الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا باسط الرزق كلَّ السعى والطلب
…
وأنت لو شئت هان الأمر والسبب
لكن رجوتك في رزق تيسره
…
من حيث لم أحتسب أو حيث أحتسب
شعره: أنشد أبا عبد الله بن جابر الغسانى لنفسه:
يا من لديه مفاتح الأرزاق
…
وله المشيئة والدوام الباقى
كثر التفاتى للخلائق شاكيا
…
وحقيقة الشكوى إلى الخلاق
فترددى فيما لديك إلى الورى
…
عجز وقد عجزوا على الإطلاق
لكن بسطت رجائى بسط مؤمل
…
متوسل لك باسمك الرزاق
في عطفة الملك المؤيد أحمد
…
ذى الخلقة الحسنى وذى الأخلاق
394 - عبد الله بن حمد -بفتح الحاء والميم من غير ألف
- من بيت بنى حمد، أحد بيوتات فاس الشهيرة.
حاله: فقيه عالم عامل صالح، ولى كامل فالح، متواضع حسن الخلق، متبرك به حيا وميتا، آية الله في الزهد والورع والعبادة واتباع السنة، له مناقب كثيرة، وكرامات ظاهرة شهيرة، ارتحل من فاس للشرق، ولقى خيار المشايخ، فأشار عليه بعضهم باستيطان مكناسة.
قال العلامة الحافظ سيدى العربى بن يوسف الفاسى في تقييده في العقوبة بالمال: وقد سمعنا مشايخ فاس يحكون عمن قبلهم أن الشيخ العالم الولى سيدى عبد الله بن حمد دفين خارج مكناسة الزيتون، سار بركب إلى الحج والتزموا التزاما يأخذونه ممن يغتاب منهم أحدًا، فجمعوا من ذلك مالًا وافرًا واجتازوا بتونس، فسألوا الشيخ ابن عرفة عن ذلك فأفتاهم بأكله هـ، أى لأن ذلك ليس من
394 - من مصادر ترجمته: جذوة الاقتباس 2/ 424، درة الحجال 3/ 53، الروض الهتون - ص 114، كفاية المحتاج 1/ 173، نيل الابتهاج 1/ 247.
باب الإلزام وإنما هو من باب الالتزام، التي يقال فيها ادخلوها بسلام، وفيما جمعه أبو زيد الفاسى من تقرير والده على البخارى بعد كلام: وليس منه ما وقع لأصحاب الشيخ سيدى عبد الله بن حمد حين توجههم إلى المشرق، وأنهم تعاقدوا أن من لم يحضر الجماعة فعليه كذا، ومن اغتاب أحدًا فعليه كذا حتى جمعوا من ذلك مالًا كثيرا فتوقفوا فيه، فلما مرَّوا بابن عرفة أجار ذلك لأن هذا بموافقتهم هـ.
وكان المترجم مجاب الدعوة، وكان وزير وقته يعظمه جدا ويقضى له حوائج الناس حتى أفسد بعضهم نية الوزير فيه، فصار لا يقضى له حاجة فبحث عن سببه فذكر له خبر الرجل، فقال الشيخ منجلى في منجله على كلام العامة ثم قال: اللهم خذه من حيث اطمأن، ثم قدر الله أن ذكر له الوزير شيئا من سر السلطان وخاف أن ينمه عليه فأمر بذبحه فجأة.
ومن مآثره الخالدة التالدة أحباسه الوافرة على الضعفاء والغرباء والمنقطعين وذوى العاهات، التي لا زالت تجرى عليهم من محصولاتها الجرايات مياومة ومسانهة.
وقد ترجم هذا الشيخ الإمام صاحب درة الحجال، وجذوة الاقتباس، والسودانى في الديباج وكفاية المحتاج، والإمام ابن غازى في روضه وفهرسته، والحافظ أبو زيد الفاسى في بيوتات فاس، وغير هؤلاء.
قال أبو زيد الفاسى: إنهم من فريق من البربر وإنهم بيت علم وثروة هـ.
وقال في الروض الهتون: له بيت حسب بفاس، كان ارتحل منها للمشرق (1) ولقى الأخيار من المشايخ (2) هـ.
(1) في الروض الهتون: "للشرق".
(2)
الروض الهتون - ص 114.
ويوجد في لوح خشب منقوش ملصق بجدار من جدرات قبة ضريح صاحب الترجمة ما لفظه بعد البسملة: هذا ضريح العارف بالله الولى الأشهر سيدى ومولاى عبد الله بن حَمَد الشريف الحسنى، نفعنا الله به، ثم ذكر سنده الآتى في مشيخته.
قلت: ولعل معتمد شيخنا أبى عبد الله محمد بن جعفر الكتانى في سلوته في الجزم بكون المترجم شريفا حسنيا، هو ما في ذلك اللوح، وهو ليس بشئ، كيف وقد ترجمة غير واحد من المحققين النسابين ولم يشر واحد منهم لكونه حسنيا، بل وقع التصريح ممن يعتمد ويرجع لقوله بأن بيت بنى حمد الشهير بفاس الذى هو منه بربر، ومن نمط ما في اللوح المشار له ما صرح به العارف الكامل الشريف المولى عبد القادر العلمى في بعض أزجاله الملحونة فلا تغترر به، ومعلوم أن كل فن يرجع فيه لأهله، ورب البيت أدرى بما فيه، والشرف لا يثبت شرعا بطريق الكشف.
مشيخته: أخذ عن سيدى على وفا، عن والده سيدى محمد، عن سيدى داود الباخلى، عن سيدى أحمد بن عطاء الله عن أبى العباس المرسى، عن أبى الحسن الشاذلى، عن مولاى عبد السلام بن مشيش، عن سيدى عبد الرحمن المدنى، والشيخ تقى الدين الفقير، عن الشيخ فخر الدين، عن الشيخ شمس الدين محمد، عن الشيخ زين الدين محمد العروسى، عن الشيخ أبى إسحاق إبراهيم البصرى، عن الشيخ أبى القاسم أحمد المروانى، عن الشيخ أبى محمد سعيد، عن الشيخ سعد، عن الشيخ فتح السعود، عن الشيخ سعيد الغزوانى، عن جابر بن عبد الله الصحابى، عن سيدنا ومولانا الحسن، عن جده سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، هكذا هذا السند في اللوح المشار له.
الآخذون عنه: منهم: الإمام القَوْرى، وابن الفتوح دفين روضته المترجم فيما مر، وأبو زيد القرمونى وجماعة.