الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والد أبى العباس صاحب الجذوة والدرة وغيرهما.
حاله: فقيه نوازلى فرضى حيسوبي، علامة نبيه، فاضل وجيه، من بيت علم وفضل ودين متين.
مشيخته: أخذ الحساب والفرائض عن أبى محمد عبد الحق المصمودى السكتانى، وعن أبى الحسن على بن هارون المختصر الخليلى، وعن أبى عبد الله اليسيتنى تلخيص المفتاح.
الآخذون عنه: منهم ولده أخذ عنه الفرائض والحساب وشيئا من المنية لابن غازى.
وفاته: توفى بفاس سنة إحدى وثمانين وتسعمائة، ودفن بمطرح الحلة (1).
215 - محمد بن عبد الرحمن بن بصرى الولهاصى
المكناسى المعروف بسيدي بصرى.
حاله: عالم عامل ذو أنفاس صادقة، وأحوال رائقة، أستاذ مجود فقيه، ولى صالح، عارف صوفى، نزيه مرشد ناصح، خطيب مصقع، تولى الخطابة بجامع مكناسة كما في درة الحجال.
قلت: ولا زالت الخطبة بيد حفدته إلى الآن، ونقل في المنحة عن بعض أتقياء مكناسة وطلبتها أن الشيخ استمر على الإمامة بالمسجد الأعظم إلى أن توفى، وأنه رد جميع ما كان أخذه من أوقاف المسجد، وأنه كانت له زوجة اسمها آمنة بنت الولى الصالح سيدى أبى على منصور الهروى دفين مدينة سلا، ولا زال أهل الفضل من مكناسة يتحدثون عنه بأنواع الكرامات. قال ابن عسكر: غير أنه يزعم أنه أخذ طريقة التصوف عن امرأة هنالك ويدعى لها أسرارًا ومناقب ونحوه في ابتهاج القلوب.
(1) في لقط الفرائد: "بمطرح الجنة".
شيوخه: قال أبو عبد الله محمد العربي بن محمد البصرى في الباب الرابع من كتابه منحة الجبار، ونزهة الأبرار، وبهجة الأسرار، في ذكر الأقطاب والأولياء والأشراف والعلماء الأخيار، إنه تلا بالسبع على الإمام أبى العباس الحباك المتوفى سنة ست وثلاثين وتسعمائة، واستجازه فأجازه فيها وفيما يتعلق بها من كتب القراءات مع الألفية والرسالة والبردة كما هو دأب أهل الإجازات، ونص ذلك:
"يقول العبد الفقير إلى رحمة مولاه، الغني به عمن سواه، أبو العباس أحمد بن الشيخ المكرم الوثايقى الملحوظ المبارك الأسعد أبى عبد الله محمد بن الشيخ المكرم المرحوم أبى عبد الله محمد الأنصارى عرف بالحباك سمح الله له، وسدد قوله وعمله، إن الشاب الطالب النجيب، الكيس الحاذق اللبيب، أبا عبد الله محمد بن الشيخ الأجل، الأفضل الأكمل، أبى زيد عبد الرحمن بن عبد الله ابن عمر الولهاصى المكناسى الدار المدعو بابن بصرى شرح الله صدره، ورفع بالعلم والعمل الصالح قدره، وقواه وأرشده، ووفقه وسدده، كان ممن تردد إلى، وتوخى المثول بين يدى، واعتمد في قصده على ما لدى، فقرأ علىّ القرآن العظيم، المنزل على سيدنا محمد المصطفى الكريم، من فاتحته إلى خاتمته ختمة واحدة، جمع فيها بين قراءة الأئمة السبعة المشهورين، رضوان الله عليهم أجمعين، وأدرج في ذلك الإدغام الكبير لأبى عمرو بن العلاء وكل ذلك بطريق التيسير للحافظ أبى عمرو الدانى، وملخصه حرز الأمانى، ووجه التهانى؛ للإمام أبى القاسم الشاطبى رحمه الله تعالى.
ولما كمل له ذلك على على نحو ما ذكر من التعيين والتفصيل، وكان من أهل التجويد للقراءات مع الضبط لأحكامها والتحصيل، سأل منى وفقه الله تعالى أن أجيز له ذلك وأشهد له به في كتاب، ليرتفع به عنه تخالج الظنون وخطرات الارتياب وليكون بيده حجة ساطعة، وبنبله وثبات نقله بينة قاطعة، كما جرت بذلك عادة الأئمة، ومعتمدى هذه الأمة، فأجبته إلى ما سأل، وأسعفته فيما رغب
وأمل، وحدثته بالقراءات السبع تلاوة عن الشيخ الفقيه الأستاذ الخطيب الشهير أبى عبد الله محمد بن أحمد بن غازى العثمانى، عن الشيخ الفقيه الأستاذ الخطيب الشهير أبي عبد الله الشهير بالصغير ابن الحسن النيجى إلى آخر السند.
ثم قال أبو العباس المجيز: وقد عرض على المجاز أبو عبد الله محمد المذكور هداه الله تعالى قصيد أبى القاسم الموسوم بحرز الأمانى ووجه التهانى عرضا جيدا من صدره، واستفهمته عنه وعن فصوله، وحدثته به عن شيخنا الفقيه المقرئ الصالح أبى عبد الله محمد بن غازى، عن شيخه الفقيه الخطيب المقرئ محمد بن الحسن النيجى الشهير بالصغير، عن شيخه الأستاذ المقرئ المحقق أبى الحسن على الوهرى إلى آخر السند.
قال: وعرض على أيضًا المجاز المذكور قصيد أبى الحسن بن برى المرسوم بالدرر اللوامع عرضا جيدا من صدره كله بالتفهم، وحدثته به عن شيخنا الفقيه أبى عبد الله بن غازى المذكور، عن شيخه الفقيه أبي عبد الله محمد الصغير إلى آخر السند.
قال: وعرض على أيضًا الرجز الموسوم بمورد الظمآن، في رسم أحرف القرآن، مع الذيل الملحق به في النقط للإمام العالم العلامة أبى عبد الله محمد بن إبراهيم الشهير بالخراز، وعرض على أيضًا المجار المذكور صدرا من رسالة الإمام العالم أبى محمد عبد الله بن أبى زيد القيروانى، وحدثته بها عن الشيخ الفقيه أبى عبد الله محمد بن غازي المذكور، عن شيخه أبى عبد الله محمد الصغير المذكور إلى آخر السند المرسوم في الإجارة، وفيما كتب به ابن غازى لمن استجازه من أهل تلمسان.
قال: وعرض على أيضًا صدرا من كتاب التيسير، وحدثته به قراءة لبعضه، وسماعا لسائره عن الشيخ أبى عبد الله بن غازى، عن الشيخ أبي عبد الله الصغير المذكور إلى آخر السند المذكور في الإجازة أيضًا.
قال: وعرض عَلَىَّ أيضًا جميع القصيدة المباركة المسماة بالبردة من نظم الإمام شرف الدين أبى عبد الله محمد بن سعيد البوصيرى، وحدثته بها عن شيخنا أبى عبد الله بن غازى، قال: أخبرنا بها الشيخ الإمام العالم العلامة أبو عَمْرو عثمان بن محمد بن عثمان الديمى المصرى، عن ابن فهد، أخبرنا بها أبو بكر المراغى، قال: أخبرنا بها أبو الفتح الميدومى، عن ناظمها أبى عبد الله البوصيرى رحمهم الله تعالى أجمعين.
قال: وعرض عَلَيَّ أيضًا جميع ألفية ابن مالك عرضا جيدا من صدره، وحدثته بها عن شيخنا أبى عبد الله بن غازى، عن الشيخ الإمام العلامة تاج المحدثين وإمام المسندين فخر الدين أبى عمرو عثمان بن محمد بن عثمان الديمى المصرى المذكور، أخبرنا بها عن هاجر بنت محمد بن محمد المقدسى، عن أبى إسحاق التنوخى، عن أحمد بن محمد بن غانم عن المصنف رحمهم الله.
قال أبو العباس المذكور: وقد أجزت للطالب المكرم أبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن بصرى المذكور جميع ما قرأه على من القراءات السبع المذكورة، وجميع ما عرضه على وسمعته منه مما ذكر في هذا الكتاب إجازة عامة على أكمل شرطها وأوثق ربوطها، وأذنت له في أن يروى عنى، وعن الشيوخ الذين في هذا الكتاب مما تضمنه من الأسانيد المذكورة، والقراءات المسطورة، وكذلك ما رويته عن شيخى المذكور من تآليف الشيخ أبى وكيل ميمون المذكور كالمورد الروى في نقط المصاحف، وتحفة الإعراب، والدرة الجلية، في نقط المصاحف العلية، وجميع ما قيدته تلاوة وسماعا، وأوصيه ونفسي بتقوى الله تعالى ومراقبة أمره في جميع
أحواله، وتحرى الصدق والصواب في جميع أقواله، والله يعصمنا وإياه من الخطأ والزلل، ويرشد كلًا منا لصالح القول والعمل، بمنه وكرمه.
شهد على الفقيه المجيز أبى العباس أحمد المذكور بما فيه عنه وهو بحال كمال الإشهاد وعرفه وعرف تصدره لذلك وعلى المجاز المذكور بطلبه الإجازة المذكورة، وهو بحال صحة وطوع وجواز، وعرفه في أواسط رمضان المعظم عام خمسة وعشرين وتسعمائة عبد الله بن محمد بن على الحسنى الجوطى لطف الله به، وأبو عبد الله محمد المعروف بالعربى الحسنى الجوطى لطف الله به، وعبد الله وأقل عبيده عبد القادر بن محمد الحسنى خار الله تعالى، والواضع خط يده الفانية الشريف أحمد بن محمد بن على بن محمد بن محمد بن عمران الحسنى الجوطى لمن طلب التبرك بالجناب الطاهر النبوي بلغ الله قصده وأمله بمنه، وشهد بذلك أحمد بن أبى القاسم عراقى الحسنى لطف الله به، ومحمد بن على بن طاهر الحسنى وبعد ذلك إشكال أعيان أهل الوقت وقاضيه على المتعارف الآن في عصرنا رحم الله الجميع".
وقال: هذا ما وقفت عليه من أمر الشيخ أبى عبد الله في شأن القراءات السبع، ولم أقف إلى الآن على شيخه الذى أخذ عنه الروايات السبع على التدريج إلى أن بلغ أن يجاز، نعم يمكن أن يكون الشيخ أبو العباس هو الذى رقاه من البداية إلى النهاية كما كان يصنع شيخنا أبو عبد الله الأصغر مع بعض طلبته.
وأما شيوخه في العلم فلم أقف له الآن على شيخ مع إدراكه لجملة من مشايخ نحارير، وأئمة مشاهير، ورأيت الجزء الأول من التوضيح، وشرح الصغرى للإمام السنوسي بخطه.
ووصفه جماعة من الأئمة بالفقه والتدريس منهم الفقيه الحيسوبى الموقت الشريف الطاهرى الجوطى سيدى أحمد بن عبد القادر، ونص ما رأيت بخطه ومنه
نقلت: توفى الإمام الخطيب العالم العامل به قطب زمانه المدرس المحقق الزاهد سيدى محمد بن سيدى عبد الرحمن المكناسى يدعى ببصرى يوم الأربعاء موفى عشرين من ذى الحجة الحرام إلخ إلى أن قال: ورأيت بخط غير واحد من عدول مكناسة الذين انقرض عصرهم وصف الشيخ بالعلم والتدريس والمعرفة بالله تعالى ونص المرئى: الفقيه الأجل المدرس المحقق الأتقى الأرفع الأنزه الأسرى الأحفل الأزكى الأعدل الأكمل الخطيب البليغ الحسيب الولى الكامل، القطب العامل، الشيخ الإمام الأوحد الهمام إلخ.
وأما المرأة التي أخذ عنها التصوف حسبما تقدم في كلام ابن عسكر فقال في المنحة: إنها هى السيدة الجليلة ذات الأحوال الباهرة، والخوارق الظاهرة، مريم بنت عبود الأندلسية دفينة رأس التاج خارج باب عيسى أحد أبواب مكناسة الزيتون لها روضة هنالك مشهورة بها مقصودة للزائرين، وأصل الروضة لسيدى عبد الرحمن والد الشيخ أبى عبد الله.
وأخبرني بعض الأندلسيين من أهل القورجة أنها السيدة فتحون البزازية، وأن السيدة مريم هى التلميذة، وللسيدة فتحون أيضًا روضة برأس التاج مشهورة هنالك".
فائدة: ذكر في منحة الجبار أن جميع من بمكناسة من البصريين منحصرون فكتابنى محمد صاحب الترجمة وبنى عبد الواحد قال: ومنهم شيخنا أبو عبد الله، وبنى عبد السلام، وبنى عبد الرحمن لا غير وكلهم من ذرية ولى الله تعالى أبى موسى عمران، يعنى دفين روضة رأس التاج بمكناسة.
قلت: وينحصر عقب المترجم الآن في أولاد قاسم بن الطيب، وأولاد أخيه المهدي بن الطيب بن الصغير بن مسعود بن محمد فتحا بن المترجم.