المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌207 - محمد فتحا بن عيسى الفهدى - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس - جـ ٤

[ابن زيدان السجلماسي]

فهرس الكتاب

- ‌206 - محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن على بن غازى العثمانى الأصل

- ‌207 - محمد فتحا بن عيسى الفَهْدى

- ‌208 - محمد بن مخلوف الضريسى المكناسى

- ‌209 - محمد بن قاسم بن عبد الواحد الكتانى النسب الفاسى الأصل المكناسى النشأة الحسنى الإدريسى

- ‌210 - محمد بن أبي القاسم بن على بن عبد الرحمن بن أبي العافية المكناسى

- ‌211 - محمد بن الإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد

- ‌212 - محمد بن حسين العبدلى السهلى، وقيل اسمه أحمد، شهر بأبى الرَّوَايَن

- ‌213 - محمد بن قاسم بن على بن أبى العافية المكناسى

- ‌214 - محمد بن محمد بن أحمد بن على بن عبد الرحمن

- ‌215 - محمد بن عبد الرحمن بن بصرى الولهاصى

- ‌216 - محمد فتحا بن الشيخ أبى المحاسن يوسف الفاسى وأكبر أولاده

- ‌217 - محمد فتحا بن محمد بن موسى المكناسى المدعو العشير

- ‌218 - محمد الوقاد المكناسى

- ‌219 - محمد بن أحمد بن محمد التلمسانى أبو محمد قاضيها يعرف بابن الوقاد

- ‌220 - محمد بن قاسم بن محمد الأنصارى المالقى الضرير الشهير بابن قاسم نزيل مكناسة الزيتون

- ‌221 - محمد بن محمد الغمارى بالمعجمة الكومى المكناسى

- ‌222 - محمد بن مبارك الزعرى الأصل المكناسى النشأة

- ‌223 - محمد السبع بن عبد الرحمن المجذوب الولى الشهير

- ‌224 - محمد بن أبى القاسم بن محمد بن محمد بن قاسم بن أبى العافية الشهير بابن القاضى المكناسى

- ‌225 - محمد بن أحمد بن عزون الجزنائى أبو عبد الله المكناسى

- ‌226 - محمد بن أحمد بن عزوز المكناسى

- ‌227 - محمد بن أحمد الصباغ لقبا البوعقيلى نسبا

- ‌228 - محمد فتحا ابن الحافظ الضابط أحمد بن أبى المحاسن يوسف الفاسى

- ‌229 - محمد العرائشى أبو عبد الله

- ‌230 - محمد الغمارى

- ‌231 - محمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن جابر الغسانى الأصل

- ‌232 - محمد بن الحسن المجاصى

- ‌233 - محمد بن أحمد المزطارى المكناسى الشاذلى

- ‌234 - محمد بن محمد العناية

- ‌235 - محمد بن عمر السجلماسى الأصل الزرهونى الزاووى الدار والإقبار

- ‌236 - محمد البصرى المكناسى

- ‌237 - محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بصرى المكناسى الشيخ المقرئ

- ‌238 - محمد بن محمد الكاتب القيسى الأندلسى نجارًا، الفاسى منشأ ودارا وقرارا

- ‌239 - محمد المدعو حم بن عبد الوهاب الوزير الغسانى الأندلسى الأصل الفاسى الدار والوفاة المكناسى الوظيف

- ‌240 - محمد فتحا بن مولانا الجد الأعظم أمير المؤمنين مولانا إسماعيل

- ‌241 - محمد بن الفقيه البركة أبى القاسم عليلش الحضرمى القرشى البكرى الصديقى التيمى

- ‌242 - محمد بن أبى مدين بن الحسين بن إبراهيم السوسى المنبهى

- ‌243 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد فتحا

- ‌244 - محمد أبو عبد لله بن محمد العكارى الرباطى

- ‌245 - محمد بن العربى الغمارى

- ‌246 - محمد فتحا الحاج بن عبد القادر التستاوتى

- ‌247 - محمد بن العلامة أبى عبد الله محمد بن الإمام المتقن أبي زيد عبد الرحمن بصرى الولهاصي

- ‌248 - محمد بن العياشى أبو عبد الله المكناسى

- ‌249 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف الفاسى

- ‌250 - محمد أبو عبد الله المكناسى الأصل الفاسى الدار والإقبار

- ‌252 - محمَّد حنوش

- ‌254 - محمَّد البوعصامى:

- ‌255 - محمَّد بن عبد الله بن مصالة الفازازى المعروف بابن عبود المكناسى

- ‌256 - محمَّد بن الطيب بن عبد القادر بن الحاج حم سكيرج

- ‌257 - محمَّد البوعصامى المكناسى أصلا الفاسى داراً ومنشأ وقراراً

- ‌258 - محمَّد المدعو البهلول بن عبد الرحمن الفيلالى البوعصامى

- ‌259 - محمَّد بن عبد السلام البيجرى

- ‌260 - محمَّد بن الحسن الملقب بالجنوى الشريف الحسنى العمرانى.نزيل مكناس

- ‌261 - محمَّد بن العلامة النظار محمَّد بن عبد السلام البيجرى المكناسى

- ‌262 - محمَّد بن عبد الواحد بن الشيخ الأموى المكناسى

- ‌263 - محمَّد بن الحسن الوكيلى

- ‌264 - محمَّد فتحا بن محمَّد بن سميه بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌265 - محمد بن العلامة القاضى أبى عبد الله محمد الطيب

- ‌266 - محمد بن عبد الوهاب بن عثمان الكاتب السفير الرحالة الوزير الكبير المكناسى النشأة والدار

- ‌267 - محمَّد بن قاسم بن حَلَّام المكناسى الدار والقرار

- ‌268 - محمد بن عبد القادر بن محمد فتحا بن عبد القادر بن على بن موسى بن المير الصبيحى النافعى الغربوى أصلا الزرهونى داراً ومدفنا يعرف بابن قدور

- ‌269 - محمد بن العربى الزمورى، من زمور الشلح القبيلة البربرية الشهيرة، الحدرانى بفتح الدال وتشديد الراء نسبا المكناسى دارا

- ‌270 - محمد بن عيد الرحمن الشهير بابن هنو اليازغى قاضيها

- ‌271 - محمد بن أحمد بن الكبير العوفى قاضيها

- ‌272 - محمد بن الكبير العوفى

- ‌273 - محمد فتحا بن أحمد بن محمد بن الولى الصالح

- ‌274 - محمد بن عبد الوهاب أجانا

- ‌275 - محمد بن عمر الصنهاجى الأصيل المكناسى الدار

- ‌276 - محمد بن حمادى الصنهاجى الأصل المكناسى الدار

- ‌277 - محمد السلاوى أحد موالى السلطان مولانا سليمان والداً عن والد

- ‌278 - محمد الزرهونى الأصل الفاسى الدار

- ‌279 - محمد بن الطاهر بن محمد بن محمد فتحا بن السعيد

- ‌280 - محمد بن منصور الفويسى المراكشى

- ‌281 - محمد بن الطيب الشريف الحسنى العلوى البلغيثى

- ‌282 - محمد بن إدريس بن محمد العمراوى الوزير الأديب الكبير

- ‌283 - محمد أبو عبد الله بن على بن حرزهم المكناسى أصلاً ومنشأ ودارا

- ‌284 - محمد فتحا بن أبي سالم عبد الله بن الطاهر الشريف الأمرانى

- ‌285 - محمد بن العربى بن عمر الصنهاجى أصلاً المكناسى داراً ومنشأ

- ‌286 - محمد فتحا ابن الهادى غريط المكناسى النشأة والدار المراكشى الإقبار

- ‌287 - محمد بن عبد السلام بن عبود أبو عبد الله المكناسى أصلًا ومنشأ السلاوى الدار والمدفن

- ‌288 - محمد الوزير أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله غريط

- ‌289 - محمد أمزاج المكناسى الأصل الفاسى النقلة والدار

- ‌290 - محمد بن هاشم العلوى الحرونى المكناسى الدار والإقبار

- ‌291 - محمد بن محمد بن التهامى بن حمادى الحمادي المدعو السريح المكناسى

- ‌292 - محمد بن الهادى بن عبود المكناسى النشأة والدار والقرار والإقبار

- ‌294 - محمد بن المجذوب ابن عزوز يدعى الهويج بالتصغير المنكاسى

- ‌295 - محمد بن محمد بن أحمد المصمودى

- ‌296 - محمد بن الهادى الشريف الحسنى العلوى حفيد السلطان مولانا سليمان

- ‌297 - محمد بن سميه بن العناية ابن فقيرة الأنصاري المكناسى

- ‌298 - محمد بن محمد المترجم قبله يليه ابن محمد بن فقيرة

- ‌299 - محمد الأمرانى

- ‌300 - محمد الزهنى الزرهونى

- ‌301 - محمد فتحا الأمرانى

- ‌302 - محمد بن على النيار أبو عبد الله الأندلسى القص رى مولدًا ومنشأً المكناسى دارًا ووفاة

- ‌303 - محمد بن محمد بن الجيلانى بن المعطى السقاط الأندلسى الأصل المكناسى

- ‌304 - محمد بن عبد الله الغريسى المشرى الحسنى نزيل معسكر

- ‌305 - محمد الخرزة

- ‌306 - محمد بن عبد الله بن محمد الطاهر بن عبد القادر بن عبد الله بن فخر الملوك مولانا إسماعيل

- ‌307 - محمد بن الأمين السيد المعطى المسطارى المكناسى النشأة والدار

- ‌308 - محمد بن إدريس بن الطيب الواسترى المكناسى

- ‌309 - محمد بن الخليفة التونسى الأصل المدني الدار، المغربى الرحلة والجوار

- ‌310 - محمد بن العربى المنونى المكناسى الأصل والنشأة والدار والإقبال

- ‌311 - محمد بن أحمد بن المكي السوسى

- ‌312 - محمد بن محمد فتحا المنونى الحسنى المكناسى النشأة والدار والوفاة

- ‌313 - محمد أبو عبد الملك بن زيدان

- ‌314 - محمد أبو عبد الله السوسى الأصل

- ‌315 - محمد أبو عبد الله الريفى

- ‌316 - محمد بن الهادى فَرْمُوج الصنهاجى الأصل المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌317 - محمد بن المهدى المنونى الحسنى المكناسى

- ‌318 - محمد بن الشريف الفقيه العدل مولاى عمر بن هاشم العلوى المدغرى

- ‌319 - محمد بن سميه بن هاشم العلوى الحرونى المدعو الشيخ التيكر

- ‌321 - محمد بن عبد الواحد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد

- ‌322 - محمد بن محمد فتحًا المتقدم الترجمة

- ‌323 - محمَّد بن العباس المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌324 - محمَّد بن أحمد حلام المكناسى

- ‌325 - محمَّد يدعى منصور أبو منصور أبو عبد الله المرابط

- ‌326 - محمَّد فتحا ابن عمنا مولاى على بن الكبير العلوى الإسماعيلى

- ‌327 - محمَّد بن عبد السلام الطاهرى

- ‌328 - محمَّد بن حمدوش المكناسى الخزرجى

- ‌329 - محمَّد بن إدريس سميه بن عبد السلام ابن يوسف البوعنانى. المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌330 - محمَّد أبو عبد الله الرجراجى المكناسى

- ‌331 - محمَّد دعى حمود بن محمَّد بن العربي بن محمَّد فتحا بن العربي

- ‌332 - محمَّد الشريف الأصيل ابن الحاج عبد الله بن البركة مولانا أحمد الوزانى

- ‌333 - محمَّد بن أحمد أبو عبد الله الوزانى الأصل المكناسى الدار والإقبار

- ‌334 - محمَّد اليزناسنى

- ‌335 - محمَّد غازى

- ‌336 - محمَّد القباب

- ‌337 - محمَّد بن عزوز

- ‌338 - محمَّد الغمارى

- ‌339 - محمَّد الإسحاقى

- ‌340 - محمَّد دادوش

- ‌341 - محمَّد الزرهونى الفقيه الأستاذ

- ‌342 - محمَّد الزولاتى

- ‌343 - محمَّد الجرارى

- ‌344 - محمَّد اقلال

- ‌345 - محمَّد المطاعى

- ‌346 - محمَّد البوعصامى

- ‌347 - محمَّد بن محمَّد البوعصامى

- ‌348 - محمَّد مخلوف الأستاذ

- ‌349 - مالك ابن العناية بن المفضل بن خدة الغرباوى الزاووى قرارا ومدفنا

- ‌350 - المختار بن الحاج الحبيب الأجراوى

- ‌352 - المكي ابن القاضى أبي القاسم العميرى

- ‌353 - المكي بن المختار الحناش

- ‌354 - المكي بن أحمد السوسى والد السيد فضول

- ‌355 - المكي أبو زكرى المكناسى الأصل والدار

- ‌356 - منانة مزوارة المكناسية

- ‌357 - المصطفى الشريف العلوى المدغرى ابن محمد الكبير

- ‌358 - المعطى بن العناية البخاري الغربوى السفيانى المعتكى من أولاد علال

- ‌359 - المعطى الشاوى المسكينى القرقورى نزيل مكناسة

- ‌360 - المعطى بن محمَّد بن الهادي بن عبود المكناسى

- ‌361 - مغيث أبو الفضائل زغبوش القرشي

- ‌362 - المفضل بن أحمد الفلوسى الزرهونى الوربى الأصل المكناسى النشأة والدار

- ‌363 - المفضل بصرى

- ‌364 - المفضل بن العدل الزكى السيد الهادي بن أحمد بن المجذوب صنو العارف بالله سيدي الطيب بن على بن عبد الرحمن بن على بن عزوز

- ‌365 - المفضل بن المكي بن أحمد السوسى

- ‌366 - المستضئ بنور الله ابن السلطان الأعظم أبي النصر والفدا إسماعيل

- ‌367 - مَسْلَمَة ويقال له بسلمة وسلامة ابن السلطان الأفخم أبي عبد الله محمَّد بن السلطان أبى محمَّد عبد الله ابن السلطان الأفخر أمير المُؤْمنين بالمغرب الأقصى أبي النصر إسماعيل الجد الأعلى

- ‌368 - مسعود الموقت ابن العلامة المشارك أبي محمَّد عبد القادر الطليطى الأَنْدلسيّ

- ‌369 - مسعود بن جلون

- ‌370 - مسعود البريشى

- ‌371 - المهدي الزريهنى بالتصغير

- ‌372 - المهدي بن عبد المالك بن إدريس بن عبد المالك بن المنتصر

- ‌373 - المهدي الكحاك

- ‌374 - المهدي بن العلامة الخير الدين أبي محمَّد الطيب بن الصغير بصرى

- ‌375 - المهدي قاضيها شيخ شيوخنا أبو عيسى ابن الطالب بن

- ‌376 - المهدى بن على الإسماعيلى

- ‌377 - المهدى بن فضول بصرى

- ‌378 - موسى بن محمَّد بن معطى العبدوسى وبه عرف أبو عمران

- ‌379 - موسى العزاف

- ‌380 - موسى بن الحجاج أبو عيسى المكناسى

- ‌381 - موسى بن عليّ الزرهونى

- ‌383 - الموهوب بن الإدريس الشبيهي

- ‌384 - المؤذن الكاتب

- ‌حرف الصاد

- ‌385 - صالح. قاضيها أبو محمد بن القاضي أبي العباس أحمد بن أحمد الحكَمى -بفتح الحاء والكاف

- ‌386 - صالح بن العربى بن صالح الطليقى الحلمونى البُخاريّ

- ‌387 - صالح بن يوسف البُخاريّ

- ‌388 - الصِّديق البُخاريّ الأجراوى

- ‌حرف العين

- ‌خلفاؤه:

- ‌حجابه:

- ‌أطباؤه:

- ‌عماله:

- ‌قضاته:

- ‌محتسبوه:

- ‌نظاره:

- ‌آثاره:

- ‌ما خلفه من الأولاد:

- ‌وفاته:

- ‌بعض ما قيل فيه من المديح:

- ‌علائقه السياسية:

- ‌390 - عبد الله بن حماد يعرف بابن زغبوش المكناسى النشأة والدار

- ‌391 - عبد الله بن محمد بن عيسى

- ‌392 - عبد الله بن أبى مدين الحاجب العثمانى

- ‌393 - عبد الله بن الحسن اللخمى عرف بابن الأصفر

- ‌394 - عبد الله بن حمد -بفتح الحاء والميم من غير ألف

- ‌395 - عبد الله بن العريف

- ‌396 - عبد الله بن محمد بن موسى بن محمد بن معطى العبدوسى -بفتح العين وضمها- الفاسى المكناسى

- ‌397 - عبد الله بن محمد اليَفَرْنى

- ‌398 - عبد الله الخياط

- ‌399 - عبد الله بن إبراهيم بن الجندوز

- ‌400 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبود بن على بن عبد الرحمن بن أبي العافية المكناسى الشهير بابن القاضى

- ‌401 - عبد الله مولى الرئيس الأوحد أبى عثمان سعيد بن حكم

- ‌402 - عبد الله بن على المعروف بالحجام الصبيحى

- ‌403 - عبد الله الجزار

- ‌404 - عبد الله بن السلطان محمد الحاج الدلائى رحمه الله

- ‌405 - عبد الله بن المجذوب القصرى العبدرى

- ‌406 - عبد الله بن محمد سميه بن الخياط بن محمد فتحا

- ‌407 - عبد الله بن العرفاوى الخيارى المكناسى

- ‌408 - عبيد المدعو المظلوم

- ‌409 - عبد الحق قاضيها أبو محمد بن سعيد بن محمد المكناسى

- ‌410 - عبد الحق الزرهونى

- ‌411 - عبد الحق أبو محمد السحيمى

الفصل: ‌207 - محمد فتحا بن عيسى الفهدى

‌207 - محمد فتحا بن عيسى الفَهْدى

- بفتح الفاء وسكون الهاء وبعدها دال مهملة- السفيانى الأصل ثم المختارى النشأة المكناسى الدار والإقبار.

حاله: من فحول المشايخ الدالين على الله، من أجل من يهتدى بهديهم ويقتدى بأقوالهم وأفعالهم، مرب عارف بالله تعالى، مورد المريدين، ومفيد المسترشدين، جليل المقدار، صاحب أذواق ربانية، وإفادات عرفانية، طريقه تتبع العمل بالعلم، ومقامه في مشاهدة الواسطة مشهد الروح، واقف في مقام هيبة الجلال، مفارق سره عالم الخلق، مستوطن عالم الأمر تبعا لمشهوده، وهو روحه صلى الله عليه وسلم فليس له مع غير الله قرار، ولا عما سوى الله أخبار.

نقل عنه أنه كان يقول: كيف تشرق ذات بأنوار النبى صلى الله عليه وسلم ولم تفعل ما كانت تفعله الذات الشريفة، وأنه كثيرا ما كان يقول: السنة تجمعنا والبدعة تفرقنا، وأن من الشروط عنده على المريد في تلقين ورده امتثال المأمورات، واجتناب المنهيات، والمحافظة على الصلوات، ومراقبة الله تعالى في جميع الأوقات، والصمت والمحبة والصبر والعزلة والحنانة والرأفة، وأن يرى جميع معاملة الإخوان معه من الله.

ويقول في حق المبطلين: يريدون الياقوت بالضرب في الحديد، ويريدون مقام الرجال، بأعمال الجهال، ويريدون أحوال الأبرار، بأعمال الفجار، وما أفلح من أفلح إلا بمجالسة من أفلح، ومخالطة الخواص تكسب ثلاث خصال: العلم وصفاء القلب، وسلامة الصدر والعكس بالعكس.

والصدق مع الله نور والمعرفة برهان، والالتفات إلى غيره بهتان، وإضاعة حقوقه كفران، والغفلة عن ذكره خسران، إلى غير هذا.

270 - من مصادر ترجمته: دوحة الناشر في الموسوعة 2/ 848.

ص: 20

[صورة]

ظهير السلطان سيدى محمد بن عبد الله لأولاد الشيخ الكامل سيدى محمد بن عيسى

ص: 21

ولد ونشأ في مختار فرقة من قبيلة بنى حسن الشهيرة، ثم دخل فاسا فقرأ ما تيسر من القرآن، ورجع إلى قبيلة سفيان، ثم رحل لمكناسة الزيتون آخر عمره واستوطنها، وقد وقفت على ظهير سلطانى أصدره السلطان أبو عبد الله محمد بن عبد الله العلوى لأولاد المترجم صرح فيه بثبوت شرفهم، وإليك لفظه بعد الحمدلة والصلاة والطابع:

"كتابنا هذا أيد الله أمره، وخلد في الصالحات طيه ونشره، يستقر بيد حملته الشرفاء أولاد الولى الصالح، والبرهان الواضح، سيدى محمد بن عيسى نفعنا الله به أننا أسْدَلْنا عليهم أردية التوقير والاحترام، والرعى الجميل المستدام، والمحاشات عما تطالب به العوام، فلا يسام جنابهم ولا يضام، ولا يدخلهم أذى ولا اهتضام، وأسقطنا عنهم كل وظيف، قوى كان أو ضعيف، وجعلنا زكاتهم وأعشارهم يدفعونها للضعفاء من أقاربهم وعليهم بتقوى الله في ذلك ومراقبته في السر والعلانية رعيا لنسبتهم الطاهرة، واشتغالهم بما يعنيهم، فالواقف على كتابنا الشريف من عمالنا وولاة أمرنا العمل بمقتضاه ولا يتعداه، ومن رام حول حماهم أو قاربهم بشئ فإنا نعاقبه أشد العقوبة، صدر بذلك أمرنا المعتز بالله والسلام في فاتح رجب الفرد الحرام عام 1174".

ولم أر من تعرض لرفع نسب الشيخ المترجم غير صاحب سلوك الطريق الوارية والمؤلف المنسوب للغزال.

هذا وقد قال في ابتهاج القلوب نقلا عن ابن عسكر في دوحته ما لفظه: سمعت بالتواتر من أهل مكناسة أيام سكناى بها كرامات كثيرة يتحدثون بها عن الشيخ وكان تلميذه شيخنا أبو الحجاج بن مهدى يقول: سيدى ابن عيسى هو الإكسير الذى لا نظير له، ولقد حضرت عنده يوما وقد جاءه تلميذه الشيخ أبو الرواين وقال له يا سيدى: إنى جعلت زمام نفسى بيدك وقد شغفت بحب النساء، فإن لم تكن لك عناية ربانية فصاحبك يعصى الله تعالى في هذه الليلة يعنى

ص: 22

نفسه، ووالله حتى أفعل فقال الشيخ: اذهب وافعل ما شئت فإن الله قادر على أن لا تفعل، ولن تستطيع ولو أردت بعناية الله سبحانه. قال فلما كان من الغد جاء أبو الرواين وهو في غاية الضعف ووجهه مصفر فقلنا له: مالك هكذا؟ فقال شاهدت العجب البارحة، فقلنا له: وما ذاك؟ قال: ذهبت إلى امرأة عربية وتكلمت معها أن تبيت عندى لما سبق من يمينى بالأمس فأتت. فما كان إلا أن وصلتها (1) وهممت بمواقعتها، فإذا أنا كالمفلوج لا أستطيع تحريك عضو من أعضائى فبقيت مستلقيا على ظهرى كالميت لا أقدر على نطق ولا حركة، حتى طلع الفجر فسمعت صوت الشيخ وهو يقول: أتتوب إلى الله يا أبا الرواين؟ فقلت: بصوت خفى: أنا تائب لله، فقال: قم إلى صلاة الصبح، فنهضت فإذا أنا قائم كأنما نشطت من عقال، فلما دخلت على الشيخ قال: يا أبا الرواين ما فعلت؟ فقلت: يا سيدى من يكون في رعاية مثلك لا يخشى على نفسه غواية، فقال: الحمد لله على تأييده ورحمته. ثم قال لنا أبو الرواين: من لم يوكل على نفسه مثل هذا الشيخ فهو في غرر، فقضينا من الأمر العجب وسمعت الشيخ بصرى يقول: ثلاثة مشايخ لم يكن لهم نظير بالمغرب: السيد ابن عيسى، والسيد أبو محمد الغزوانى، والسيد أبو محمد الهبطى (2).

قال: وكثيرا ما ينتسب إلى الشيخ ابن عيسى أقوام يهتكون أسرار الشريعة، ويحلون المحرمات ويظهرون أفعالا لا تشبه خرق العادات، ويدعون أن ذلك مما خصهم به من البركات، وحاشاه من ذلك إنما هم زنادقة أو مبتدعة، وكثير منهم يمر بالأسواق يخطفون الصابون وغيره، فيأكله ولا يرى تضررا بذلك، ويدخلون بيوت النار ولا يتضررون، ويشيرون بالهتك والبعج وغير ذلك.

(1) في المطبوع: "وصلت إلى" والمثبت من دوحة الناشر التي ينقل عنها المصنف.

(2)

الخبر بطوله في دوحة الناشر 2/ 848 من الموسوعة.

ص: 23

والحق أن ذلك من الحيل كما شاهدناه من بعضهم، وصدقنا في أصل فعله، وذلك أنهم يأخذون الشرناك وهى شجرة معروفة فيسمونها البلعلع، وإذا أكلتها البقر ماتت من ساعتها، ولا يضر غيرها من الحيوان، وإذا قطعت عروقها يخرج منها ماء أحمر كالدم فيتبعون عروقها بالحفر احترازا من تجريحها ولا يحبسونها باليد لكن بخرقة كتان نقية، ويجعلونها في العسل سبعة أيام حول مستوقد النار، ثم يفطرون عليه أو يضعونه تحت لسانهم، ثم يقع لهم شبه السكر فيثبون من المواضع العالية، ويشيرون بالبعج ويدخلون الأفران الى غير ذلك.

وغاية هذا، التحريم لإدخاله الضرر على العقل، فضلا عما يبنون عليه من ادعاء خرق العادة والتصرف في أموال الناس ويتحاشى جانب الأولياء عن هذا ومثله. انتهى.

قلت: جل من ينتمى لهذا الشيخ وأمثاله في كل بلد رعاع لا همة لهم في تحل ولا تخل، ولا رغبة لهم في حق ولا حقيقة، بل لا يهتدون إلى ذلك سبيلا، ولا يطلبون عليه دليلا، وحسبهم تقليد اللاحق منهم للسابق، فيما هو عليه من ذميم الأفعال والطرائق، وهذا النوع هو الغالب في الوجود في كل زمان ومكان، ولذلك انتشرت بدعهم وتكاثرت أتباعهم وهم مع كونهم عميت عليهم الأنباء، إن أرشدتهم طعنوا فيك وقابلوا نصحك بالإباء، وما أحسن قول مخلص ودنا الفقيه أبى العباس أحمد الزيانى:

عجبا للعيساويين وما قد

نسبوه إلى ابن عيسى الولى

نسبوه إلى الضلال وظنوا

أن ذاك الضلال هدى النبى

زعمهم يحسنون صنعا وهم من

أخسر الناس صفقة يا أخى

جلبوا كل بدعة وذميم

وتساموا لكل شر وغى

ص: 24

تركوا الدين والصلاة جهارا

شأن كل معاند أو غوى

عطلوا كل مسجد عن صلاة

عمروه بكل فحش جلى

وبه رقصوا بدون حياء

عانقوا كل خودة وصبى

أكلوا الميت والدما وهى رجس

فرسوها افتراس كلب ضرى

سودوا وجهك ابن عيسى وحاشا

أن يضاف إليك كل دنى

إيه والله ما أمرت ولا يو

ما أشرت بذا الضلال الجلى

بل ولو كنت قد رأيت فعالا

تخجل الميت لو رآها كحى

لتبرأت منهم دون ريب

واقتديت بقول عيسى الصفى (1)

ولعراقتهم في الجهل والغباوة لم يعلموا أن المشايخ الصوفية أهل الحنيفية السمحة بنوا نحلتهم على أصول أصيلة في نظر الشارع، منها متابعة النبى صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال، ومراقبة الله تعالى في سائر الأحوال، وأكل الحلال والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأن مقصودهم من تأسيس الطرق يدور على أمور جاءت الشريعة بتأييدها والحض عليها، منها بث روح الاتحاد في نفوس الأمة وجمع كلمتها صونا لها عن الوقوع في مهواة التفريق، ومنها السير بالأمة على المنهج السوى والصراط القويم القوى.

ومنها الاجتماع على ذكر الله تعالى على الكيفية الواردة على لسان الشارع.

ومنها الاجتماع على مدارسة القرآن والمذاكرة في معانيه والخوض في عباب معارفه وعوارفه، ولطائفه وطرائفه، والنظر في شئون الإصلاح الظاهرى والباطنى

(1) في هامش المطبوع: "يشير لقوله تعالى حكاية عن ابن مريم سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق الآية.

ص: 25

العامة الهامة وملافاة ما أصاب القلوب من الرعونات والأدواء خوفا من أن ينتشر الداء، ويعز الدواء، نظر الناقد البصير فإن وجدوا خيرا حمدوا الله وحضوا على ملازمته واعتناقه بكلتى اليدين، وان وجدوا شرا سعوا في علاجه خوفا من أن تنتشر العدوى، وتعم البلوى، ولا تنفع الشكوى، ولا تسمع الدعوى.

ومنها الاجتماع لما فيه صلاح وتقوية للرابطة الإسلامية وتصفية القلوب بالأدوية النافعة الناجحة المنورة للسرائر والضمائر، المخلصة من الوقوع في شبكة النفس والشيطان والهوى، المنجية من تلبيس إبليس، وتحبب العمل وحمل النفوس عليه حتى تكون دائبة على العمل صابرة عليه ولا تألف الكسل، ولا تميل للراحة فتخلد إلى أرض البطالة والتوانى فتخور عزائمها وتسفل هممها وتهلك مع الهالكين.

ولكن بالأسى والأسف أبى زاعمو أتباع أولئك المشايخ المصلحين إلا أن يخرجوا عن الخطة المثلى التي رسموها لهم، ويحيدوا عن سننهم القويم، ولسنا نشك ولا يشك كل مؤمن صحيح الإيمان أنه لو قدر ظهور أولئك الشيوخ المتبوعين اليوم، ورأوا ما عليه هؤلاء الذين يزعمون أنهم من أتباعهم من اختلاط النساء بالرجال، والتلطيخ بالدم المسفوح والشطح والردح وضرب الرءوس، بالمعاول والفئوس، وتضييع الصلوات، واعتقاد ذلك دينا من أعظم القربات، وتشويه وجه الإسلام والمسلمين بذلك، لتبرءوا منهم براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، ولفوقوا إليهم سهام المؤاخذة والملام.

فإن قلت: فها نحن بين ظهرانينا علماء الإسلام وهم مفرون لذلك ونجد بعضهم مكثرين لسوادهم في مجتمعاتهم ومواسمهم متبركين بهم ملتمسين لصالح دعواتهم، قلنا: أما السكوت المضاف لمن هو من أهل العلم الحقيقى فعنه جوابان: أحدهما أنهم إن سكتوا فلعلمهم بأن كون تلك الأفعال الشنيعة من المناكر المباينة

ص: 26

لخصال الإسلام صار ضروريا في الدين بمنزلة الزنى والسرقة وشرب الخمر. وكتب الإسلام، ودواوينه الفخام، أتت من بيان ذلك على غاية ما يرام، حتى اشترك في معرفته الخاص والعام، وساوى العلماء في معرفة حرمته وقبحه الغوغاء والعوام، ومثل ذلك يستغنى عن تكرار التنبيه عليه في كل مقام، ولا سيما عند مشاهدة امتلاء الوجود بالشح المطاع والهوى المتبع، وإعجاب كل ذى رأى برأيه فإن هذا إذا وقع ولسنا نشك في وقوعه منذ زمن طويل، قد رخص لنا الشارع عنده أن يكون كل واحد منا مقتصرا على النظر في صلاح خويصة نفسه كما جاء به الحديث الشريف، ولذلك طالما حض الراسخون من متأخرى علمائنا على ترك التعرض للإنكار في العموم.

ثانيهما: أنا لا نسلم سكوتهم وكيف يصح أن يضاف السكوت لهم عن ذلك جملة وهم في كل زمن وفى كل بلاد عاكفون على دروس دواوين الإسلام وإيضاح ما فيها من خاص أو عام في مجالسهم العمومية، وفى خطب مواسمهم وأعيادهم، فيقرعون بإيضاح ما فيها آذان العموم، ومن جملة ما فيها بيان كل محرم مذموم، وكل فعل صاحبه ملوم، ومنه مناولة الدم المسفوح، وتعريض النفس للتهلكة، وتضييع الصلوات، وتحريم التلبيس والغش والخديعة وغير ذلك مما استوعبته الشريعة.

فالذام لأهل العلم العلم الحقيقى بإضافة مثل ذلك السكوت إليهم هو المذموم، أوقعه في ذلك شدة غباوته وجهالته وفساد تصوره وذهوله عما يقرع آذانه في كل جمعة وعيد وموسم، وعما يلقى إلى العموم دائما في الدروس الدينية ولكن.

لقد أسمعت لو ناديت حيا

ولكن لا حياة لمن تنادى

ص: 27

وأما من يكثر سواد أولئك الجهلة الضلال، أو يلتمس بركتهم ممن ينسب نفسه إلى علم، فذاك من شواهد عدم علمه، وكيف ومن العلم الحقيقى معرفة أن البركة إنما تلتمس من المهتدين والتنفير من تكثير سواد الضالين، وقد بين النبى صلى الله عليه وسلم ما أنزل من الذكر الحكيم إليه، وشرح لنا فيه طريق الرشد وطريق، الضلال، وتركنا على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وقام بإيضاح ذلك علماء الملة وأعلامها بعده حتى بلغ الأمر من ذلك غايته وحده، فعلم من يتعود الجريان على ما يخالف مقتضى العلم ولا يرعوى عن ذلك، هو جهل في الحقيقة لأنه إن كان يعتقد الحرام ومع ذلك يفعله ولا يقلع عنه فقد قال غير واحد من الراسخين في العلم يهتف العلم بالعمل، فإن أجاب وإلا ارتحل.

وقد جزم القسطلانى في مقدمة إرشاده بأن ما يحمله الفساق ليس بعلم على الحقيقة، ولذلك علل المولى سعد الدين قول التخليص وقد ينزل العالم منزلة الجاهل هـ بقوله لعدم جريانه على موجب العلم نعم القادح في العلم هو الذى تعود منابذة مقتضاه من غير إقلاع ولا توبة، أما صدور ذلك من عالم على سبيل الزلة والفلتة ثم إقلاعه عن ذلك وندمه عليه فهذا غير قادح في علمه، لأنه غير معصوم.

وقد قيل للجنيد: أيزنى العارف؟ فقال: وكان أمر الله قدرًا مقدورًا، وشاهده أن بعض الصحابة لما لعن بحضرة النبى صلى الله عليه وسلم شخصا ارتكب موجب حد وأقامه عليه السلام عليه نهاه النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال له: لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله انتهى.

فأثبت صلى الله عليه وسلم لهذا العاصى محبة الله ورسوله مع عصيانه لهما في بعض ما نهياه عنه، وكيف تكون زلة العالم قادحة وهو بالعلم عرف قبح ما وقع فيه

ص: 28

وبجريانه على مقتضاه بادر إلى الإقلاع والإصلاح لما فسد فكان بذلك من العلماء الذين عملوا بعلمهم.

ثم اعلم أن وقوع المعاصى في الوجود لا يعد وصمة في علم العلماء وفضلاء الفضلاء إلا أخرق عريق الجهالة، فإن الله سبحانه من غناه عن العالمين وأعمالهم قدر المعاصى كما قدر الحسنات، وخلق الدارين دار الإكرام ودار الانتقام، وخلق لكل بنين يعمرونها، وقال لخلقه: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، فلا بد من وقوع الأمرين، وامتلاء الوجود بالفعلين، ولذلك كانت تقع المخالفات والمعاصى قيد حياته صلى الله عليه وسلم المتعارفة ومن صحبه الكرام.

فكان منهم من سرق فقطعت يده، ومن زنى فرجم، ومن شرب الخمر فحد ومن غل ومن خان إلى غير ذلك مما تكفلت بنقله كتب السنة والسير.

وقد علم أنه هو صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام وزمنهم هو الطبقة العليا في الكمال، ولم يمنع ذلك من صدور المعاصى وقتئذ كما لم يقدح ذلك في علم الصحابة ولا في عملهم، إذا هم أهل العلم والعمل بالإجماع، وسر ذلك ما تقدم من أن المعاصى سبق القضاء بوجودها، فليس في طوق أحد محو ما سبق به القضاء، ثم المضر هو الإصرار عليها وعدم التوبة منها، وهم رضى الله عنهم ما كانوا يصرون على ما يقعون فيه من ذلك بل كانوا يسرعون إلى الإنابة، ولو أتت على نفوسهم.

ولا شك أن التوبة وعدم الإصرار هو من جملة العمل بالعلم، والعصمة لا تشترط قطعا فقد قال الله تعالى:{. . . إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ. . . (222)} [البقرة: 222] وهل تكون التوبة إلا من ذنب! وفى الحديث لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم، أخرجه مسلم عن أبى هريرة، فمن يجعل مجرد جريان المعاصى في الوجود أو وقوعها فلتة من بعض العلماء مع قيامهم بالشرح والبيان في كل موطن قد حافى علم العلماء وفضل الفضلاء فهو

ص: 29

ضال، حقيق بكل نكال، وقد بالغ أئمة التحقيق من المتأخرين في رد قول الحكم العلم إن قارنته الخشية فلك وإلا فعليك، وقالوا: إنه من تخليط مقام البداية بالنهاية، وذلك أقرب إلى الضلال من الهداية.

وممن قرر ذلك وحرره المواق في سنن المهتدين، وابن زكرى، والشيخ جسوس في شرح الحكم، فهذا وفقك الله هو القسطاس الذى يزن به من وقع في الإنكار على العلماء لا ما تسوله النفوس وتوحيه شياطين الجن إلى شياطين الإنس.

وأما ما سبق عن ابتهاج القلوب من قوة هؤلاء الضالين على الأفعال التي سبق وصفه إياها هى بحيلة عمل الشرّ ذاك، فهو لا يطرد في عموم المتظاهرين بذلك، ومن أبعد البعيد أن تقوم على اطراده في كل زمن ومكان حجة، وإنما غالب ذلك من آثار سلطة الروح على الجسم حين الخروج عما هو الأعم الأغلب من الأحوال الاعتيادية بأسباب شيطانية أو ربانية، وقد قرر ذلك وبسطه ابن تيمية في رسائله الكبرى، وابن خلدون أواخر مقدمته.

مشيخته: أخذ عن أبى العباس الحارثى السفيانى المترجم قبل وصحبه إلى وفاته، ثم عن سيدى عبد العزيز التباع بعهد من الأول له وعلى يده تم له الفتح، ثم عن سيدى الصغير السهلى، والثلاثة عن الإمام الجزولى رضى الله عنه وعن أهل الله فطريق المترجم جزولية.

الآخذون عنه: منهم أبو الحجاج بن مهدى، ومنهم أبو الرواين الحجوب المترجم بعد.

ولادته: ولد سنة اثنين وسبعين بتقديم السين على الموحدة من التاسعة بمختار فرقة من قبيلة بنى حسن الشهيرة.

ص: 30