الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هدم الكعبة
عن مسافع ابن عبد الله بن شيبة بن عثمان العبدري أبو سليمان الحجبي أنه قال وجدوا حجرًا حين نقضوا البيت فيه ثلاثة صفوح فيها كتاب من كتب الأول فدعي لها رجل فقرأها فإذا في صفح منها أنا الله ذو بكة صغتها يوم صغت الشمس والقمر حففتها بسبعة أملاك وباركت لأهلها في اللحم والماء وفي الصفح الآخر أنا الله ذو بكة خلقت الرحم واشتققت لها من أسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته.
وفي الصفح الثالث أنا الله ذو بكة خلقت الخير والشر فطوبى لمن كان الخير على يديه وويل لمن كان الشر على يديه (1)
ذكر حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم قريش الكعبة وبناءها
قال: أخبرنا محمَّد بن عمر بن واقد الأسلمي، أخبرنا عبد الله بن يزيد الهذلي عن سعيد بن عمرو الهذلي عن أبيه وعبد الله بن يزيد الهذلي عن أبي غطفان عن ابن عباس قال: وحدّثني محمَّد بن عبد الله عن الزهري عن محمَّد بن جبير بن مطعم، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: كانت الخُرْف مظللة على مكّة، وكان السيل يدخل من أعلاها حتى يدخل البيت فانصدع فخافوا أن ينهدم، وسُرق منه حِلْية وغزال من ذهب كان عليه درّ وجوهر، وكان موضوعًا بالأرض، فأقبلت سفينة في البحر فيها روم، ورأسهم باقوم، وكان بانيًا، فجنحتها الرّيح إلى الشعيبة، وكانت مرفأ السفن قبل جُدّة، فتحطمت السفينة، فخرج الوليد بن المغيرة في نفر من قريش إلى السفينة فابتاعوا خشبها وكلموا الرومي باقوم فقدم معهم، وقالوا: لو بنينا بيت ربنا، فأمروا بالحجارة تجمع وتنقي (2) الضواحي منها، فبينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ينقل معهم، وهو يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة (3)، وكانوا يضعون أزرهم على عواتقهم، ويحملون الحجارة
(1) انظر كتاب الشريعة للأجري ج 2 ص 944 دراسة وتحقيق الدكتور عبد الله الدميجي.
(2)
(من) الضواحي منها أي من مكة.
(3)
الأصح خمس وعشرين سنه.
ففعل ذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلُبط به ونودي: عورتك، فكان ذلك أول ما نودي، فقال له أبو طالب: يا ابن أخي اجعل إزارك على رأسك، فقال: ما أصابني ما (1) أصابني إلا في تعري؛ فما رؤيت لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، عورة بعد ذلك، فلما أجمعوا على هدمها قال بعضهم: لا تُدخلوا في بنائها من كسبكم إلَّا طيبا، لم تقطعوا فيه رحما، ولم تظلموا فيه أحدًا، فبدأ الوليد بن المغيرة بهدمها، وأخذ المعول ثمّ قام عليها يطرح الحجارة وهو يقول: اللَّهم لم ترع إنما نريد الخير، فهدم وهدمت معه قريش، ثم أخذوا في بنائها، وميزوا البيت، وأقرعوا عليه، فوقع لعبد مناف وزهرة ما بين الركن الأسود إلى ركن الحِجْر وجه البيت، ووقع لبني أسد بن عبد العزى وبني عبد الدار ابن قصي ما بين ركن الحِجْر إلى ركن الحِجْر الآخر، ووقع لتيم ومخزوم ما بين ركن الحِجْر إلى الركن اليماني، ووقع لسهم وجمَحَ وعديّ وعامر بن لؤيّ ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود، فبنوا، فلما انتهوا إلى حيث يوضع الركن من البيت قالت كل قبيلة نحن أحق بوضعه واختلفوا حتى خافوا القتال، ثم جعلوا بينهم أول من يدخل من باب بني شيبة فيكون هو الذي يضعه وقالوا: رضينا وسلمنا فكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أول من دخل من باب بني شيبة فلما رأوه قالوا: هذا الأمين قد رضينا بما قضى بيننا، ثم أخبروه الخبر، فوضع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رداءه وبسطه في الأرض، ثم وضع الركن فيه، ثُم قال: ليأت من كل رُبع من أرباع قريش رجل، فكان في ربع بني عبد مناف عتبة بن ربيعة، وكان في الربع الثاني أبو زمعة، وكان في الربع الثالث أبو حذيفة بن المغيرة، وكان في الربع الرابع قيس بن عدي، ثم قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ليأخذ كل رجل منكم بزاوية من زوايا الثوب ثم ارفعوه جميعًا، فرفعوه، ثم وضعه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيده في موضعه ذلك، فذهب رجل من أهل نجد ليناول النبي، صلى الله عليه وسلم، حجرًا يشد به الرّكن، فقال العباس بن عبد المطلب: لا، ونحاه، وناول العباس رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حجرًا فشدّ به الركن، فغضب النجدي حيث نحي، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: إنه ليس يبني معنا في البيت إلا منا، قال: فقال النجدي: يا عجبًا لقوم أهل شرف وعقول وسنٌ وأموال عمدوا إلى أصغرهم سِنًّا، وأقلهم مالًا، فرأسوه عليهم في مكرمتهم وحوزهم كأنهم خدم
(1)(الذي) وفي الحديث ما أصابني ما أصابني ليس له معنى.