الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته: توفى ليلة الاثنين خامس صفر الخير عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن بضريح سيدى الدغوغى من حومة جامع الزرقاء.
321 - محمد بن عبد الواحد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد
بن عبد القادر النقيب بن عبد الواحد بن الولى الصالح المتبرك به حيا وميتا أبي العباس أحمد الشبيه.
دفين روضة رأس التاج المعروفة اليوم بروضة عمرو الحصينى، إحدى الروضات الشهيرات بالحضرة المكناسية، وإلى أبي العباس هذا ينتسب كافة الشبيهيين.
وهو ابن عبد الواحد بن عبد الرحمن بن أبي غالب بن عبد الواحد بن محمد بن على بن عبد الواحد المجاهد، وهو أول نازل من الجوطيين بمكناسة، وفيه يجتمع الشبيهيون والطاهريون.
وهو ابن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن محمد بن على بن حمود بن يحيى ابن يحيى مرتين بن إبراهيم بن يحيى الجوطى على قول ابن القاسم بن إدريس الأزهر، بانى مدينة فاس ودفينها ابن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن ابن الحسن بن على وفاطمة الزهراء ابنة سيد المرسلين ورسول رب العالمين، مولانا محمد الصادق الأمين، صلى الله عليه وآله وأصحابه والتابعين، الشريف الحسنى الإدريسى الجوطى الشبيه من أهل راوية جده مولانا إدريس الأكبر رضي الله عنه وأَرضاه.
حاله: فقيه علامة، مشارك محاضر، ممتع، باقعة في السياسة والكياسة، كان إليه المرجع في الفتوى بالزاوية الإدريسية، وبيده أزمة نواب قضاتها، وعليه
321 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب 8/ 3844.
التعويل في التعديل والتجريح، وعند إشارته يقف الولاة وغيرهم من الأكابر في كل مهم، مع السمت الحسن، والهدى المستحسن، والدين المتين، والأخلاق الحسنة، والكرم المبذول، والتحبب إلى أهل الخير وموالاتهم والسعى في مرضاتهم ومجاملة كل فريق، بما هو به خليق، مع المبادرة إلى كل فضيلة، والتخلى عن كل رذيلة، مرت عليه سنون عديدة وهو لا يرى إلا في مسجده أو في داره ولا تراه خارجا عنهما إلا في النادر لموجبه القوى.
أما الولائم فقد كان تاركا لحضورها، عكس عيادة كل من له حق يقتضيها من المرضى، ولا يكاد يتخلف عن حضور جنازة تجده في كل ذلك من أهل الرعيل الأول، ولقد كان الإمام في الخمس بالضريح الراشدى، والواعظ الوحيد بالمسجد الجامع من بلده إثر صلاة الصبح يصعد كرسى الوعظ وهناك ويشنف آذان السامعين برقائق التفاسير القرآنية، وجوامع الكلم المصطفية، ونافع معارف السادات الصوفية، فترتاح لذلك القلوب وتنشرح الصدور لحسن تحبيره، وتمكن تصديره.
ولقد كان مع هذا كله لم يترك نصيبه من الدنيا يحسن تدبيرها، وخصوصا الفلاحة، وقد كان قائما بحظ وافر منها، وسيطا بذلك في الثروة وتنمية العقار، وفذًّا واحدًا في الجاه وعلو المنزلة، وخصوصا بعد وفاة مشاركه في الصدارة وكمال المنزلة ابن عمه العلامة مولاى الفضيل.
حدثني ابن عمنا العلامة الأقعد سيدى محمد بن أحمد العلوى أنَّه شاهد يوم موت المترجم رجلا كان يشار له بالخير يقول خطابا لبعض الحاضرين إنه -يعنى صاحب الترجمة- من أهل الخير والصلاح، قال محدثى المذكور: ومن قرائن ذلك أنَّه لما بقى لموته نحو عشرة أيام صمم العزم على أنَّه حان وقت لقيه لمولاه تبارك وتعالى، وتجرد من كل العلائق وأوصى وحبس وأعتق وأعطى وقسم على أولاده حتَّى فراشه ولباسه، ولم يبق في محل سكناه إلا الفراش الَّذي هو
راقد عليه والثياب التي هو لابس لها، وودع أحبابه ومعارفه من حضر منهم بالمشافهة ومن غاب بالمكاتبة، وهيأ نعشه وعين صدقة أيام مَأْتَمه، ومن يغسله، ومن يصلى عليه، ومن يلقنه في قبره إلى غير ذلك، وصار بعد ذلك لا يأذن لمن ودعه في الدخول عليه، ويقول: قد ودعته في الله، واختلى تلك المدة بربه لا يدخل عليه عند الحاجة إلا ولداه الفقيه المولى على والفقيه سيدى محمد، إلى أن انتقل لوطن الرحمة محمود المساعى.
وأنه شاهد يوم وفاته جماعة من سعاة أهل بلده يبكون عليه ويقولون مات أبو الدراويش، كان يعطينا ويفعل معنا.
وبالجملة فالرجل لم يترك بعده ببلده مثله رحمه الله.
وكان سكنى هذه الشعبة الشبيهية التي منها المترجم أولا بمكناس، ثم انتقل جلهم لجوار ضريح جدهم بزاوية زرهون، وبقى البعض إلى الحين الحالى بحضرتنا المكناسية، صانها المولى من كل بلية.
مشيخته: أخذ عن العلامة سيدى أحمد المرنيسى، والعلامة الحاج المهدى ابن سودة، والعلامة سيدى الحاج عمر ابن سودة، والعلامة الحاج أحمد بن سودة، والعلامة ابن عبد الرحمن الحجرتى وغيرهم ممن هو في طبقتهم.
الآخذون عنه: منهم ابن عمنا العلامة مولاى عبد السلام بن عمر العلوى المدغرى، وابن عمنا النقاد الأقعد الثبت السيد محمد بن أحمد، والعلامة سيدى الفاطمى بن الفضيل الإدريسي، وولداه مولاى على وسيدى محمد وغيرهم من أهل العلم والدين.
مؤلفاته: له تقييد في أدب زيارة الأولياء والترغيب في ذلك، وآخر في جواز تأخير السحور إلى طلوع الفجر، وطرر على صحيح البخارى من كتاب