الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعدما توفي أبوه، فكانت أم أيمن تحضنه، حتى كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأعتقها. ثم أنكحها زيد بن حارثة. ثم توفيت بعد ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر. (1)
وفاة أم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالأبواء
حدثنا صدقة بن سابق قال، قرأت على محمَّد بن إسحاق ، حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم: أن أمه صلى الله عليه وسلم توفيت وهو ابن ست سنين بالأبواء بين مكة والمدينة، كانت قدمت به المدينة على أخواله بني عدي بن النجار تزيره إياهم، فماتت وهي راجعة إلى مكة. (2)
كفالة جده له وصفة عبد المطلب ومنزلته من قومه ونجابته صلى الله عليه وسلم في صغره
وظل النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أمه في كفالة جده. وكان عبد المطلب أطول الناس قامة، وأحسن الناس وجهًا، ما رآه قط شيء إلا أحبه، وكان له مفرش في الحجر، لا يجلس عليه غيره. ولا يجلس معه عليه أحد وكان الندى من قريش، حرب بن أمية فمن دونه، يجلسون حوله دون المفرش فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام يدرج ليجلس على المفرش، فجذبوه، فبكى، فقال عبد المطلب، وذلك بعد ما حجب
(1) صحيح مسلم تخريج فؤاد عبد الباقي ج3 ص 1392
أم أيمن أكبر سنًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع سنين. ولدت عام 575 م وكان عمرها وهي تحضنه ثلاثة عشرة عامًا.
(2)
سيرة ابن إسحاق للتدمري ج1 ص193 كان ذلك عام 588م ثمانية وأربعين قبل الهجرة.
بصره، ما لابني يبكي، قالوا له: إنه أراد أن يجلس على المفرش فمنعوه، فقال عبد المطلب: دعوا ابني، فإنه يحس بشرف، أرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغ عربي قط (1)
وكان عبد المطلب خيرًا مع قومه، وكان يطعمهم الكبد والسنام (2)
عن يزيد بن عياض، عن الزهري وحفص بن عمر، عن هشام بن الكلبي، عن أبيه، أن عبد المطلب كان إذا أتي بالطعام، أجلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى جانبه، وربما أقعده على فخذه، فيؤثره بأطيب طعامه. وكان رقيقًا عليه بآدابه. فربما أُتي بالطعام وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضرًا فلا يمس شيئًا منه حتى يُؤتى به. وكان يفرش له في ظل الكعبة، ويجلس بنوه حول فراشه إلى خروجه، فإذا خرج، قاموا على رأسه مع عبيده، إجلالًا له وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر، فيجلس على الفراش فيأخذه أعمامه ليؤخروه، فيقول عبد المطلب: مهلًا، دعوا ابني ما تريدون منه. ثم يقول: دعوه فإن له شأنًا؛ أما ترونه؟ ويقبل رأسه وفمه ويمسح ظهره، ويسر بكلامه وما يري منه (3)
قال محمَّد بن عمر بن واقد الأسلمي كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يكون مع أمه آمنه بنت وهب فلما توفيت قبضه إليه جده عبد المطلب وضمه ورق عليه رقة لم يرقها على ولده، وكان يقربه منه ويدنيه، ويدخل عليه إذا خلا وإذا نام، وكان يجلس على فراشه فيقول عبد المطلب: إذا رأى ذلك دعوا ابني إنه يؤنس مُلكًا. وقال قوم من بني مدلج لعبد المطلب: احتفظ به فإنا لم نر قدمًا أشبه بالقدم التي في المقام منه، فقال عبد المطلب لأبي طالب: اسمع ما يقول هؤلاء، فكان أبو طالب يحتفظ به، وقال عبد المطلب لأم أيمن، وكانت تحضن رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يا بركة لا
(1) الأزرقي بسند حسن عن ابن عباس (1/ 314/ 315)
(2)
أخرجه أحمد 4/ 444
(3)
البلاذري ص 81، ابن إسحاق للتدمري ص 194 ج 1