الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما مقتضى التخصيص من دعواتكم
…
وإخال موجب ذاك فقد الجادلى
عجب لأيام تهين أخا حجى
…
وتحب إكرام الغبي الجاهل
هذى مداعبة أبا عثمان قد
…
جادت بها لكم قريحة خامل
ما ضره عدم الظهور فقد يرى
…
عمل على إضماره للعامل
خذها شذاها ضائع لكنها
…
من بحر فضل وافر أو كامل
وعليكم أزكى سلام طيب
…
ما قيل للعالى اعتبر بالنازل
إلى غير هذا مما يطول:
الآخذون عنه: منهم أبو عبد الله محمَّد العربى بن محمَّد البصري صاحب منحة الجبار.
وفاته: توفي ليلة الخميس السابع عشر من ذى القعدة سنة ست وعشرين ومائة وألف، ودفن قرب ضريح أبى العباس أحمد الحارثى، وهو الآن بداخل قبته مكتوب على حائط قبره اسمه وتاريخ وفاته.
259 - محمَّد بن عبد السلام البيجرى
.
حاله: فقيه أديب، نزيه لبيب، نحرير مشارك خطيب بليغ مصقع، مدرس نفاع نقاد، مقتدر ماهر، متضلع مطلع، له مشاركة تامة في المعقول والمنقول، تولى خطة القضاء بالحضرة المكناسية على عهد السلطان مولانا عبد الله بعد عزله لأبي القاسم العميرى، وذلك عام تسعة وأربعين ومائة وألف، ثمَّ عزله وولى مكانه السيد عبد الوهاب بن الشيخ كما في الدر المنتخب، وتولى الإمامة والخطبة بالقصبة السلطانية الإسماعيلية وقضاء الجماعة، وقفت على عدة من خطاباته والتسجيل عليه بتاريخ عام ثمانية وخمسين ومائة وألف.
وكان حسن السيرة، نقى السريرة، قال بعض الأعلام الأثبات تكلمت معه يعني المترجم في مسائل على سبيل البحث منها قوله تعالى:{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [سورة الأنفال: آية 23] هل هذا قياس واحد، وظاهر نتيجته ولو علم الله فيهم خيرا لتولوا، إلخ. وهو فاسد أم قياسان؟ وكيف يستقيم تقدير الآية؟ فحاول الجواب ولم أسلمه له، ثمَّ أخرج بعض التفاسير ووقفنا على تقدير الآية ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم سماع قبول، ولو أسمعهم ولم يعلم فيهم خيرا لتولوا وهم معرضون، فاتضح المراد.
ومنها قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} [سورة يوسف: آية 29] فإن قياسه من الخاطئات، فما وجه العدول عنه، فأجابني بنص صاحب التخليص في قوله: والتغليب يجرى في فنون كثيرة كقوله تعالى: {. . . وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} [سورة التحريم: آية 12] فقلت له: وجه التغليب هنا ظاهر، فإن مريم رضي الله عنها لكثرة قنوتها شبهت بالرجال الموصوفين بالقنوت، ففيه مدح لا بخلافه في هذه الآية الأخرى، فقال: إن زليخا هنا لما كان الخطأ يصدر منها قليلاً أخرجها عن جنس النساء الموصوفات بوقوع الخطأ منهن كثيراً فإنهن ناقصات عقل ودين، وشبهها بالرجال الذين من وصفهم عدم صدور الخطأ الكثير منهم غالبا.
مؤلفاته: منها شرحه المرقص المطرب على السنوسية المسمى بفتح الرحمن، لأقفال أم البرهان، في مجلد ضخم أبد أفيه وأعاد، وحرر وهذب، ونقح وأجاد، برهن فيه عما رزقه من طول الباع، وسعة الاطلاع.
شعره: من ذلك قوله يمدح الإمام الفاتح مولانا إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل:
تنبه فما شأن الذكى الفتى الحر
…
تراخ وذو الحاجات قد جد في السر
ولكن على ذى العقل إن كان حازما
…
نهوض إلى إدراك ما رام من أمر
فإن كنت حيرانا ولم تلف هاديا
…
فإنى سأهدى حائرا رغبة الأجر
تحقق بأن الله ليس لغيره
…
كثير ولا نزر من النفع والضر
كن قارعا أبواب رحماه بالدعا
…
تنل كل ما ترجو سريعا من الخير
وإن قيل أبواب الولاة تزحزحت
…
لغلق فلا تيئس من الفتح والنصر
فباب رسول الله وهو طريقه
…
بمغربنا مولاى إدريس ذو الفخر
إمام تعالت في المعالى سماؤه
…
وآياته كالشمس لاحت على القطر
به اشتهر الإِسلام في الغرب كله
…
فأصبح محفوظ الجناب من الكفر
وعنه روى الأعلام وأحكام شرعنا
…
بتفصيل إجمال الإباحة والحظر
ومنه سرت في العارفين سرائر
…
فنالوا منا لا من خصوصية السر
وكم حاز من فضل وأحرز من على
…
يجل عن الإحصاء والعد والحصر
إلى أن قال:
فقير أتى نحو الحمى وهو ينتمى
…
إلى حب آل البيت في السر والجهر
يرجى قبولاً منكم ولعل أن
…
ينال الأمانى من مسالمة الدهر
فيسمو بإدراك العلوم وذوقها
…
على كل نحرير تنبل في العصر
فيا رب أنت الله يا منتهى الرجا
…
قريب مجيب كل داع ومضطر
بخير البرايا المصطفى وبزوجه
…
خديجة أنس الدين فرض لها شكرى
وبابنته الزهراء والفرقدين من
…
سماء على ليث أسد بنى النضر