الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وامنن علينا منة تمحو بها
…
أسطار إثم فاحش متكاثر
واسمح وجد وارحم وعجل بالهنا
…
وادفع بيسرك كل عسر ضائر
واجبر صدوعا برحت ما إن لها
…
مولاى غيرك يرتجى من جابر
واختم بحسن الختم واحشرنا مع
…
الهادي محمَّد الرسول الحاشر
صلى عليه الله ما حل الحيا
…
جدبا وأينع كل روض زاهر
والآل والصحب الأفاضل ما انتهى
…
زهو بخير مثل عقبى الصابر
وقوله متغزلا:
بى شادن مهما سرى في غيهب
…
وأرخى الحنادس أفضح الأقمارا
أمسى يجس العود جسا محكما
…
فزرى بزرياب وأنسى الدارا
ومن العجائب والغرائب شاذن
…
يأوى القفار يحرك الأوتارا
255 - محمَّد بن عبد الله بن مصالة الفازازى المعروف بابن عبود المكناسى
.
حاله: فقيه نحوى مفسر لغوى، تعرض لذكره السيوطي في بغية الوعاة وأسند حديثه في طبقاته الكبرى، ونقل عن أبي حيان في النضار أن قبيلهم يسمون عبد الله: عبودا، ومحمدا: حمودا، وأنه من مكناسة الزيتون.
مشيخته: روى عن أبي إسحاق الكمال، وأبى جعفر بن فرتون الحافظين.
الآخذون عنه: أخذ عنه إجازة أبو الحسين بن عبد الله الغرناطى.
256 - محمَّد بن الطيب بن عبد القادر بن الحاج حم سكيرج
.
255 - من مصادر ترجمته: بغية الوعاة 1/ 136، صلة الصلة لابن الزبير 3/ 26.
256 -
من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في الموسوعة 7/ 2418.
حاله: كان فقيها أديباً علامة مشاركا متقنا، أكتب كُتَّاب زمانه وأبرعهم في النظم والنثر، من رؤساء كتاب السلطان الأعظم، علم الأعلام سيدي محمَّد بن عبد الله، قال في حقه بلديه معاصره العلامة الأصيل الأديب الجليل، سيدي سليمان الحوات حسبما وقفت عليه في كناشة له ومن خطه نقلت ما نصَّه:
كتب صاحبنا العلامة الدراكة الأديب الجامع لأشتات العلوم قديمها وحديثها، سلطان الكتبة في ديوان الأمير ملك البحرين أبو عبد الله سيدي الحاج محمَّد بن الطيب سكيرج حفظه الله إلخ.
ومن خطه أيضاً بالكناشة المذكورة ما نصَّه: الحمد لله خرجت من فاس في جملة من أشرافها لزيارة ولى الله إدريس الأكبر بزرهون، فنزلنا مكناسة الزيتون، على روض البلاغة المزهر الأحفل، الكاتب الأديب الأنبل، العالم الأكمل، أبى عبد الله سكيرج الفاسى وصل الله عنايته فألفيناه في مجلس منادمته، مع خاصته من أحبته، على حالة أغرانى على وصفها باستطلاع مطلع أشرف منه على التخليص فقال:
لما أباح النوى راح الفراق وقد
…
ركبت ظهر الفيافى منضيا تعبى
يممت ربعا به للحسن معترك
…
وفيه روض لأهل الفضل والأدب
ثمَّ قال أجز، فأجزت بقولى:
وكيف لا ودليل الحب أرشدنى
…
والحب يرشد أحيانا إلى الأدب
فكان لي موقف على الحبور به
…
في مظهر الأنس بين اللهو والطرب
حيث محيا أبى زيد ورنته
…
يستبعدان قريب الهم والوصب
ولابن زكرى جس في مثالثه
…
أعربن في نغمة الحسين عن عجب
يجيبها بمثانى الصوت مبتسما
…
في وجه عاشقه عن بارق الشنب
في منتدى كعبة الجدوى سكيرجها
…
والعلم ينسل من نجواه عن حدب
فلما وصلت إلى هنا استعادنى إنشادها وهو مقبل على بمحل معه يهتز إعجابا وطربا، ثمَّ تنحى دسته جملة وأجلسنى فيه منفردا بعدما كنت مشاركه في جهة منه فقط، فلما استويت أنشدنى للصاحب بن عباد:
فلو كان من بعد النبيئين معجز
…
لكنت على صدق النبي دليلا
ثمَّ اجتليت عن يسارى، بدر تلك الهالة أبى زيد المزدارى، وهو يقول كأن البرق يلمع علينا من أدبك، والشمس تطلع من غرة طربك، وكأنى المعنى عنده أنشدته مغالطا فقلت:
البرق يلمع لكن من ثناياك
…
والشمس تطلع لكن من محياكا
فاحكم بما شئت فينا غير مكترث
…
بقتل أنفسنا فالحسن ولاكا
والله يا عابد الرحمن ما نظرت
…
عينى بمكناسة الزيتون إلاكا
أودعت سر غرام بيته خلدى
…
لديك فاجعله لي ببيت نجواكا
فنشط للمدح وارتاح، وناولنى مترعات الأقداح، وبقى لا يلتفت إلا إلى، ولا يقبل بحديثه إلا على، غير أنى بين حياة وحين، من صوارمه المصلتة من جفون العين، والنفس تشتهى اقتطاف ورد الخدود، النابت حول غاب قسى الحواجب وأسل القدود، فكان ذلك ولله الحمد داعية العفاف، وآية على حمد عاقبته الانصراف، إذ من العصمة أن لا تجد، إن وجدت فاتئد، فمكثنا على ذلك أياما بين تناشد الأشعار، وتجاوب الأوتار، وكئوس حلال الشراب علينا تدور، من راحات حسان كالبدور، لم نستيقظ من سنة المسرة، إلا بعد أن مضت من الشهر عشرة:
نزلنا على أن المقام ثلاثة
…
فطاب لنا حتى أقمنا بها عشرا
ورب المنزل المذكور، وعلم الإجلال المنشور، حملته الأريحية على المبالغة في الإكرام، بالتردد علينا في كل برهة بموائد الطعام، مختلفة الأجناس، تستلذ مضغها الأضراس، إلى أن انفصلنا كل في وجهته سعيد، وربك الفعال لما يريد، كاتبه سليمان لطف الله به بمنه آمين.
وقال في حقه المقيد المعتنى لسيد محمَّد بن عبد السلام المعروف بالضعيف في تاريخه لدى تعرضه لشعراء الدولة المحمدية أعنى دولة سيدي محمَّد بن عبد الله: الفقيه الأديب الماهر الشاعر، وقال قبله بنحو الورقة: الأديب الفقيه الأريب العروضى، وعده أبو القاسم الزيانى في كتاب الدولة المحمدية أهل الطبقة الثانية الذين نظموا في سلك الكتاب من أول نشأة الدولة المذكورة، وحلاه في بستانه الظريف بالكاتب البليغ الأديب.
وقال قريبه حبنا العلامة الأجل الناظم الناثر السيد أحمد بن الحاج العياشى سكيرج قاضى ثغر الجديدة في الوقت الحاضر في شرحه لرجز المترجم في علمى العروض والقوافى ما نصَّه: وممن ترجم له المؤرخ المتقن الضابط الحجة المتفنن سيدى الطالب بن الحاج كما وجد بخط يده ونصه: القرم الهمام، العلامة المبرز في حلبة النثار والنظام، نادرة الزمان، في التحقيق والبيان، عماد الدولة، وعظيم الصولة، أبو عبد الله محمَّد بن الطيب سكيرج الأندلسى الفاسى. هـ.
وقد كانت بينه وبين معاصره أديب الزمان، وفريد العصر والأوان، أبى العباس أحمد بن الونان صاحب القافية الموسومة باسمه بالشمقمقية التي مطلعها:
مهلا على رسلك حادى الأينق
…
ولا تكلفها بما لم تطق
منافثة ومهاجاة قيل وهو أي المترجم المعنى في قول ابن الونان المذكور:
فبشرن ذاك الحسود أنَّه
…
يظفر من بحر الهجا بالغرق
مؤلفاته: منها رجزه الموسوم بالشافى، في علمى العروض والقوافى، يقول في فاتحته:
حمداً لمن بسط أبحر النعم
…
ومن مديد طوله يؤتى الحكم
ثمَّ على خير الورى صلاتي
…
وآله وصحبه الهداة
والتابعين نهجهم على الدوام
…
ما مدحه صيغ بنثر ونظام
وبعد فالشعر له ميزان
…
به يلوح النقص والرجحان
وفي الختام قال:
لما انتهى سميته بالشافى
…
في علمى العروض والقوافى
وكان وضعه له في ربيع الثاني من عام ستة وسبعين ومائة وألف وأخرجه. من مبيضته في رمضان من السنة المذكورة كما بشرح هذا النظم لقريبه أخينا أبى العباس المذكور آنفا.
ومنها حواش على شرح سيدي محمَّد بن مرزوق المسمى بالمفاتيح المرزوقية، لحل الأقفال واستخراج خبايا الخزرجية، وغير ذلك.
شعره: من ذلك قوله يمدح السلطان الأعظم سيدي محمَّد بن عبد الله كما في تاريخ الضعيف:
ولما رأيت البحر في الجود آية
…
ومن جوده الدر النفيس المقلد
سألته من في الناس علمك الندى
…
فقال أمير المؤمنين محمَّد
وسبب ذلك كما في شرح ابن عاشور على البردة أنَّه اجتمع في مجلس السلطان فأنشد بعض الحاضرين قول الشاعر:
سألت الندى هل أنت حر فقال لا
…
ولكننى عبد ليحيى بن خالد
فقلت شراء قال لا بل وراثة
…
توارثنى عن والد بعد والد
فقال السلطان إن ذلك لغاية في بابه فقال ذلك البعض يعني المترجم لو شئت لقلت أحسن منه وأنشد ما نصَّه:
ولما رأيت الجود في البحر فاشيا
…
ومن جوده الدر النظيم المنضد
فقلت ومن في الناس علمك الندى
…
فقال أمير المؤمنين محمَّد
فتعجب السلطان والحاضرون لارتجاله، وجودة مقاله، وأعطاه السلطان جائزة عظيمة.
وقوله كما في منهل الورد الصافى يهجو عصريه أديب الزمان أبا العباس بن الونان:
ألا قل لغمر جاهل وحسود
…
غيى بليد الطبع حلف جحود
نافس في العلياء حبرا مهذبا
…
له في مقام المجد خير شهود
لعمرك قد أرقيت نفسك للعلا
…
بلا سلم إذ لم تبؤ بفريد
وحاولت أمراً لست تعلم أنَّه
…
تمنع عن ذى منعة وعديد
فكم ظلت أسعى في رشادك علنى
…
أراك حذورا على صرير وعيد
فهأنا ذا مستجمع الفكر راكباً
…
مطية فخر في مقام شهود
تيقظ لقولى واستمع كل حجة
…
فإنك يا ابن القن بيت قصيد
وخذ من قرى الأبطال ما أنت طالب
…
فأنت على راصى الندى بشديد
ولا تأس إن أبصرت زلزال بارق
…
تقدمه نكباء ذات خلود
وأنك ما نبهت منى نائما
…
فللطعن فاصبر واعتجز بضمود
فأما اكتساب المجد من عهد يعرب
…
فما هو عن أسلافنا ببعيد
وأما العلا فاسأل ترى فضل آلنا
…
فكم حملوا للمصطفى من بنود
وأما رعايات الذمام فأنها
…
بأذيا لنا نيطت بغير جحود
وأما الندى فانظر بعينك حينا
…
فإن عيون المرء خير شهيد
تخبرك الأنام عني حقيقة
…
بأنى في لخم أعز وليد
ذوى الحسب الموفور والحلم والتقى
…
وكل فخار دائر وجديد
إذا برزت يوما طلائع حزبهم
…
ترى العز يومى نحوها بسجود
تراهم لدى الهيجاء أسدا فواتكا
…
وفي المسلم سباقا لكل مشيد
تهابهم الأسد القواصم في الوغى
…
ويألفهم في المسلم كل وليد
ركابهم تجدى على كل حالة
…
بحرب وسلم من ندى وجسيد
هذا ما وجدته من خطه وهي غير مكملة. هـ لفظ منهل الورود.
وقوله مادحا شرح سيدي محمَّد جسوس على المختصر:
يا صاح إن شئت التنعم في غد
…
والفوز بالعز الصميم السرمدى
وأردت في الدارين إدراك المنى
…
والمكث في عيش هنى أرغد
دع ما يشين العرض من طرق الردى
…
واترك مدى الدهر ادكار المعهد
وانزل من الوغد الجهول بمنزل
…
واترك مصاحبة الذميم الفدفد
ودع التشبث بالغرام وأهله
…
ودع التغزل في القيان الخرد
ودع التوغل في الهوى فطريقه
…
صعب السلوك وشوكه لم يخضد
فالكل حمق لا يرى بسبيله
…
إلا غبى بالهدى لم يعضد
واجنح فديتك للعلوم فإنها
…
تهدى الفتى وتنور القلب الصدى
وهي السبيل إلى النجاة وإنها
…
نهج الرِّضا للمقتدى والمهتدى
كم من جهول ذى غبى في مهنة
…
وحقارة بين الورى كالفرصد
إن عاش لم يسمع له ذكر ولم
…
يرفع له أن صار بين الألحد
لم يكترث أحد به أبدا ولم
…
يعبأ به من جهله كالفرقد
والعالمون ذوو النهى في رفعة
…
لا يهتدى إلا بهم كالفرقد
إلى أن قال:
شد الرحال لنيله واطلبه في
…
كل البلاد وكل فقر فدفد
واركب مطايا الحزم في تحصيله
…
واقن التوضع طول عمرك تصعد
ولتلزم الإنصاف فيه ولا ترم
…
سبل الجدال فذاك شأن العسقد
إلى أن قال:
وذا أردت بلاعنى تحصيله
…
وأردت طول الدهر نيل المقصد
فعليك بالإفصاح والتصريح إن
…
شئت إلى الوصول المقام الأسعد
تأليف شيخ شيوخنا بحر الندى
…
جسوس ذى القدر العلى محمَّد
الفاضل البر الزكى المرتضى
…
الكامل الصدر الذكى الأمجد
نثره: من ذلك ما كتب به من الحضرة المراكشية لابن أخته الشريف المهذب مولاى أحمد بن العربى العراقى بالحضرة الفاسية، ونصه بعد الحمدلة والصلاة كما بكناشة سيدي سليمان بن محمَّد الحوات ومن خطه نقلت: أجل من تحلى بأكرم