي. (1)
وفاة خديجة رضي الله عنها
قال ابن إسحاق: ثم إن خديجة بنت خويلد وأبا طالب هلكا في عام واحد، فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب بهلك خديجة -وكانت له وزير صدق على الإِسلام يشكو إليها- وبهلك عمّه أبى طالب، وكان له عضدًا وحرزًا في أمره ومنعة وناصرًا على قومه، وذلك قبل مهاجره إلى المدينة بثلاث سنين. (2)
روى بسنده عن هشام عن أبيه قال: توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين. (3)
روى بسنده عن هشام بن عروة قال: توفيت. خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي ابنة خمس وستين سنة. (4)
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن خديجة أنها ماتت قبل أن تنزل الفرائض والأحكام، قال:(أبصرتها على نهر من أنهار الجنة، في بيت من قصب لا لغو فيه ولا نصب). (5)
قال: أخبرنا محمَّد بن عمر الأسلمي قال: توفي أبو طالب للنصف من شو في السنة
(1) ابن سعد ج 1/ 122.
(2)
ابن هشام ج 2/ 25.
(3)
البخاري ج 5/ 71 كتاب المناقب باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة.
(4)
المستدرك ج 3/ 182.
(5)
مجمع الزوائد ج 9/ 223.
العاشرة من حين نبىء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ ابن بضع وثمانين سنة، وتوفيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيام، وهي يومئذ بنت خمس وستين سنة، فاجتمعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبتان: موت خديجة بنت خويلد، وموت أبي طالب عمّه. (1)
وروى بسنده عن حكيم بن حزام قال: توفيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان سنة عشر من النبوة، وهي يومئذ بنت خمس وستين سنة، فخرجنا بها من منزلها حتى دفناها بالحجون، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرتها، ولم تكن يومئذ سنة الجنازة الصلاة عليها. قيل: ومتى ذلك يا أبا خالد؟ قال: قبل الهجرة بسنوات ثلاث أو نحوها وبعد خروج بني هاشم من الشعب بيسر. (2)
روى بسنده عن عروة بن الزبير قال: وقد كانت خديجة توفيت قبل أن تفرض الصلاة. (3)
قال البيهقي: بلغني أن موت خديجة كان بعد موت أبى طالب. بثلاثة أيام.
وقال: زعم الواقدي أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، وفي هذه السنة توفيت خديجة وأبو طالب بينهما خمس وثلاثون ليلة، المتقدمة خديجة. (4)
(1) ابن سعد ج 1/ 125.
(2)
ابن سعد ج 8/ 18.
(3)
دلائل البيهقي ج 2/ 352.
(4)
دلائل البيهقي ج 2/ 353.
قلت كان وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وأبو طالب قبل الهجرة بخمس سنوات أي في العام الثامن للبعثة سنة 630 م.