الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
389 -
عبد الله بن عمر بن هشام الحضرمى الأشبيلى القرطبى المعروف بعبيد.
حاله: فقيه علامة مقرئ نحوى أديب شاعر، جوالة في البلاد، ولد بقرطبة ونشأ بها ثم رحل وجال، ولقى الرجال، ثم قصد المغرب وتصدى للإقراء والتعليم، فأخذ عنه بمراكش ومكناسة، وأقام بتلمسان سبع سنين يقرئ بجامعها، ثم صدر إلى الأندلس فسكن ألْمَريّة، ثم نزل مرسية وخطب بجامعها وأقرأ القرآن ثم انتقل منها بعد خمسين وخمسمائة.
مشيخته: أخذ القراءات عن أبى القاسم بن النخاس، وأبي الحسن عون الله ابن محمد، وأبى جعفر أحمد بن عبد الحق الخزرجى، وأبى بكر بن عياش بن مخارج لقيه بإشبيلية، وسمع الحديث من أبى محمد بن عتاب، وأخذ العربية والأدب عن أبى محمد بن متنان، وسمع بألمرية من أبى القاسم بن ورد، وأبى الحجاج بن يسعون.
مؤلفاته: منها كتاب في قراءة ورش وقالون، قال القضاعى في تكميل الصلة: وقفت عليه، وله كتاب الإيضاح والإفصاح، في اختصار المصباح، وشرح مقصورة ابن دريد.
ولادته: ولد بقرطبة لتسع خلون من ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ولم أقف على تاريخ وفاته.
390 - عبد الله بن حماد يعرف بابن زغبوش المكناسى النشأة والدار
.
حاله: كان من أهل المعرفة والنباهة، دخل الأندلس، وسكن شاطبة، وخلف على بنت القاضى أبى عبد الله بن سعادة بعد وفاة محمد بن عاشر الفقيه سنة سبع وستين وخمسمائة، وولد له منها ابنه محمد قال الحافظ القضاعى في
تكملته: ولا أعلم له -يعنى المترجم- رواية بعض خبره عن ابن سالم. قلت: وعبد الله هذا والده هو محمد بن حماد بن رغبوش، وهو الذى امتحنه يدر بن ولجوط في سبعة من قرابته، وكان فقيها خيرًا قرأ بقرطبة وغيرها، وصحب جلة من أهل زمانه حسبما تقدم في ترجمته في المحمدين.
وقد استقضى أمير المؤمنين أبو يعقوب بن عبد المؤمن بن على صاحب الترجمة على مدينة شاطبة وجزيرة شقرون، ومن ذلك الوقت استقر بشرق الأندلس بعض ذريته، ولما أسن رغب في استيطان بلده فأسعفت رغبته فاستوطن داره بتاورا ولم يدخل قط تاجرارت المدينة الآن فيما زعموا أنفة منه لما أصيب به والده وقرابته من المحنة بالذبح التي صدرت لهم من يدر المذكور، وكان إذا أراد لقاء الشيخ محمد بن عبد الله واجاج تلقاه بالبحيرة التي تولى غراستها في ذلك التاريخ، وكان في بلده مكرما وجيها يزوره قضاته وطلبته وأعيانه.
وكان -أعنى صاحب الترجمة- بمدينة فاس يقرأ حين نزلها الموحدون وسنه يومئذ خمس وعشرون سنة، فتشوف في أحد الأيام إلى الإشراف على محلة الموحدين، فخرج من مجلس القراءة وسط النهار وقد انصرف الناس إلى ديارهم والأسوار خالية إلا من حراسها فطلع السور ليطلع منه عليهم، فبينما هو يمشى على السور حدثته نفسه بالهبوط إليهم، فارتاد موضعا خاليا خفيا عن الحرس وربط عمامته في إحدى شرافات السور وتقلد خريطة كتبه وتعلق بالعمامة، وكانت ضعيفة فلما ثقلت انقطعت وسقط في الأرض واعتلت إحدى قدميه، وتسارع إليه الموحدون ورفعوه في درقة ووضعوه بين يدى عبد المؤمن بن على، وأكرمه الموحدون وأحسنوا إليه، وكتب له عبد المؤمن صكًّا بتسويغ ماله ومال أبيه، وأقام معهم يظعن بظعنهم ويقيم بإقامتهم مبرورا لديهم عزيزا عليهم، وكانوا يلحظون من يمت إليهم بسابقة أو هجرة، فلما نزلوا مكناسة ظهر بمحلتهم واتصل ذلك