الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر في شرحه لها أنه معروف بزرهون من الأكابر، وأنه دفن بحمام الحرة من مكناسة الزيتون لفظه.
قلت: الذى في ممتع الأسماع وهو الأصل الذى اعتمد التستاوى في نظمه المذكور كما أفصح هو بذلك عن نفسه، أن المترجم وهو عبد الحق الزليجى دفن بجبل زرهون، ومثله في ابتهاج القلوب في ترجمة المترجم، وهو الصحيح والله أعلم.
مشيخته: أخذ عن أبى العباس أحمد زروق، وأبى العباس أحمد الحارثى، واختص بالشيخ أبى عبد الله الصغير السهلى المتوفى سنة ثمان عشرة وتسعمائة، وهو أخذ عن الشيخ الجزولى.
الآخذون عنه: منهم الشيخ عبد الرحمن بن عياد المجذوب.
ولادته: ولد بزرهون في العشرة الثامنة من القرن التاسع.
وفاته: توفى سنة إحدى وأربعين وتسعمائة، ودفن بجبل زرهون رضى الله عنه، كذا في ابتهاج القلوب.
411 - عبد الحق أبو محمد السحيمى
.
حاله: قال في حقه صاحب الدر المنتخب ما نصه: الكاتب الذى حمى حيد بدور أفكاره، وطار طير البيان من أوكاره، خاتمة أهل الأدب، وسراج من تأدب وتهذب، هـ.
وبالجملة فقد كان صدر حملة الأقلام، وواسطة عقد البلغاء الأعلام، ناظما ناثرا، محنكا خبيرا ماهرا، إذا نظم سحر الألباب، وإذا نثر أتى بآيات إعجاز وإعجاب.
شعره: من ذلك قوله مادحا مخدومه السلطان الأعظم سيدنا الجد مولانا إسماعيل:
أمن أرضهم ريح الصبا تتضوع
…
ومن دونهم بدر الأسنة يلمع
وفى حيهم ثار الهياج عشية
…
فبات زئير الأسد في الحى يسمع
إذا ارتحلوا ليلا فضوء رماحهم
…
لهم فيه عن ضوء الكواكب مقنع
وبين أسود الغاب بيض أوانس
…
وهل في أسود الغاب للناس مطمع
وعيشك ما أدرى وأين خيامهم
…
نساء أم الغزلان في الخدر رتع
وما أنكرت عينى من الحسن ما رأت
…
وإن الشموس في الهوادج تسطع
وتحت رماح القوم كل مدجج
…
ظلوم غشوم بالدماء مدرع
إذا نظرت عينى غزالا مبرقعا
…
أشارت لليث في الحديد مقنع
وما ضربوا حمر القباب عليهم
…
وفيهم جبان بالنزال يروع
وفى البلدة الحمراء شمس منيرة
…
تراقبها عيناى من أين تطلع
لها في سواد القلب أشرف موضع
…
وليس لها عند الجوانب موقع
فلله ما حملت قلبى من الهوى
…
وفيه كناس للظباء ومرتع
ألم يأن للحى الذين ترحلوا
…
رجوع وهل عصر الشبيبة يرجع
سقى الله أرضا حلها نور شمسه
…
له في الحشا عندى شفيع مشفع
ولا روع الرحمن سرب عقائل
…
نوازع آمالى إليهن نزع
لهن عهود لا تضيع حقوقها
…
ولست أرى عهد الكرام يضيع
فيا أخت حامى الحى يوم نزالهم
…
ويا بنت من يدرى العفاة وينفع
ودادى محفوظ على عهدته
…
لديكم أم الود الصميم مضيع
رعى الله أيام الشباب فإنها
…
مواسم فيها للنفوس تمتع
وحى القصور الخضر صوب غمائم
…
مباركة تهمى عليها وتهمع
قصور بها المنصور يحمى حقائقا
…
من الدين فيها الخير للخلق أجمع
يجهز إسماعيل منها كتائبا
…
تكاد قلوب الشرك منها تصدع
فلله منه النفس والحرب ترتمى
…
بموج المنايا والأسنة شرع
وما افتر ثغر قبل تقبيل سيفه
…
ولله سر في الخلائق مودع
وكم ليلة باتت بها الخيل عوما
…
بحورا من الظلماء والناس هجع
وما سر منه النفس غير سريرة
…
يخب إلى الأعداء فيها ويربع
ولم تك أوقات الرخا تستفزه
…
ولا كان يوما في الشدائد يضرع
فلله ما ضمت ثياب أبي الفدا
…
من المجد والتقوى وما هو يصنع
يباشر في كل الأمور أموره
…
بقلب نقي للمكارم منبع
أعز الإله الدين بابن نبيه
…
وما أن يعز الدين الاسميذع
فيا ابن الألى سارت بمدح جدودهم
…
رفاق لها بين السبايب مهيع
ألستم سراة المسلمين وأسرة
…
محبتهم يوم القيامة تنفع
إذا أطعموا يوم الوليمة أشبعوا
…
إذا طعنوا يوم الكريهة أوقعوا
ألستم شموسا في الورى ووجودكم
…
أمان لهم من كل ما يتوقع
إذا سدتم الأملاك شرقا ومغربا
…
فما سادهم إلَّا النبال الموقع
وإن كان فيهم للخلافة زينة
…
فمنصبكم فيها أجل وأرفع
بقيت لهذا الدين تعلى مناره
…
وقدرك من بين الملوك مرفع
وقوله وقد أمر السلطان المذكور كتابه بوصف قضية حال قصها عليهم، ومراده اختبار قرائحهم، وذلك أنَّه كان يوما مع بعض جواريه وقد حملت سيفا وسارت أمامه:
حملت سيوف الهند وهى غنيمة
…
عن حملها بلواحظ الأجفان
حسب الفتاة جلالة ومهابة
…
عز الجمال مهابة السلطان
* * *