الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله توليف في نحو الكراسة على ما قاله مؤرخ سَلَا، الفقيه السيد محمد ابن على السلاوى في الكلام على البسملة والحمدلة والصلاة على النبي وفي نسب الحمد والشكر.
وفاته: توفي في منتصف حجة الحرام متم عام واحد وثلاثين ومائتين وألف، وضريحه أسفل المحل المعروف بالدرازات من حومة الحفرة عن يمين الذاهب لمزارة الحرم الإدريسى من الزاوية الإدريسية في بيت خاص به معروف.
269 - محمد بن العربى الزمورى، من زمور الشلح القبيلة البربرية الشهيرة، الحدرانى بفتح الدال وتشديد الراء نسبا المكناسى دارا
.
حاله: علامة حافظ، مدرس أديب مشارك، نحوى عروضى منطقى بيانى أصولى، فهامة دراكة، خاتمة المجتهدين، وقدوة العاملين حاج أبرّ. صالح أشهر.
مشيخته: أخذ عن صاحب الترجمة قبله يليه كما سبق.
الآخذون عنه: منهم أبو العباس الأغزاوى الجبلى مار الترجمة في الأحمدين، وهو الذي حلاه في تقاييده بما ذكرناه ومن خطه نقت مباشرة وقال أيضًا: وقد رثاه الفاضل الوجيه، العلامة النبيه، الحافط الأكمل العالم الأجل. الحجة الأنبل. المدرس الأكبر. المحدث الأشهر. أبو عبد الله سيدي وسندى محمد ابن الحاج الأبر، الفقيه الأشهر. صاحب العلم الأكبر، علم الأبدان، الواجب تعليمه قبل علم الأديان، سيدي الحاج محمد الهادي الغرناطى الأندلسى نسبا المكناسى أصلا ومنشأ ودارا. هـ.
270 - محمد بن عيد الرحمن الشهير بابن هنو اليازغى قاضيها
.
حاله: فقيه علامة، مشارك موثق، مؤلف مجيد فاضل، حافظ حجة، أعدل أهل عصره، صدر نحرير كامل، وكان يتعاطى خطة الشهادة بسماط عدول فاس،
وكان غير حريص عليها، قنوع بالقليل، خرج يوما القاضى أبو العباس ابن سودة من مقصورة مجلس حكمه فرأى الشيخ المترجم ذاهبا من سماط العدول لداره، فسأله عن موجب استعجاله؟ فقال له الشيخ: حصلت على ما أحتاج إليه لنفقة يومى ولا حاجة لي بالزائد على ذلك، وتولى قضاء الجماعة بالحضرة الهاشمية مدينة مكناسة الزيتون.
وقفت على رسم سجل عليه بتاريخ سابع عشر جمادى الأولى عام عشرين ومائتين وألف، وآخر بتاربخ خامس جمادى الأخيرة من العام المذكور محلى فيه بما لفظه: يشهد الفقير إلى الله سبحانه، الراجى عفوه وغفرانه. قاضى الجماعة بالحضرة المولوية الهاشمية وهو محمد بن محمد الهنيوى اليازغى أعزه الله، وآخر مؤدى عليه بتاريخ خامس رجب العام عدلاه عبد الرحمن بن التهامى المزطارى ومحمد المكى بن الجيلانى بن المير، وآخر بتاريخ عشرى شعبان من العام نفسه نص تحليته فيه العلامة إمام المدرسين، وقدوة المتقين، قاضى حضرتى فاس الإدريسية القرويين والهاشمية السلطانية المولوية مدينة مكناسة الزيتون، المصونة باسم الله المصون، وهو القاضى الخ.
مشيخته: أخذ عن الشيخ عبد الواحد بن أحمد بن التاودى بن سودة حسبما صرح به في مكتوب له، والشيخ عبد الكريم اليازغى المتوفى في السابع والعشرين من ذى القعدة عام تسعة وتسعين ومائة وألف وغيرهما.
مؤلفاته: له شرح على شامل بهرام في عدة أسفار ضخام تمم به شرح العلامة التسولى بأمر السلطان الأعدل مولانا سليمان رحم الله الجميع.
نثره: من ذلك قوله مقرظا البستان الظريف لأبي القاسم الزيانى: الحمد لله الذي له ملك السماوات والأرض وحده. والصلاة والسلام على من هو للأنام قدوة. مولانا محمد أفضل هذه الأمة. وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى مولانا
أمير المؤمنين، وأختم بالدعاء والرحمة، لمن نزه أبصارنا وشنف أسماعنا بمطالعة هذا التأليف الحافل الباهر، والبحر المتلاطم الأمواج الزاخر، الجامع لخبر الأوائل والأواخر، وأطلع في ذلك شمس هذه الدولة العلوية الإسماعيلية التي كانت في حيز الإهمال. ولم يتعرض لذكرها أحد من أدباء وقتها بنقص ولا كمال، ولا تفصيل ولا إجمال، وفي غابها الأسد الهصور، والنمر المقدام الجسور، والهيكل الأكبر، والقمر المنير الأزهر، العادل بن الكامل بن الفاضل بن الجليل، سليمان ومحمد وعبد الله وإسماعيل. وكيف لا وفيها ثالث العمرين. ومشيد معالم الدين، بهجة الزمان، وآية الرحمن، أمير المؤمنين مولانا سليمان، فكيف لا يفتخر على الأدباء من ألفه، وكيف لا يعلو على الرؤساء من صنفه، وخلد آثاره في وجنات الدهور وشما، ومكارمه في المشارق والمغارب وسما، فحقه أن يكتب منه نسخا ويشهر، ولا يقتنى ويدخر، لاشتماله على فضائل هذا السلطان الجليل، الماجد الأصيل، وجمعه لخبر الأولين والآخرين، في الجاهلية والإِسلام والفرق الضالة الملحدين، خذ ما شئت من آيات قرآنية تنزيلية، صحابية، وقصص معلومة تابعية، ومواعظ صوفية، وحكم لقمانية، وحكمة أفلاطونية، وسياسة عدلية، وقوانين أزلية، ورسائل سجاعية، وأشعار أدبية، وحكايات أنسية، وقواعد هندسية، وضوابط فلسفية، ونوادر ومداعبات سرجية، وتقاويم فلكية، ومساحة طولية وعرضية، وصورة أرضية، مكورة وبسيطة، ونصوص قطعية سنية، في الرد على أهل البدع من الخوارج والروافض والمعتزلة.
وشبهت هذا التاريخ. بالنخلة ذات الشماريخ، تعلو على رءوس الأشجار كالتاج، وتضئ ثمارها كالسراج، ينفتح طلعها في بياض الأكمام، وحبه كالدر المنظوم في أجياد الحور المقصورات في الخيام، ثم يرجع كالياقوت الأحمر، ثم يكون فاقعا أصفر، فإن نضج عاد العسل منه يقطر، فإذا اسود ويبس يكون تمر.
وكذا هذه الدولة مطرزة بلطائف كل دولة، منمقة بكل من له نخوة وصولة، ممزوجة بكل حادثة وقعت قبلها، وفي قصرها وضعت كل حامل حملها، وكل عروس طوقتها حليها، اطلب ما شئت من شراب عذب سائع بعد القرى، فكل الصيد في جوف الفرى، تقبل الله من مخترعه عمله، وبلغه في الدارين قصده وأمله هـ.
ومن ذلك رسالة كتب بها إلى العلامة سيدي عبد الواحد بن أحمد بن التاودى بن سودة، رأيتها بخط العلامة المحقق، قطب الفصاحة وأساس البلاغة والبراعة، مركز العلوم، المحيط بالمنطوق والمفهوم، المتخلق بمكارم الأخلاق، مع الأقارب والأباعد، سيدنا العلامة أبى محمد عبد الواحد، من تحلى بقلائد العقيان، وبرز على الأقران. إلى غاية لا يختلف فيها اثنان، وليس الخبر كالعيان، وكيف لا وهو نتيجة مولانا أبى العباس نجل مولانا الإمام، سيد العلماء الأعلام، وشيخ المشايخ العظام، خاتمة المحققين، ونخبة الأولياء العارفين.
مَن أشرقت أنواره على الحاضر والبادى، سيدنا ومولانا التاودى، قدس الله روحه وأعلى درجته في عليين، وأبقى بركته في ذريته وعقبه وسائر المسلمين إلى يوم الدين، هذا وقد ورد علينا كتابكم السنى، وخطابكم الشهى، وقد تلألأت بمعانى تبيانه وجواهره الحسان أقلام السطور والطروس، واهتزت ببديع براعته وبلاغته الأعطاف والرءوس، وسما ببديع البنان وسحر البيان، على قس وسحبان، لا زالت أقلامكم تجرى بالسعادة والسعود، وتبعث الأمانى البيض من الخطوط السود، وبعد سلام ألطف من نسيم الصبا، وألذ من أيام الشيبة والصبا، وثناء منتظم كعقود الجمان، وأبهى من الورد في أجياد الحسان، فإن سائلكم عن مسألة الحبس قال إنه يأتى برسمه لينظر، فلعله بدا له وتأخر، ونحن على محبتكم مع الاعتراف بنفعكم والأخذ عنكم، زادكم الله شرفا وتعظيما، ومكانة وتكريما،