الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأجازنى في ذلك مما قرأته بلفظى أو لفظ غيرى، وكل ما أورد من المسائل حين القراءة وما عرض الآن أو سوف يعرض لى منه وراءه حسب بها أخذ ذلك عن شيخه والده المذكور، المقدس المبرور، رضى الله عنهم أجمعين، ووفقنا لما يحبه ويرضاه ببركة الصالحين، وعلمنا علما ينفعنا في الدارين، وجعل تعلمنا لوجهه الكريم، ومقربا منه وموجبا للفوز بدار النعيم.
وكتب العبد الفقير لمولاه، الغنى عما سواه، محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفاسى لقبا المكناسى دارا ومنشأ وقرارا، الشاوى نسبا، ثم المعزاوى من أولاد عمارة أحد أولاد سيدى يشو بن حمدون بتاريخ أواسط ربيع النبوى الشريف عام ثلاثة وعشرين ومائة وألف.
الآخذون عنه: منهم ولده عبد القادر آتى الترجمة.
وفاته: توفى شهيدا تحت الردم بالزلزلة في صفر عام تسعة وستين ومائة وألف.
244 - محمد أبو عبد لله بن محمد العكارى الرباطى
.
حاله: فقيه علامة صوفى صالح متبرك به، انتقاه سيدنا الجد الأكبر السلطان الأعظم مولانا إسماعيل إماما للصلاة به بمسجده الأعظم داخل قشه المولوية وخطيبا به حسبما أفصح بذلك ابن أخيه أبو الحسن على العكارى فيما قرأته بخطه، وقد ألف في مناقبه حفيده أبو الحسن على بن محمد تأليفا حسنا سماه البدور الضاوية، في ذكر الشيخ وأصحابه وتلامذته وبناء الزاوية، قال في حقه ما نصه: كان الشيخ ذا مكاشفات ظاهرة، وكان يقرأ القرآن برواية السبع ويجوده ويتقنه غاية الإتقان وكان مشاركا في فنون من العلم كالقراءات والبيان والهندسة والفقه والنحو والتصوف والتوقيت والبديع والحساب والكلام والحديث والتفسير، ويتقن ضبط ذلك، ويحسن المشاركة في غير ما ذكر، دءوبا على نشر العلم، ناسكا ورعًا
زاهدًا، حافظا دراكة، متوسعا في علم التفسير ومعانى الأحاديث، قائما بالطريقة لا يخل بعلم الظاهر تدريسا، وألف تأليف عديدة تقييدا وضبطا، فنفع الله به جميع العدوتين سلا ورباط الفتح، وانتفع به الخلق من كل فج عميق بالتعليم والتربية للمريدين بقوله وفعله.
وكان له همة عالية وحالة مرضية، وقلم فصيح مع التمكين والرسوخ، إذا تكلم انتقش كلامه في القلب، وإذا وعظ وضع الهناء موضع التعب، قدم من مراكش إلى سلا، واستوطنها وتعرف بأهلها واجتمع عليه أعيان البلاد، وطلبوا منه التدريس بجامعها الأعظم فامتثل وحضر درسه جماعة من أعيان علماء سلا ثم زاره الأمير العلامة الكبير مولاى عبد الواحد نجل السلطان مولانا إسماعيل، كان مستوطنا رباط الفتح بقصد قراءة العلم، واستدعى المترجم للرباط فلبى دعوته فأنزله بداره، ودرس بالولى الصالح أبى العباس أحمد بن موسى العايدى، وكان يحضر درسه علماء الرباط.
ثم ورد السلطان الأعظم مولانا إسماعيل على رابط الفتح، ولما التقى به نجله المولى عبد الواحد المذكور حدثه بحال الشيخ المترجم ومناقبه وفضائله ومحاسنه، فقال له: لابد لى أن التقى معه في هذا اليوم وأخذ عنه الطريقة الشاذلية تبركا فركب السلطان وولده فوجدوا المترجم بالجامع الأعظم يسرد صحيح الإمام البخارى، وكان السارد لديه الفقيه العلامة القاضى سيدى عبد الله بنانى الأندلسى.
ولما دخل السلطان صلى تحية المسجد، وجلس لاستماع الحديث والشيخ لم ينظر إليه، ولما تم الدرس نظر الشيخ إلى القاضى وقال له عظنى يا ولى الله، وتذاكروا ساعة زمانية وافترقوا، ولما رجع الشيخ إلى دار سكناه ألفي بها مالا كثيرا وجه إليه به السلطان مولاى إسماعيل هدية، فلما وجد الشيخ ذلك وجه على تلميذه الفقيه الزبدى، وقال له: خذا هذا المال وافعل به ما شئت، فتشاور مع
المريدين، فقالوا له: اشتر له دارا كبيرة تكون حذاء هذه الدار التي نجتمع فيها فاشتروا له بحومة السويقة بدرب البروزى تعرف بدار الفقيه البروزى.
ولما أراد السلطان النهوض من الرباط وجه على الشيخ المترجم، وقال له: يا شيخ تقدم معنا إلى سجلماسة لتصل الرحم، ويتبرك بك أنجالى، وتؤم بنا صلاة الخمس، وتختم معنا صحيح البخارى، فإن معنا الفقهاء من فاس فإنهم أرادوا الاجتماع بك، والأخذ عنك. فقال الشيخ للسلطان: يذهب معنا خمسة من فقهاء سلا ومثلهم من الرباط فإنهم يليقون بنا وبك، ويكون الجمع مباركا سعيدا، فأجابه السلطان لذلك، ونفذ له ولهم صلة لعيالهم وصلة لمؤن سفرهم.
مشيخته: أخذ عن والده وغيره.
الآخذون عنه: أخذ عنه أبو عبد الله محمد البيجرى المكناسى حسبما صرح بذلك ولده لابن أخى المترجم أبى الحسن على فيما قرأته بخطه، إذ قال: لما عرفنى يعنى البيجرى قال لى: إنكم ساداتنا، فقلت له: بل نحن إخوة لظنى أنه قاله تأدبًا، فقال لى: أنتم سادتنا حقيقة، وذكر لى أن والده من تلامذة الشيخين الجد والعم قدس الله روحهما.
وممن أخذ عنه العلامة الشيخ زنيبر السلوى، وأبو محمد عبد الله حجى، وأبو الحسن على بوشعرا، وأبو القاسم بن الحسين الغريسى، والسيد المكي الحافى وسيدى مسعود جموع، وأبو العباس أحمد حجى، وأبو عبد الله محمد الصبيحى، وأبو محمد عبد الواحد نجل السلطان مولاى إسماعيل، وسيدى المعطى مرينو، وأخوه أبو عبد الله محمد مرينو، وأبو عبد الله محمد بن الطاهر الزبيدى، وأبو العباس أحمد بن عبد الله الغربى، والقاضى أبو محمد عبد الله بنانى، وأبو عبد الله محمد بن اليسع الفلالى، وأبو العباس أحمد عاشور، وأبو محمد التهامى