الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} (1)
أبو جهل يغضب لسب الأصنام
قال ابن إسحاق: ولقي أبو جهل بن هشام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيما بلغني، فقال له: والله يا محمَّد لتتركن سب آلهتنا أو لنسبن إلهك الذي تعبد، فأنزل الله تعالى عليه فيه:{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كف عن سب ألهتهم، وجعل يدعوهم إلى الله. (2)
استهزاء الحكم بن أبي العاص
روى بسنده عن هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: مر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالحكم فجعل يغمز بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فالتفت النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فرآه فقال: (اللَّهم اجعل به وزعًا) فرجف مكانه. (3)
هم وآلهتهم في سواء الجحيم
قال ابن إسحاق: وجلس الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيما بلغنا يومًا مع الوليد بن المغيرة في المسجد، فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم، وفى المجلس غير واحد من رجال قريش.
فتكلم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فعرض له النضر، فكلمه
(1) سورة المدثر آية رقم 31.
(2)
ابن هشام 1/ 380.
(3)
دلائل البيهقي ج 6/ 240.
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حتى أفحمه، ثم تلا عليه وعليهم:
ثم قام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأقبل عبد الله بن الزَّبَعرَي السهمي حتى جلس.
فقال الوليد بن المغيرة له: والله، ما قام النضر بن الحارث لابن عبد المطلب آنفًا وما قعد، وقد زعم محمَّد أنا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم!
فقال عبد الله بن الزبعري: أما والله لو وجدته لخصمته، فسلوا محمدًا: أكل من يعبد من دون الله حصب جهنم مع من عبده؟ فنحن نعبد الملائكة، واليهود تعبد عزيرًا، والنصارى تعبد عيسى.
فعجب الوليد ومن كان معه في المجلس من قول ابن الزبعري، ورأوا أنه قد احتج وخاصم.
فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ} . (2) أي عيسى ابن مريم، وعزيرًا، ومن عبد من الأحبار والرهبان الذين مضوا على طاعة الله تعالى. فاتخذهم من يعبدهم من أهل الضلالة أربابًا من دون الله.
ونزل فيما يذكرون أنهم يعبدون الملائكة، وأنها بنات الله:{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} إلى قوله: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ
(1) سورة الأنبياء آية رقم 98 - 100.
(2)
سورة الأنبياء آية رقم 101 أو 102.