الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بخطه البارع كتبا عديدة حديثية وفقهية ونحوية، وكان من أهل الفضل والدين المتين والاشتغال بشأنه.
مشيخته: أخذ عن السيد الطاهر بوحدو، والسيد فضول بن عزور، والسيد محمد الهويج، والسيد فضول السوسى وغيرهم، وحفظ القرآن وجوده على سيدنا الجد المولى عبد الرحمن بن زيدان.
ولادته: ولد بمكناس بدارهم من الستينية سابع ذى القعدة الحرام سنة ستين بتقديم السين على المثناة فوق ومائتين وألف حسبما وقفت على ذلك بخط يد والده.
وفاته: توفى في متم ربيع الثانى عام أربعة وثلاثمائة وألف، ودفن بروضة سيدى عمرو الحصينى الشهيرة بالحضرة المكناسية.
307 - محمد بن الأمين السيد المعطى المسطارى المكناسى النشأة والدار
.
حاله: فقيه عدل، مبرز موثوق ماهر، فرضى جليل، أديب بل ناظورة الأدب، ومصدر مفاخر لسان العرب، بارع القلم واللسان، له في الارتجال أكبر باع وشان، جامع لأشتات معانى الكلام في بديع خطاب، مجيدًا فصيحا دون عى ولا إغراب، يراعه يسيل أدبا، وفكره يبدى عجبا، له اقتدار تام عاث الإنشاء، صرفه الله تعالى فيه كيف شاء، من أجل ذلك كانت له المرتبة السامية، والمكانة العالية، ومزيد الحظوة والعناية لدى أفخر الملوك العظام، وسلالة آل بيت الفخام. أمير المؤمنين المقدس أبي عبد الله سيدى محمد، ونجله مولانا الحسن ذى الخلق الحسن الأحمد، أفنى رحمه الله جل عمره في خدمتهما، والتشرف بملازمة عتبتهما، مواظبا على الكتابة في بساطهما الملوكى من أعيان الشعراء والكتاب، محافظًا على
307 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب 8/ 2773.
الآداب اللائقة بذلك الجناب، مخصوصًا بمزيد الاحترام والاعتناء، أعطى اسم شاعر الحضرة دون من عداه من الشعراء.
مشيخته: أخذ عن جلة أعلام بلده مكناسة الزيتون كالشيخ عبد الرحمن بصرى ومن في طبقته.
شعره: من ذلك قوله:
عذب فتعذيب هذا الصب فيك حلا
…
فالكل لما هواك من سواك خلا
لو قلت طأفى لظى وطئت مبتدرا
…
طوعا ولا أتقى حرا ولا وهلا
يا من إذا نظرت عيناى طلعته
…
قبلت موطئه وصرت مبتهلا
دل الكئيب على وصل فقد لعبت
…
به عواصف أشواق بها ذهلا
ورد طيف الكرى لطرفه كرما
…
عسى يراك خلال النوم إن حصلا
وارع لذمة رق يشتكى لهفا
…
كى يستقى من كريم عطفك العسلا
وانظر لفرط جواه فهو منتحل
…
جفا المضاجع والسلوان والبجلا
لم يبق يرقب إلا لسانك ومن
…
سواك لا يرتجى عطفًا ولا بدلا
أنى وحقك لم أزل أقارع ما
…
قد هالنى من جوى بين كفى شغلا
يا من شمائله جلت فليس لها
…
حد ويا مالكا به المنى كملا
وقوله:
مضى الحسن لا تسأل فقلبى في أسر
…
وقلبك جذلان تسارع للفخر
ولا عذر لى دون التشبث بالرضا
…
وأما الهوى يقضى بما شاء من قهر
وأى فتى يهوى ولم يذق الجوى
…
وأقرب ما في الحب وقف على الجمر
وأعذبه هو العذاب فلا تقل
…
مذاق الهوى عذب فكم فيه من مر
ففيما مضى كان الحسان إذا رأوا
…
عفيفا أنالوه الأمان من المكر
ورقوا له ثم انتحوا لوداده
…
ومالوا إليه ميل من شاق للبر
فدام عليهم رونق الحسن والبها
…
ونال الَّذي يهواهم الفوز بالبشر
لذاك رأيت العاشقين تميلوا
…
بمدح شمائل المحسن في الشعر
ولو عاينوا ما شمته اليوم لم تجد
…
أديبا أتى إلا بهجو بلا نكر
فكنت غبيا بالزمان وأهله
…
وهمت بأنسى سنين من الدهر
وصرت على حكم الغرام علامة
…
سميعا مطيعا صنته في دجا فكر
وقوله:
عبث النسيم بقده فتأودا
…
وسرى الحياء بخده فتوردا
رشأ تفرد فيه قلبى بالهوى
…
لما غدا بجماله متفردا
قمر هدى أهل الضلال بوجهه
…
وأضل بالفرع الأثيث من اهتدى
مغرى بإخلاف المواعد في الهوى
…
يا ليته جعل القطيعة موعدا
سلبت محاسنه العقول بناظر
…
يصدى القلوب وباسمه يروى الصدا
يا صاحى الأعطاف من سكر الطلا
…
ما بال طرفك لا يزال معربدا
قاسوك بالغصن الرطيب جهالة
…
تالله قد ظلم المشبه واعتدى
حسن الغصون إذا اكتست أوراقها
…
ونراك أحسن ما تكون مجردا
إن كنت محبوبا فقلبى حاجب
…
لك فاطمئن النوم لا تخش الردى
وقوله وقد طلب منه بعض الطلبة تخميس الأبيات الأربعة المشهورة وهي: صبرت على النيران الخ فخمسها في الحين فقال:
إلى الله رد الأمر وارض وقل عسى
…
ولا تكثرت مهابك القنط عسعسا
فكم سر مضني حيث قال منفسا
…
صبرت على النيران والضرب والأسا
فأبلغنى صبرى لرشف المباسم
فذو الملك يبدى ما يشا ويعيده
…
وفى يده بسط القضا ومديده
فالصبر ما قد غاب تصيده
…
تأن ولا تعجل لأمر تريده
وكن راحما بالناس تبلى براحم
فداج القضا بدر الرضا قد أناره
…
وما موقد إلا سيصلى جماره
ومن ظن شرا للهوان أصاره
…
ومن يزرع المعروف يحصد ثماره
ومن عاند الأيام ليس بسالم
فما ضل حادى البزل أحسن سوقها
…
وما خاب والى الناس يرفأ خرقها
فتحمده نفس قد أخمد شوقها
…
وما من يد إلا يد الله فوقها
ولا ظالم إلا سيبلى بظالم
فلما فرغ منها قال مؤذن الظهر الله أكبر، فقال للسائل: قد استجيب لك قد استجيب لك.
وفاته: توفى أواسط جمادى الأخيرة عام خمسة وثلاثمائة وألف، ودفن بصحن روضة ولى الله تعالى مولاى عبد الله بن حمد من الحضرة المكناسية.