الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بناء قريش للكعبة
حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا ثابت يعني أبا زيد ثنا هلال يعني ابن خباب عن مجاهد عن مولاه أنه حدثه أنه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية قال وليّ حجر أنا نحته بيدي أعبده من دون الله تبارك وتعالي فأجيء باللبن الخاثر الذي أنفسه على نفسي فأصبه عليه فيجئ الكلب فيلحسه ثم يشغر فيبول فبنينا حتى بلغنا موضع الحجر وما يرى الحجر أحد فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه وجه الرجل فقال بطن من قريش نحن نضعه وقال آخرون نحن نضعه فقالوا اجعلوا بينكم حكمًا قالوا أول رجل يطلع من الفج فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أتاكم الأمين فقالوا له فوضعه في ثوب ثم دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه معه فوضعه هو صلى الله عليه وسلم. (1)
الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ينقل الحجارة
عن عمرو بن دينار رحمه الله قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: "لما بنيت الكعبة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان الحجارة، فقال العباس للنبي - صلي الله عليه وسلم -: اجعل إزارك على رقبتك يقيك الحجارة، وفعل ذلك قبل أن يبعث فخر إلى الأرض، فطمحت عيناه في السماء، فقال: إزاري، إزاري، فشده عليه" وفي رواية "فسقط مغشيًا عليه، فما رؤي بعد عريانًا"(2)
الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يضع الحجر الأسود
قال الزهري: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلم أجمرت امرأة الكعبة، فطارت شرارة من مجمرتها في ثياب الكعبة فأحرقت فهدموها حتى إذا بنوها، فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل تضعه؟
(1) رواه أحمد [3/ 425] بسند صحيح.
(2)
أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ.
قالوا: تعالوا نحكم أول من يطلع علينا، فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام عليه وشاح نمرة، فحكموه، فأمر بالركن فوضع في ثوب ثم أخذ سيد كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن فكان هو يضعه. (1)
أخبرنا عبد الرزاق ابن معمر، عن ابن خثيم، عن أبي الطفيل قال: كانت الكعبة مبنية بالرضم ليس فيها مدر وكانت قدر ما يقتحمها العناق وكانت غير مسقفة، إنما كان يوضع ثيابًا عليها يسدل سدلًا، وكان الركن موضوعًا على سورها باديا، وكانت ذات ركنين كهيئة الحلقة مربعة من جانب، ومدورة من جانب فأقبلت سفينة من الروم حتى إذا كانوا قريبًا من جدة انكسرت فخرجت قريش ليأخذوا الخشب، وكانت السفينة تريد الحبشة فوجدوا فيها رجلا روميا فأخذوا الخشب فأعطاهم إياها وكان تاجرًا فأقبلوا بالخشب وبالرجل الرومي الذي كان في السفينة فقالوا: نبني بهذا الخشب بيت ربنا، فلما أرادوا هدمه فإذا هم بحية على سور البيت مثل قطعة الجائز بيضاء البطن، سوداء الظهر، فجعلت كلما دنا أحد منهم إلى البيت ليهدمه أو يأخذ من حجارته فتحت فاها وسعت نحوه، فخرجت قريش حتى أتوا المقام فعجوا إلى الله عز وجل فقالوا: ربنا لن نرع إنما أردنا تشريف بيتك وتزيينه، فإن كان ذلك وإلا فما بدا لك فأفعل فسمعوا وجيبًا (2) في السماء فإذا هم بطائر أعظم من النسر أسود الظهر أبيض البطن والرجلين فغرز بمخالبه في قفا الحية فانطلق بها يجرها ساقط ذنبها حتى انطلق بها نحو أجياد، فهدمتها قريش وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي، وكانت قريش تحملها على رقابها فرفعوه في السماء عشرين ذراعًا، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم بينما هو يحمل حجارة إذ سقط الحجر وضاقت النمرة عليه، فذهب يضعها فبدا عورته من صغر النمرة فنودي يا محمَّد خمر عورتك، وكان بين بنيانها وبين ما أنزل عليه الذكر خمس عشر سنة، فلما قدم جيش الحصين بن نمير كان تحريقها في زمن ابن الزبير قال ابن الزبير: أخبرتني عائشة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال: لولا حداثة عهد قومك بالكفر لهدمتها فإنهم تركوا منها سبعة أذرع في الحجر قصرت بهم النفقة والخشب.
(1) رواه البيهقي وهو حسن لغيره.
(2)
في الأصل جوابا.