الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سوى السلطان، عالي الهمة متعفف، ثِقَة كتاب العصر، يحب الخمول، هذا دأبه، إلى أن تُوفِّي بمكناسة الزيتون.
وفاته: تُوفِّي عام ثمانين ومائة وألف.
374 - المهدي بن العلامة الخير الدين أبي محمَّد الطيب بن الصغير بصرى
.
المكناسى النشأة والدار.
حاله: فقيه علامة عامل مشارك، محرر نحرير، متبحر نقاد متفنن، نبيل جليل، مدرس نفاع.
مشيخته: منهم السيد محمَّد فتحا بن محمَّد بصري صاحب المثبت المذكور فيما مر وغيره، أخذ عنه الألفية وبعض مختصر خليل، وبعض الآجرومية، وصغرى السنوسى.
وفاته: تُوفِّي يوم الاثنين موفى عشرين من جمادى الأخيرة عام ثلاثة وتسعين ومائة وألف.
375 - المهدي قاضيها شيخ شيوخنا أبو عيسى ابن الطالب بن
محمَّد فَتْحًا ابن محمَّد الرضا بن أَحْمد بن محمَّد فتح ابن محمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابن حمدون بن عبد الله بن القاضي على بن أبي القاسم بن القاسم.
أول قادم لفاس من غرناطة على عهد أبي عنان.
حاله: شيخ الإِسلام، وحجة الأنام، بحر علم زاخر لا تكدره الدلاء، ولا يدري له أول ولا آخر بين السراة الألباء؛ إمام الفقة والحديث والسير والأصول والفروع، متفرد في المعقول والمنقول، ذو عارضة طويلة عريضة، وأبحاث دقيقة،
374 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في الموسوعة 7/ 2415.
375 -
من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في الموسوعة 7/ 2657.
ومشاركة كاملة في سائر الفنون، ضابط متقن، راوية ذرب اللسان، ثبت الجنان، سياسى ماهر، مطلع خبير بصير بالعواقب، حامل لواء التحقيق في زمانه، مشار إليه بالبنان بين أقرانه، درس العلم بأقطار المشرقين والمغربين فأجاد وأفاد، وخلد الثناء عليه في الأغوار والأنجاد، وكان شيخ مجلس السلطان العادل سيدنا الجد مولاى عبد الرَّحْمَن بن هشام، ثم السلطان سيدي محمَّد، ثم السلطان مولاى الحسن في صحيح البُخَارِى في الأشهر الثلاثة رجب وشعبان ورمضان.
رحل إلى الحج ثامن ربيع النبوى عام تسعة بتقديم المثناة وستين ومائتين وألف فحج وزار، ولقى هنالك جماعة من الفضلاء والأخيار، ودرس بمصر والحرمين، وأقر له بالفضل والتقديم دون مين، ووقع له هنالك ظهور كبير، أخبر به الجم الغفير، وقد مدحه غير واحد من أعلام تلك الأصقاع، فمن ذلك ما مدحه به الشيخ إبراهيم بن سراج الدين الإسكندرانى وذلك في 25 ربيع الثاني عام 1270 من جملة قصيدة طويلة:
فسبحان من أمضى على الجور حكمها
…
وجدد بالمهدى ما كان أخلقه
همام له في صولة البحث مدرك
…
به أنطق الدين الحقيق ومنطقه
وما مدحه به الشيخ حسن بن الحاج على اللقاني في جمادى الأولى عامة.
أفاتكة الألحاظ مائسة القد
…
أضلتك عن نهج الهداية والرشد
إلى أن قال:
أم الدين والدنيا أَشارا وأشرقا
…
فهل هذا روح الله أم قدم المهدى
همام له في الفضل والعلم والعلا
…
خصائص قد جلت عن الحصر والعد
هو البحر بحر العلم والحلم والتقى
…
وكشاف ما تخفى العبارة عن قصد
وهي طويلة طنانة مثبوتة بخطه في كناشته كسابقتها ولاحقتها.
وما قاله في حقه الشيخ محمَّد محمود أفندي الإسكندرانى من قصيدة رائقة طويلة:
إن يكن في الهوى صدودك حظى
…
لا تدع للوشاة منك نصيبا
خل قوما هم الغواة فإنى
…
قد رأيت المهدى فينا قريبا
قام فينا للدين ركنا حصينا
…
وتخلى للعلم صدرا رحيبا
قرشى عنه سمعنا حديثا
…
فرأينا من الحديث عجيبا
ثم رحل ثانية إلى الحج في معية أنجال السلطان المقدس مولاى عبد الرَّحْمَن، وهم: موالينا على، وإبراهيم، وجعفر، وعبد الله، وابن عمهم أبو بكر ابن عبد الواحد بن محمَّد بن عبد الله فبارحوا مكناسا يوم الاثنين خامس رمضان من عام 1274، ودخلوا مصر في 12 شوال، وخرجوا منها في تاسع ذى القعدة، فدخلوا مكة يوم الجمعة 17 قعدة، ودرس بها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا
…
(23)} الآية ووقف على قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا
…
(38)} [سورة الحج 23 - 38] ومن ليلة الأحد سابع ذى الحجة تُوفِّي نجل السلطان مولانا إبراهيم ودفن بالمعلى، بجوار مولاتنا خديجة، ثم رحلوا من مكة ودخلوا المدينة سادس المحرم فاتح عام 1275، ثم أَعادوا الرجوع، فبلغوا إلى الحضرة الملوكية بمكناس أواخر صفر، وما جاء في الاستقصا من أنَّهم لحقوا بالأمير بمراكش سبق قلم، والحق ما نقلناه من خط المترجم مخبرا عن نفسه.
وقد عد في كناشته حسبما وقفت عليه بخطه عدد المراحل التي قطعوها وبعض الوقائع التي لاقوها في طريقهم، وسمى شيوخ الأَزْهَر الذين فرقت عليهم صلة السلطان على اختلاف مذاهبهم وطبقاتهم بعد أن عين للطبقة الأولى ثمانية
وأربعين ريالا، وللثانية خمسة وأربعين، وللثالثة اثنين وأربعين وها نص أسمائهم طبق ترتيبهم:
الطَّبقة الكبرى من المالكية خمسة وعشرون نفرا، وهم: الشيخ محمَّد عليش، الشيخ محمَّد المصورى، الشيخ محمَّد كموة، الشيخ أَحْمد منة الله، الشيخ عمر فتح الله، الشيخ بوشتى التتائى، الشيخ عيسى الغزولى، الشيخ عمر البرطوسى، الشيخ حسن العدوى، الشيخ عبد الغنى المكواتى، الشيخ منصور كساب، الشيخ أَحْمد الإسماعيلي؛ الشيخ على الطهولى، الشيخ عيسى مرزوق، الشيخ ظفر الدسوقيّ، الشيخ محمَّد الحداد، الشيخ محمود بن الشيخ عليش، الشيخ محمَّد رابح التونسى، الشيخ عبد الله عليش؛ عبد المنعم الجرطاوى، الشيخ محمَّد قطة، مصحح الطبع الشيخ محمود الفيومى مكرم، الشيخ عبد الله الدسوقى.
الطَّبقة الثَّانية من المالكية عددهم 22: محمَّد الصاوى، محمد البساطى، محمَّد السنهورى، محمدى أبوهر، إبراهيم دقيس، منصور المناوى، محمَّد بن شهاب، إبراهيم النائمى، عبد الرَّحْمَن عليش، محمَّد الشماخ، محمَّد النطراوى، محمَّد الحفناوى، محمَّد هلال، أبو الحاج على، سليمان الصفن، عيسى البولاقي، عبد القارئ المازنى، محمَّد الكُوفى، إبراهيم الدسوقى، أَحْمد السمخراطى، محمَّد الناصرى، محمَّد العدوى.
الطَّبقة الثالثة من المالكية عددهم 35: محمَّد الجزيرى، محمَّد الشعبوتى، محمَّد نقموس، محمَّد العبادى، حسن داود، أَحْمد الشريف، عبد الفتاح المطيع، سليمان الخونكى، على شعبان، سليمان البولاقي، إسماعيل الخمرى، مضر ناظر المساكين بمسجد أبي العباس بن طولون، عبد الله الطحاوي، محمَّد اللقاني، أَحْمد العطار، عبد الله المكارى، معتوق الفيومى، على الفيومى، محمَّد الكاوى الموقت، محمَّد الأنجباوى، عبد الرَّحْمَن الفيومى، أَحْمد كبره، إبراهيم التونسى، محمَّد الفاسى، محمَّد الأيوبى، يوسف الطحاوي، محفوظ العدوى، أَحْمد
المسلاتى، عبد اللطيف الطهولى، الشيخ عرفة، رزق مجلس، على المصرعاوى، عبد القادر المتيحى.
الطَّبقة الأولى من الشافعية: الشيخ إبراهيم الباجورى، الشيخ إبراهيم السقاظفى المسلط، ظفر الذهبي، عبدة اللقاني، محمَّد الابراستى، أَحْمد أبو مصلح، محمَّد الخنانى، خليفة القشنى، عبد الله النبراوى، السيد أبو عماشة، محمَّد الطوخى، يونس البوهى.
الطَّبقة الثَّانية منهم: عيسى البلتانى، على المخلاسى، إبراهيم الزور، محمَّد الأشمونى، محمَّد العشماوى، محمَّد الدفلاوى، محمَّد الحطمى، نور الدين مسرا بيردى، عبد الرَّحْمَن القيانى النجريدى، إسماعيل الكلاوى، محمَّد القلماوى، حسن المرصفى، محمَّد السبكي الطحاوي، عبد القادر القبلشلى.
الطَّبقة الثالثة منهم: أَحْمد راضى، سيد الشرشمى، محمَّد عميرة، حسن شخيخة، مصطفى عز، عبد الحس عبد اللطيف الشَّاميّ، محمود الغرى، فتوح الشجرى، أَحْمد الغربى الشرقاوى، محمَّد الأنبانى، محمَّد مليحة، أَحْمد الحماقى، فيروش الدمنهورى، على المناوى إمام الحسين، محمَّد البلقامى، ظفر الأشراقى، عبد الله الكفراوى، أَحْمد الأجهورى، أَحْمد المرصفى، عبد النبى البردينى، على الأسيوطى، صالح اليحياوى، إبراهيم الشجليقى، إبراهيم الشَّافعى، سليمان الخواجة، محمَّد النتينى خضر.
الطَّبقة الأولى من الحنفية: محمَّد العباس، المهدى الدافعى الطرابلسى، محمَّد القطب، ظفر القرسنى، إسماعيل الحلبي، عبد الرَّحْمَن البحراوى، على البلقى، عبد الحميد شيخ الأتراك.
الطَّبقة الثَّانية منهم: أَحْمد أبو العز، سليمان الخلفاوى، عبد المطلب إبراهيم الربعى، حسن الخليلى، وهبة الأسيوطى.
الثالثة منهم: عبد العظيم الطحلاوى، عبد القادر الرافعى، إبراهيم القطب، عبد الوهاب السليماني، يوسف أفندى العاجز، أبو العلاء الحلفوى.
من الحنابلة الطَّبقة الأولى منهم: عبد الرَّحْمَن الحنبلي انتهى لفظه.
وفي أوائل صفر عام اثنين وسبعين ولى قضاء بَلَدِنا مكناسة الزيتون، وبقى واليا بها إلى أن نقله الله، ومع ما كان عليه المترجم من الحظوة والجاه، فقد كان كثير التنصل من توليته خطة القضاء، فقد وقفت على عدة مكاتيب بعث بها إلى جلالة السلطان يطلب الإعفاء من الخطة ويعتذر بشدة رغبته في التأليف والتدريس مع كبر السن، فلم يجب إلى رغبته لما عرف به من العدل والاستقامة والصرامة في الحق.
فمن ذلك مكتوب بعث به إلى الوزير الطيب بو عشرين بتاريخ 29 شوال عام ستة وسبعين أَلح فيه كثيرًا وأكثر من الاستعطاف، ومكتوب آخر بعث به إلى المذكور أَيضًا لم يدع بابا من أبواب الالتجاء إلى الأعتاب الشريفة إِلَّا وَلَجه، ومع ذلك قدمت الجلالة الشريفة حقوق الأمة على حقوقه رحمه الله رحمة واسعة.
مشيخته: أَخذ عن العلامة سيدي عبد السلام الأزمى المتوفى يوم الأحد عاشر شعبان عام واحد وأربعين ومائتين وألف وهو عمدته في المعقول، وعن السيد عبد القادر الكوهن المتوفى بطيبة الطيبة عام ثلاثة وخمسين ومائتين وألف وهو عمدته في الفقه، وعن سيدي محمَّد الحراق وهو عمدته في التفسير والحديث، وأجازه الثلاثة عامة، وعن سيدي على بن إدريس قصارة أخذ عنه النحو والحساب والعروض، وعن سيدي بدر الدين الحمومى، وشيخ الجماعة السيد محمَّد بن عبد الرحمن الفيلانى وغيرهم.
الآخذون عنه: أَخذ عنه بمصر الشيخ عليش، والشيخ عبد الهادي نجا الأبيارى، وبدمشق الشيخ دكدوك، وبفاس أخوه السيد أَحْمد قاضى مكناسة من بعده، والحاج محمَّد جنون صاحب اختصار الرهونى، وشيخنا أبو العباس بن الخياط الزكارى، وشيخنا السيد العباس بن أَحْمد التازى، والعلامة سيدي جعفر الكتابى، والقاضى السيد حميد بالتصغير بنانى، وخلق وبمكناس السيد فضول ابن
عزوز، والسيد فضول السوسى، وابن الجيلانى السقاط، والسيد المختار الأجراوى، والسيد محمَّد الهويج وغيرهم.
مؤلفاته: حاشية على المسلم في المنطق وحاشية على رسالة العضد، وشرح على الهمزية، وحاشيتان على الخرشى، وحاشية على المحلى على جمع الجوامع، وحاشية على صحيح البخارى، وحاشية على السعد، وتقاييد كثيرة في أوضاع مختلفة.
شعره: من ذلك قوله داعيا ربه بتيسير الحج له ولإخواته:
يا ربنا يسر لنا المحجة
…
لبيتك العتيق كى نحجه
بالمال والصحة والهناء
…
ورفقة طيبة الثناء
يدعوك ربى أَحْمد والمهدى
…
وعمر متعهم بالقصد
وقد استجاب الله دعاءه فحج جميع من ذكر.
وقوله معتذرا وقد استدعاه السلطان الأعدل سيدي محمَّد بن عبد الرَّحْمَن قدس سره، للخروج معه في بعض أسفاره، وذلك في ربيع الأول عام أربعة وثمانين ومائتين وألف بواسطة وزيره السيد الطيب بن اليماني حسبما ذلك بخط يد المترجم في كناشة له ومنها نقلت:
بلغت سنين فقل البصر
…
وأثقل فكرى وعظمى الكبر
وبان المنام وجمع الملاذ
…
فماذا أؤمل ما المنتظر
وأترابنا قد مضوا جملا
…
فكانوا كطيف بدا فغبر
وأنت الإِمام الرءوف الشفيـ
…
ـق بكل الورى وجميع البشر
فكيف بمن عمره معكم
…
مضى في الحديث وآى السور