الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتب من ولا يخفى عليكم وسمه لطف الله به محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهير بابن هنو تغمده الله برحمته ثامن وعشرى شعبان عام تسعة وعشرين ومائتين وألف.
271 - محمد بن أحمد بن الكبير العوفى قاضيها
.
حاله: فقيه جليل، علامة نبيل، صدر نحرير، فاضل كامل، قدوة بركة شهير، حافظ حجة حفيل، إمام خطيب، مصقع بليغ، تولى خطة القضاء بالحضرة السلطانية مدينة مكناسة الزيتون، وقفت على رسوم بخطاباته وإعمالاته والتسجيل عليه أحدها بتاريخ سابع ربيع النبوى عام 1228 ثمانية وعشرين ومائتين وألف وآخر بتاريخ ثلاثين ومائتين وألف.
حدثني من أثق به من أهل العدل أن أهل مكناس رفعوا شكواهم بالمترجم للسلطان العادل مولانا سليمان وطلبوا منه عزله عنهم فلم يرفع لهم رأسا، وقد كان عزم على الوقوع ببعض عتاة البرابر، وأظنه عين له زمور الشلح، فلما نزل بهم ظهروا عليه فصار يقول: اللهم اشهد بأنى عزلت العوفى عن منصبه. فوقعت الكرة حينا على أولئك العتاة وظفر بهم وكسر شوكة بغيهم فنجز عزله في الحال.
شعره: من ذلك قوله مضمنا الكلام على فروع أولاد ابن سودة ونسبهم وما كانوا عليه قديما وحديثا حسبما وقفت على ذلك في بعض الكنانيش ودونك لفظه:
تدرى وتجحد ما ترى قوما رووا
…
عني أحاديث الصبابة ما اختفوا
سل عن غرامك من وثقت بنصحه
…
لتكون من أهل المحبة إذ هووا
واجف الجوى وأرض الهوى متثبتا
…
بشعاره كى لا ترى ممن جفوا
271 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب 7/ 2504.
فالصبر أجدر بالتلذذ في الهوى
…
والذل عين العز فاصبر إن قضوا
ودلالهم فيه المنى لو بالمنا
…
ياهل تمثل من أطاع بمن أبوا
وإذا الذليل تواصلت أفراحه
…
هجر الألى عن باب ذلهم انثنوا
طابت حياة مساعدى ودنا له
…
فأعاق واشيه وسروهم بكوا
ما كل من يهوى يراعى في الهوى
…
نهج الأُلَى يهوى وما عنه نهوا
والمدعى لو شاهدت عيناه ما
…
شاهدته يفنى كأقوام فنوا
تركوا المآكل والمشارب عفة
…
وتمسكوا بودادهم وبه اكتفوا
هانوا النفوس تذللا فحباهم
…
عز الوصال وعاينوا ما قد عنوا
قرت العيون منهم بحبيبهم
…
ورضوا بذلهم له وبه اشتفوا
فغدا الغرام شفيعهم فتشفعوا
…
في المدعين فخيروا فيمن عصوا
فهموا فهاموا في الحقيقة فانجلى
…
عنهم ظلام الجهل فيها واجتلوا
والمقتدون على الشريعة خيموا
…
فسقوا معين شرابها حتى رووا
سهروا الدياجى في العلوم فأصبحوا
…
غرا جهابذة على الفضل احتووا
مثل السراة السوديين فكم بفا
…
س من مجالس أظهروا ولها علوا
حفظا لدين الله من غرناطة
…
جاءوا وما زاغوا ومن كفروا قلوا
بزغوا بدورا موضحين سنا الهدى
…
زمن المرينى فاستقروا وازدهوا
جاءوا إلى نشر العلوم فيالهم
…
بالنسك والدين القويم لها أتوا
ما بان في أفق السعادة طالع
…
للدين إلا نحوه خببا سعوا
في كل عصر هم أئمة وقتهم
…
فتوى قضا نسكا به الفضلا اقتدوا
فسلن لسان الدين أعنى ابن الخطـ
…
ـيب وصفوة والقادرى عمن مضوا
جمعوا الفضائل والمكارم والتقى
…
وعلى معارج نسبة الشرف استووا
فالسوديون جميعهم من متلد
…
منهم بأندلس ومن يمن ثووا
سل عنهم صنعا بذى يمن وعن
…
شرف شهير كالظهيرة قد حووا
فلهم بها مجد وعلم ثروة
…
ومروءة وعلى حبا الخير انطووا
وعصابة منهم بأندلس لقد
…
نسبوا لمرة من قريش واكتفوا
علموا بأن العلم أوفر قسمة
…
بالإرث من طه فحازوا واقتنوا
خاروا انتسابهم إلى علم وما
…
بانوا عن الشرف الأصيل وما انتفوا
شيم إذا عدت يباهى بعضها
…
بعضا ولكن الفعال بها نموا
خل المزايا وائت بالخلق التي
…
كرمت وكل العالمين بها سموا
تنسى الأواخر ما الأوائل أَنهجوا
…
فإذا الأوائل من أواخرهم حيوا
فالسوديون المريون ذوو الوفا
…
لهم المكارم والمنابر قد علوا
ما كان غيرهم استحق دراسة
…
في مدرس أو جامع وهم يروا
ومن استمد سجية من فضلهم
…
منحوا المريد مراده ولكم حبوا
ناهيك ما في الغرب إلا دارهم
…
وهم بها يعسوب سر ما انقضوا
لا زالت الأحقاب تبدى عزهم
…
والعز يتبع شوطهم وله مشوا
سل من تشا في بابهم فهم الأولى
…
سادوا وشادوا ذروة ولها ارتقوا
أكرم بهم يا نعم ما حازوه من
…
مجد أثيل شامخ فيه اجتبوا
هذى شعارهم وهذا دأبهم
…
ما أن يحيدوا عن كريم لا ولوا
زانت مدائحهم نظام محبهم
…
فامتاز بين معانديه وإن عتوا.
ما كل من مدح الكرام أصاب ما
…
فيهم وما كل إذا مدحوا صغوا
لكن مناقب هؤلاء جليلة
…
أنستك ذكر من مضى لما بدوا
دلوا على الهدى القويم بحالهم
…
ومقالهم ومن الجهالة قد شفوا
فالله يحفظهم ويبقى فرعهم
…
وهم هداة للأنام كما اهتدوا
قلت: حدثني بعض العدول المبرزين الأثبات من شيوخى الأعلام، أنه وقف على هذه القصيدة بخط ناظمها عند الفقيه السيد المكى بن سودة نجل قاضى الحضرة المكناسية العلامة السيد الحاج المهدى آتى الترجمة خالية من الأبيات المصرحة بنسبة الممدوحين بها للشرف، وإنما هى ملحقة بالهوامش بخط غير الخط المكتوب به الأصل. هـ.
وعليه فلا ريب أن تلك الأبيات مختلقة، ومما يؤيد اختلاقها ويبرهن على براءة المترجم منها قوله في البيت الرابع والثلاثين من نفس القصيدة: فالسوديون المريون ذوو الوفا، فإنه اقتصر على نسبتهم لمرة، وقد حقق النسابون أن مرة من مشترك الأنساب كما هى في قريش في غيرها من قبائل العرب، وقد تقرر أن الأعم لا إشعار له بأخص معين، وإذا كانت القرشية لم تتحقق فكيف بالهاشمية التي هى أخص، وقوله أيضا قبل ذلك في البيت الثالث والعشرين فسلن لسان الدين الخ، فإن ابن الخطيب وصاحب الصفوة والقادرى في النشر المحال عليهم لم يفه واحد منهم بكون السوديين من أهل النسبة الطاهرة الهاشمية.
هذا وقد وقفت على ما يقطع دعوى كل ناعق النسبة لبيت السوديين في رسالة للعلامة الأصيل السيد أحمد بن سودة قاضى حضرتنا المكناسية جوابا عن
مكتوب مخزنى صدر له في الباب ودونك نص السؤال والجواب بعد الحمدلة والصلاة:
"محبنا الأعز الأرضى الخلفية عم مولانا المؤيد بالله مولاى عرفة أمنك الله سلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: وصل كتابك معلما بأن الفقيه السيد التاودى بن سودة ورد عليك بجريدة عرف بكتابها عدلان يريد إثبات النسبة الطاهرة طالبا منك توجيهها لشريف الأعتاب بقصد اطلاع العلم الشريف عليها وإمضاء مضمونها بالطابع الشريف تسليما لأمرها، وصار بالبال، فقد وصلت وأنهيناها لعلم سيدنا أعزه الله فاستفهم. أيده الله عما كان تقدم لأسلافهم في ذلك، وهل كانوا ينتمون إليها ويدعونها لأنه قد مضى منهم عدد من فحول العلماء كالشيخ التاودى وأضرابه ويبعد كل البعد عدم اطلاعهم على شيء من ذلك وجهلهم به، بل قد وقع الوقوف في عدد من التواريخ الصحيحة على دعوى انتسابهم لمرة بن كعب وبه كنانبشه وتقاييده ولا زالت قائمة الذات إلى إلا آن.
ولو قيل قد يفتح الله للآخر ما لم يفتح به للأول، لقال بذلك والده الفقيه السيد المهدي رحمة الله، وعمه الفقيه القاضى السيد أحمد، فهل يدعى شيئا من ذلك أو يقول بين ذلك عن أمر سيدنا أيده الله ليظهر، وها الجريدة ردت إليك طيه وعلى المحبة والسلام وفي ثانى عشر قعدة عام ثمانية عشر وثلاث مائة وألف".
"الحمد لله حبنا الأجل الأمجد، الفقيه الكاتب السيد الحسين بن سعيد حفظكم الله ورعاكم، وسلامه عليكم ورحمته، عن خير مولانا نصره الله وأدام علاه.
وبعد: وصلتنى نفولتك مع ما كتب به لسيدنا ومولانا الخليفة أسمى الله قدره وعلمنا المراد من ذلك كله، وأن نجيب عنه بما عندنا، فاعلم رعاك الله أن
الذي أدين به الله سبحانه وألقاه به هو ما كنت أسمعه من أشفتى ومنهم أخونا سيدي المهدي وعمى شقيق والدى وهو السيد حمو رحمه الله، هو أن بيتنا بنى سودة ينتهى إلى مرة بن كعب أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه فما يرويه ابن أخي سيدي المهدي المذكور فالله سائله عنه يوم القيامة، وكفى حديث من انتسب إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام، اللهم إنا نبرأ إليك مما يدعيه هذا ابن الأخ وأمه قرميدية بنت هم أمى قرميدية، ولا نعلم له حجة في ذلك لا باعتبار أبيه ولا باعتبار أمه، وبيننا وبين من يؤيده ويعضده الله تعالى.
وأما الجريدة التي أدلى بها فلا تقوم له بها حجة، لأنها مطعون فيها من وجوه كلها شرعية، إذ مبناها على هى بن بى، وقد قال التتائى شارح خليل نقلا عن التوضيح قضية والناس مصدقون في أنسابهم وتبعه بهرام ما نصه: وهذه العبارة واضحة بالنسبة للالتحاق، وأما إن ادعى شخص أنه شريف فينبغى أن لا يصدق، فكتب عليه العارف بالله سيدي عبد الرحمن الفاسى في حواشيه على المختصر ما نصه، فقول التتائى: فينبغى أن لا يصدق، يعني حماية لجانب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرة، فهو موافق لما نص عليه غيره من العلماء.
وكفى هذا فقها قاله وكتبه مشهدا به على نفسه في ثالث حجة الحرام متم عام ثمانية عشر أحمد بن الطالب بن سودة، ولا أقول السودى لأنه نسبة إلى قرية باليمن، مع أن سكنى أسلافنا غرناطة ثم بفاس زيادة أسلافنا قدموا في جند الشام زمن بني أمية إلى الأندلس، فنزلوا إلبيرة ثم انتقلوا إلى غرناطة ثم إلى فاس وقاها الله من كل باس" من خط من كتب من خطه بحروفه وناهيك به حجة.
وفاته: توفي شهيدا رحمه الله بالطاعون الذي كان عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف، ودفن بروضة المولى عبد الله بن حمد الولى الشهير آتى الترجمة بالمباح الموالى لكدية العشاق، كما وقفت على ذلك ببعض التقاييد الموثوق