المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌250 - محمد أبو عبد الله المكناسى الأصل الفاسى الدار والإقبار - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس - جـ ٤

[ابن زيدان السجلماسي]

فهرس الكتاب

- ‌206 - محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن على بن غازى العثمانى الأصل

- ‌207 - محمد فتحا بن عيسى الفَهْدى

- ‌208 - محمد بن مخلوف الضريسى المكناسى

- ‌209 - محمد بن قاسم بن عبد الواحد الكتانى النسب الفاسى الأصل المكناسى النشأة الحسنى الإدريسى

- ‌210 - محمد بن أبي القاسم بن على بن عبد الرحمن بن أبي العافية المكناسى

- ‌211 - محمد بن الإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد

- ‌212 - محمد بن حسين العبدلى السهلى، وقيل اسمه أحمد، شهر بأبى الرَّوَايَن

- ‌213 - محمد بن قاسم بن على بن أبى العافية المكناسى

- ‌214 - محمد بن محمد بن أحمد بن على بن عبد الرحمن

- ‌215 - محمد بن عبد الرحمن بن بصرى الولهاصى

- ‌216 - محمد فتحا بن الشيخ أبى المحاسن يوسف الفاسى وأكبر أولاده

- ‌217 - محمد فتحا بن محمد بن موسى المكناسى المدعو العشير

- ‌218 - محمد الوقاد المكناسى

- ‌219 - محمد بن أحمد بن محمد التلمسانى أبو محمد قاضيها يعرف بابن الوقاد

- ‌220 - محمد بن قاسم بن محمد الأنصارى المالقى الضرير الشهير بابن قاسم نزيل مكناسة الزيتون

- ‌221 - محمد بن محمد الغمارى بالمعجمة الكومى المكناسى

- ‌222 - محمد بن مبارك الزعرى الأصل المكناسى النشأة

- ‌223 - محمد السبع بن عبد الرحمن المجذوب الولى الشهير

- ‌224 - محمد بن أبى القاسم بن محمد بن محمد بن قاسم بن أبى العافية الشهير بابن القاضى المكناسى

- ‌225 - محمد بن أحمد بن عزون الجزنائى أبو عبد الله المكناسى

- ‌226 - محمد بن أحمد بن عزوز المكناسى

- ‌227 - محمد بن أحمد الصباغ لقبا البوعقيلى نسبا

- ‌228 - محمد فتحا ابن الحافظ الضابط أحمد بن أبى المحاسن يوسف الفاسى

- ‌229 - محمد العرائشى أبو عبد الله

- ‌230 - محمد الغمارى

- ‌231 - محمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن جابر الغسانى الأصل

- ‌232 - محمد بن الحسن المجاصى

- ‌233 - محمد بن أحمد المزطارى المكناسى الشاذلى

- ‌234 - محمد بن محمد العناية

- ‌235 - محمد بن عمر السجلماسى الأصل الزرهونى الزاووى الدار والإقبار

- ‌236 - محمد البصرى المكناسى

- ‌237 - محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بصرى المكناسى الشيخ المقرئ

- ‌238 - محمد بن محمد الكاتب القيسى الأندلسى نجارًا، الفاسى منشأ ودارا وقرارا

- ‌239 - محمد المدعو حم بن عبد الوهاب الوزير الغسانى الأندلسى الأصل الفاسى الدار والوفاة المكناسى الوظيف

- ‌240 - محمد فتحا بن مولانا الجد الأعظم أمير المؤمنين مولانا إسماعيل

- ‌241 - محمد بن الفقيه البركة أبى القاسم عليلش الحضرمى القرشى البكرى الصديقى التيمى

- ‌242 - محمد بن أبى مدين بن الحسين بن إبراهيم السوسى المنبهى

- ‌243 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد فتحا

- ‌244 - محمد أبو عبد لله بن محمد العكارى الرباطى

- ‌245 - محمد بن العربى الغمارى

- ‌246 - محمد فتحا الحاج بن عبد القادر التستاوتى

- ‌247 - محمد بن العلامة أبى عبد الله محمد بن الإمام المتقن أبي زيد عبد الرحمن بصرى الولهاصي

- ‌248 - محمد بن العياشى أبو عبد الله المكناسى

- ‌249 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف الفاسى

- ‌250 - محمد أبو عبد الله المكناسى الأصل الفاسى الدار والإقبار

- ‌252 - محمَّد حنوش

- ‌254 - محمَّد البوعصامى:

- ‌255 - محمَّد بن عبد الله بن مصالة الفازازى المعروف بابن عبود المكناسى

- ‌256 - محمَّد بن الطيب بن عبد القادر بن الحاج حم سكيرج

- ‌257 - محمَّد البوعصامى المكناسى أصلا الفاسى داراً ومنشأ وقراراً

- ‌258 - محمَّد المدعو البهلول بن عبد الرحمن الفيلالى البوعصامى

- ‌259 - محمَّد بن عبد السلام البيجرى

- ‌260 - محمَّد بن الحسن الملقب بالجنوى الشريف الحسنى العمرانى.نزيل مكناس

- ‌261 - محمَّد بن العلامة النظار محمَّد بن عبد السلام البيجرى المكناسى

- ‌262 - محمَّد بن عبد الواحد بن الشيخ الأموى المكناسى

- ‌263 - محمَّد بن الحسن الوكيلى

- ‌264 - محمَّد فتحا بن محمَّد بن سميه بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌265 - محمد بن العلامة القاضى أبى عبد الله محمد الطيب

- ‌266 - محمد بن عبد الوهاب بن عثمان الكاتب السفير الرحالة الوزير الكبير المكناسى النشأة والدار

- ‌267 - محمَّد بن قاسم بن حَلَّام المكناسى الدار والقرار

- ‌268 - محمد بن عبد القادر بن محمد فتحا بن عبد القادر بن على بن موسى بن المير الصبيحى النافعى الغربوى أصلا الزرهونى داراً ومدفنا يعرف بابن قدور

- ‌269 - محمد بن العربى الزمورى، من زمور الشلح القبيلة البربرية الشهيرة، الحدرانى بفتح الدال وتشديد الراء نسبا المكناسى دارا

- ‌270 - محمد بن عيد الرحمن الشهير بابن هنو اليازغى قاضيها

- ‌271 - محمد بن أحمد بن الكبير العوفى قاضيها

- ‌272 - محمد بن الكبير العوفى

- ‌273 - محمد فتحا بن أحمد بن محمد بن الولى الصالح

- ‌274 - محمد بن عبد الوهاب أجانا

- ‌275 - محمد بن عمر الصنهاجى الأصيل المكناسى الدار

- ‌276 - محمد بن حمادى الصنهاجى الأصل المكناسى الدار

- ‌277 - محمد السلاوى أحد موالى السلطان مولانا سليمان والداً عن والد

- ‌278 - محمد الزرهونى الأصل الفاسى الدار

- ‌279 - محمد بن الطاهر بن محمد بن محمد فتحا بن السعيد

- ‌280 - محمد بن منصور الفويسى المراكشى

- ‌281 - محمد بن الطيب الشريف الحسنى العلوى البلغيثى

- ‌282 - محمد بن إدريس بن محمد العمراوى الوزير الأديب الكبير

- ‌283 - محمد أبو عبد الله بن على بن حرزهم المكناسى أصلاً ومنشأ ودارا

- ‌284 - محمد فتحا بن أبي سالم عبد الله بن الطاهر الشريف الأمرانى

- ‌285 - محمد بن العربى بن عمر الصنهاجى أصلاً المكناسى داراً ومنشأ

- ‌286 - محمد فتحا ابن الهادى غريط المكناسى النشأة والدار المراكشى الإقبار

- ‌287 - محمد بن عبد السلام بن عبود أبو عبد الله المكناسى أصلًا ومنشأ السلاوى الدار والمدفن

- ‌288 - محمد الوزير أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله غريط

- ‌289 - محمد أمزاج المكناسى الأصل الفاسى النقلة والدار

- ‌290 - محمد بن هاشم العلوى الحرونى المكناسى الدار والإقبار

- ‌291 - محمد بن محمد بن التهامى بن حمادى الحمادي المدعو السريح المكناسى

- ‌292 - محمد بن الهادى بن عبود المكناسى النشأة والدار والقرار والإقبار

- ‌294 - محمد بن المجذوب ابن عزوز يدعى الهويج بالتصغير المنكاسى

- ‌295 - محمد بن محمد بن أحمد المصمودى

- ‌296 - محمد بن الهادى الشريف الحسنى العلوى حفيد السلطان مولانا سليمان

- ‌297 - محمد بن سميه بن العناية ابن فقيرة الأنصاري المكناسى

- ‌298 - محمد بن محمد المترجم قبله يليه ابن محمد بن فقيرة

- ‌299 - محمد الأمرانى

- ‌300 - محمد الزهنى الزرهونى

- ‌301 - محمد فتحا الأمرانى

- ‌302 - محمد بن على النيار أبو عبد الله الأندلسى القص رى مولدًا ومنشأً المكناسى دارًا ووفاة

- ‌303 - محمد بن محمد بن الجيلانى بن المعطى السقاط الأندلسى الأصل المكناسى

- ‌304 - محمد بن عبد الله الغريسى المشرى الحسنى نزيل معسكر

- ‌305 - محمد الخرزة

- ‌306 - محمد بن عبد الله بن محمد الطاهر بن عبد القادر بن عبد الله بن فخر الملوك مولانا إسماعيل

- ‌307 - محمد بن الأمين السيد المعطى المسطارى المكناسى النشأة والدار

- ‌308 - محمد بن إدريس بن الطيب الواسترى المكناسى

- ‌309 - محمد بن الخليفة التونسى الأصل المدني الدار، المغربى الرحلة والجوار

- ‌310 - محمد بن العربى المنونى المكناسى الأصل والنشأة والدار والإقبال

- ‌311 - محمد بن أحمد بن المكي السوسى

- ‌312 - محمد بن محمد فتحا المنونى الحسنى المكناسى النشأة والدار والوفاة

- ‌313 - محمد أبو عبد الملك بن زيدان

- ‌314 - محمد أبو عبد الله السوسى الأصل

- ‌315 - محمد أبو عبد الله الريفى

- ‌316 - محمد بن الهادى فَرْمُوج الصنهاجى الأصل المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌317 - محمد بن المهدى المنونى الحسنى المكناسى

- ‌318 - محمد بن الشريف الفقيه العدل مولاى عمر بن هاشم العلوى المدغرى

- ‌319 - محمد بن سميه بن هاشم العلوى الحرونى المدعو الشيخ التيكر

- ‌321 - محمد بن عبد الواحد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد

- ‌322 - محمد بن محمد فتحًا المتقدم الترجمة

- ‌323 - محمَّد بن العباس المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌324 - محمَّد بن أحمد حلام المكناسى

- ‌325 - محمَّد يدعى منصور أبو منصور أبو عبد الله المرابط

- ‌326 - محمَّد فتحا ابن عمنا مولاى على بن الكبير العلوى الإسماعيلى

- ‌327 - محمَّد بن عبد السلام الطاهرى

- ‌328 - محمَّد بن حمدوش المكناسى الخزرجى

- ‌329 - محمَّد بن إدريس سميه بن عبد السلام ابن يوسف البوعنانى. المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌330 - محمَّد أبو عبد الله الرجراجى المكناسى

- ‌331 - محمَّد دعى حمود بن محمَّد بن العربي بن محمَّد فتحا بن العربي

- ‌332 - محمَّد الشريف الأصيل ابن الحاج عبد الله بن البركة مولانا أحمد الوزانى

- ‌333 - محمَّد بن أحمد أبو عبد الله الوزانى الأصل المكناسى الدار والإقبار

- ‌334 - محمَّد اليزناسنى

- ‌335 - محمَّد غازى

- ‌336 - محمَّد القباب

- ‌337 - محمَّد بن عزوز

- ‌338 - محمَّد الغمارى

- ‌339 - محمَّد الإسحاقى

- ‌340 - محمَّد دادوش

- ‌341 - محمَّد الزرهونى الفقيه الأستاذ

- ‌342 - محمَّد الزولاتى

- ‌343 - محمَّد الجرارى

- ‌344 - محمَّد اقلال

- ‌345 - محمَّد المطاعى

- ‌346 - محمَّد البوعصامى

- ‌347 - محمَّد بن محمَّد البوعصامى

- ‌348 - محمَّد مخلوف الأستاذ

- ‌349 - مالك ابن العناية بن المفضل بن خدة الغرباوى الزاووى قرارا ومدفنا

- ‌350 - المختار بن الحاج الحبيب الأجراوى

- ‌352 - المكي ابن القاضى أبي القاسم العميرى

- ‌353 - المكي بن المختار الحناش

- ‌354 - المكي بن أحمد السوسى والد السيد فضول

- ‌355 - المكي أبو زكرى المكناسى الأصل والدار

- ‌356 - منانة مزوارة المكناسية

- ‌357 - المصطفى الشريف العلوى المدغرى ابن محمد الكبير

- ‌358 - المعطى بن العناية البخاري الغربوى السفيانى المعتكى من أولاد علال

- ‌359 - المعطى الشاوى المسكينى القرقورى نزيل مكناسة

- ‌360 - المعطى بن محمَّد بن الهادي بن عبود المكناسى

- ‌361 - مغيث أبو الفضائل زغبوش القرشي

- ‌362 - المفضل بن أحمد الفلوسى الزرهونى الوربى الأصل المكناسى النشأة والدار

- ‌363 - المفضل بصرى

- ‌364 - المفضل بن العدل الزكى السيد الهادي بن أحمد بن المجذوب صنو العارف بالله سيدي الطيب بن على بن عبد الرحمن بن على بن عزوز

- ‌365 - المفضل بن المكي بن أحمد السوسى

- ‌366 - المستضئ بنور الله ابن السلطان الأعظم أبي النصر والفدا إسماعيل

- ‌367 - مَسْلَمَة ويقال له بسلمة وسلامة ابن السلطان الأفخم أبي عبد الله محمَّد بن السلطان أبى محمَّد عبد الله ابن السلطان الأفخر أمير المُؤْمنين بالمغرب الأقصى أبي النصر إسماعيل الجد الأعلى

- ‌368 - مسعود الموقت ابن العلامة المشارك أبي محمَّد عبد القادر الطليطى الأَنْدلسيّ

- ‌369 - مسعود بن جلون

- ‌370 - مسعود البريشى

- ‌371 - المهدي الزريهنى بالتصغير

- ‌372 - المهدي بن عبد المالك بن إدريس بن عبد المالك بن المنتصر

- ‌373 - المهدي الكحاك

- ‌374 - المهدي بن العلامة الخير الدين أبي محمَّد الطيب بن الصغير بصرى

- ‌375 - المهدي قاضيها شيخ شيوخنا أبو عيسى ابن الطالب بن

- ‌376 - المهدى بن على الإسماعيلى

- ‌377 - المهدى بن فضول بصرى

- ‌378 - موسى بن محمَّد بن معطى العبدوسى وبه عرف أبو عمران

- ‌379 - موسى العزاف

- ‌380 - موسى بن الحجاج أبو عيسى المكناسى

- ‌381 - موسى بن عليّ الزرهونى

- ‌383 - الموهوب بن الإدريس الشبيهي

- ‌384 - المؤذن الكاتب

- ‌حرف الصاد

- ‌385 - صالح. قاضيها أبو محمد بن القاضي أبي العباس أحمد بن أحمد الحكَمى -بفتح الحاء والكاف

- ‌386 - صالح بن العربى بن صالح الطليقى الحلمونى البُخاريّ

- ‌387 - صالح بن يوسف البُخاريّ

- ‌388 - الصِّديق البُخاريّ الأجراوى

- ‌حرف العين

- ‌خلفاؤه:

- ‌حجابه:

- ‌أطباؤه:

- ‌عماله:

- ‌قضاته:

- ‌محتسبوه:

- ‌نظاره:

- ‌آثاره:

- ‌ما خلفه من الأولاد:

- ‌وفاته:

- ‌بعض ما قيل فيه من المديح:

- ‌علائقه السياسية:

- ‌390 - عبد الله بن حماد يعرف بابن زغبوش المكناسى النشأة والدار

- ‌391 - عبد الله بن محمد بن عيسى

- ‌392 - عبد الله بن أبى مدين الحاجب العثمانى

- ‌393 - عبد الله بن الحسن اللخمى عرف بابن الأصفر

- ‌394 - عبد الله بن حمد -بفتح الحاء والميم من غير ألف

- ‌395 - عبد الله بن العريف

- ‌396 - عبد الله بن محمد بن موسى بن محمد بن معطى العبدوسى -بفتح العين وضمها- الفاسى المكناسى

- ‌397 - عبد الله بن محمد اليَفَرْنى

- ‌398 - عبد الله الخياط

- ‌399 - عبد الله بن إبراهيم بن الجندوز

- ‌400 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبود بن على بن عبد الرحمن بن أبي العافية المكناسى الشهير بابن القاضى

- ‌401 - عبد الله مولى الرئيس الأوحد أبى عثمان سعيد بن حكم

- ‌402 - عبد الله بن على المعروف بالحجام الصبيحى

- ‌403 - عبد الله الجزار

- ‌404 - عبد الله بن السلطان محمد الحاج الدلائى رحمه الله

- ‌405 - عبد الله بن المجذوب القصرى العبدرى

- ‌406 - عبد الله بن محمد سميه بن الخياط بن محمد فتحا

- ‌407 - عبد الله بن العرفاوى الخيارى المكناسى

- ‌408 - عبيد المدعو المظلوم

- ‌409 - عبد الحق قاضيها أبو محمد بن سعيد بن محمد المكناسى

- ‌410 - عبد الحق الزرهونى

- ‌411 - عبد الحق أبو محمد السحيمى

الفصل: ‌250 - محمد أبو عبد الله المكناسى الأصل الفاسى الدار والإقبار

مشيخته: أخذ عن جلة شيوخ فاس كالشيخ سيدى محمد القسمطينى، والشيخ أبى عبد الله المسناوى وغيرهما.

الآخذون عنه: أخذ عنه كثير من أعيان طلبة فاس وغيرهم.

وفاته: توفى في جمادى الأولى عام اثنين وخمسين ومائة وألف.

‌250 - محمد أبو عبد الله المكناسى الأصل الفاسى الدار والإقبار

.

حاله: علامة محصل، مصيب في مضمار السبقية مفصل، محرر العلوم ومفيدها، ومجدد شبيبة الفضائل ومعيدها، أحرز قصبة السبق في مضمار التحقيق، وشيد مناره فكان على أصل وثيق، جمع إلى غزارة العلم فصاحة اللسان، وإلى ثبات الجأش وتوقد الذهن براعة البيان، فكان مجلسه لأرباب المحابر نزهة الأفكار، وصيقل القلوب ومنظر الاعتبار، آية الله في خلقه العجيب، ونعمة كبرى على بعيد الناس والقريب، وضع له القبول في الأرض، طولها والعرض، فكان الخاصة والعامة فيه محبون، وببراعته ومحاسنه يلهجون.

ختم بجامع القرويين مختصر الشيخ خليل أوائل العشرة الثامنة من المائة الفارطة، ثم رحل لأداء فريضة الحج، وهو يعطر برياه كل فج، فاتفقت له هنالك نكبة، أعانت عليه ليالى الغربة، وذلك أن صهرا له سرق لكبير القفلة التي اتفق لهما السفر معها حساما مرصعا بياقوت وجوهر، فكان وصفه يستغرب إذ يذكر، وحين ألجأ الحال، إلى البحث عنه بسائر خيام الحاج، ومنها منزل صاحب الترجمة ألقى تحت وسادته دسه هنالك ذلك الصهر الخبيث، ظنا منه أن محل الفقيه المترجم ينزه عن التفتيش لجلالته وعظم مكانته في القلوب، وعدم تطرق التهمة فيه، ولما وقع العثور على الحسام بمحله اغتاظ غيظا شديدا، وتألم ألما مزيدا، ومن ذلك الوقت تردى رداء السقم، ولم يزل عليلا بتلك الغصة حليف العنا، ملازم الضنا، إلى أن قضى نحبه بعد قضاء نسكه رحمه الله وبرد ثراه.

ص: 129

251 -

محمد أبو عبد الله بن أحمد (1) بن الحسن بن أحمد بن محمد اليحمدى.

قال أبو الحسن على بن مصباح الزرويلى: هكذا كنت أراه بخطه أعزه الله في مكاتباته ورسائله، لا يزيد على ذلك. واليحمدى نسبة إلى بنى يحمد القبيلة المعروفة قرب جبال غمارة.

حاله: علامة فاضل نحرير، جهبذ نقاد، لوذعى أديب أريب، كامل مهذب، عارف خبير بصير، مستحضر محاضر بحر زخار في فنون العربية والإنشاء، نشأ ببلده بنى يحمد -بفتح الميم- في حجر الصيانة والعفاف، ولما شب ارتحل لفاس بقصد طلب العلم فأقام به مدة وكان ذكيًا نبيلا عاقلا، نزيها طاهر الشيم، حليته الوقار، ومئزره العفة والفخار، عالى الهمة مجتهد، في اقتناء المعانى وتأثيل المحامد، مبتعد عن السفاسف وكل ما يشين، له ولوع زائد بعلوم الأدب وكل ما يؤدى إلى مكارم الشيم، ولم يزل حميد السيرة محمود السريرة، حتى امتد ذكره وطار في الآفاق صيته، وأقر الخاص والعام بتفوقه وفضله.

ولما اتصل خبره بسيدنا الجد الأكبر السلطان المولى إسماعيل أدناه لحضرته، وأجلسه على منصة وزارته، واصطفاه لمحاضرته وسمره، وجعله مستودع سره ومحل مشورته، وذلك سنة نيف وتسعين وألف، وصار يسميه باسم جده الأعلى أحمد حتى غلب عليه، وصار لا يعرف إلا به، وخصه بأنعم لم يشاركه فيها سواه وعظمه وبجل، ونوه بقدره، وقصر المفاوضة في المهمات عليه، وجعل بيده أزمة

(1) في هامش المطبوع: "توفى أحمد والد المترجم صبيحة الثلاثاء الحادى والعشرين من رجب عام اثنين وثلاثين ومائة وألف شهيدا بالبطن تاليا كتاب الله عز وجل صحيح الذهن والعقل ودفن بزاوية الولى الصالح أبى عثمان سعيد بن أبى بكر المَشَنْزَائى وحضر جنازته الخاصة والعامة وكذا بكناشة ولده المترجم. انتهى مؤلف.

ص: 130

الحل والعقد، حتى إنه لما عقد لوالده المولى المأمون على مراكش ألزمه الذهاب للمترجم لأخذ صك التقليد منه، وأمره بسماع وصيته والعمل بها رغما عليه، والحال أنه يعلم أن ولده المذكور يكره المترجم أشد الكراهة ولم يسمع منه وشايته فيه.

وقلده مفاتيح الخزانة المولوية التي حوت من التصانيف، وجمعت من أنواع الدفاتر وأسماء التآليف، ما لم تحوه خزانة بغداد، ولا علق بحفظ الدانى الأستاذ، وجعله الأمين عليها، بعد أن مدت أعناق شتى إليها، فنسخ أهم ما فيها في صحيفة صدره، وارتسمت علومها في مرآة فكره، فأصبح بحر علم لا يدرك قعره، ولا ينفد ولو كثر السائلون دره، قد تضلع في كل فن بما بهر الألباب، وترك جميع الكتاب وراء الباب، لاسيما في علوم الآداب، فإنه فيها العجب العجاب، له اليد الطولى في معرفة أيام العرب وأشعارها، وآثارها وأخبارها، لا يعزب عنه مثقال حبة من خردل من أمثالها، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا وهو خبير بتفصيلها وإجمالها.

وكان في جيد الدولة الإسماعيلية أفخر قلادة، وأفخم مأوى لأهل الفضل والسيادة، برعت في فن البلاغة أقلامه، وتقدمت في ميادين البراعة أقدامه، وطابت في عرش المعانى البديعية ثمرته، وخفقت في آفاق البيان أجنحته، لو رآه قدامة، لقدمه قدامه، ولو نظر إليه النضر بن شميل، لرآه أبعد عنه من السما وأعز عليه من سهيل، ولو أدركه محمد بن يزيد، لكان له كالتلميذ والمريد، يحمده عبد الحميد، ويعتمد عليه العماد وابن العميد، ولو بدا لشاعر بنى حمدان، أو لبدع همذان، لعداه بالخنصر من حسنات الزمان، وفرسان البلاغة والبيان، ولو فتح عينيه في الفتح بن خاقان، لطار لبه من شدة الخفقان، له الأفلام التي تخضع لكلماتها قامات الرماح، وتذوب منها في أجفانها القواضب الصحاح، استخدمت

ص: 131

الأقاليم ورجالها، وهابت فحول الكلام نضالها ونزالها، فمزنها كل يوم فسام الأوداء، وسم الأعداء هامى، حتى كأنه المعنى بقول التهامى:

وإذا رأس في الأنامل منه

قلما واستمد ساء وسرا

قلما دبر الأقاليم حتى

قال فيه أهل التناسخ أمرا

يتبع الرمح أمره أن عشريـ

ـن ذراعا بالرأى يخدمن شبرا

وبالجملة فترجمة الرجل طويلة الذيل، بعيدة النيل، أفردها عصريه أبو الحسن على بن أحمد بن قاسم مصباح الزرويلي بالتأليف في مجلد ضخم سماه: سنا المهتدى، إلى مفاخر الوزير ابن أبى العباس اليحمدى. ألفه سنة خمسة وعشرين ومائة وألف، حسبما أفصح بذلك عن نفسه في مؤلفه المذكور، وهو من نفائس مكتبتنا الزيدانية ومفاخرها الثمينة.

مشيخته: منهم أبو محمد القادر الفاسى، وأبو العباس أحمد بن حمدان، وأبو عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسى ونظراؤهم.

الآخذون عنه: منهم مخدومه السلطان الأكبر مولانا إسماعيل، فقد صرح قدس الله روحه بذلك لولده المأمون المذكور لما قال له في وشايته به إن اليحمدي يزعم أنه هو الذى علمك الدين، إذ قال في جوابه: والله إنه لصادق إن قال ذلك، هو الذى علمنى دينى وعرفني بربى. هـ.

وذلك أكبر دليل وأعظم شاهد على إنصاف هذا السلطان واعترافه بالحق وعدم ميله للنفس الأمارة.

مؤلفاته: منها كناشته الحفيلة المحشوة بكل نادرة وغريبة في مجلدات عشر ضخام، موجودة بتمامها بمكتبتنا، وقد وصف كناشته هذه بعض معاصريه بقوله:

ص: 132

ألف فيه نفائس تبهر العقول، واقتنص من جوها كل عنقاء من مستحسنات النقول، قال: وفيها أقول:

معان من الصنع البديع تصيدها

بزاة عقول في سماء من الفكر

تجول مجال الطير فى جو أفقها

وتسبح كالحيتان في لجة البحر

فمنها لطيف صيده نحلة

ومنها قوى يخطف الصيد كصقر

وله عدة رسائل مختلفة الأوضاع، تشهد له بما منحه من غزارة الاطلاع، أورد منها عصريه مترجمه في سنى المهتدى جملة وافرة تركنا جلبها هنا اختصارا.

ولادته: ولد على رأس الستين بعد الألف ببلده بنى يحمد حسبما صرح بذلك لعصريه مترجمه المذكور.

بعض ما قيل فيه من الأمداح

من ذلك قول أبى الحسن على مصباح المذكور مستشفعا عنده في ابن أخ له وعلى لسانه، وذلك أنه كانت ابنة له تحت ابن أخيه فأحفظها يوما فلحقت بأبيها المترجم، فاشتدت ندامة الزوج على ما صنع، فلما أراد أن يهب إلى صاحب الترجمة في شأن أهله هابه وخاف عقوبته، فكتب إليه هذه القصيدة وارتحل بها إليه، فلما قرأها سرى عنه وأرضاه، ورد عليه روجه راضية مرضية:

ما لى سوى ذا إليك سبيل

والذل بين يد الكرام جميل

فاصفح فمنك الصفح يرجى وامحون

حقدا جلاه حاسد وعذول

أولست طود الحلم والعفو الذى

لو زال هذا الدهر ليس يزول

وإذا دعت همم العلا أبناءها

فلانت جد جدودها وسليل

وإذا الطريق طريق كل مزية

ضلت فأنت إلى الطريق دليل

ص: 133

وإذا الوزارة قلدت فرشادها الـ

ـمتبوع أنت وغيرك التضليل

وإذا انتضيت العزم منك فإنه

سيف بأيدى الفاتكين صقيل

وإذا سخطت على الزمان بدا به

وجل يهين خطوبه ويديل

وإذا السياسة فاخرت بسراتها

فبأصغريك على الكبار تصول

وإذا السماحة ساجلتها أهلها

غمرتهم من راحتيك سجول

فلو أصبحت كف الغمام بخيلة

سقت البرية من يدك وبول

بالله ياغوث الطريد ويا أبا الـ

ـعباس يا من جوده مأمول

هذا ابن صنوك وابن نعمتك الذى

هو في أداهم شكرها مكبول

فلقد نزلت وفى اعتقادى أنه

ما إن يضام لدى الكرام نزيل

وأنا الذى لو لم تفيدنى اعتزا

زًا خامل بين الورى مجهول

لو لم تحى غمامة زهر الربا

لأتى عليه تصوح وذبول

ولقد ندمت ندامة الكسعى من

فعلى الذى هو فلتة مفعول

وتأوهى وتولهى وتملقى

وتواجدى شهدا على عدول

فامدد على من الرضاء سرادقا

يجلو الهناء وصدى الفؤاد يزيل

وامنح بفائقة الثريا بعلها

قد طال منه بها بكى وعويل

رضها إلى فإن روض مسرتى

مذ شح وابل وصلها لمحيل

إنى وحقك تائب توبا نصو

حا ليس ينسخ توبتى تنكيل

وأرى أقل حقوقها موتى إذا

غضبت على وأمرها مقبول

ولكم علينا يا منى أملى جميـ

ـل وافر متكامل وطويل

ص: 134

وقوله جوابا عن رسالة راسله بها المترجم مع صلة سنية وذلك قبل أن يقع بينهما تلاق جثمانى:

يا من بدا في سواد العين إنسانا

فوق الثرى لم أرى سواك إنسانا

رمنا تطاول ذلك العلا بتشـ

ـييد قباب من الثنا فأعيانا

ما زلت ترقى مقامات الجلال إلى

أن فقت في المجد أعيانا فأعيانا

لو حاول الدهر حسبانا لما بلغت

علياك باد وما أطاق حسبانا

يا يحمدى قر عينا إذ ظفرت بما

أعيت به كف يعرب وقحطانا

أنت البليغ متى تحز شبا قلم

أنسيت قسا بما تنشى وسحبانا

فداؤك النفس إذ كاتبتنا فلقد

كسوت والله جسما كان عريانا

روت أناملك اللطاف إذ كتبت

قلبا لأسجاعها العذاب غرثانا

كنا رماما لأجداث الخمول فها

كتابك اليوم بعد الموت أحيانا

أحببتنا عن سماع دون سابقة

والأذن تعشق قبل العين أحيانا

فكم مساو سترت وهي بادية

وبالمحاسن كم شنفت آذانا

ولم تذر غير مشغوف بنامقة

ولم تدع من بسوء القول آذانا

كذلك الغيث لا يأتى على دمن

لم ترو في غابر الأزمان تهتانا

إلا وغادرها تزهو مقلدة

درا نفيسا وياقوتا وعقيانا

فها كها كاختلاس الوصل من رشاء

غراء راجحة معنى وميزانا

صنع امرئ ليس في التجنيس همته

إلا إذا دون ما قصد له جانا

لنا قواف لما نريد قافية

لم يعرف الناس إيطانا وأكفانا

ص: 135

وقوله معتذرا عن تأخير المكاتبة، وراجيا سد باب أليم ألم المعاتبة.

لا والذى زان الكواعب بالحور

وأجال في وجناتها ماء الخفر

وأسال من كفيك أمطار الندى

ما عن قلى غيث الرسائل قد فتر

كلا ولا ملل هفا إعصاره

يوما فغار لحره ماء الفكر

لكن نزلت بموطن متبذل

لا مبتدا السفراء منه ولا خبر

فلكم طرقت مسار ركبان إلى

تلك الديار فما عثرت على بشر

ولكم صبا منكم أثارت صبوتى

فتلاطمت أمواج فكرى بالدرر

فنظمتها نظم الخريدة عقدها

وغدا لها ديوان شعرى مستقر

درر بها ديوان شعرى قد زها

وكذاك يزهو بين أنجمه القمر

ومتى ابتأست لنكبة أنشدتها

والدمع فوق محاجرى يحكى المطر

فأرى رفاق الحزن ظاعنة وأفـ

ـنان الغرام إليك رائقة الزهر

وحياة من ليست تبيد حياته

ومؤيد الدين المؤيد بالسور

ما مر ذكر (اليحمدى) بخاطرى

إلا ترقرق ماء عينى فانهمر

يا سيدا تعنو الوجوه لذكره

غيبا وتكبره العيون إذا ظهر

لا زلت في برد الوزارة رافلا

محمودة منك الشمائل والسير

محفوفة بلطائف محفوظة

طول الزمان من الحوادث والغير

ما هام صب أو هما ودق وما

فازت يد الملهوف عندك بالظفر

وقوله:

بأى لسان أم بأى بنان

وأى خطاب أم بأى بيان

ص: 136

أترجم عن أعجوبة الدهر ماله

إذا عد أرباب المكارم ثانى

فتى أثقلت ظهر الزمان هباته

وأصبح من خدامه الثقلان

أمل على الدنيا من العدل ما به

إلى الناس طرا أنصف الملوان

فلولاه لا أودى به الدهر ما نجت

بنات المعالى من يد الحدثان

فذاك أبو عبد الإله الذي أتى

لدعوته الرفدان يبتدران

وما لا لا الآفاق الاثلاثة

سنا اليحمدى الوهاج والقمران

همام يخاف الدهر من سطواته

ويرمى برضوى رعبه وأبان

متى ما يعد ينجزك إحسان وعده

وينقض من إيعاده الحسنان (1)

وزير به استولى الأمير على العدا

وعاش بخفضى نعمة وأمان

متى ما يرم أمنية عجزت بها

فوارس قيس مده بأمانى

وكم في حماه من وزير وكاتب

ولكن بكف اليحمدى القلمان

لكلهم من بأسه متضائل

وهيبته قرت بكل جنان

بكفيه بحر الجود والفتك بالعدا

فكم مرج البحرين يلتقيان

وكم في قضايا الدين حكم فانتضى

لها صارما لم ينضه الحكمان

(1) في هامش المطبوع: "المراد بها هنا حبلان وعند أهل المدينة يطلقان على السبطين وعند أهل البصرة على الحسن البصري وابن سيرين، ولا يصح أحد الإطلاقين هنا. وقد ورد في اللسان العربى أسماء كثيرة بلفظ المثنى ألف فيها كثير من العلماء وجمع منها حمزة الأصبهانى في آخر كتابه في الأمثال جملة وافرة جداً وشرح أكثرها وأورد منها أبو الحسن على مصباح الزرويلى في كتابه سنا المهتدى مائة وثمانية وعشرين كلمة وشرح الخفى والمبهم منها. انتهى مؤلف.

ص: 137

وكم في سماء الفقه جلى طوالعا

يرى الحق من أضوائها الاخوان

وإن تبغ أخبار الزمان فإنَّه ابـ

ـن بجدتها السباق يوم رهان

خليلى لا تعتب على متقاصر

فما لي على إحصا علاك يدان

وإنى وإن كنت امرءاً ذا بلاغة

وسحر البيان اليوم طوع لسانى

وكنت متى لاحت صوارم فكرتى

أتيت بما ينسى صريع غوان

فإنى طورا تصطفينى يد الهوى

فنجرى بميدان القريض بنانى

وطورا ترى ذاك الجلال رويتى

فأمسك من فرط الحياء عنانى

وقوله:

من لصب مولع بالجفاء

شف جسمى ولم يجد بشفائى

كلما خلت جمر شوق طفا زا

د اصطلاء الجوى على الأحشاء

رست صيد العنقاء إذ رست سلوا

نا وأخيب بصائد العنقاء

قلت للصحب ما الدواء فقالوا

ما لأدواء من صبا من دواء

حظ كل بني الصبابة تذرا

ف الدموع ودائم البرحاء

هم أناس موتى جسوما وأحيا

ء قلوبا سكرى بلا صهباء

حملوا الحب وهو أثقل من رضـ

ـوى وهم في نحولهم كالهباء

فارتدوه زيا شريفا وزادوا

في التصابى بأنفس شماء

كم ظريف أودت به لحظات

أوردته موارد الشهداء

فغدا في أيدى الرواة حديثا

بعد ما عاش في عنى أو رواء

فتمثل بعروة ابن حزام

إذ قضى النحب في هوى عفراء

ص: 138

لفتاة كانت تضئ كبدر

مزقت عنه حلة الظلماء

أو كظبى نقى نقى المحيا

صدته غرة بصيد الظباء

يتثنى غصنا ويفتر عن د

ر يرنو بمقلة حوراء

فتجنى من بعد ما قد جنى طر

في من ورد وجنتيه عنائى

ما بدا لي إلا وأوعدنى هجـ

ـرا كهجران واصل للراء

رث صبرى به وجسمى حتى

قد رثت لي في حبه أعدائى

كم بوعد أومى فعاد وعيدا

خلق أهل الجمال خلف الوفاء

كم أمانى راقبت من طول آما

لي فمالت بها يد الرقباء

كم ليال قطعتها نابغيا

ت أناجى تنفس الصعداء

كم دموع أذريتها كغمام

أو يد (اليحمدى) يوم سخاء

كعبة المجد والعلا بحر جود

لم يكدر عبابه بالدلاء

سيد لم يزل يرود العلا حـ

ـتى ارتدى بالمآثر الغراء

طار في كل بلدة صيته حـ

ـتى غدا في اشتهاره ابن ذكاء

حسبه مفخرا ورفعة قدر

أنَّه اليوم سيد الرؤساء

أعلم الأدباء في وقته بل

هو في الوقت أأدب العلماء

أحرز السبق في الصناعة حتى

فاق أهل الإنشاد والإنشاء

فإذا ما احتذت أنامله الأقـ

ـلام أبدى أرق ما أنت رائى

ما رأى الناس مثله لا ولم يظـ

ـفر به المنذر ابن ماء السماء

أو علا الأفق ماجد بمزايا

هـ مشى اليحمدى على الجوزاء

ص: 139

أبنى (يحمد) له فاشكروا حيـ

ـث حصلتم به على الكيمياء

قد بنت كفه لكم قبة المجـ

ـد ولم يبن مثلها من بناء

لم تقوض ولا تقوض حتى

يرجع القارظان (1) بعد اختفاء

إنما (اليحمدى) على الناس طرا

لسعيد من جملة السعداء

علم الله أنَّه لسداد الـ

ـرأي حق لصحبة الخلفاء

فحباه منها بما لم ينل قد

ما نديما جذيمة من صفاء

يا وزيرا في عصمة الوزرا لا

ح لنا كاليتيمة العصماء

بأبى أنت دع لسانى يرد من

حوض أمداحك الشهى الماء

ما أريد استقصاء مدح وهل ينـ

ـزح بحر مخضم بالركاء

أنا ظمآن إن وردت حياض الـ

ـمدح فيك استبعدت منها ارتوائى

منذ دهر والقلب صب وقد اتـ

ـعبت بيني وبينكم سفرائى

فقدمنا عليكم كى نقضى

بعض ما تقتضى حقوق الإخاء

واصطنعنا من الثنا حللا تقـ

ـصر عنهن صنعة الخنساء

وشيها مطمع ويجز من حا

وله من جهابذ الشعراء

كل بيت منها يحث إلى القلـ

ـب غراما كالمقلة النجلاء

(1) في هامش المطبوع: "تثنية قارظ والقارظ مجتنى القرظ وهو نبت يدبغ به أو يصبغ. قال الجوهرى: هما رجلان خرجا في طلب القرظ فلم يرجعا فضربت العرب بهما المثل في الغيبة الطويلة وفي تمديد المدة بما لا ينقضى وكلاهما من عنزة قال ذو الرمة:

وأنت غريم لا إخال قضاءه

ولا العنزى القارظ الدهر جائيا انتهى. مؤلف".

ص: 140

أنا شمس القريظ إن شئت أبدو

كى يرانى الورى وأنت سمائى

وعلى الشكر الجميل لما أو

ليتنى أنت أنت مذكى سنائى

هاكها سيدي ولا عيب فيها

غير مدح يسلى عن العذراء

لست بالراهب المريب ولا الرا

غب أثنى معرضا بالحياء

أنت كوالد الشفيق وحزم

بالفتى أن يبر بالآباء

ذاك أبقى للود وهي لي الشيـ

ـمة أقضى بحسن قضائى

وقوله:

بدت فأرتنا الصبح في وجناتها

وحيت بإيماء حذار وشاتها

وولت فكاد الترب يدمى بنانها

إذا ما مشت تختال في حبراتها

فتاة روينا من طلا الحب حين إذ

روينا حديث السحر عن لحظاتها

بدت وقلوب صاحبات من الهوى

فأصبحن سكرى من كئوس ظباتها

فما ظبية ترعى الخزامى بربوة

تراع لخفق الريح في أثلاتها

بأحسن منها يوم مرت عشية

وقد قصر الإعياء من خطواتها

تضئ كبدر الأفق والزهر حوله

إذا ما مشت تهتز بين لداتها

وعن كعبير المسك ضوع نشرها

كريحانة أهدى الصبا نسماتها

وقد ملأت رحب الإزار بردفها

كما ملأت عينى من عبراتها

ولاح لحانى في الصبابة كلما

رآنى طموح النفس نحو جهاتها

وقال اصح من خمر الصبابة ترشدن

وما ظن أن الرشد عند سقاتها

وقال أتلهو والليالى مناكد

فكن حذرا يا صاح من غمراتها

ص: 141

فقلت ومالى والليالى فإننى

أمنت بجاه اليحمدى أزماتها

فلو ساورته لانثنت وصروفها

مفللة والذل فوق قناتها

يداه يد يغنى عن السحب جودها

وأخرى يخاف الدهر من فتكاتها

يزاحم في نيل العلا وهو واحد

وما سقط الأقوام مثل سراتها

كذلك أعلام المناسك جمة

ولكن جماع الحج في عرفاتها

وأن مصابيح السماء كثيرة

وما الصبح إلا من طلوع مهاتها

به الدولة الغراء دام سكونها

فلا قدر الرحمن من حركاتها

ولا زالت الآمال تعشو لضوئها

ولا انقض نجم السعد من جنساتها

فدى لك نفسى أيها العلم الذي

به اعتصمت من دهرها وعداتها

إليك تناهى كل مجد وسؤدد

فدم في المزايا واصعدن درجاتها

بنيت قباب المجد أركانها التقى

ورصفت من غمر الندا شرفاتها

فلو جمرات العرب كن بواقيا

لما كان إلا أنت من جمراتها

لك القلم العالى الذي ببيانه

تكسر من سمر القنا شبواتها

وتفتض أبكار المعانى بحده

إذا احتجبت من عزها عن كماتها

ومنه بأحشاء الأعادى رواعد

قواتل لا ينجون من سطواتها

ودونكها غراء تغرى على الصبا

وها السحر كل السحر في لفظاتها

تشهيك في ترجيع إنشادها متى

بلغت بإنشاد إلى أخرياتها (1)

(1) في هامش المطبوع: "للمؤلف بحث خاص بالوزير اليحمدى ألقاه محاضرة في مؤتمر الثقافة العربية المنعقد بحاضرة تونس في شعبان عام 1350".

ص: 142