الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما
* * *
206 - محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن على بن غازى العثمانى الأصل
.
نسبة إلى أبى عثمان، وهو من قبيلة كتامة حسبما ذكر ابن خلدون، كذا قال عن نفسه، والذى في ترجمة الشيخ عبد الله بن عبد الرزاق العثمانى من نشر المثانى أن نسبتهم إلى العثامنة بطن من مختار حور مكناسة الزيتون والله أعلم، المكناسى النشأة والدار، الفاسى الرحلة والإقبار.
حاله: عالم العصر، وبركة القطر، المتفنن الذى لم يسمح الزمان له بمثيل، بحر رخار تتلاطم أمواج تحقيقه، حافظ حجة، فرضى حيسوبى عروضى خطيب، جامع شتات الفضائل، مقرئ مجود صدر في القراءات متقن لها عارف بوجوهها وعللها، طيب النغمة، عذب المنطق، حسن الإيراد والتقرير، فصيح اللسان، عارف بصنعة التدريس، ممتع المجالسة، جميل الصحبة، سرى الهمة نقى الشيبة، حسن الأخلاق والهيئة، عذب الفكاهة، معظم عند الخاصة والعامة، نصوح، قائم بعلم التفسير والفقه والعربية والحديث حافظ له واقف على أحوال رجاله وطبقاتهم ضابط لذلك كله معتن به ذاكر للسير والمغازى والتاريخ والآداب.
رحل لفاس في طلب العلم قال عن نفسه: وأظن رحلتى سنة ثمان وخمسين وثمانمائة فأقمت بها ما شاء الله تعالى، ولقيت من الأشياخ بالمدينتين جماعة ذكرت مشاهيرهم في الفهرسة التي سميتها بالتعلل برسوم الإسناد، بعد
206 - من مصادر ترجمته: جذوة الاقتباس 1/ 320، دوحة الناشر في موسوعة أعلام المغرب 2/ 831.
انتقال أهل المنزل والناد، ثم عدت إلى مدينة مكناسة فأقمت بها بين أهلى وعشيرتى زمانا انتهى.
ولقد أنفق عمره في طلب العلم والعكوف على نشره وتقييد شوارده.
ولى خطابة مكناسة الزيتون وتصدر للتدريس بجامعها الأعظم، ثم خطبة فاس الجديد لما نفى من بلده مكناسة على عهد محمد بن أبى زكرياء الوطاسى، قال في درة الحجال في ترجمة محمد بن يوسف التلافى: حدثنى أن ابن غازى لما نفى من مكناسة نفاه محمد بن أبى زكرياء بن يحيى بن عمر الوطاسى الملقب بالحلو لقيه بباب مكناسة وهو خارج منها قاصدا المشرق، أعنى كان في ظنه ذلك، ثم حبسه أهل فاس عندهم فقال له يوصيه: يا محمد عليك بالقراءة فمن بركتها بلغت هذا المنصب، وهذه الخطة -يعنى خطة الجلوس لحراسة الأبواب- فكان ابن غازى يسلى نفسه بعد ذلك بقوله، وكان أمير فاس يومئذ محمد بن أبي زكرياء (1) انتهى.
ثم لما انتقل لفاس واستوطنها رشح لخطبة فاس الجديد، ثم للخطابة والإمامة بجامع القرويين والتدريس، ولم يكن في عصره أخطب منه، وكان يسمع في كل رمضان صحيح الإمام البخارى، رحل الناس للأخذ عنه وتنافسوا فيه، وتخرج عليه عامة طلبة فاس وغيرها، وكان شيخ الجماعة بها، وبالجملة فقد فاق أهل زمانه وتبرز عليهم في سائر الفنون، وهو آخر المقرئين وخاتمة المحدثين.
جاهد بنفسه وحضر فيه مواقف عديدة، ورابط فيه مرات كثيرة، وخرج في آخر عمره لقصر كتامة للحراسة فمرض ورجع لفاس فاستمر به إلى أن توفى.
وفى بذل المناصحة، في فعل المصافحة، لأبى العباس أحمد بن على البوسعيدى أن المترجم كان متخذا من يبحث له عن الأخبار الرائجة ويأتيه بها
(1) درة الحجال 2/ 182.
مكتوبة في كراريس كل يوم الأربعاء فيتصفحها يوم الخميس يوم تعطيل الدروس انتهى.
مشيخته: منهم أبو عبد الله محمد بن قاسم القورى المكناسى لازم مجلس درسه في المدونة أعواما، وسمع عليه كثيرا من الموطأ رواية يحيى بن يحيى الليثى، وسمع عليه السير لابن إسحاق رواية عبد الملك بن هشام وتهذيبه بحثا وتفقها، وسمع عليه بعض مدارك القاضى عياض وبعض مختصر الجوزقى وبعض وثائق أبى القاسم الجزيرى، وبعض المختصر الخليلى، وبعض المدونة رائدا على ما في مجلس درسه العام، وسمع عليه أيضا تبحرا وتوسعا بعض التفسير وبعض رسالة الشيخ ابن أبى زيد، وبعض المرادى على الألفية وغير ذلك.
ومنهم الشيخ النظار أبو العباس أحمد بن عمر المزجلدى المتوفى بفاس عام أربعة وستين وثمانمائة قال: ما أدركنا بفاس أعلم منه بالمدونة، كانت نصب عينيه يستظهر نصوصها ويسردها عند الحاجة سردا، وإذا قعد لإقرائها تسمع منه السحر الحلال، ينقل عليها كلام شارحيها بألفاظهم بلا تكلف، ثم يكر على أبحاثهم فيبين من أين أخذوها منها، ويقول: إنهم فهموها ففسروا بعضها وضربوا أولها بآخرها وآخرها بأولها، قال: ولم يكن يقرر في مجلسه إلا الفقه الساذج، ولازمت مجلسه بمدرسة مصباح مدة، سمعت منه فيها بعض رزمة البيوع.
ومنهم الحافظ المكثر الخطيب أبو على الحسن ابن منديل المغيلى المتوفى بفاس عام ثلاث وستين وثمانمائة، لازم مجلسه بجامع القرويين مدة، سمع عليه فيها رسالة أبى محمد، قال: وسألته واستفدت منه.
ومنهم الولى الصالح أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد بن أبى القاسم القرمونى القيسى المتوفى عام أربعة وستين، قال: جالسته كثيرا واستفدت منه، وحضرت مجلسه بجامع القرويين في الرسالة.
ومنهم أبو زيد عبد الرحمن المجدولى المشهور بالتونسى، كان ربما حضر مجلسه واستفاد منه بعض الشئ، وكان مبرزا في علم المعقول وعنه كان يؤخذ بفاس.
ومنهم أبو زيد عبد الرحمن الكاوانى دفين مكناسة، قرأ عليه الرسالة وختمتين في فرائض التلقين تفقها وعملا، وبعض الألفية، وسمع عليه بعض المدونة وبعض تفريع ابن الجلاب، قال: وكان إماما في أصول الدين فتح بصائرنا فيها وفى أصول الفقه.
ومنهم أبو الحسن بن منون الحسنى المكناسى ختم عليه ختمات كثيرة من القرآن العزيز، وتمرن عليه في الفرائض والوثائق وإعراب القرآن العزيز وأوقافه، واستفاد منه كثيرا.
ومنهم أبو العباس أحمد بن سعيد الحباك المكناسى، قرأ عليه نحو ثلث شرح ابن عقيل تحقيقا وتدقيقا لا سيما شواهده الشعرية، وقرأ عليه نظمه لبيوع ابن جماعة قراءة تحقيق وتدقيق وبحث وتغلغل، كانت سببا في رجوعه عن بعض أبيات الرجز المذكور تبديلها بغيرها، ولازم مجالسته واستفاد منه كثيرا.
ومنهم أبو عبد الله محمد بن الشيخ أبى عبد الله محمد بن جابر الغسانى الآتى قريبا المكناسى، جالسه بمكناسة واستفاد منه كثيرا، ومن أغبط ما أخذ عنه المصافحة المروية عن الخضر، قال: صافحنى بالمسجد الأعظم من مكناسة الزيتون، وقال: صافحنى والدى الأستاذ أبو عبد الله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى ابن جابر، وقال: صافحنى الشيخ الفقيه العالم الصالح الزاهد الأكمل أبو عبد الله محمد بن على المراكشى المعروف بابن عليوات بيده المباركة، وأمرنى أن أشد على يده، وقال لى: إن معنى ذلك الاشتداد في الدين فشددت وذلك بالجامع الأعظم من مدينة مكناسة حرسها الله تعالى في أوائل عام اثنين وثمانمائة، وأخبر أنه
صافحه كذلك أبو عبد الإله الصدفى، وصافح أبا عبد الإله الصدفى أبو العباس ابن البناء، وصافح أبا العباس ولى الله تعالى أبو عبد الله الهزميرى أخو ابن أبى زيد الهزميرى وشيخه، وصافح الهزميرى أبو العباس الخضر وصافح الخضر سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ومجد وعظم.
وكذلك صافحنى الشيخ العدل المبارك أبو خالد يحيى بن خالد بن أبى بكر ابن يحيى بن خالد، قال: صافحنى والدى المذكور، والشيخ الفقيه المفتى أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن معطى العيدروسى، قالا: صافحنا الأستاذ أبو عبد الله بن جابر المذكور بمثل السند المذكور انتهى من خطه.
ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد بن حمامة الأوربى النيجى الشهير بالصغير، المولود بالحمر من بلاد نيجة بطن من أوربة عام ثلاثة وثمانمائة، المتوفى بفاس ليلة سادس شعبان عام سبعة وثمانين وثمانمائة، وكان متبحرا في القراءات وأحكامها، وبلغ في النحو مبلغا لم يصل إليه أحد من أترابه ولا من أشياخه، لازمه كثيرا وقرأ عليه القرآن ثلاث ختمات آخرها للقراءة السبعة على طريقة الدانى، وحدثه بذلك عن شيخيه أبى العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبى موسى الشهير بالفلالى، وأبى الحسن على بن أحمد الورتناجى الشهير بالوهرى، وأخذ عنه بحثا وتدقيقا لامية الأفعال وبعض كتاب سيبويه، وإيضاح أبى على، والتسهيل، والمغنى، والبداية والهداية للغزالى، وغيرها، وروى عنه بعض المصنفات في القراءات والفقه والحديث بأسانيده إلى أربابها.
ومنهم أبو الحسن الأنفاسى، وأبو سالم إبراهيم المعروف بالحاج من شيوخ فاس المهرة، وكانا من شيوخ شيخه الصغير المذكور، قال: وقد شاركته في لقاء هذين الأخيرين -يعنيهما- وحضرت مجلسيهما.
ومنهم القاضى أبو محمد عبد الله بن عبد الواحد الورياجلى قال: جالسته وذاكرته كثيرا واستفدت منه كثيرا في الفقه وأصوله وأصول الدين، وأجازنى متلفظا وخاطا جميع ما حمله عن شيوخه، وكان ذلك في ربيع الثانى عام ستة وثمانين وثمانمائة.
ومنهم الفقيه الصالح الورع أبو عبد الله محمد بن يحيى البادسى، قال: جالسته كثيرا وصاحبته في السفر مرارا، واجتمعت معه ومع غيره على قراءة جمع الجوامع لابن السبكى تفقها وبحثا، وعلى المذاكرة في العلم، ثم ذكر أنه أجاره فيما يرويه عن شيخه الصالح المؤلف عبد الرحمن بن مخلوف الثعالى، وهو يروى عن أبى زرعة بن الحافظ العراقى.
ومنهم الأستاذ المحقق أبو الفرج محمد بن محمد بن موسى بن أحمد الطنجى قال: جالسته كثيرا للمذاكرة واجتمعنا بجامع القرويين عمّره الله تعالى على قراءة صحيح البخارى حتى ختمناه تحقيقًا وبحثًا، ومطالعة لما نحتاج إليه من الغريب ونحوه، وذكر أنه قرأ عليه بعضه وبعض مسلم وأجازه في سائرهما، وقرأ عليه فهرسة أبى شامل الشهنى، وفرغ من ذلك كله بفاس في محرم عام ستة وسبعين وثمانمائة.
ومنهم الفقيه أبو عبد الله بن العلامة الراوية أبى سعيد بن أبى محمد عبد الله بن أبى سعيد السلوى شيخ شيخه الطنجى المذكور قال: أدركته وجالسته ولكن ما كتب لى أن أروى عنه إلا بواسطة هذا الشيخ، وبواسطة شيخنا أبى عبد الله الصغير.
ومنهم الشيخ المبارك أبو عبد الله محمد بن أبى القاسم محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد النفزى الحميرى الشهير بالسراج، يروى عنه بالإجازة العامة عام ستة وسبعين وثمانمائة عن أبيه عن جده مسند فاس أبى زكريا المذكور.
ومنهم المحدث الرحال أبو محمد عبد القادر زين الدين بن عبد الوهاب بن أحمد البكرى المقدسى الشامى المولد المتوفى ببلاد مزاورة البربر، كان قدم المغرب سنة ثمانين وثمانمائة، قال: فجالسته وذاكرته في الفقه وغيره وربما كنت أذكر مذهب مالك في الفرع ويذكر فيه مذهب الشافعى، وربما يملى في ذلك نص المنهاج، وكان مستحضرا له واستفاد بعضنا من بعض فوائد جمة، وكان له نظر في الحساب فاستجازنى في الرجز الذى لفقته فيه المسمى بمنية الحساب فأجزتها له، وحمل منها نسخة بخطى واستجزته فيما حمله عمن لقى بالعراق والحجاز والشام ومصر فأجاز لى جميع ذلك إجازة عامة.
ومنهم الحافظان المصريان: أبو عمرو عثمان الديمى، وأبو عبد الله محمد ابن عبد الرحمن السخاوى، حصل على إجازتيهما عام خمسة وثمانين وثمانمائة بواسطة الشيخ زروق الذى استدعى الإجازة منهما لصاحب الترجمة ولولده أحمد، وللفقهاء: عيسى الماواسى، وأحمد بن يحيى الونشريسى، وموسى العقدى، وقاضى الجماعة محمد بن محمد بن عيسى بن علال المصمودى.
ومنهم الراوية المحدث المتفق أبو عبد الله محمد بن شيخ الإسلام أبى عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبى بكر بن مرزوق العجيسى، يروى عنه هو وولده أحمد بطريق الإجازة العامة التي بعثها إليهما متلفظا بذلك وآمرًا لتعذر بصره بكتابته.
الآخذون عنه: ممن أخذ عنه العباس الصغير، ومحمد بن على الحسنى التلمسانى شارح الشفا، أخذ عنه سنة ثلاثة عشر وتسعمائة كما صرح بذلك صدر شرحه للشفا، وأحمد الدقون، والمفتى على بن هارون، وأحمد باب التنبكتى،
[صورة]
الصحيفة الأولى من الروض الهتون بخط مؤلفه إمام الأئمة وبهجة الأمة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن غازى
[صورة]
إجازة الشيخ ابن غازي لأولاده وغيرهم بخطه
وعبد الواحد الونشريسى، ومحمد بن شقرون بن أبى جمعة المغراوى ثم الوهرانى المتوفى في حدود تسع وعشرين وتسعمائة، وأبو عبد الله محمد بن عدة الأندلسى المتونى سنة خمس وسبعين وتسعمائة على ما في لقط الفرائد في خلق لا يحصون.
وقد وقفت على إجازته لولديه أحمد ومحمد والونشريشى وابن هارون والإخوة محمد وعبد الرحمن، وأحمد أولاد محمد بن إبراهيم الدكالى ومحمد ابن عبد الواحد الغزال بخطه على ظهر فهرسته التي بخطه.
مؤلفاته: منها شفاء الغليل، في حل مقفل خليل، في جزء أوضح فيه هفوات وقعت لبهرام ومواضع مشكلة من المختصر أجاد فيها ما شاء من أحسن الموضوعات عليه، وتكميل التقييد وتحليل التعقيد، على المدونة كمل به تقييد أبى الحسن الزرويلى، وحل مشكل كلام ابن عرفة في مختصره في ثلاثة أسفار كبار. وحاشية لطيفة على الألفية مفيدة نبه فيها على مواضع من كلام المرادى مع نقل زوائد الإمام الشاطبى وتحقيقاته العجيبة وهى بخزانتى، ومنية الحساب وشرحها المسمى بغية الطلاب في مجلد مطبوع متداول، وذيل الخزرجية في العروض وشرحه المسمى بإمداد أبحر القصيد ببحرى أهل التوليد، وإيناس الإقعاد والتجريد بجنسهما من الشريد، ونظم مشكلات الرسالة، وحاشية لطيفة على البخارى في نحو أربعة كراريس، وإنشاد الشريد في ضوال القصيد، تكلم فيه على الشاطبية، والمطلب الكلى، في محادثة الإمام القلى، والجامع المستوفى، بجداول الحوفى، والمسائل الحسان، المرفوعة إلى حبر فاس والجزائر وتلمسان، ونظم مراحل الحجاز، وشرحه. ومؤلف صغير في ماحيا (1) سماه مذاكرة ابن إسحاق بن يحيا. وإسعاف
(1) في هامش المطبوع: يعنى الخمر المقطر من التين غالبا كان اليهود يتجرون في ذلك بكثرة، أما اليوم فقد قل ذلك جدا لمقاومة الحكومة لهم ولاتفاق الأطباء على ضرر ذلك بالصحة العامة.
السائل في تحرير المقاتل والدلائل، ونظم فواصل المقال وشرحه، واستنبط من حديث أبى عمير ما فعل النغير مائتى فائدة وترجمها، قال في نيل الابتهاج: وقد وقفت على التراجم، والروض الهتون، في أخبار مكناسة الزيتون، وفهرسة شيوخه المسماة بالتعلل برسوم الإسناد، بعد انتقال أهل المنزل والناد، وذيلها الذى ذكر فيه إجازة ابن مرزوق له والثلاثة توجد بخطه في خزانتنا في مجلد فرغ من الفهرسة أواسط شعبان عام ستة وتسعين وثمانمائة وفرغ من ذيلها عام خمسة وتسعمائة وكان يكتب التسعمائة والثمانمائة مفصولتين.
ومن مؤلفاته كليات فقهية على مذهب المالكية مرتبة على الأبواب قال أولها: وكان سبب جمعنا لها إقامتنا في بعض الأيام بطريق تامسنا حين توجهنا للقاء مع الشاوية حين طلبوا على ذلك في أوائل عام ثلاثة وتسعين وثمانمائة وهى مطبوعة.
شعره: له مقطعات منتشرة ضمنها فوائد فقهية وفرائد تاريخية من ذلك قوله لما نفى من مكناسة:
طلقت مكناسة ثلاثا
…
والشرع يأبى الرجوع فيه
ليست بدار سوى لقاض
…
أو عامل الجور أو سفيه
وقوله:
السمن والزبد والأجبان مع أقط
…
لا تبتعن بعضها بالبعض إذ منعا
والجبن إن بعته بالمثل من أقط
…
فلا يراه أبو إسحاق ممتنعا
وله أيضا في حل الأعداد إلى أيمتها التي تركب منها:
إذا عدد قد حل سفر بعدوه
…
فعشر له والخمس والنصف في الطبع
[صورة]
أول فهرست الشيخ ابن غازي بخطه
وإن خمسة فالخمس والزوج إن يفد
…
بتسع فذو ثلث وسدس وذو تسع
وإن تبق ست أو ثلاث فإنه
…
أخو الثلث مع سدس وإلا فبالشفع
ثمان فإن أفنت بثمن وضعفه
…
وإن أربع تبقى فليس سوى الربع
وإن غيرها فاطرح بسبع فإن أبى
…
فنصف له في الزوج أولى فذو سبع
وفردًا إذا يفنى بتسع فإنه
…
أخو الثلث مع تسع ولا وجه للمنع
وإن تبق منه ستة أو ثلاثة
…
فثلث وإلا السبع إن يفن بالسبع
وإلا أصم خالص أو مركب
…
من الصم لا يخلو من الأصل أو فرع
وقد كملت والحمد لله وحده
…
وأزكى صلاة تأتى بالخير والنفع
على المصطفى المبعوث من آل هاشم
…
وعترته والتابعين ذوى الرفع
ومما ينسب إليه:
أقمت بمكناسة مدة
…
أعلم أبناءها ما الكلام
فلما توهمه بعضهم
…
على به بخلوا والسلام
ولادته: ولد بمكناسة الزيتون عام ثمانية وخمسين وثمانمائة وهو خلاف ما قال الشيخ المنجور على ما في كفاية المحتاج من أنها عام واحد وأربعين وثمانمائة.
وفاته: توفى بفاس إثر صلاة الظهر يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة تسع عشرة وتسعمائة، ودفن من غده الذى هو يوم الخميس كما بكناشة الوزير اليحمدى، واحتفل بجنازته احتفالا عظيما، وحضر السلطان ووجوه دولته فمن دونه، وتبعه ثناء حسن جميل ودفن في عدوة الأندلس من فاس برد الله ثراه ورضى عنه.