الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته: توفى في حجة الحرام عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن بضريح الولى الصالح سيدى محمد فتحا الغمارى حذو سيدى عمرو بوعوادة، من حومة حمام الحرة من الحضرة المكناسية.
318 - محمد بن الشريف الفقيه العدل مولاى عمر بن هاشم العلوى المدغرى
.
حاله: فقيه وجيه عدل رضى، من صدور العدول، وأعيان الأشراف، ملحوظ بعين التبجيل والتكريم بين قومه، كريم السجايا، سمح الأخلاق، فاضل نبيه، كان يتعاطى خطة الشهادة بالزاوية الإدريسية مدة، ثم رشحه أبو العباس بن سودة للنيابة عنه في القضاء بالزاوية المذكورة إلى أن أُعفى.
مشيخته: أخذ عن العلامة الصالح المتبرك به مولاى عبد المالك الضرير، وعن غيره ممن هو في طبقته.
وفاته: توفى زوال الاثنين ثانى جمادى الثانية عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن أمام الخارج من باب جامع الموتى بالمزارة الفوقية من الزاوية الإدريسية.
319 - محمد بن سميه بن هاشم العلوى الحرونى المدعو الشيخ التيكر
.
حاله: فقيه نبيه، مسن بركة نزيه، ذاكر متبتل، محاضر مستحضر، مقبل على شأنه، خلع لباس الدعوى وارتدى برداء الخمول والوقار، له اليد الطولى في نسج الأزجال الملحونة على أباع منوال وأحسن أسلوب، وكان يميل إلى التقشف، ولباس ما خشن من الثياب، وربما احترف بخدمة حب الزيتون وعصره زيتا.
عنَّ له يوما من الأيام لدى الوزير الصدر غرض من أغراضه الشخصية فذهب إليه لمحل مأموريته بالحضرة السلطانية، فوجد معه جلة أعلام منهم
أبو محمد العربى بن السائح، وجماعة يتجاذبون أطراف المذاكرة إلى أن قال بعضهم لمزيته صلى الله عليه وسلم، والمترجم وراء الباب مع أوباش الشرطيين غير مبالى به، وعليه أثواب رثة وسخة، فناداهم قائلا: يا فقيه المزية لا تقتضى التفضيل، فبهتوا وانقطع حديثهم، وصار بعضهم ينظر لبعض فقال لهم الوزير وهو إذ ذاك موسى بن أحمد: ما لكم سكتم؟ فقال المترجم مجيبا له من وراء الباب بقوله تعالى: {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85)} [سورة النمل: آية 85].
فاستدنوه إذ ذاك منهم، وقالوا له مثلك لا يجلس هنالك، وسألوه عن حسبه ونسبه وأين قرأ، وعمّن أَخذ فعرفهم بذلك وشاركهم في المذاكرة، فقالوا له: بين لنا معنى كون المزية لا تقتضى التفضيل، فقال: إن الوزير رعاه الله وأعز أوامره له من نفوذ الكلمة والأوامر المطاعة ما لا يحتاج إلى إقامة دليل عليه، إذ قد ميزه المولى تبارك وتعالى بجعل سر كلمة التكوين بين شفتيه، أرأيتم لو أمر بضرب أحدنا أو سجنه وإخراجه من هذا البساط مذموما مدحورا لامتثل أمره على الفور ونفذ بالفعل وفق ما أمر به، فهذه مزية له امتاز بها دوننا وهي لا تقتضى تفضيله، بل منا من هو أفضل منه، فأَنصت الكل لمقاله وأنصف، وله بالفضيلة الجميع اعترف، وأقدوه قدره، وقضى الوزير في الحال أمره، ثم إن المترجم تخلى في آخر عمره عن جميع الأشغال الدنيوية، ولازم الضريح العلمي، واشتغل بعبادة ربه حتَّى أتاه اليقين، ولم يزل نهما يتطلب العلم ويحضر مجالسه ويذاكر أهله إلى أن ختمت أنفاسه رحمه الله.
مشيخته: أخذ عن السيد المفضل بن عزوز، والسيد فضول السوسى، والسيد المختار الأجراوى، والسيد محمد بن الجيلانى السقاط، والسيد أحمد ابن سودة المرى، والحاج المختار بن عبد الله وشاركهم في جل شيوخهم، كالسيد مبارك بن عبد الله الفيضى، والسيد الهادى بادو، والسيد المهدى ابن سودة، والسيد العباس ابن كيران.
وفاته: توفى رحمه الله بالحضرة المكناسية في يوم الجمعة تاسع عشر حجة الحرام، متم عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن بالزاوية الكنتية بالصف الأول منها.
320 -
محمد القصرى شيخنا أبو عبد الله العبدرى (1) المكناسى الأصل والاستيطان والوفاة.
حاله: فقيه علامة مشارك، مدرس نفاع، كان في أول أمره يحترف بعمل الخبز، ثم أقبل على التعلم بجد واجتهاد حتَّى وجد ضالته المنشودة، فأكب على التدريس بحزم وعزم، وكانت له ملكة كاملة يقتدر بها على التدريس بدون مطالعة، وكان مقترا عليه في الرزق، ثم رشحه السلطان المولى عبد العزيز لإقراء إخوته وأعمامه ونفذ له مؤنة ضافية طعامية يومية وشهرية، تحسنت بها أحواله المادية، ثم حالت الأحوال وأُسقطت عنه تلك المؤنة ورجع لاشر مما كان عليه، ولم يزل صابرا محتسبا إلى أن لقى الله مع همة عالية، ونفس آبية.
مشيخته: أَخذ عن العلامة السيد فضول بن عزور، والعلامة السيد فضول السوسى، والعلامة السيد محمد بن الجيلانى الساقط وهو عمدته وغيرهم ممن هو في طبقتهم.
الآخذون عنه: أخذ عنه قاضى الأحواز المكناسية أبو العباس الناصرى، والعلامة السيد محمد الواسترى، وشيخنا السوسى، والفقيه السيد محمد فتحا بن مبارك الهلالي، والفقيه مولاى إدريس بن عمر المطهرى، ووالدنا المقدس، وشيخنا أبو على الحسن بن اليزيد، وجامع هذا الديوان عفا الله عنه وغيرهم من أعيان نجباء فقهاء مكناس.
320 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب 8/ 2843.
(1)
في الإتحاف: "العبدوى".