الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة المنافقين لأنها رأس ثلاث وستين سورة، وعقبها بالتغابن لظهوره بفقده صلى الله عليه وسلم وتوجد نسخة منه بمكتبتنا عتيقة في مجلد في غالب الظن أنها بخط مؤلفه.
363 - المفضل بصرى
.
وقفت عليه في زمام المدرسين بالجامع الأعظم من الحضرة المكناسية الذين يقبضون المرتب العلمى بتاريخ خمسين ومائة وألف، وكذا عام واحد وخمسين، ولم أقف على شيء من ترجمته.
364 - المفضل بن العدل الزكى السيد الهادي بن أحمد بن المجذوب صنو العارف بالله سيدي الطيب بن على بن عبد الرحمن بن على بن عزوز
.
دفين زغوان، بلاد قرب تونس كما بخطه.
حاله: بحر علم متلاطم الأمواج، يغسل الناس للالتقاط من فرائد فوائده فرادى وأزواج، فقيه جليل عالم بالتفسير والحديث والسير والفقه والأصول وعلوم البلاغة، ماهر مهارة كاملة في جميع تلك الفنون وغيرها عدا العروض وقرض الشعر، مقتدر مستحضر، متقن للقواعد غواص على درر المعانى واستخراجها من أصدافها بذهن ثاقب وفكر كشاف، عارف بإدراج الجزئيات تحت الكليات، فصيح اللسان، ثبت الجنان، سريع الإدراك والجواب، مع إصابة صوب الصواب، شديد الولوع بالمطالعة، وقفت على عدة من كتبه المطبعية لا تكاد تجد حرفا واحدا في الغالب إلا وأعاده بقلمه.
تولى نيابة القضاء ببلده مكناسة، وانتهت إليه رياسة النوازل والأحكام فيها،
364 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب 8/ 2826.
ثم رشح للقضاء ببلد القصر، وتقلد به تلك الخطة التي هو أحق بها وأولى، وذلك عام واحد وثلاثمائة وألف.
وكان خروجه من مكناس مسقط رأسه لمحل مأموريته القصر الكبير في السادس عشر من ربيع الثاني عامه، ودامت توليته للقضاء ستة أعوام، ولم يشغله القضاء عن التدريس والتقييد، تخرج عليه قادات أجلة، وكانت دروسه للمنتهين أفيد ما خاض في مسألة الإقرار فيها فنونا وأتى بما يبهر العقول، من منقول ومعقول فيبرز المعقول، في قالب المحسوس بأسهل عبارة وأبدع أسلوب، له من المقدرة على التصرف في الكلام والتفنن في أفانين التعبير وتنويع، الأمثلة ما أبهت كل معاند، لا يخشى أحدا، ولا يراقبه لين العريكة، يتواضع مع العالم والجاهل، يبتدئ بالسلام كل من لقيه عرفه أو لم يعرفه، يباسط الصغير والكبير، قليل السعد مع الولاة وذى الحيثيات، صادق الفراسة.
اجتمع يوما مع جمع حفيل من أعيان الأعلام في وليمة وقد تأخر بعض الأعلام المعزومين عن الوقت المعين للحضور فيه، فسأل عنه رب المنزل فأجابه المترجم بقوله: إنه يطالع مسألة ليلقيها علينا، فلما جاء الفقيه واستقر به الجلوس، والتفت إلى المترجم وقال له أيها الفقيه ما معنى قوله تعالى: {
…
وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ
…
(60)} [سورة الإسراء آية 60] مع أن الشجرة لا تكليف عليها، فلا تستحق اللعن الذي هو الطرد عن رحمة الله، فنفر القوم بعضهم إلى بعض تصديقا للفراسة، ثم أجابه المترجم بما معناه في الآية احتمالان: الأول أن يكون اللعن بمعنى الذم مجازا لا بمعنى الطرد، وهي أي الشجرة شجرة الزقوم قد ذمها الله تعالى فهي مذمومة، الثاني أن يكون المجاز في الإسناد أي الملعون آكلها وهو الكافر قال تعالى:{إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44)} [سورة
الدخان] ، فلما فرغ المترجم من تقرير الاحتمالين قال السائل المذكور: والله أيها الفقيه إن هذا هو الذي قالوه فضحك الحاضرون وعلموا صدق فراسة المترجم.
وقد سأله يوما بعض الجلة من أعلام فاس بمجلس عاملها إذ ذاك السيد عبد الله بن أحمد عن قوله تعالى: {
…
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا
…
(14)} [سورة المؤمنون آية: 14] والحال أن العظام مكسوة لحما وجلدا فسكت المترجم، فقال له السائل: أننظرك إلى أن تطالع؟ فقال له المترجم: لا تنظرنى، فلا أخرج من المجلس إلا بعد أن أجيبك، وبأثر ذلك قدمت لهم حريرة (1) فتركت أمامهم إلى أن بردت يسيرا أو جعلت جلدا فنظر المترجم إلى السائل وقال له: ما على الحريرة من الجلد هو حريرة أو غيرها؟ قال: حريرة، فقال له: قد أجبتك فاستحسن السائل جوابه.
وسأله هل قرأت بفاس؟ فقال: الناس يشدون الرحلة إلى فاس بقصد القراءة على أعلامها، وأنا فاس شدت إلى الرحلة حتى قرأت، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: أعلم أهل فاس السيد العباس بن كيران جاء قاضيا لمكناس فأخذت عنه، ثم لما قبضه الله إليه خلفه السيد الحاج المهدي ابن سودة، فكان مضارعا له في سعة العلم والإدراك، وربما فاقه فأخذت عنه كذلك، ولم أحتج إلى ذهاب لفاس، فهذا هو الجواب، فاستحسن منه ذلك.
والذي يظهر لي أن الإشكال في الآية المتقدمة غير وارد، وذلك أن الآية إنما سبقت للاستدلال على باهر قدرة الله تعالى وإلزام المنكر لإحياء الموتى الحجة، ولم تسق لبيان التشريح واستيعاب الأجزاء التي يتركب منها الإنسان، ويمكن أن يقال على تسليم ورود الإشكال إن العظام مكسوة باللحم لا بالجلد واللحم هو المكسو بالجلد، فوقع الاقتصار على المباشر غالبا.
(1) في هامش المطبوع: "الحريرة دقيق يطبخ بلبن أو دسم قاله في القاموس".
أو تقول في الآية حذف الواو مع ما عطفت والله تعالى أعلم، وإنما قيدت بقولى غالبًا لأنه ربما باشر الجلد بعض العظام والنادر لا حكم له.
هذا وقد مدح المترجم غير واحد من الأعلام فمن ذلك قول بعضهم وقد ختم صحيح البخاري:
جادت بوصل قرة الأعيان
…
ذات الجمال اليوسفى الفتان
جاءت تميس كأنها بدر الدجى
…
في غاية الإشراف واللمعان
أهدت لنا من عطفها روحا سرى
…
كالروح في الأحشاء والجثمان
أفنى فؤادى حبها ولطالما
…
كابدت فيه مرارة الهيمان
يا لائمى في حبها ومعنفى
…
دعنى فما منها قسيت كفانى
لو عاينت عيناك ما عانيته
…
لغدوت في أسر الهوى متفانى
لكن فؤادك منه خلو لم يذق
…
ما ذاقه الحذاق من الحان
أهل الهوى أهل الوفا أوصافهم
…
محمودة من سالف الأزمان
كيف السبيل إلى السلو وقد حوت
…
رقى وأفنت مهجتى وجنانى
فهي المنى وهي الهنا وهي الغنى
…
وهي الشفا مما برا وعنانى
لا يسلنى عنها سوى ختم البخا
…
رى عند طود الخير والعرفان
الفاضل العلم المفضل من غدا
…
في النيل مشكور بكل لسان
الفاضل بن الفاضل بن الفاضل
…
بن الفاضل بن الفاضل الربانى
الطيب العطر الهمام المرتضى
…
شمس الهداة السادة الأعيان
العالم العلامة البحر الذي
…
جلت مناقبه عن الحسبان
ذاك الذي صحت دلائل فضله
…
وكماله من غير ما برهان
الألمعى اللوذعى الأريحيـ
…
ـى وسيلتى ومنيتى وأمان
هذا هو القدر الرفيع وذا هو الـ
…
ـركن المنيع مؤسس الأركان
هذا ابن عزوز وحاش جاهه الـ
…
أسمى يعزز في الوجود بثانى
هذا هو البر الزكى المحتمى
…
بحماه في سر وفي إعلان
أخلاقه محمودة أحكامه
…
في غاية الإحكام والإتقان
آدابه غرا وآية فضله
…
كبرى فلا تحتاج للتبيان
همم له شما سمت أسمى السما
…
وعلت معاليه على كيوان
ما شئت من حلم ومن علم ومن
…
كرم ومن حسن ومن إحسان
فالزم مجالسه السنية تلق ما
…
تبغيه من فهم وسبك معاني
وتجد بها بحرا يموج ذكاؤه
…
بلطائف ودقائق وبيان
وترى الفصاحة والصباحة والسكينة
…
والوقار هناك رأى عيان
وترى الختام الأسعد الباهى المنيـ
…
ـر المشرق ألمتلألئ النورانى
ختم شريف طابت الدنيا به
…
وتتوجت بمفاخر التيجان
ختم شريف أشرفت أنواره
…
وبات بجامعنا الكبير الشان
له ختم خصنا المودى به
…
وأزال ما بالقلب من أدران
عمت مواهبه وعم نواله
…
كل الورى قاصيهم والدانى
فالله يحفظ ذا الهمام وجاهه
…
من سائر الأغيار والحدثان
وينيله ما شاء من خبر وإقبال
…
ومن عز ومن سلوان
ما ضاع مسك ختامنا الزاهى وما
…
جادت بوصل قرة الأعيان
وقول آخر:
زارت فأزرت بالنقا والبان
…
تفتر عن در زها وجمان
غيد تلألأ نورها فأضاءت الـ
…
أرجاء بالإشراق واللمعان
حيت فأحيت كل صب هام في
…
ذاك المحيا الفائق الفتان
فاستنشقت أرواحنا من روحها
…
عرفا ذكيا عم بالسلوان
بزغت من الفلك المضى لكنها
…
سقط العشاء بها على سرحان
ظلت تقد العاذلات بقدها
…
وترى الغوانى نخوة الميسان
أنى يماثل حسنها وجمالها
…
بدر الدجى وخرائد الغزلان
عجبا لريم راضت الأسد الغضا
…
ب إلى حمى الإسعاف والإذعان
لما درت أن أرقتنى بالنوى
…
رقت فراقت مهجتى وجنان
إذ طوقت حلى المكارم والوفا
…
وتسربلت بلطائف الإحسان
وتتوجت بشراف أخلاق تهـ
…
ـز الراسيات بلازم الإمكان
وأرت بمعصمها المسور آية
…
منها شاهدنا باهر البرهان
خل العواذل لو تسارع غيهم
…
للإفك هاذى قرة الأجفان
هذى التي منها الصباحة أفصحت
…
للفاضلين بدرة العرفان
هذى ذكاء فريدة العقد النفيـ
…
ـس من هبتك قلائد العقيان
هذى التي زفت لكفؤ شاقها
…
وهنانة ما إن لها من ثانى
بدر سما فوق السما بصباحة
…
علم الأجاود غرة الأعيان
قد فاق أهل الفقه بالتوفيق والـ
…
ـتدقيق والتحقيق والتبيان
جبذ الشوارد من علوم أحجمت
…
عنها الليوث فقادها بعنان
وأتى الحديث بعفة ونباهة
…
فجلى عنا الأصداء والأدران
وأماط عنه خماره فأقره
…
قاعا قريرا في قرى الأذهان
فعنا له التحرير والتقرير والـ
…
ـتصدير في سر وفي إعلان
وغدا يعرف بالثقات عن الثقات
…
بنقله من غير ما ديوان
بفضيلة التدريس والتدريب في
…
أحكامه شهدت له الثقلان
هل كل من أقرأ البخاري راق من
…
يصغى إليه فمال كالسكران
ما مثل قاضينا ابن عزور المفضل
…
حسن روض عاطر فينان
أعطاه ربى رفعة وسيادة
…
وكلاءة من صوله الأزمان
أو ما هو ابن الأوليا وكريمهم
…
هذا المهذب سيد الأقران
أو ما مواهب ربنا هذى التي
…
ظهرت عليه من رضى الرحمن
خال الصفا فتواصلت أمداحه
…
في كل قلب نير ولسان
لو لم يكن أهلا لكل جليلة
…
ما أوتى الفصل المزيح الران
لما تصدى للحديث ففاز منـ
…
ـه السامعون برقة وحنان
لله من ختم بمسجدنا المعـ
…
ـظم ليلة القدر ارتقى لعنان
حضرته أهل الفضل يا بشراهم
…
فازوا برأفة ربنا المنان
إن ابن إسماعيل نور يهتدى
…
بكتابه في حالك الديجان
لمَّ الأحاديث الصحاح وجاء في
…
أبوابه بمفاتح الإيمان
فهو الرشاد أمن بغاه فانتهج
…
بسبيله تحظى بأى معان
تخذ الأساتيذ العظام أئمة
…
أكرم بهم من ستة تيجان
ملكوا زمام العلم والتقوى فمن
…
يقفو طريقهم اكتفى بأمان
غرفوا من الميم الخضم شهامة
…
فسقوا معينهم لذى الإمعان
حياهم المولى الذي سناهم
…
لحبا الرضا وعناية الرضوان
وأمدنا من عطفهم بالمبتغى
…
من مالك الملك العظيم الشأن
سبحان من يعطى لكل ما نوى
…
ويقيل عثرة ذا الأسير العان
من يرتجى مدد النبي محمَّد
…
صلى عليه الله كل أوان
وعلى الصحاب وآله ما قيل قد
…
زارت فأزرت بالقنا والبان
وقول آخر:
حديث الصبا رويته عن قرنفل
…
عن الورد عن زهر الربيع المفضل
عن الآس والنسرين والياسمين عن
…
أكارم زهت بالقيقلان وصندل
عن الملك عن عرف البنفسج عن سنا
…
رياض أنيق فيه راق تغزلى
عن الجزع عن نشر الخزامى فلعلع
…
فربع بني سعد خيام التجلل
عن الشعب عن جيران ساكنة الحمى
…
حمى له في كل المسالك موئلى
عن الشوق عن قلبى عن الوصل عن لقا
…
حبائب منهم الغزالة تجتلى
عن الفجر عن صبح تلته لويلة
…
تنزلت الأملاك فيها من العلا
فناهيك من صبح تلألأ نوره
…
بختم البخاري في ضحاه المهلل
تاب جليل أظهر الله سره
…
فخص به التعظيم في كل محفل
تفرد بالإسناد عن ستة هم
…
ذوو العزم في أبناء أكرم مرسل
حباهم من أولاهم كل رفعة
…
وبوأهم من فضله كل منزل
فسادوا جميع الناس حيث تأهلوا
…
لجمع صحاح حبها كل أمثل
فجاه ابن إسماعيل سيدنا الرضا
…
محمَّد النحرير دون مترا على
لذلك مزاياه توالت وأنهجت
…
لنا سبل الإرشاد رأد تأمل
فقراؤه والسامعون كفاهم
…
تغشاهم الإشراق من نوره الجلى
أما ثملوا لما سقوا جام عطفة
…
أصارتهم في زمرة الحزب الأول
فيا آل بدر ها مشوقكم رجا
…
بجاهكم يحظى بكل مؤمل
فأنتم وقاية الضعيف وأنتم
…
وسيلة أندادى عليكم معول
فمنوا وجودوا واعطفوا وتفضلوا
…
على عسى ما هال قلبى ينجلى
فإنى مكظوم وحالى ما خفى
…
على علمكم يا جيرة الجانب العلى
وها بالبخارى جئتكم متوسلا
…
فحاشاكم تثنوا على توسيلى
وبالجامع الكبرى التي ضاع نشره
…
بها عند تدرس الفقيه المبجل
من امتاز في هذى البلاد ببره
…
وصار نجيبا فاق كل مفضل
ولا غرو إن الفرع يتبع أصله
…
وكيف وهذا من سلالة أفضل
تشبث صان الله ربى شبابه
…
بمن سن إيضاح الحديث المسلسل
فأصبح يقفو نهجه بِدراية
…
ففض وثاق القفل عن كل معضل
وأوضح أبواب الوصول لفهم ما
…
تقاصرت السباق عنه بأجمل
فإدراكه لا يمتطيه مشارك
…
فيال ابن عزوز الزكى المفضل
أنور الدياجى لا برحت مفضلا
…
بريئا نزيها عن أذى المتقول
وقاك الذي رقاك أسنى منصة
…
مراقى العلا عنها تراءت بأسفل
وتوجك التقوى لتزداد عزة
…
وعلمًا بأحكام الكتاب المفصل
وأعطاك من يحيى النبي إجابة
…
كما زكريا قد أجيب بأنبل
ولا برحت علياك يبرق سعدها
…
فترغم من شاناك بالعز الأكمل
وهاك أبدر التم مني خريدة
…
تحلت بعقدها النفيس المكلل
بختم البخاري ضمت الحسن والبها
…
وأصبح منها الجيد غير معطل
بها فكرتى رامت قبولا فجد لها
…
بما ترتوى منه فإنك منهلى
وإنك ممن حاز علما وسوددا
…
وفار بمجد في البرايا مؤثل
فإن تفتخر فاس بأعلامها فها
…
سناك بمكناس جدير التهلل
فلا شك هذا الختم مفتاح رحمة
…
من الصمد الأعلى إليه تبتل
أيا يا عالم النجوى ويا سامع الدعا
…
ويا كاشف البلوى دعاى تقبل
وجد واعف وارحم وامح كل جريمة
…
تخللتها في سابق ومؤجل
وأخلص لوجهك الكريم مدائحى
…
فقد طل في الأهواء قدما توغلى
وعن أمة الهادي الشفيع محمَّد
…
تجاوز إذا الصفح العظيم التفضل
وصل عليه يا كريم وآله
…
وأصحابه أولى الرضا والتوكل
صلاة تناجى بالبشائر من يقل
…
حديث الصبار وتيه عن قرنفل
إلى غير هذا مما لو تتبعناه لجاء في مجلد ضخم ولكن ما لا يمكن كله لا يترك كله.
مشيخته: أخذ عن شيخ الجماعة في وقته بالحضرة المكناسية السيد مبارك بن
عبد الله الفيضى المترجم سابقا، والسيد العربي بصرى المدعو قطيطة، والسيد المهدي بادو، والسيد المهدي بن سودة، والسيد العباس بن كيران وغيرهم من الفحول النقاد.
الآخذون عنه: أخذ عنه شيخنا الحاج المختار بن عبد الله، وشيخنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد السلام الطاهرى، وشيخنا أبو عبد الله محمَّد القصرى العبدري (1)، وأبو عبد الله المدعو الهويج، والعلامة السيد التهامى بن عبد القادر المدعو الحداد، والعلامة الأديب السيد الغالى بن المكي السنتيسى، والشريف مولاى المصطفى بن عبد الرحمن المترجم فيما مر، والسيد إدريس بن اليزيد، والشريف سيدي محمَّد بن العربي المنونى، وشيخنا أبو عبد الله محمَّد العرائشى حفظه الله، وخلقٌ.
مؤلفاته: منها كشف الران، عن قلب مانع الزيارة ومفضل الوظيفة على القرآن، والنصيحة الشافية النافعة للطريقة الدرقاوية، وشرح على رجز سيدي العربي الفاسى في الذكاة اختصر فيه شرح الزياتى، وكواكب البسملة، وشرح على أبيات الهلالى: ألا يا لطيف لك اللطف إلخ، وشرح على الألفية لم يكمل، وشرح على الهمزية لم يكمل وغير ذلك.
وفاته: توفي في شهر صفر عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف، ودفن بالزاوية الكنتية بحومة صدراتة من العاصمة المكناسية، وقد رمز لوفاته أحد نجباء تلاميذه وهو السيد إبراهيم بن محمَّد بن قاسم المسطاسى بحروف (حمدا وشكرا وزهدا حاو) من قوله:
هذا ضريح سليل الأكرمين ومن
…
قد فاق مجدا وعلما سائر العلماء
هذا المفضل نجل القرم من فخرت
…
به الدنا فامتطى من فخره السنما
(1) في الموسوعة: "العبدوى".